حان وقت الانتفاضة الشعبية لاسقاط السلطة البعثية السورية أيضا

شيراز محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 17:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كما هو معلوم للكثير من المراقبين والمهتمين، فان الشعوب السورية بعربها، كوردها، علوييها، دروزها ومسيحييها بشكل عام تعاني منذ عقود عديدة من الاضطهاد السياسي والاقتصادي والاجتماعي معا، بالاضافة الى الاضطهاد القومي بالنسبة للشعب الكوردي خاصة، وذلك من جراء حكم السلطات البعثية المتعاقبة الاستبدادية والعنصرية حتى هذا اليوم. تلك المعاناة القاسية التي تتجلى في قمع حرية الآراء السياسية والفكرية وحظر تشكيل الأحزاب والجمعيات السياسية والاجتماعية المعارضة الحقيقية، احتكار السلطة لحزب البعث الأوحد, فرض قوانين جائرة بخصوص الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتزويرها غالبا، منح امتيازات خاصة لفئات معينة من الطلبة البعثيين بخصوص درجات والمنح الدراسية وهكذا للعمال والموظيفين البعثين بخصوص العمل والتوظيف لدى الدوائر والشركات العامة، البطالة وتفقير أقسام واسعة من الجماهير، غلاء الأسعار وتدني الأجور، تفشي فساد هائل من النهب للمال العام والرشوة والمحسوبية، عدم الاهتمام المطلوب بتشكيل البنية التحتية العصرية وغيرها، بالاضافة الى معانات الكورد القومية أيضا.
فبعد أن تمكنت الشعوب والنخب التونسية والمصرية عبر انتفاضاتها وثوراتها من اسقاط النظامين هناك خلال عدة أسابيع وبتضحية عدة عشرات من الشهداء، يتبين أنه رغم حدة القمع والاستبداد تتمكن الشعوب بارادتها الجامعة من القضاء على السلطات الظالمة والعنصرية خصوصا في هذا الوقت الذي فيه
أصبح الاتحاد الأوروبي وأمريكا يضغطون على تلك السلطات بعدم استخدام القوة العسكرية ضد الشعوب المنتفضة مدنيا.
في مجرى رياح التغيير الآتية و الأجواء الأقليمية والدولية المهيئة ولأسباب معاناة الشعوب السورية الصعبة على مدى ثمانية وأربعين سنة تحت حكم السلطات البعثية القمعية والعنصرية الناهبة قد حان الوقت تماما بأن يبدأ توحيد وتنظيم صفوف الشعوب السورية ونخبها وقواها السياسية المعارضة للنظام من أجل اشعال انتفاضاتها الشعبية الواسعة والشاملة في كافة المحافظات وألأقاليم السورية بغية اسقاط تلك السلطة البعثية الحاكمة والاتيان بحكومة ديموقراطية وبرلمان منتخب بحرية وشفافية كاملة تمكن من وضع اللبنات الأساسية لنشر الحريات العامة وتطبيق العدالة الاجتماعية وحل المسألة الكوردي على أساس اتحاد فدرالي أو كونفدرالي اختياري مطابق لمبدأ حق تقرير المصير للشعب الكوردي هناك وفق المواثيق القانونية الدولية المعنية بذلك.
في هذا الاطار، من الأهمية جدا بمكان أن يتم تأمين تنسيق وتفاهم جديين مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا وبأن يستفاد من تجارب ثورتي الشعوب التونسية والمصرية أيضا بصدد تهيئة واعداد الانطلاقة الأولية للانتفاضة الشعبية في سوريا وجريانها المتواصل حتى تحقيق اسقاط تلك السلطة.
فقد بات واضحا بأن تلك السلطات وقادة جيوشها لم تعد تتجرأ على اصدار أوامر القتل والتدمير الكبيرين ضد الشعوب المنتفضة سلميا وذلك خوفا من تعرضهم الى الملاحقات المرتقبة من قبل المؤسسات والمحاكم القانونية والجنائية الدولية المستحدثة خلال الأعوام الأخيرة، أي بعكس الظروف السابقة التي خلالها كانت السلطات الدكتاتورية والعنصرية تستخدم القوة العسكرية المفرطة ضد الشعوب المقموعة والمضطهدة المنتفضة والتي كانت تسبب ابادات جماعية وتدمير كارثي لمناطقها السكنية ودون أن يكون هناك رادع دولي معين يضغط أو يلاحق المسؤولين عن تلك الجرائم الوحشية.
لذلك وطالما يتوفر بعد هذا المناخ المناسب لصالح الشعوب المقموعة والمضطهدة، فينبغي على الشعوب السورية المقموعة أيضا أن يستثمره جيدا وليهب بجرأة وعزم للانتفاضة العارمة بغية التحرر من حكم تاك السلطة الاجرامية الوحشية، وذلك قبل أن تتبدل الظروف المهيئة الحالية.

#شيراز_محمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات