|
مساهمات ماو تسى تونغ فى تطوير علم الثورة البروليتارية العالمية (مقتطفات من كتاب - علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية-اللينينية-الماوية- )
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 06:38
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
مساهمات ماو تسى تونغ فى تطوير علم الثورة البروليتارية العالمية (مقتطفات من كتاب " علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية-اللينينية-الماوية" ) ( مقتطف1 : من " بصدد الماركسية –اللينينية –الماوية" للحزب الشيوعي البيروفي ) بشأن مضمون الماوية ، من البديهي أن من ضمن خلاصتها ، علينا أن نشير إلى المسائل الأساسية التالية : 1- نظريا: للماركسية مكوّنات ثلاثة هي الفلسفة الماركسية و الإقتصاد السياسي الماركسي و الإشتراكية العلمية و تطوّر فيها جميعها تترتّب عليه قفزة كبرى نوعية فى الماركسية بكليتها أي وحدة بمستوى أرقى بمعنى مرحلة جديدة . و بالتالى ، الأساسي هو إثبات أن الرئيس ماو كان منبعا لمثل هذه القفزة الكبرى النوعية كما يمكن رؤية ذلك نظريا و عمليا . و لضرورة العرض دعونا نمعن النظر فى الأمر فى هذه النقطة و النقاط التالية . بصدد الفلسفة الماركسية ، طوّر ماو ما يمثل جوهر الجدلية و نقصد قانون التناقض معتبرا إياه قانونا جوهريا وحيدا و إلى جانب فهمه الجدلي العميق لنظرية المعرفة و محورها القفزتان اللتان تمثلان قانونها ( من الممارسة العملية إلى المعرفة و من هذه الأخيرة إلى الأولى ، مع أن القفزة الرئيسية هي من المعرفة إلى الممارسة العملية ) ، يبرز أنه طبّق ببراعة قانون التناقض فى السياسة . و فوق ذلك كله ، فإنه أوصل الفلسفة إلى الجماهير منجزا بذلك المهمّة التى أبقاها ماركس عالقة . فى الإقتصاد السياسي الماركسي ، طبّق الرئيس ماو الجدلية لتحليل العلاقة بين البناء التحتي و البناء الفوقي وواصل النضال الماركسي-اللينيني ضد الأطروحة التحريفية ل"قوى الإنتاج" و إستشف أن البناء الفوقي و الوعي بوسعهما أن يغيّرا البناء التحتي و بواسطة السلطة السياسية بإمكانهما تطوير قوى الإنتاج . و مطوّرا الفكرة اللينينية عن السياسة كتعبير مكثّف عن الإقتصاد ، رسّخ وضع السياسة فى المصاف الأول ( وهو أمر قابل للتطبيق على كافة الأصعدة ) و أن العمل السياسي هو الخط الحيوي للعمل الإقتصادي ممّا أدى إلى تحكّم حقيقي فى الإقتصاد السياسي و ليس إلى مجرد سياسة إقتصادية . مسألة على أهمّيتها يتجنّبها خاصة الذين يواجهون ثورات ديمقراطية هي الأطروحة الماوية عن الرأسمالية البيروقراطية أي الرأسمالية التى تتطوّر فى الأمم التى تضطهدها الإمبريالية مع درجة متفاوتة من وجود الإقطاعية أو غيرها من أنماط الإنتاج السابقة عليها حتى . و هذه مسألة حيوية رئيسيا بالنسبة لآسيا و إفريقيا و أمريكا اللاتينية ذلك أن كمرحلة ثانية مرهون ، إقتصاديا ، بمصادرة هذا الرأسمال البيروقراطي . لكن الرئيسي هو أن الرئيس ماو تسى تونغ طّور الإقتصاد السياسي للإشتراكية . و فى منتهى الأهمية هو نقده للبناء الإشتراكي فى الإتحاد السوفياتي و الشيئ نفسه يمكن قوله عن أطروحته حول كيفية تطوير الإشتراكية فى الصين : إعتبار الفلاحة قاعدة و الصناعة القائدة و إعتبار أن الصناعة توجّهها العلاقة بين الصناعة الثقيلة و الصناعة الخفيفة و الفلاحة و أن محور البناء الإقتصادي هوالصناعة الثقيلة و فى الوقت ذاته تجب إعارة الإنتباه التام إلى الصناعة الخفيفة و كذلك إلى الفلاحة . ويتعيّن أن نشدّد على القفزة الكبرى إلى الأمام و ظروف تنفيذها : أولا ، خط سياسي وجّهها توجيها صائبا و صحيحا و ثانيا ، أشكال تنظيمية صغرى و متوسطة و كبرى و عددها يكثر حسب خاصيّة كل منها و ثالثا إندفاع جماهيري عظيم و مجهود جبّار دفعا لإنجازها و إنجاحها . و القفزة الكبرى إلى الأمام تقيًّم نتائجها أساسا تبعا للسيرورة التى أطلقتها و أفقها التاريخي أكثر من تقييمها تبعا لمكاسبها الآنية و صلتها بالتعاونيات الفلاحية و الكمونات الشعبية . و فى النهاية ، ينبغى أن نأخذ بعين الإعتبار تعاليمها حول الموضوعية و الذاتية فى فهم قوانين الإشتراكية و التحكم فيها و أن العشريات القليلة من الإشتراكية لم تسمح بمشاهدة تطوّر تام و من هنا معرفة أفضل لقوانينها و لخصوصياتها و رئيسيا العلاقة بين الثورة وسيرورة الإنتاج المجسدة فى " القيام بالثورة مع دفع الإنتاج " . و مع ذلك بالرغم من أهميته البالغة، قلما تتم معالجة هذا التطوير للإقتصاد السياسي الماركسي . فى ما يتعلق بالإشتراكية العلمية ، طوّر الرئيس ماو نظرية الطبقات محلّلا إياها على المستويات الإقتصادية و السياسية و الإيديولوجية . ووضع العنف الثوري كقانون عالمي دون إستثناء و الثورة كإحلال عنيف لطبقة محلّ طبقة أخرى و صاغ أطروحته العظيمة " من فوهة البندقية تنبع السلطة السياسية " و حلّ مسألة إفتكاك السلطة فى الأمم المضطهَدة عبر طريق محاصرة المدن إنطلاقا من الريف و بتّ أيضا فى قوانينها العامة . و جدّد بتألق نظرية صراع الطبقات فى ظلّ الإشتراكية و طوّرها و أوضح أن الصراع التناحري يستمرّ فى ظلّ الإشتراكية بين البروليتاريا و البرجوازية و بين الإشتراكية و الرأسمالية و أنه بالملموس ، لم يتحدّد من الذى سينتصر على من وهو مشكل يحتاج حلّه إلى وقت ، وبيّن تطوّر سيرورة إعادة تركيز الرأسمالية و نقيضها حتى