أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نائل جرجس - التحولات الديمقراطية في العالم العربي بين الديكتاتورية والإسلاموية














المزيد.....

التحولات الديمقراطية في العالم العربي بين الديكتاتورية والإسلاموية


نائل جرجس

الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 11:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ترزح المنطقة العربية منذ عقود تحت نير أنظمة تسلطية استبدادية أدّت إلى نهب ثروات الشعوب واغتيال العقل وكسر الأقلام والزج بالسجون في كل من يتجرأ على معارضتها حتى بوسائل سلمية مكفولة بالقوانين، وهذا ما أدّى إلى غياب أية معارضة حقيقية أو مناخ ديمقراطي يسمح بالنقد البنّاء وبوضع حدّ لتسلط هذه الأنظمة.

إلا أنه يبدو بأن قواعد اللعبة السياسية بدأت بالتغير في الآونة الأخيرة ولاسيما بعد الأحداث المتتالية والسريعة التي يشهدها العالم العربي وخاصة الاحتجاجات الشعبية السلمية في كثير من الدول العربية وخاصة ثورتي تونس ومصر الشعبيتين اللتان أطاحتا بكل من الدكتاتور زين العابدين ونظيره مبارك.

وهنا لابدّ من الإشارة بأن التحولات الديمقراطية المرجوة محفوفة بالمخاطر ولاسيما وأنّ الأنظمة المذكورة قد نجحت في غسل العقول خاصة عن طريق النظام التعليمي وتغييب ثقافة حقوق الإنسان وأخيرا وليس آخرا تغييب الحياة السياسية وهذا ما أدّى إلى نمو تيار ديني متطرف نجح بجذب شريحة شعبية واسعة، بدعم مباشر أو غير مباشر من أنظمة الاستبداد. حيث لم تكف هذه الأخيرة من التشدق بعبارة "إمّا نحن أو الإسلاميون" وهذا التعبير نفسه لطالما استخدمته بعض الأنظمة الغربية بتحريض من إسرائيل من أجل إجهاض أي مشروع ديمقراطي وطني يثور على أنظمة الاستبداد التي ساهمت وبجدارة باغتصاب الأراضي العربية وحقوق الشعب الفلسطيني.
فإسرائيل على يقين بأنّ زوال أنظمة الاستبداد والتحول الديمقراطي يؤدي حتما إلى نهاية فوقيتها وانتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي، لأن ميزان القوى سيكون حتما بمصلحة شعوب المنطقة العربية التي يبلغ عددها مئات الملايين مقابل بضعة ملايين من الإسرائيليين اللذين نجحوا بتكبيل كل القاطنين في العالم العربي عن طريق الديكتاتوريات. إنّ قيام أنظمة ديمقراطية في العالم العربي يؤدي إلى تقوية الاقتصاد عوضا عن نهب المقدرات وبناء جيش قوي وشعوب متماسكة قادرة على استرداد الحقوق المسلوبة منذ عقود من قِبل إسرائيل.

وللعودة إلى عبارة "إمّا نحن أو الإسلاميون" أو أنّ "الديمقراطية والانتخابات النزيهة تفرز إسلاميين"، وهو أيضا ما تشدّق به الإسلاميون المتطرفون أنفسهم، فإننا نقول بأنّ هذه "الديمقراطية الإسلاموية" غير مقبولة ومتعارضة تماما مع مفهوم الديمقراطية الحديث الذي أفرزته لنا الحضارة الإنسانية بجميع مكوناتها. حيث أنّه من المغالطة قصر الديمقراطية على الانتخابات لأنّ الديمقراطية جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان وهذا ما أكّده صراحة إعلان وبرنامج عمل فيينا لعام 1993 الذي جاء في فقرته الثامنة بأن " الديمقراطية والتنمية واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، أمور مترابطة ويعزز بعضها بعضا".

بالنتيجة فإنّ أي تشريع قانوني، حتى لو تمّ سنّه عن طريق استفتاء شعبي، يجب أن يحترم حقوق الإنسان والأقلية مهما صغر عددها. ولتوضيح الفكرة، فإنّ القوانين التي ينوي تطبيقها هؤلاء الإسلاميون المتطرفون في حال وصولهم إلى السلطة تتعارض كليا مع منظومة الديمقراطية هذه. فالتمييز الديني وقتل المرتد عن الدين، كما هو منصوص عليه صراحة في القانون السعودي والإيراني، يتعارض مع حق الإنسان في الحياة و مع الحرية الدينية. كما أنّ جلد النساء ورجمهم كما يحدث حاليا في السودان، وغيرها من العقوبات اللاإنسانية ( التعذيب) يتعارض أيضا مع هذه الديمقراطية. وفي المقابل إنّ أي قانون تنتجه شعوب بعض الدول الأوروبية، كحظر المآذن أو طرد العرب أو...، يتعارض بدوره مع الديمقراطية.

ومن هنا تبدو أهمية أنسنة وتحديث الدساتير العربية التي لا تزال تُهيمن عليها الهوية الأيديولوجية والسياسية للأنظمة الحاكمة، وكذلك تشديد الرقابة الدستورية سواء على القوانين الحالية أو على مشاريع القوانين بشكل يؤدي إلى استبعاد كل ما يتعارض مع هكذا دساتير وبالتالي مع منظومة حقوق الإنسان بمفهومها الدولي.

والخلاصة بأنّ التغيير قد أصبح أمرا لا محال منه ولكن لا مجال للسماح لأي نظام سياسي يفرزه لنا صندوق الانتخاب باضطهاد الإنسان وقمعه بأسم التشريعات الديمقراطية أو الديمقراطية لأن هذه الأخيرة وُجدت لمصلحة الإنسان واحترام حريته وحقوقه وإنسانيته وليس لسحقه من أجل السلطة.



#نائل_جرجس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستورية انتقال السلطة في تونس
- من الإسلام دين الدولة والاعتراف بيهودية إسرائيل إلى العلماني ...
- مؤسسة الزواج الديني في الشرق الأوسط : انتهاكات مستمرة لحقوق ...
- دفاعا عن المسلمين وعن حقوق الإنسان
- دراسة قانونية : مدى انطباق مشروع قانون الأحوال الشخصية السور ...
- برنارد ستازي: العلمانية تعني التسامح أولاً
- غزة: وهمية أم حقيقية (بقلم إيلان بابي)
- العلمانية : آلية مؤسساتية و كفاءة أخلاقية


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نائل جرجس - التحولات الديمقراطية في العالم العربي بين الديكتاتورية والإسلاموية