أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - بعد خطاب الوداع لصدام بن أبيه هلوسات الدكتاتور .. وأحلام علاء اللامي ؟















المزيد.....

بعد خطاب الوداع لصدام بن أبيه هلوسات الدكتاتور .. وأحلام علاء اللامي ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 215 - 2002 / 8 / 10 - 01:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

والمشهد السياسي الداخلي في العراق سيشهد خلال الأسابيع القادمة تطورات دراماتيكية وتاريخية على صعيد الإنفراج عبر كنس الديكتاتورية وحكم الإرهاب البعثي بشكل نهائي وحاسم من أرض الرافدين فإن أطرافا عربية وإقليمية وحتى دولية تقف اليوم مشدوهة وهي تتأمل الرحيل القريب واللا مأسوف عليه لواحد من أقذر وأبشع الأنظمة الديكتاتورية المهزومة في تاريخ البشرية المعاصر ! ، وأزاء هذه الصورة والتحركات الجارية حثيثا في المنطقة فإن رحيل صدام ونظامه سيكون بدون شك الركيزة الأولى لتغييرات ومتغيرات عديدة ومثيرة ستحط رحالها في منطقتنا ، فنظام البعث العراقي الذي جاء للسلطة عبر القطارات والدسائس الأجنبية في أواخر عقد الستينيات من القرن المنصرم قد إستنفذ مبررات وجوده وماعاد متلائما مع الصورة العالمية الجديدة كما أنه أفلس نهائيا بعد أن خدم طويلا وحثيثا لخدمة المخططات الدولية لتمزيق المنطقة وتدمير العراق وإمرار العديد من المشاريع المشبوهة التي ماكانت لتمر لولا وجود نظام على النمط الصدامي ، لذلك فإن مصيره النهائي قد وصل لمحطته الأخيرة بشكل واضح لاتخطيء العين الخبيرة قراءة دلالاته ، والنظام ذاته يعرف هذه الحقيقة ويتلمسها لمس اليد خصوصا وأن الأوراق التي يتلاعب بها ويحاول عبرها تأجيل مصيره المحتوم جميعها أوراق قديمة ومحروقة ولافائدة منها ، فاللجوء لبعض الأطراف العربية والتمسك بعباءة التضامن القومي الذي كان هو ذاته أول من أجهز عليه لم يعد يقدم أو يؤخر كثيرا ، كما أن العودة لسياسة الرشوة القومية وشراء الذمم والضمائر وحشد الأنصار والأعوان لم تعد تجدي نفعا ! كما أن ركوب موجة النضال الشعبي الفلسطيني ومحاولة إختراق التنظيمات الإسلامية الفلسطينية من أجل خلط الأوراق وخلق أجواء إقليمية معرقلة لتصفية الحسابات معه قد باتت لعبة مكشوفة ينبذها الفلسطينيون قبل غيرهم خصوصا وأن العديد من أحرار فلسطين يعلمون جيدا بحجم الدور التدليسي والمتآمر للنظام العراقي الذي يتاجر بشكل مفضوح بالقضية الفلسطينية في بازار العمل القومي المزيف .

ولا يملك النظام العراقي اليوم سوى بعض المحطات الإرتزاقية المعزولة والمعروفة والمشخصة بعدائها للشعب العراقي وحريته وكفاحه التاريخي للتحرر من الظلم والهيمنة والإستعباد ، وهي محطات صحافة الإرتزاق والهمبكة والضحك على الذقون والتي تعمل على نشر الدعايات والأباطيل على صورة المستقبل العراقي بعد رحيل القتلة والجلادين!! وهي كلها ألاعيب خائبة لأطراف خائبة ستفقد مصدر رزقها في القريب العاجل .

النظام العراقي بدوره قد أخذ في الآونة الأخيرة يكثر من إظهار التصريحات البائسة والمضحكة لزعيمهم الملهم المهزوم ومن يستمع لتلكم التصريحات والأقوال يخيل إليه أنه يستمع لمومياء محنطة وهي تتحدث ! فالجمل والتراكيب مقطعة ومأزومة ومتحشرجة تعبر عن حالة إختناق نفسي رهيبة ! ، كما أن العبارات بالية وقديمة لاتراعي الحالة التطورية الهائلة للأوضاع السياسية في العالم ! ، كما أن العجز والقشل والخوف من المجهول قد بات السمة المميزة لنظام عاش طويلا على الدجل وعلى التغطية الإعلامية لعوراته ومثالبه من الأعوان والحلفاء فلما إختفى كل ذلك إنكمش النظام على عقبيه ليكون ملوما مدحورا يعيش إرهاصات سقوطه القريب المرتقب والذي ستبتشر له قلوب المؤمنين والذي سيكون البداية الفعلية لتهاوي أوكار الدجل والتخلف والتسلط .

وقضية الإستفتاء الرئاسي المضحكة التي سينظمها النظام الآيل للسقوط في تشرين القادم ماهي إلا تكريس بائس لتصرفات قديمة يحاول بها خداع الآخرين في الوقت الذي لايخدع فيه إلا نفسه !! فهذه اللعبة قد إبتدعها النظام بعد إنشقاق المقبور حسين كامل عام 1995 والذي جعل فرائص النظام ترتعد رغم تفاهة حسين كامل وعدم تشكيله لأي خطر جدي على النظام ! ، واليوم يحاول النظام العودة لنفس التكتيك البائس وخداع العالم بالديمقراطية البعثية التي تحدد فترة حكم الرئيس بسبعة أعوام مستمرة حتى آخر العمر ؟!! وهي لعبة بائسة تحاول الإلتفاف على المطلب الوطني الأول والأخير وهو مطلب إسقاط النظام الفاشي المجرم المهزوم وإقامة البديل التعددي الدستوري الديمقراطي الذي يمكنه بناء العراق بصورة عصرية حديثة تعوض كل سنوات التخلف البعثي السوداء .

وطبعا إنفتحت شهية العديد من الأطراف العربية والإقليمية التي يهمها إستمرارية النظام الحالي لأسباب وذرائع مصلحية مختلفة تبدأ من الخشية من عدوى الديمقراطية القادمة في العراق ولاتنتهي بالخوف على بعض المصالح الإقتصادية التي ستتضرر في حالة عودة الروح والعافية للإقتصاد العراقي !! فليس سرا أن هنالك العديد من الأطراف المستفيدة من إستمرارية الحصار ومن منهج النظام الإقتصادي الأعرج أيضا الذي يجعل الإقتصاد الوطني بيد العصابة الحاكمة وحيث تتحكم هي وحدها بعمليات التعامل الإقتصادي وإقامة شبكات العلاقات السياسية والإستخبارية المكملة لها ! ثم أن حالة النهوض العراقية التي ستعقب رحيل النظام ستجعل من العراق ساحة عمل واسعة ومغرية وبكر للعديد من المشاريع الإقتصادية والصناعية والسياحية وبما يهدد مراكز أخرى في المنطقة ! ولكم أن تتصوروا الدور السياحي الهائل الذي سيلعبه العراق الجديد في العالم ! فعوضا عن كون العراق معقل الحضارات القديمة ونقطة الإشعاع الحيوية في التاريخ

الإسلامي ، فإن ماتضمه أرضه من خيرات وما ينعم به من أجواء ومناخات مختلفة ومايحتويه من تنوع هائل في مختلف المجالات سيجعله قلعة كبيرة من القلاع السياحية في العالم بعد أن إبتعد كثيرا عن ذلك الدور ، فأين مراكز الصدفة السياحية من مايمثله العراق ومستقبله !! ، لذلك فإن إسقاط النظام المهزوم ليس هدفا بحد ذاته بقدر ماهو ضرورة وطنية ملحة من أجل مستقبل الأجيال العربية القادمة.

لذلك فأن جميع هلوسات النظام وتخرصات حلفائه ومريديه ماهي إلا تخبطات غريق سيغرق في أوحال جرائمه وخطاياه.

وخطاب صدام بن أبيه في يوم النصر المزعوم مؤشر على مدى الإنهيار الذي يعاني منه نظام القتلة وإذا كان بعض المدافعين عن النظام من حملة الشعارات الوطنية المزيفة يتحينون الفرص للنيل من المعارضة العراقية عبر إقتراحاتهم الوهمية لحل المسألة العراقية كما فعل ويفعل الرفيق المشاعي علاء اللامي والذي يملأ الدنيا زعيقا وإتهامات ضد المعارضين الإحرار وكأنه الشريف الوطني الوحيد في الكون فإن خطاب بن أبيه الأخير قد حسم الموقف بلارجعة فهذا الدكتاتور المتغطرس يرفض أي مخطط للإصلاح والتغيير ولاداعي بعد ذلك لتنفيس الأحقاد عبر التلاعب بالمشاعر الوطنية وبتجيير المواقف لصالح نظام بن أبيه الإيل للسقوط والإنقراض كأي حيوان خرافي نافق ، فليكف المدعون عن  هرائهم وليعلم المناضل المشاعي السويسري علاء اللامي بأن العراقيين ليسوا عبيدا عند سيادته ليحدد لهم ملامح الطريق ؟ وسأعود لهذا الموضوع لاحقا!.

فلقد آن للسيد علاء اللامي أن يعرف حجمه ولايتهاون بمشاعر العراقيين ؟ ولايعيرنا بمآثره المشاعية وتضحياته السويسرية فهو يتعامل مع الشأن العراقي  وكأنه مستشرق حينما يصف السيد الحكيم بالشيخ الحكيم ؟؟ وكأنه سيء الذكر المرتزق عبد الباري عطوان ؟ فتضحيات السيد الحكيم لايصل لقلامة أظفرها اللامي وأمثاله من تجار الكلام (الخرط)! كما أن الدماء العراقية التي يخاف عليها اللامي قد ذرف صدام بن أبيه منها مليارات اللترات دون أن يحرك اللامي ساكنا وليس بقايا الشمولية والشيوعية من يحدد للعراقيين منهجهم ؟ نتمنى لو أن علاء اللامي وضع حلولا واقعية للأزمة العراقية ... وليست حلول عبد الباري والمسفرومصطفى بكري والرفيقة المناضلة حميدة نعنع ؟؟ ... فياأيها اللامي رفقا بمشاعر الأحرار ؟.

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقزام ومرتزقة لبنان ... ومصير الطاغية ؟
- السياسة الإيرانية...... وحرمة الإسلام ؟
- فائزة رفسنجاني ... ونساء العراق ؟
- الإسهال في العمل السياسي المعارض ..؟ ما حكاية الحركة الوطنية ...
- أيها الكويتيون ....................... أما كفاكم جبنا ؟
- ثعابين صدام في الساحة العربية حتى أنت ياوليد جنبلاط ؟
- المجلس العسكري العراقي .. أعاجيب وتوجهات ؟
- اللعب في الوقت الضائع ؟ فزعة إقليمية غريبة لإنقاذ نظام صدام ...
- بين مناورات عرب التعويم وتحركات عرب الإبتزاز هلوسات ديكتاتور ...
- حتى في باريس ... لماذا يكون العراقيون ضحية للإبتزاز القومي ؟
- موت العراقيين .... وتجارة الخليجيين ؟
- الموقف السعودي من التغيير في العراق ... عودة الشيخ إلى صباه ...
- بعض شيوخ الخليج ... والفزعة الجاهلية لإنقاذ صدام ؟
- لماذا لايدعو النظام السوري لمحاكمة صدام عربيا ؟
- لماذا ننتقد النظام السوري بقسوة ...؟
- لماذا يتضامن النظام السوري مع ... العملاء ؟
- أنظمة النعاج الإستنساخية العربية ...... والمعارضة العراقية ا ...
- النظام السوري .. وصدام ... وسيف العروبة المثلوم ؟
- الدفاع السوري عن نظام صدام ... وإسطوانة التقسيم المشروخة ؟
- أسلحة صدام السورية ... وقتل العراقيين بيافطة التضامن القومي ...


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - بعد خطاب الوداع لصدام بن أبيه هلوسات الدكتاتور .. وأحلام علاء اللامي ؟