تتمكن البروليتاريا من التوطيد النهائي للسلطة عبر دكتاتورية البروليتاريا . و ختاما و رئيسيا ، قدّم الحل العظيم ذو الأهمية التاريخية البالغة ألا وهو الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى كمواصلة للثورة الإشتراكية فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا. تبيّن هذه المسائل الأساسية المعروضة ببساطة تقريبا و المعروفة و غير القابلة للدحض ، تبيّن تطوير الرئيس ماو لمكوّنات الماركسية و سموّه البديهي بالماركسية – اللينينية إلى مرحلة ثالثة ، جديدة و أرقى هي الماركسية –اللينينية –الماوية ، رئيسيا الماوية. مستمرّين فى هذه الرؤية التوليفية ، ننظر فى نقاط خاصة أخرى و إن تفرّعت عن ما سلف ، ينبغى أخذها بعين الإعتبار و لو كان ذلك على نحو تعدادي ، على الأقل للتشديد بتسليط الضوء عليها. 2- الديمقراطية الجديدة : بداية ، يعدّ توضيح الأنواع الثلاثة من الدكتاتوريات تطويرا للنظرية الماركسية للدولة : 1- دكتاتورية البرجوازية فى الديمقراطيات البرجوازية القديمة مثل الولايات المتحدة وهو نوع يمكن أن تشبه به الدكتاتورية القائمة فى الأمم المضطهَدة مثل دكتاتوريات أمريكا اللاتينية و 2- دكتاتورية البروليتاريا كالتى كانت قائمة فى الإتحاد السوفياتي و الصين قبل إغتصاب التحريفيين للسلطة فيهما و 3- الديمقراطية الجديدة كدكتاتورية جماعية قوامها تحالف العمال و الفلاحين بقيادة البروليتاريا و على رأسها الحزب الشيوعي وهي دكتاتورية كرّستها الصين طوال ثورتها الديمقراطية و ما يتجسّد اليوم فى البيرو فى اللجان الشعبية و قواعد الإرتكاز و الجمهورية الشعبية الديمقراطية الجديدة فى طور التشكّل. ومن الجوهري تأكيد أن التمييز الأساسي ضمن هذا التطوير لنظرية الدولة بين نظام الدولة كدكتاتورية طبقة أو طبقات تمارس السلطة من جهة ، وهو أمر محوري ، و نظام حكومة مفهومة كمنظمة تمارس السلطة ، من جهة ثانية . و من ناحية أخرى ، ببراعة تؤكد لنا الديمقراطية الجديدة ، وهي من أعظم تطويرات الرئيس لعلم الثورة البروليتارية العالمية أن الثورة البرجوازية من الطراز الجديد التى لا يمكن أن تقودها سوى البروليتاريا هي الثورة الديمقراطية فى العصر الجديد من الثورة البروليتارية العالمية الذى ضمنه نتحرك. و يتفرّع عن الثورة الديمقراطية الجديدة الإقتصاد الجديد والسياسة الجديدة والثقافة الجديدة ، وهي بديهيا تحطّم النظام القديم و تشيّد النظام الجديد بالبنادق كشكل وحيد لتغيير العالم . مجمل القول ، من المهمّ التأكيد على أن الديمقراطية الجديدة كثورة ديمقراطية و إن أنجزت ، رئيسيا ، المهام الديمقراطية فهي كذلك و بصورة مكمّلة تتقدّم فى بعض المهام الإشتراكية . و على هذا النحو ، بعمق يتم حلّ مسألة المرحلتين الديمقراطية منها و الإشتراكية اللتين تتناسبان مع البلدان التى تشبه بلادنا ، ضامنة ، إثر إنهاء المرحلة الديمقراطية ، السير قدما فى الثورة الإشتراكية دون فترة إنتقالية و بصفة متّصلة . 3- الأدوات الثلاث : تطرح مسألة بناء أدوات الثورة على الحزب إدراك العلاقات المتبادلة بين الحزب و الجيش و الجبهة المتحدة و إدراك البناء المترابط للثلاثة و التحكم فيه فى خضم الحرب أو خلال المحافظة على الدولة الجديدة المعتمدة على سلطة الشعب المسلّح بما يعكس عملا قياديا صائبا و صحيحا . فالبناء يسترشد بمبدأ صحّة الخط الإيديولوجي تحدّد كل شيئ و على هذا الأساس الإيديولوجي- السياسي يتطوّر بشكل مواز البناء التنظيمي فى خضم صراع الخط البروليتاري مع الخط البرجوازي و فى عاصفة الصراع الطبقي، رئيسيا الحرب كشكل رئيسي نشيط كان أم كامن . أما فى ما يتصل بالحزب ، فإن الرئيس ماو ينطلق من ضرورة الحزب الشيوعي ، ضرورة حزب من طراز جديد، حزب البروليتاريا و الآن نقول حزب ماركسي- لينيني- ماوي وهو حزب يهدف إلى إفتكاك السلطة و الدفاع عنها مما يجعله مرتبطا بروابط لا تنفصم عراها بحرب الشعب سواء كان ذلك للشروع فيها أم تطويرها أم لخوضها دفاعا عن النفس. إنه حزب تدعمه الجماهير أكان ذلك عبر حرب الشعب عينها ، وهي حرب الجماهير ، أم كان ذلك عبر الجبهة المتحدة بما هي جبهة طبقات تعتمد على السواد الأعظم من الجماهير . و يتطوّر الحزب و يمرّ بتحولات تبعا لمراحل الثورة و الفترات التى تشهدها تلك المراحل و محرّك تطوّره هو التناقض الملموس فى صلبه كصراع خطين بين الخط البروليتاري و الخط البرجوازي أو غير البروليتاري على وجه العموم و جوهريا و رئيسيا كصراع ضد التحريفية . و يفضى بنا هذا إلى الأهمية الحاسمة للإيديولوجيا فى الحياة الحزبية و القيام بحملات تصحيحية تخدم مزيد الضبط لكامل نظام المنظمات الحزبية و لنضاليته حسب الخطوط الإيديولوجية و السياسية الصائبة و الصحيحة وفق هيمنة الخط البروليتاري و مسك القيادة الحزبية بيديه. و يعمل الحزب على تركيز سلطة البروليتاريا أكان ذلك كطبقة قيادية للديمقراطية الجديدة أم رئيسيا إرساء دكتاتورية البروليتاريا و توطيدها و تطويرها لبلوغ الهدف النهائي العظيم أي الشيوعية من خلال ثورات ثقافية . لذا لا بد أن يتوصّل الحزب إلى قيادة كل شيئ بصورة شاملة . و الجيش الثوري ، هو جيش من طراز جديد ، إنه جيش يؤدى المهام السياسية التى يصوغها الحزب وفق مصالح البروليتاريا و الشعب ويتجسّد هذا الطابع فى المهام الثلاث الملقاة على عاتقه ألا وهي القتال و الإنتاج حتى لا يكون عبئا طفيليا و إستنهاض الجماهير . إنه جيش قائم على البناء السياسي العام إنطلاقا من الإيديولوجيا البروليتارية الماركسية –اللينينية – الماوية (الآن) و الخط السياسي العام و كذلك الخط العسكري الذى يعيّنه الحزب .