آشيل مراد
الحوار المتمدن-العدد: 3279 - 2011 / 2 / 16 - 23:48
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
إن من يعتقد إن نجم الثورة قد أفل فإما إن يكون خائنا ومتساقطا أو جبانا فالثورة قوية كالفولاذ حمراء كالجمر باقية كالسنديان عميقة كحبنا الوحشي للوطن –تشي غيفارا-
إن تحرك الجماهير العفوي الناتج عن حدة التناقضات التي يتخبط فيه المجتمع الرأسمالي بين قوة العمل ورأسمال هو بمثابة إعلان عن مرحلة جديدة من داخل المرحلة الانتقالية التي تمر بها الامبريالية و إن هده العفوية هي بمثابة وعي جنيني تولد عن المخاض السياسي الذي تعيشه المجتمعات أي انه ناتج عن الصراع الطبقي بالضرورة مهما اختلفت الأشكال و الشعارات المؤطرة للحركة العفوية لأنها في حد ذاتها أي الشعارات تعكس الصراع الإيديولوجي من داخل المجتمع.
فهده الحركة العفوية إن دلت على شيء بالنسبة للماركسيين فهي بمثابة مؤشر عن نهوض الوعي الطبقي لدى هده الجماهير
و في غياب الأداة السياسية الثورية فان هدا النهوض لا يمكن أن يتحرك إلا في اتجاه مصلحة القوى السياسية المهيمنة تنظيميا و إيديولوجيا و اعني هنا الحركات الإسلامية و الحركات الإصلاحية
فالانتفاضة المنتظرة يوم 20 فبراير و بالرغم من الدعوة إليها من طرف مجموعة من المناضلين الشرفاء فان الجماهير ستلتحق بها بشكل عفوي و هنا يجب على كل الماركسيين الحقيقيين أن يكونوا على أهبة الاستعداد و على أثم الوعي بالمهام الملقاة على عاتقهم
فالماركسيين مطالبين الآن و أكثر من أي وقت مضى بان يعملوا بكل جد و نشاط وحيوية في الإنتاج و التحديد النظري لمسائل الثورة طبعا وبالارتباط العضوي و الدائم بالنضالات و الحركات الجماهيرية
مادا ننتظر...ونحن نعلم أن الرجعية في المرحلة الراهنة تشن هجوما-بدون مقاومة تقريبا- على التراث و التقاليد الثورية ( أشكال النضال و التنظيم والشعارات و الأفكار...) في بلادنا و تحاول أن تمحي من ذاكرة و ضمير الشعب هده التقاليد وهي مرعوبة من إمكانية رجوعها فتظهر - بضم التاء- الثورة كأنها عمل صبياني ونوبة جنون عابرة
وفي المقابل يحاولون مجموعة من انتهازيي النضال من قصيري النضر و العاجزين سياسيا و فكريا بان يشرعنوا و يدعموا هجوم الرجعية هدا ودالك بالاستهزاء منها واعتبارها سذاجة تجاوزها التاريخ و اسقط طروحاتها و مبادئها ومرجعهم في دالك هو نجاح الثورة في تونس و مصر في غياب القيادة الثورية و هدا يعني بالنسبة إليهم أن الثورة ليست في حاجة إلى القيادة الثورية باعتبار أن الشباب و العموم الشعب له درجة عالية من الوعي السياسي كافية لقيادة نفسه بنفسه
نعم فكيف لا وهم يستطيعون بقيادة نفسهم من إعفائكم من القيام بمهامكم الإصلاحية الهزيلة أصلا وكيف لا وهم سيؤمنون لكم الوصول بطريقة سريعة و من دون إجهاد إلى مطامعكم الانتهازية في اقتسام السلطة فعلا أيها الرفيق مهدي عامل عندما تكون الإصلاحية الأفق الإيديولوجي المحدد للممارسة السياسية للطبقة الكادحة تكون هده الطبقات خاضعة في ممارستها السياسية لسيطرة الايدولوجيا للطبقة المسيطرة في هده الحالة يستحيل على هده الحالة يستحيل على هده الطبقات أن تخوض صراعها الطبقي بشكل ثوري.
فهدا الخوف من القيادة الثورية لنضالات الجماهير الشعبية -الضامنة أي القيادة الوحيدة لاستمرار الثورة بشكل ثابت و منظم المحصن الوحيد لمكتسباتها- له تفسير واحد هو أن هؤلاء الوصوليين يرتعبون من سخط الجماهير و يرتعبون أكثر من أن تكون لهم قيادتهم السياسية تعمل على تحويل هدا السخط العفوي إلى وعي سياسي إلى وعي بحقيقة الصراع الطبقي و من هم أصدقاء الشعب من هم أعداءهم.
فعلا لقد تموقعتم في موقعكم الحقيقي في موقع المدافع المستميت عن النظام الرجعي و عن مشاريعه و تكتلتم و تحالفتم مجموعات فقط من اجل إظهار الثورة و طرق النضال الثورية كأنها عمل بدائي ووهمي و أحمق
و إظهار نجاحات السياسات الرجعية في المرحلة الراهنة التي بدأت بسن قوانين رجعية تراجعات خطيرة على مكتسبات الشعب المغربي واستمرت بطرد العمال وقمع الطلبة و اعتقالهم و قتل مجموعة من المناضلين.. و انتهت بتقرير هيأة إنصافكم وتصالحكم مع النظام حتى أنها حركة نمو في عملية الانتقال الديمقراطي و الحقوقي في المغرب و يكفي فقط بعض الإصلاحات في الدستور و ضمان انتخابات نزيهة تكفل العدالة في تقسيم المناصب على نخب هده الأحزاب الانتهازية حتى يصبح المغرب بلد ديمقراطي
و في المرحلة الراهنة لا يمكننا أن ننكر انتصار الانتهازية والإصلاحية رغم أن فعلهم و ممارستهم تبقى محدودة و مطالبهم كلها مرتكزة على نزاهة الانتخابات أي يكفي تغيير بند أو بندين من الدستور أو تشكيل لجنة لمراقبة الانتخابات حتى تكمل بعض هده الأحزاب دورتها نحو اليمين وأخرى تبدأ هده الدورة.
وما يمكن التنبيه له هنا هوان هدا الانتصار هو على مستوى تسييد خطها السياسي الانتهازي و المتمثل آو بالأحرى البارز في ممارستها العملية الضيقة حتى أصبحنا نعيش على إيقاع انزلاق مجموعة كبيرة من المناضلين الثوريين نحو هدا الخط عن وعي أو غير وعي لسبب واضح هو غياب التاطير النظري و السياسي الوحيدين الكفيلين بمقاومة و ممانعة هدا الانزلاق حيث يصبح المناضل الماركسي قادر على التمييز بكل دقة بين الإصلاحية و الثورية و التحكم في دالك الخط الرفيع بينهما
فالمكتسبات الديمقراطية السياسية و الاجتماعية لن تتحقق إلا بالنضال الجماهيري وليس من داخل البوتيكات السياسية ورغم آن الديمقراطية البرجوازية تبقى في نهاية المطاف أداة سيطرة في يد البرجوازية لكن تحقيقها بنضالات جماهيرية سيعطي للجماهير الشعبية فرصة التكون كقوة سياسية مستقلة بقيادة حزبها الثوري الوحيد القادر على صيانة وبشكل ثابت و مستمر كل المكتسبات الديمقراطية و تعميقها.
#آشيل_مراد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