|
مستقبل العلاقات الدولية
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 09:02
المحور:
المجتمع المدني
لن نستطيع اليوم القول بأن أمريكيا تريد الإسلام أن يحكم في الشرق الأوسط لوحده أو أنها تريد أن تنصر فئةً غالبة على حساب فئة أخرى مقهورة بل تريد الاعتراف بحق الجميع في الحكم وتداول السلطة من خلال المؤسسات المدنية وتفعيل الحوار ومناهضة العنف ضد المرأة وضد الناشطين السياسيين وليس من خلال أجهزة قمع وترهيب فردية يديرها طغاة وعصابات سواء أكان إسلاما شيعيا أو سُنيا وتريد الولايات المتحدة الأمريكية أن تقيم علاقات طيبة بين مؤسساتها المدنية وبين كل الاتجاهات السياسية الموجودة على أرض الواقع مثل الإسلاميين ورابطات الكُتّاب واتحادات الكتاب والاتحادات النسائية ومنظمات حقوق الانسان وكل ما له صلة بحق التعبير وضمان الحريات الشخصية من خلال تعزيز مفهوم دولة القانون والمؤسسات .
من هنا سنفهم بأن مستقبل العلاقات الأمريكية العربية سوف يكون بين الشعوب العربية والشعب الأمريكي وكذلك ستكون العلاقة بين الشعوب العربية والأوروبية على شكل مؤسسات مجتمع مدنية ولسوف يتطور في بضع سنين بين مؤسسات مدنية ومؤسسات مدنية أخرى ولن يكون بين الولايات المتحدة ورؤساء الحكومات العربية والملوك العرب وهذا الشكل من العلاقة الجديدة تحدده الآن في الدول العربية كثافة تأسيس النقابات ومؤسسات المجتمع المدنية والثقافية والجمعيات الخيرية ومنظمات حقوقية تعني بالمساواة بين أجناس البشر وعلى رأسها المساواة بين المرأة والرجل وهنالك أخطاء علمية في رسم شكل العلاقات الدولية ومستقبلها وهي لن تكون علاقة عدائية أبدية كالعلاقة بين القط والفأر العدائية أو كالعلاقة بين الضبع والأسد العدائية أو كالتي بين الأفعى والإنسان فهذه العلاقات قد انتهت وزالت حتى أن شكل العلاقات العربية الإسرائيلية سوف يتغير نهائيا من شكله الحالي إلى شكله المستقبلي الذي كنا ننظر إليه بأنه سيتحقق بعد 100 عام على أقل تقدير, ولكن بوادر التعيير اليوم ترسم الشكل الحقيقي للعلاقات الأمريكية العربية وللعلاقات الأمريكية الشرق أوسطية وأيضا للعلاقات الإسرائيلية العربية,وأيضا العلاقات العربية العربية ومستقبلها, هذه العلاقات لن تكون صاحبة مرجعيات استخبارية تتقدم فيها مصالح الحاكم على المحكوم بل ستكون على الأغلب علاقة مؤسسات مجتمع مدنية ترتبط بين بعضها البعض بثوابت حقوق الانسان وحق انخراطه في المؤسسات المجتمع مدنية وحق تقرير المصير الفردي مثل الرابطات والنقابات والجمعيات والاتحادات العمالية والنسائية وتعميق مفاهيم دولة القانون والمؤسسات التي من واجبها فقط لا غير تعميق تلك العلاقات وحماية مصالح المتعاطين بتلك المؤسسات وتعزيز مفهوم حقوق المواطن الشخصية والسياسية في التعبير عن نفسه من خلال انخراطه في شكل المؤسسة التي تتلاءم معه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار سواء أكانت دينية أو مدنية والاعتراف الكامل بحق اقامة الكنائس حتى في قلب العواصم العربية الاسلامية والمساجد حتى في قلب العواصم المسيحية حتى المثليين الجنسيين لهم حق المشاركة الفعلية من مثليين ومثليات بين بعضهم البعض وإقامة شراكة حقيقية بين بعضهم البعض التي تكون في الشكل القديم بين الرجل وبين المرأة , ولسوف تتطور العلاقات المستقبلية بين الدول وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية والعالم العربي من خلال مد جسور التعاون بين القطاعات الخاصة وسيكون الانسان هو الهدف من كل تلك العلاقات الحديثة بحيث تكون حقوقه كإنسان هي محور البحث والتطوير على اعتبار أن للإنسان كيان شخصي ومشاعر يجب احترامها وتعميق مفاهيمها من خلال دعم حقوق الانسان ولسوف تنشأ هذه العلاقات بين المهتمين والمهتمات بأنشطة مدنية وأنشطة ذات دلالات رمزية ولسوف يتم الاعتراف الكامل بحقوق الانسان وبأي تصرف ينشأ عن رغبته حتى لو أراد أن يقيم علاقات جنسية بين المثليين قانونية فلسوف يتم الاعتراف بتلك العلاقة مثلها مثل أي علاقة أخرى لا نراها غريبة ولسوف تنطلق العلاقات أو تتغير في مضمونها من الاتصال المباشر بالدولة إلى الاتصال المباشر بين المؤسسات المدنية الدولية من أجل الدعم المالي والتأييد وإقامة النشاطات المشتركة بين النقابات والصحافة والإعلام ولسوف ينتقل دور الدولة والحاكم من دور المهيمن والمسيطر إلى دور المراقب والراعي فقط لا غير.
وهذه البنود وما نصت عليها الاتفاقات الدولية سنتخيلها الآن وقد قامت وظهرت على حيز الوجود حين نتصور بأن الأنظمة العربية الحالية قد تزحزحت عن الحكم فلم تعد تحكم بمؤسساتها القديمة وعلى رأسها الحاكم والمخابرات بالحديد وبالنار بحيث تحدد مخابرات كل دولة عربية مع الأخرى من يستفيد من برامج العمل والتشغيل والثقافة وذهب البعض إلى أن أحداث 11-أيلول, هي الشكل النهائي للعلاقات الأمريكية العربية والشرق أوسطية إلى الأبد, وبأن هذه العلاقة هي العلاقة النهائية والتي ستبقى تحدد النظرة المستقبلية بين نظرة أمريكيا للدول العربية على أنها دول في غالبيتها إرهابية وبين نظرة المواطن العربي للولايات المتحدة الأمريكية على أنها عدوه اللدود, فهذه النظرة بعد سقوط نظام الطاغية في تونس والطاغية في مصر قد تغيرت.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أجاك الخلع يا تارك الديمقراطية
-
من الذي يغير شكل العالم اليوم؟
-
أناقة محمد أنور السادات
-
فساد الملوك لا يحتاج إلى دليل
-
نص كلمتي بمناسبة عيد ميلاد ولدي علي اليوم
-
مأساة أللواء محمد نجيب,أول رئيس لجمهورية مصر العربية
-
وسادتي
-
ليس لدينا كرامة ندافع عنها
-
من يستفيد من هذا الدرس؟
-
المسحوق الأردني
-
فشل المخابرات
-
ارحلو نريد أن نرى وجه ألله
-
حفلة وداع وتعارف
-
اصلاحات جلالة الملك
-
مبروك الحكومة الجديدة
-
المساعدات الأمريكية
-
أكثر شخصية مكروهة في الوطن العربي
-
من يسقط النظام؟
-
مخلوق للكتابة
-
من يحمينا؟
المزيد.....
-
أول وزير خزانة مثلي الجنس.. ماذا نعلم عن الملياردير سكوت بيس
...
-
مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران
...
-
-الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا
...
-
الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين
...
-
الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو
...
-
هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
-
الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق
...
-
مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه
...
-
كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم
...
-
سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|