إنه جيش يعتمد على الإنسان و ليس على الأسلحة و جيش منبعه الجماهير و مرتبط على الدوام بالجماهير وهو فى خدمتها قلبا وقالبا مما يخوّل له التحرّك فى صفوفها كالسمكة فى الماء . "بدون جيش شعبي لن يكون هنالك شيئ للشعب " يقول ماو و فى الوقت ذاته يعلمنا ضرورة أن يوجه الحزب مطلقا الجيش وأن يكرّس مبدأه العظيم : الحزب يوجّه الجيش ، و لن نسمح للبنادق أبدا بأن توجّه الحزب . و زيادة على وضعه أسس مبادئ و قواعد بناء جيش من طراز جديد ، نادي الرئيس ماو نفسه بالوقوف ضد إستعمال الجيش لإعادة تركيز الرأسمالية بإغتصاب القيادة عبر إنقلاب مضاد للثورة . و طوّر كذلك أطروحة لينين حول المليشيا الشعبية و أقدم أكثر من أي كان على التسليح العام للشعب ممهّدا السبيل أمام و مشيرا إلى الدرب نحو بحر الجماهير المسلّحة الذى سيقودنا إلى التحرير النهائي للشعب و البروليتاريا . إن الرئيس ماو تسى تونغ هو الذى طوّر لأول مرّة نظرية متكاملة عن الجبهة المتحدة و صاغ قوانينها . هي جبهة قوامها وحدة العمال و الفلاحين ضمانا لهيمنة البروليتاريا فى الثورة وهي جبهة طبقات تقودها البروليتاريا ممذّلة فى حزبها الشيوعي و جبهة متحدة من أجل حرب الشعب و من أجل الثورة و من أجل إفتكاك السلطة لصالح البروليتاريا و الشعب. و هكذا ، بالملموس تجّمع الجبهة المتحدة القوى الثورية ضد القوى المعادية بهدف خوض نضال مسلّح بين الثورة و الثورة المضادة وذلك رئيسيا عبر حرب الشعب المسلحة. و من البديهي أن تتغيّر الجبهة المتحدة فى كل مرحلة من مراحل الثورة و أكثر من ذلك حتى ، تتحدّد حسب مختلف فترات كل مرحلة . و ليست الجبهة المتحدة فى ثورة ملموسة هي هي الجبهة على المستوى العالمي و إن كانت الجبهتان تتبعان القوانين العامة عينها . فضلا عن هذا ، من الهام إبراز العلاقة بين الجبهة و الدولة التى أقامها ماو معتبرا أن الجبهة المتحدة إنما هي شكل من أشكال الدكتاتورية المشتركة ، أثناء الحرب المناهضة لليابان وهي مسألة تستحق منا الدراسة خاصة منّا نحن الذين نواجه ثورات ديمقراطية . 4- حرب الشعب: هي النظرية العسكرية للبروليتاريا العالمية فيها تتلخص لأول مرّة على نحو منهجي النضالات و العمليات العسكرية و الحروب التى خاضتها البروليتاريا و التجربة النظرية المديدة للنضال الشعبي المسلّح و بخاصة حروب الفلاحين فى الصين . مع الرئيس ماو إكتسبت الطبقة نظريتها العسكرية غير أنه ثمة إلتباس كبير و عدم فهم لهذه المسألة . و ينبع الإلتباس وعدم الفهم من كيفية رؤية حرب الشعب فى الصين فبشكل عام يعتبرها البعض حاطين من قيمتها و مستهينين بها، مجرد حرب عصابات ممّا يدلّ على عدم إدراك أن حرب العصابات مع الرئيس ماو إكتست طابعا إستراتيجيا و كذلك لا يدرك تطوّر حرب العصابات و كيف أن من سيولتها الأساسية تتطوّر الحركة و الحرب المتحرّكة و الحرب الموقعية و تتطوّر مخططات كبيرة للهجوم الإستراتيجي و إفتكاك المدن الصغرى و المتوسطة و الكبرى التى يقطنها ملايين السكان، بمزج الهجوم من خارجها و الإنتفاضة من داخلها . و بذا تبرز فى النهاية المراحل الأربع للثورة الصينية و بالأساس منذ الحرب الزراعية إلى حرب التحرير و بينهما الحرب المناهضة لليابان ، تبرز أوجها متباينة و تعقيدات الحرب الثورية المخاضة طوال أكثر من عشرين سنة فى بلد عدد سكانه هائل و فيها حصلت تعبئة و مساهمة جماهيرية واسعتين . فى هذه الحرب ، نجد أمثلة من كافة الأنواع ، و ما هو رئيسي تمت دراسته بإقتدار و بإقتدار صيغت مبادؤه و قوانينه و إستراتيجيته و تكتيكاته و قواعده و ما إلى ذلك. و بالتالي على هذا الأساس المكين و على قاعدة ما أنشأته الماركسية – اللينينية ، بلور ماو النظرية العسكرية للبروليتاريا أي حرب الشعب . و لزاما علينا أن نذكّر على الدوام بأن الرئيس ماو نفسه لاحقا ، مع علمه بوجود القنابل و الصواريخ النووية و مع إمتلاكه لهما ، دافع عن حرب الشعب و طوّرها لتخاض فى الظروف الجديدة للأسلحة النووية و الحرب مع دول قوية و قوى عظمى . بإختصار ، حرب الشعب هي سلاح البروليتاريا و الشعب لمواجهة حتى الحروب النووية . و مسألة أخرى حيوية و حاسمة هي مسألة أنواع الثورات و الظروف المميزة لكل واحدة منها . [...] ختاما، الآن أكثر من أي زمن مضى ، نحتاج نحن الشيوعيون و الثوريون و البروليتاريا و الشعب أن نوطد أنفسنا على " إننا من أنصار نظرية قدرة الحرب الثورية الكلية على كل شيئ و هذا ليس شيئا سيئا و إنما هو شيئ حسن ، ماركسي " و مفاده أن نكون من أنصار أن حرب الشعب لا تقهر. 5- الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى: من منظور تاريخي ، هي أهمّ تطوير للماركسية- اللينينية أنجزه ماو فهي معالجة للمشكل الكبير العالق ، مشكل مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و" تشكل مرحلة جديدة فى تطوّر الثورة الإشتراكية فى بلدنا ، مرحلة أعظم إتساعا و عمقا فى آن ". كيف كان الوضع الذى واجهته الثورة ؟ جاء فى قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى : " على الرغم من أن البرجوازية قد أسقطت، فإنها ما تزال تحاول إستخدام الأفكار و الثقافة و التقاليد و العادات القديمة للطبقات المستغِلة بغية إفساد الجماهير و الإستيلاء على عقولها و محاولة القيام بالردّة . وعلى البروليتاريا أن تصنع العكس تماما : يجب أن تجابه كل تحدّ من جانب البرجوازية على صعيد الإيديولوجية مجابهة مقابلة و تستخدم الأفكار و الثقافة و العادات و التقاليد الجديدة للبروليتاريا لتغيير السيماء الروحية للمجتمع كله. و هدفنا فى الوقت الحاضر هو مكافحة و إسقاط أولئك الأشخاص ذوى السلطة الذين يسيرون فى الطريق الرأسمالي ، و نقد و إقصاء "الثقات " الأكاديميين البرجوازيين الرجعيين و إيديولوجية البرجوازية و سائر الطبقات المستغلة و تحويل التربية و الأدب و الفن و سائر أجزاء البناء الفوقي التى لا توافق الأساس الإقتصادي الإشتراكي ، بحيث يسهل توطيد و تطوّر النظام الإشتراكي ". فى هذه الظروف إنطلقت السيرورة الأكثر زلزلة و الأوفر تعبئة جماهيرية شهدها العالم و كانت أهدافها كما حدّدها الرئيس ماو " إن الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ضرورية تماما وجدّ مناسبة لترسيخ دكتاتورية البروليتاريا و الحيلولة دون إعادة تركيز الرأسمالية و لبناء الإشتراكية ". و نلفت النظر ، بالإضافة إلى ذلك ، إلى مسألتين : 1- تمثل الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى قمّة فى تطوّر دكتاتورية البروليتاريا نحو تدعيم البروليتاريا فى السلطة وهو ما تجسّم فى اللجان الثورية و 2- لا تنفى إعادة تركيز الرأسمالية فى الصين ، إثر الإنقلاب المضاد للثورة سنة 1976 ، صلاحية الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و إنما تتأتى صلوحيتها تماما من الصراع الدائر رحاه بين إعادة تركيز الرأسمالية و نقيضها و بالعكس تبيّن لنا الأهمية التاريخية القصوى للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى بالنسبة لسير الإنسانية الذى لا ينثنى صوب الشيوعية. 6- الثورة العالمية : يشدّد الرئيس ماو من جديد على أهمّية الثورة العالمية بما هي وحدة ، منطلقا من أن الثورة هي الإتجاه الرئيسي طالما أن الإمبريالية تزداد إنحلالا يوما فيوما و أن دور الجماهير يتعاظم سنة بعد أخرى ، هذه الجماهير التى ستبيّن قوّتها التغييرية التى لا يمكن إيقافها . و كان ماو يردّد حقيقة مفادها إما أن نبلغ جميعا الشيوعية أو لن يبلغها أحد. هذا هو الأفق الخاص فى مرحلة الإمبريالية و فترة تاريخية عظيمة لل"خمسين إلى مائة سنة القادمة " ، فى إطار هذه الفترة يفتح الصراع ضد الإمبريالية الأمريكية و الإمبريالية الإشتراكية السوفياتية ، النمور من الورق ، التى تتنازع الهيمنة على العالم و تهدّده بحرب نووية . وموقفنا من هذه الحروب هو أولا ضرورة إدانتها ثم علينا أن نستعد مسبّقا لمعارضتها بحرب الشعب و القيام بالثورة . [...]. و كل هذا ينتهى بنا إلى الحاجة إلى تطوير إستراتيجيا الثورة العالمية و تكتيكها . و للأسف قليل هو ما نعرفه أو لا نعرف شيئا عن كتابات و أطروحات الرئيس ماو بشأن هذه المسائل الهامة للغاية و مع ذلك ، فإن القليل النادر الذى نعرفه يثبت الآفاق العظيمة التى تترقبنا و الخطوط العريضة التى علينا إتباعها لفهم الثورة العالمية و خدمتها . 7- البناء الفوقي و الإيديولوجيا و الثقافة و التربية : هذه المسائل و غيرها على صلة بها درسها بدقة و تعمّق فيها الرئيس ماو و عالجها لذلك هي مسائل جوهرية تستحقّ العناية . خلاصة القول ، تبيّن المضامين التى عرضنا فى هذه المسائل الجوهرية بجلاء لمن يريد النظر و السمع أن لدينا هكذا مرحلة ثالثة ، جديدة و أرقى من الماركسية هي الماوية و كي يكون المرء ماركسيا فى الوقت الحالي يتطلّب الأمرأن يكون ماركسيا- لينينيا- ماويا ، رئيسيا ماويا . و ما عرضناه فى المضامين يجرنا إلى سؤالين إثنين : - ما هو جوهر الماوية ؟ السلطة هي جوهر الماوية . السلطة للبروليتاريا ، سلطة دكتاتورية البروليتاريا ، السلطة المعتمدة على القوة المسلّحة بقيادة الحزب الشيوعي . بشكل أوضح : 1- السلطة فى ظلّ قيادة البروليتاريا ، فى الثورة الديمقراطية 2- السلطة لدكتاتورية البروليتاريا ، فى الثورات الإشتراكية و الثقافية 3- السلطة المعتمدة على قوة مسلّحة يقودها الحزب الشيوعي والتى يجرى إفتكاكها و الدفاع عنها عبر حرب الشعب . - و ما هي الماوية؟ الماوية هي سموّ بالماركسية – اللينينية إلى مرحلة ثالثة ، جديدة و أرقى فى النضال من أجل قيادة البروليتاريا للثورة الديمقراطية و تطوير بناء الإشتراكية و مواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا كثورة ثقافية بروليتارية و هذا فى زمن يتعمّق فيه إنحلال الإمبريالية و أمست فيه الثورة التيار الرئيسي للتاريخ ، فى خضم أعقد و أكبر الحروب التى شوهدت إلى حدّ الآن و الصراع القاسي ضد التحريفية المعاصرة . ==================================== (مقتطف 2 : من "الماوية مرحلة جديدة فى تطور علم الثورة البروليتارية " وثيقة لمنظمة الشيوعيين الثوريين بأفغانستان/1991 ) إن مصطلح " الماوية " يبيّن بطريقة صحيحة أن مساهمات ماو ثمينة جدا و فى نفس مستوى مساهمات ماركس و لينين و يتجاوز عدم فهم أو إستنقاص مساهمات ماو . و يشير هكذا بأكثر جلاء من مصطلح " فكر ماو تسى تونغ " إلى المرحلة الثالثة فى تطوّر علم الثورة البروليتارية . لذا نرى من السليم إستخدام " الماوية " عوضا عن " فكر ماو تسى تونغ ". و" الماوية " حسب إعتقادنا ستعمّم إن عاجلا أم آجلا فى صفوف أعضاء الحركة الأممية الثورية و المتعاطفين معها ، معوّضة " فكر ماو تسى تونغ" . مساهمات ماو تسى تونغ فى تطوير الماركسية –اللينينية: مثلما هو معلوم ، تتكوّن الماركسية من ثلاث مكوّنات متكاملة هي الفلسفة و الإقتصاد السياسي و الإشتراكية العلمية. و التطوير النوعي لهذه المكوّنات الثلاث يفرز تطويرا نوعيا للماركسية فى كليتها إلى مستوى أرقى . و مثّلت مساهمات ماو قفزات نوعية فى المكوّنات الثلاث للماركسية ، رافعة هذه الراية إلى مستوى أرقي من مستوى ماركس و لينين . لنتناول هذه المسألة فى ثلاث أبواب : الفلسفة : -1- لقد أشار ماو تسى تونغ إلى أن قانون التناقض هو القانون الجوهري للجدلية فى الطبيعة و المجتمع و المعرفة الإنسانية و طوّر فهم أن هذا القانون هو جوهر المادية الجدلية. لقد حلّل بعمق قانون التناقض وعلى ضوء شرح معنى التناقض الرئيسي فى كل مرحلة خاصة من تطوّر سيرورة ما ، مفرّقا بينه و بين التناقض الجوهري الذى هو أساس وجود السيرورة من بدايتها إلى نهايتها . -2- لقد طبّق بصفة خلآقة المادية الجدلية فى ميدان السياسة مستعملا قانون التناقض لتحليل الأحداث و الصراع السياسي . -3- و قد طوّر ماو تسى تونغ و عمّق النظرية المادية الجدلية للمعرفة دارسا بعمق القفزتين : القفزة من الممارسة إلى النظرية ثم القفزة من النظرية إلى الممارسة ، مشدّدا على الممارسة بإعتبارها المظهر الرئيسي . -4- و توصّل ماو تسى تونغ إلى تبليغ الفلسفة إلى الجماهير . و بقيامه بذلك أخرج الفلسفة من الكتب والمكتبات و حرّرها من إحتكار الفلاسفة و حوّلها إلى قوّة مادية نشيطة . -5- محلّلا على نحو جدلي العلاقة بين البنية التحتية و البنية الفوقية ، ناضل ضد الفهم الميتافيزيقي و الإحادي الجانب للعلاقة بين البنية التحتية و البنية الفوقية و طوّر صراع الماركسية ضد الإقتصادوية كما ناضل ضد النظرية التحريفية لتطوير قوى الإنتاج . لقد قال إنه و إن كانت البنية التحتية تؤثر فى البنية الفوقية و تحدّد طبيعتها و هذا هو المظهر الرئيسي فإن البنية الفوقية تؤثر هي أيضا فى البنية التحتية و أحيانا تحدّد طبيعتها. و إنطلاقا من هذا، طوّر وجهة نظر لينين أن " السياسة تعبير مركز للإقتصاد " و شدّد على أن السياسة الثورية ينبغى أن توضع فى مصاف القيادة. و هكذا وضع ماو تسى تونغ الوعي الثوري فى موقعه من العلاقة بينه و بين التحويل الثوري للعالم و طوّر شعار لينين "لا حركة ثورية دون نظرية ثورية " . الإقتصاد السياسي : -1- طوّر ماو تسى تونغ حتى أكثر الإقتصاد السياسي للإشتراكية . فطوّر الإقتصاد السياسي للبناء الإشتراكي فى الصين و أنجزه ناقدا بعض مظاهر الإقتصاد السوفياتي فى بناء الإشتراكية . و النقطة المركزية تمثّلت فى تحريك مبادرة الجماهير على قاعدة خطّ صحيح و دفع الإنتاج و نشر السياسة الإقتصادية فى صفوف الشعب و ليس عبر الأوامر البيروقراطية . فى هذا الإطار ، ركّز العلاقة بين الثورة و تطوير الإنتاج و صاغ الشعار الشهير " القيام بالثورة مع دفع الإنتاج" . -2- طوّر ماو الديمقراطية الجديدة و نقاطها الأساسية الثلاث هي : أ- القضاء الجذري على الإقطاعية بتطبيق سياسة " الأرض لمن يفلحها ". ب- إنتزاع ملكية كل المؤسسات الإقتصادية الأجنبية و الوطنية ذات " الطبيعة الإحتكارية" أو ذات المدى الأبعد من التصرّف الخاص. ج- قيادة الرأسمال الخاص و مراقبته و تحديده حتى " لا يسيطر على وسائل معيشة الشعب . " و تمّت هذه السيرورة الإقتصادية أثناء السيرورة الطويلة للثورة الديمقراطية الجديدة فى الصين منذ تركيز قاعدة الإرتكاز الأولى الثورية (1927) إلى الثورة الإشتراكية و أعدّت الأرضية للبناء الإشتراكي فى الصين . -3- حدّد ماو تسى تونغ الرأسمال البيروقراطي كشكل من الرأسمال الذى توجده الإمبريالية فى البلدان المضطهَدة كرافعة لهيمنتها. إنها مسألة ذات شأن .و يجب أخذ البرجوازية البيروقراطية بعين الإعتبار و نزع ملكيتها و إلا لن يكون من الممكن الإطاحة بالإمبريالية فى البلدان المهيمن عليها ويعدّ كذلك نزع ملكيتها ضرورة حيوية لإرساء ركائز البناء الإشتراكي . الإشتراكية العلمية : -1- ثورة الديمقراطية الجديدة : فى هذا العصر، تمثّل الثورة فى البلدان المهيمن عليها أحد مكوّني الثورة البروليتارية العالمية ، معا مع الثورة فى البلدان الإمبريالية . بخلاف البلدان الإمبريالية ، ليست للثورة فى البلدان المهيمن عليها طبيعة إشتراكية آنية ، بل طبيعة وطنية ديمقراطية فى ظلّ قيادة البروليتاريا تتّخذ توجها إشتراكيا . لقد صاغ ماو تسى تونغ إستراتيجيا ثورة الديمقراطية الجديدة فى سيرورة النضال الثوري فى الصين و ركّز طريق الثورة فى البلدان المهيمن عليها بقيادته الثورة الصينية إلى الإنتصار. و تعتمد ثورة الديمقراطية الجديدة على قيادة الحزب الشيوعي لنضالات الطبقات الشعبية المناهضة للإمبريالية و المناهضة للإقطاع ، من خلال جبهة وطنية موحدة فى سيرورة حرب الشعب طويلة الأمد. -2- قاد ماو النضال المسلّح للحزب الشيوعي الصيني إلى الإنتصار و ما هو أهمّ هو أنه لأول مرّة قدّم للبروليتاريا العالمية خطا عسكريا متطوّرا تماما . و نظرية ماو حول حرب الشعب ليست مجرّد إستراتيجيا عسكرية و إنما هي تعبير عن العنف البروليتاري الثوري فى الصراع الطبقي لقيادة الثورة نحو الإنتصار، " من فوهة البندقية