أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر كريم - لا معنى لمحاكمات نظام صدام حسين بدون ترسيخ الولاء لدولة القانون














المزيد.....

لا معنى لمحاكمات نظام صدام حسين بدون ترسيخ الولاء لدولة القانون


ثائر كريم

الحوار المتمدن-العدد: 980 - 2004 / 10 / 8 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ستبدأ محاكمة صدام حسين فى غضون شهرين وتنتهى قبل بدء الانتخابات العامة فى العراق فى مطلع العام القادم. هذا ما صرحت به مصادر متعددة فى وزارة العدل العراقية وغيرها من الجهات الرسمية. يبدو ان وزراة العدل والهيئة القضائية المشكلة من قبلها قد وضعت اللمسات النهائية، حقوقيا وقضائيا، استعدادا لمحاكمة رموز واركان النظام العراقي المخلوع.
ما هي، اذن، استعدادات الحكومة والقوى السياسية الملتفة حولها لاستثمار هذه المحاكمات، سياسيا وثقافيا واخلاقيا، بهدف توسيع طريق التغيير السياسي المضاد للاستبداد والشمولية الطائفية؟ استعدادات باهتة للغاية. بل يتراءى للمتابع ان الحكومة والقوى السياسية العراقية ليس لها اجندة سياسية وثقافية ذات شأن استراتيجي سوى الرغبة بمحاكمة اركان النظام وانزال القصاص العادل بهم.
الكتابات والمواقف المطروحة لحد الان عن موضوع محاكمات اقطاب نظام صدام حسين تدور كلها، تقريبا، حول معانى عاطفية ومحاور قانونية، اساسا.
افهم ان اصوات المجتمع المدني السائدة في العراق (وهي اصوات نادرة في الدول العربية!) تريد محاكمة الجلاد ورموز نظامه لينالوا عقابهم المناسب على جرائمهم الواسعة. وهناك اغلبية عراقية واضحة تتطلع بفارغ الصبر على رؤية مجرمي النظام في اقفاص الاتهام. وافهم، ايضا، ان انشغالات المؤسسة القانونية تتركز على توفير الادلة والقرائن الثبويتة لتحديد مسؤولية النظام عن سلسلة طويلة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية والتي ارتُكبت على مدى العقود الثلاثة، ناهيك عن الالاف من جرائم الحق العام والخاص والتعذيب وغيرها. وهي خروقات فظة لحقوق الانسان كثرت انواعها واتسعت مستوياتها وعظمت آثارها في العراق.
مع هذا، فان البعد العاطفي والقانوني يتعلق اساسا، بالماضي. من المهم لنا كعراقيين ان نرى بأم اعيننا حقائق هذا الماضي. ان نساءله بعقولنا ونحاكمه بضمائرنا. وان نحاور ضمائرنا عبره، ايضا. هذا مهم، بلا شك. ولكن الاكثر اهمية استبصار المعانى المستقبلية عبر هذه المحاكمات واستشرافاتها. لذلك، يفلت من الحوار بعد تربوي وتحويلي ينبع من هذه المحاكمات. بعد تتحمل مسؤولية الاضطلاع به الحكومة العراقية والقوى السياسية صاحبة التغيير في العراق. اذ انه بعد استراتيجي فادح الاهمية، وخصوصا على مستوى الثقافة السياسية والهوية الوطنية.
اذ يجب على قوى التغيير الحقيقية ان تجعل المحاكمات وسيلة للتنوير الثقافي السياسي بقيم التعددية والعدالة والشفافية. ولابد ان تجعلها منعطفا للتغيير الذهني لعقل الانسان باتجاه الانفتاح نحو افق الحرية.
ومن المهم، ايضا، ان تصبح المحاكمات دليلا ساطعا على ان احتكار السلطة والثروة، اذ يمر، بالضرورة، عبر سحق ومصادرة الحريات السياسية والمدنية فانه ينتهي بحملات التعذيب والتصفية العرقية والقتل بالجملة. ليصب اخيرا بكوراث الحروب والتفكك الاجتماعي والسياسي.
ولامفر من ان تتحول المحاكمات، فضلا على كل ذلك، الى مناسبة لنقد الذات العراقية، لادراك المسؤولية الشخصية لكل عراقي في اعلاء صوته دفاعا عن حرية التعبير والرأي والتنظيم، وضد أي اعتداء سلطوي على حريات الانسان المدنية والسياسية.
وأخيرا، والاهم، ان تكون كل لحظات المحاكمات استقطارات مستمرة لفكرة الولاء لدولة القانون الوطنية في ضمير وعقل الانسان في العرق. الوحدة الوطنية هي وحدة الولاء لدولة القانون الوطنية، وحدة علاقات اجتماعية سياسية ثقافية. انها وحدة فضاء افقي تفاعلي واحد قائم على وحدة ولاء عامودي لدولة القانون. ومن المطلوب على الحكومة وقوى المجتمع المدني ان تجعل المحاكمات وقفة مطولة لترسيخ وحدة الولاء لدولة القانون.
للتغطية الإعلامية العلنية للمحاكمة أهميتها القصوى فضلا على السماح لاكبر عدد من قوى المجتمع المدني بحضورها. ولكن التغطية الاعلامية لا تكفي ولا تسد الغرض من مغزى المحاكمات ومعناها العميق.
على الحكومة، اذن، مسؤولة سياسية واخلاقية في تحويل محاكمات مجرمي نظام صدام حسين الى سياق شعبي يفتح عقل وضمير الانسان على افق الحرية والعدل ونبذ الطغيان. ولعل تأسيس لجنة للثقافة السياسية، ارتباطا بهذه المحاكمات، يمثل خطوة في هذا الاتجاه.
لا معنى لمحاكمات اركان نظام الاستبداد والشمولية الطائفية بدون استثمارها، على مستوى جماهيري عريض، لترسيخ روح الولاء لدولة القانون والتعددية.



#ثائر_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقود الارهاب في العراق: بعثيو صدام حسين ام الاصولية الاسل ...
- هل هناك افق للتغيير الديمقراطي في العراق؟


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر كريم - لا معنى لمحاكمات نظام صدام حسين بدون ترسيخ الولاء لدولة القانون