تنبع السلطة السياسية " هي تعبيره المكثف . -3- و طوّر أكثر نظرية الطبقات و صراع الطبقات فى عديد المظاهر الإقتصادية و السياسية و الإيديولوجية و تقدّم بنظرية مواصلة الصراع الطبقي خلال كافة مرحلة بناء الإشتراكية إلى الشيوعية . مستخلصا دروس التجربة المُرّة لإعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي ، لاحظ أن الصراع بين البروليتاريا و البرجوازية فى ظلّ الإشتراكية معقّد و طويل جدا. فصاغ منهج النضال ضد إعادة تركيز الرأسمالية فى المجتمع الإشتراكي و قاد الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين. و هكذا بتطويره نظرية "مواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا " قام بمساهمة عظيمة فى علم الثورة البروليتارية العالمية و رفع النظرية الماركسية للطبقات و الصراع الطبقي، وهي جوهر الإشتراكية العلمية ، إلى مستوى جديد و أرقي تماما . و الآن من جديد لننظر إلى تأكيد البيان : " قال لينين : ليس بماركسي غير الذى يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بدكتاتورية البروليتاريا ". لقد تدعّم هذا الشرط الذى طرحه لينين أكثر على ضوء الدروس و النجاحات القيّمة للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى بقيادة ماو تسى تونغ . و يمكن لنا القول الآن ليس بماركسي غير الذى يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بدكتاتورية البروليتاريا و أيضا على الوجود الموضوعي للطبقات و التناقضات الطبقية العدائية و مواصلة صراع الطبقات فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا طوال مرحلة الإشتراكية و حتى الوصول إلى الشيوعية . و كما قال ماو فإن :" كل خلط فى هذا المجال يؤدى لا محالة إلى التحريفية " ." المكونات الثلاث للماركسية –اللينينية –الماوية : آخذين بعين الإعتبار المساهمات العظيمة لماو تسى تونغ فى علم الثورة البروليتارية العالمية و تطويره النوعي لهذا العلم على خطى ماركس و لينين سنعدد أسس علم الماركسية –اللينينية –الماوية فى مكوناته الثلاث: الفلسفة و الإقتصاد السياسي و الإشتراكية . الفلسفة : فلسفة الماركسية-اللينينية –الماوية هي المادية الجدلية التى تفسّر الحقيقة الأساسية القائلة بأن كل الواقع و الوجود متكوّن من مادة فى حركة مختلفة الأشكال. كلّ معرفة تتأتى من المادة و تتوقّف عليها. و توجد كافة الأشكال المختلفة للمادة فى حركة فقط فى شكل وحدة أضداد. وقانون التناقض ، يعنى قانون وحدة و صراع الأضداد ، هو القانون الجوهري لتطوّر الطبيعة و المجتمع و الفكر . و الوحدة أو التماثل مؤقتين و نسبيين فى جميع الظواهر بينما صراع الأضداد المتنافية دائم و مطلق و هذا هو مبعث القفزات و ظهور خاصيات و ظواهر جديدة . و الإعتقاد فى التوازن الدائم و النظام الدائم و ما هو أبدي أو إلاهي غير صحيح و رجعي . و تعتبر المادية الجدلية الممارسة مصدرا و محكا نهائيا للحقيقة و تعتمد على الممارسة الثورية أكثر من أي شيء آخر. و على هذا الأساس فإن المادية الجدلية فلسفة فى خدمة التحويل الثوري للعالم . و المادية التاريخية هي تطبيق المادية الجدلية على المجتمع البشري و تطوّره. وهي تشدّد على الدور الجوهري لشيأين إثنين هما : 1- الإنتاج و التناقض الجوهري بين قوى الإنتاج و علاقات الإنتاج . 2- العلاقات المتبادلة بين الإنتاج و البنية الفوقية السياسية و الإيديولوجية للمجتمع . صاحبت ظهور الحياة الإجتماعية سيرورة الإنتاج الإجتماعي ويتوقف تواصل الحياة الإجتماعية على سيرورة الإنتاج هذه لكن قوى الإنتاج يمكنها أن توجد و تتطوّر فقط حين يعقد الناس علاقات إنتاج معيّنة. و التناقض بين قوى الإنتاج و علاقات الإنتاج سيغدو تناحريا بصفة واضحة فى مرحلة معينة من تطوّر قوى الإنتاج . فتجعل الحاجة إلى تطوير قوى الإنتاج من الضروري التحوّل الراديكالي و الثوري للمجتمع و كذلك من الضروري تعويض علاقات إنتاج جديدة لعلاقات الإنتاج القديمة. و ينطلق هذا التحوّل الراديكالي الثوري فى البنية الفوقية السياسية و الإيديولوجية و يتمحور حول الصراع الطبقي من أجل السلطة. و إن لم تكن الظروف المادية غير ناضجة بعد لا يمكن للإيديولوجيا و السياسة أن يخلقا الثورة لكن لما تنضج ، تتحوّل البنية الفوقية (الإيديولوجيا و السياسة ) إلى حقل معركة حيوية لمختلف الطبقات و القوى السياسية و يمسى التحوّل النوعي فى البنية الفوقية ضرورة رئيسية لتطوير المجتمع . الإقتصاد السياسي : نظرية فائض القيمة هي النقطة المركزية فى الإقتصاد السياسي الماركسي- اللينيني- الماوي فى تحليل الإقتصاد الرأسمالي. ومنبع رأس المال و سبب وجوده ونموه هو إنتاج فائض القيمة الذى يتجسد عبر آليات السوق كربح. فى نمط الإنتاج الرأسمالي ، الربح هو محرّك الإنتاج و هدفه النهائي و يتراكم عبر تملك فائض الإنتاج الذى يخلقه العمل الجماعي للعمال . لذا تعتبرالرأسمالية نمط إنتاج يتميّز بتحويل العمل الإنساني إلى سلعة . التناقض بين الإنتاج الإجتماعي و التملّك الفردي هو التناقض الجوهري للرأسمالية و يحمل فى طيّاته فوضوية الإنتاج و يفرز عديد الأزمات الرأسمالية . و فى سيرورة التوسّع و التطوّر المتواصلين لرأس المال المترافق بالتفقير ، تحدث صدامات بين رساميل مختلفة مما ينتج تنافسا بين مختلف الرأسماليين و فى النهاية يؤول إلى الإحتكار. و يدفع نموّ الإحتكارات و توسّعها بأبعاد متنوّعة إلى تجاوز الحدود الوطنية و يُشرع فى تصدير الرساميل . كل هذا يولد الإمبريالية وطابعها الخاص : نهب الشعوب والأمم المضطهَدة و إستغلال عمال بلادها هي .و فى عصر الإمبريالية ، يتّخذ التناقض بين الإنتاج الإجتماعي و التملك الفردي أبعادا كونية. فيظهر التناقض بين الإمبريالية و الشعوب المضطهدَة و يصل التنافس بين مختلف القوى الرأسمالية إلى مستوى التناقض على النطاق العالمي. إلى جانب هذا ، يحتدّ التناقض بين البروليتاريا و البرجوازية يوما فيوما . و تحقّق الثورة الإشتراكية بنزعها الملكية الرأسمالية خطوة نوعية هامة نحو حلّ التناقض الجوهري للرأسمالية ، بيد أن هذا غير كاف. تصادر الدولة الإشتراكية الجديدة كممثلة للمجتمع وسائل الإنتاج لكن هذا ليس بعد مشركة حقيقية و عميقة لوسائل الإنتاج . فعلى الثورة الإشتراكية كي تقود إلى الشيوعية ، أن تحوّل هذه المشركة الجزئية و الشكلية لوسائل الإنتاج إلى مشركة عميقة و حقيقية. هذه مسألة توجّه جوهري وهي تحدّد الطابع الحقيقي للمجتمع . زد على ذلك ، ثمّة بعض النقاط ذات الأهمية الجوهرية لأجل بناء الإشتراكية ينبغى أخذها بعين الإعتبار فى علاقة بالحلّ التام للتناقض الجوهري وهي مراقبة الحق البرجوازي و تحديده نازعين لكسب موقع القيادة فى الإنتاج و النضال المستمر لحلّ التناقض بين العمل اليدوي و الذهني و بين الريف و المدينة و بين العمال و الفلاحين. فى الإنتاج الإشتراكي ، لا يُعتبر العمل الإنساني ووسائل الإنتاج سلعا. غير أن الإقتصاد الإشتراكي إقتصاد إنتقالي من الرأسمالية إلى الشيوعية وهو مختلف نوعيا عن الإقتصاد الشيوعي .
الإشتراكية العلمية : تعتمد الإشتراكية العلمية بالأساس على نظرية الطبقات و صراع الطبقات وعلى أن صراع الطبقات يقود إلى دكتاتورية البروليتاريا و على مواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا وعلى أن الدول و الأحزاب أفرزتها الطبقات و سوف تضمحل مع إضمحلالها . منذ ظهور الطبقات و المجتمع الطبقي الإستغلالي إلى عصر الإمبريالية و الثورة البروليتارية ، عوّضت كل الثورات طبقة مستغِلة بطبقة أخرى و نظاما مستغِلا بنظام آخر ( فى هذا الإطار ، تعدّ كمونة باريس إستثناءا ). و أوجد النظام الرأسمالي الذى يمثّل آخر نظام إستغلالي ركائز بناء مجتمع خال من الإستغلال وولّد الطبقة الوحيدة المعنية ببناء هذا المجتمع ، البروليتاريا . و سيحل التناقض الجوهري للمجتمع الرأسمالي عبر الثورة البروليتارية و تركيز دكتاتورية البروليتاريا و بناء الإشتراكية و قيادة الثورة نحو الشيوعية فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و فى النهاية سيتم بلوغ الشيوعية. نظام المرحلة الإمبريالية من النظام الرأسمالي نظام عالمي و البروليتاريا طبقة عالمية. هكذا تكون الحركة البروليتارية الثورية بطبيعتها حركة عالمية قاعدتها الأممية. و على البروليتاريين أن يخوضوا نضالهم على مستوى عالمي و إضافة لخوض النضال فى بلد محدّد ،عليهم أن يشدّدوا على أن المجال العالمي هو المجال الأكثر أهمّية عند خوض النضال . ينقسم العالم الحالي إلى بلدان إمبريالية و بلدان تهيمن عليها الإمبريالية. و الثورة البروليتارية العالمية تنجزها البروليتاريا و المضطهَدين و الشعب فى كلا النوعين من البلدان . و تختلف الثورات فى هذين النوعين من البلدان فللثورة فى البلدان الإمبريالية طابع إشتراكي فوري و ثورة أكتوبر هي نموذج مظفر عن النضال السياسي الذى خيض لإعداد الإنتفاضة فى المدن و ثم الحرب الأهلية العامة. و لكن فى البلدان المضطهَدة ، ليس لها طابع إشتراكي مباشر و إنما هي ثورة الديمقرطية الجديدة فى ظلّ قيادة البروليتاريا تعدّ الأرضية لثورة إشتراكية و تطيح بالإمبريالية و الإقطاعية و الرأسمالية البيروقراطية و الكمبرادورية و الثورة الصينية هي نموذج مظفّر لهذا النوع من الثورات. و على قاعدة إستراتيجيا حرب الشعب طويلة الأمد ، إعتمادا على قواعد الإرتكاز الريفية و محاصرة المدن ، تراكم قوى الثورة قوى كافية لإفتكاك المدن و تركيز السلطة الثورية فى البلاد كافة. و بالرغم من أن الثورة فى بلدان مختلفة ستتخذ أشكالا متنوّعة حسب خصوصيات كل وضع ، فكل الثورات تنتمى عامة إلى نوع أو آخر من هذين الطريقين والمبدأ العام بالنسبة لكلا الطريقين هو إستعمال العنف الثوري و النضال المسلّح كأرقى أشكال النضال من أجل إفتكاك السلطة . إن الثورة البروليتارية لا تنتهى بمجرد تركيز دكتاتورية البروليتاريا حيث ينبغى أن تستمرّ فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا طوال مرحلة الإشتراكية و المرور إلى الشيوعية. و تمثّل الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين ، فى ظلّ قيادة ماو تسى تونغ أرقى نقطة متقدّمة توصّلت إليها البروليتاريا العالمية فى المسيرة الثورية نحو الشيوعية. فتلك الثورة قد بيّنت كيف و عبر أية وسائل يمكن تعبئة الجماهير و الإعتماد عليها للحيلولة دون إعادة تركيز الرأسمالية فى المجتمع الإشتراكي و التقدّم صوب الشيوعية. ويعزى هذا المكسب إلى إيلاء العناية لطبيعة الحزب البروليتاري الثوري إثر إفتكاك السلطة إذ يقود الحزب البروليتاري الثوري كطليعة للبروليتاريا ، الثورة و النضال من أجل تحقيق الشيوعية بيد أنه حين يمسك بقيادة الدولة الإشتراكية تتركز تناقضات المجتمع الإشتراكي الإنتقالي فى التناقضات بين الحزب و الشعب. و على الحزب أن يقود المسيرة نحو الثورة العالمية و الحلّ النهائي للتناقض الجوهري للرأسمالية. و يمثّل أولئك الذين هم فى صفوف الحزب و بالخصوص أولئك الذين لهم مراكز قيادية و لا يريدون التقدّم فى هذا الطريق و فى النهاية يسعون إلى إعادة تركيز الرأسمالية ، يمثّلون مركز قيادة البرجوازية فى صفوف الحزب و الدولة و يتحوّلون إلى أهداف للثورة . مراكز القيادة هذه تبرز بإستمرار و بغية النضال ضدّها ، يجب على الحزب أن يعتمد على الجماهير لتحطيمها و التقدّم بصفة متّصلة فى سيرورة تثوير الحزب فى كل مرّة أكثر على كافة المستويات و قيادة المسيرة بصلابة نحو الشيوعية . إلا أن هذا لا يعنى بالمرّة أن بلدا بذاته لوحده يمكن أن ينتهي من هذا النضال و يتقدّم إلى مرحلة الشيوعية . فإنتصار الشيوعية لا يمكن أن يتحقّق دون إنتصار البروليتاريا على البرجوازية فى النضال العالمي . لذا علينا أن نشدّد على أن مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا لا تتحدّد بمواصلة الثورة فى بلد واحد و إنما يجب أن تتم على مستوى العالم قاطبة ./.
(مقتطف 3 : من " حول الماوية ( الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) - الرفيق براشندا، ديسمبر1991) فى ضوء الهجمات اليمينية على مساهمات ماو تسى تونغ إثر الثورة المضادة فى الصين، ساد الفزع كذلك صفوف ثوريين قدامى فحاولوا إستخدام مصطلح "فكر" بمعنى التقليص من أهمية مساهمات ماو و عدم الإعتراف بها كمرحلة ثالثة فى تطوّر الماركسية و كمبدأ عالمي. وهذا بيت القصيد. فقادت مثل هذه التوجّهات فى النهاية إلى الإصلاحية و التحريفية و بسبب هذه الوضعية تعاظمت حتى الأهمية النظرية لتأويل تطوير ماو للمكوّنات الثلاث للماركسية و إستعمال مصطلح " الماوية " و من هنا تأتى ضرورة تفسير مقتضب لأهمية مساهمات ماو فى مجال الفلسفة و الإقتصاد السياسي و الإشتراكية العلمية ، هذه المساهمات التى رفعت الماركسية إلى مرحلة جديدة . أ- مجال الفلسفة : -1- لقد أرسى ماو قانون التناقض جوهرا للمادية الجدلية و قانونا جوهريا للديالكتيك فى جميع مجالات الطبيعة و المجتمع و المعرفة الإنسانية. و طوّر تحليل شمولية التناقض و سيرورة تحديد التناقض الرئيسي و أهمّيتها فرفع فهم الجدلية إلى مستويات جديدة. و الدور الهام الذى لعبته جوهرية قانون التناقض فى صياغة إستراتيجيا و تكتيك الثورة فى حدّ ذاته بديهي . -2- ممّا لا جدال فيه ، فى مجال نظرية المعرفة ، أن تحليل ماو قدم مساهمات هامة فى تحديد الصراع الطبقي و الصراع من أجل الإنتاج و التجربة العلمية كمصدر للمعرفة و عبّر هذا التحليل عن سيرورة المرور من المعرفة العملية إلى المعرفة النظرية و العلاقات بين النظرية والممارسة. -3- لقد وضع التحليل و التطبيق العميقين لمسألة إزدواج الواحد كمظهر رئيسي للجدلية خلال النضال ضد التحريفية ، بين أيدي الثوريين سلاحا حادا للنضال ضد التحريفية . -4- و فى نفس الوقت الذى هاجم التفكير التحريفي المتعلق ب" نظرية قوى الإنتاج " و " الإقتصادوية " ذوى المقاربة الميتافيزيقية و الإحادية الجانب بخصوص مسألة علاقة البنية التحتية بالبنية الفوقية، فضح تحليل أن الوعي و البنية الفوقية يلعبان دورا حيويا فى بعض الحالات الملموسة الأفكار المزيفة البرجوازية . -5- ووفّر سعي ماو للإستجابة للحاجة و لسيرورة تحويل الفلسفة إلى سلاح لا يقهر بإخراجها من المكتبات ومن قاعات مطالعة الفلاسفة ، وفّر أساس تحويل الفلسفة المادية الجدلية إلى قوّة مادية جبارة . ب – مجال الإقتصاد السياسي : -1- فى هذا المجال ، يعدّ تحليل طبيعة الرأسمالية البيروقراطية مساهمة هامة من مساهمات ماو . فقد ساعد عرض ميزات الرأسمال البيروقراطي فى الأمم المضطهَدة كأداة بيد الرأسمالية الإحتكارية لسلب الشعب فى تحالف مع الإقطاعية ، من جهة على فضح الطابع اللاإنساني للإمبريالية فى شكل الإستعمار الجديد و من جهة ثانية ، على توضيح هدف الثورة فى هذه الأمم المضطهَدة . و جليّة للغاية هي الدلالة التاريخية لإستنتاج أنه عبر القضاء على الرأسمال البيروقراطي و مصادرة ممتلكاته بإمكان الأمم المضطهَدة التخلّص من الإمبريالية و إرساء قواعد الإشتراكية . -2- وجليّ للغاية هو الدور الهام الذى نهض به ماو فى تركيز قواعد صلبة للمبادئ الإقتصادية الأساسية فى المرحلة الإشتراكية ( مع دراسة نقدية لتجارب الإتحاد السوفياتي ). والدلالة الثورية لشعارات " القيام بالثورة مع دفع الإنتاج" و" أحمر وخبير" التى طبّقت من منظور أنه ليس بالأوامر البيروقراطية و إنما بالرفع من مبادرة الجماهير ( من خلال الدعاية المكثفة للسياسة الإقتصادية الصحيحة ) بمستطاع الإقتصاد الإشتراكي أن يتطوّر بصلابة . -3- فى إطار الثورة الديمقراطية الجديدة ، أثبتت الممارسة صحّة و مدى عقلانية السياسات الإقتصادية الهادفة للقضاء على الإقطاعية على قاعدة الأرض لمن يفلحها و مصادرة كافة المؤسسات الأجنبية و المحلّية ذات الطابع الإحتكاري و تحديد و مراقبة و إرشاد الرأسمال الخاص الذى لا يسيطر على وسائل معيشة الشعب . بالنظر إلى ما عرض أعلاه ، واضحة تمام الوضوح التطويرات التى أضافها ماو فى مجال الإقتصاد السياسي. ث- مجال الإشتراكية العلمية : 1- جليّة للجميع هي المساهمة التاريخية لماو فى تطوير المفهوم الشامل للثورة الديمقراطية الجديدة فى الأمم المضطهَدة . 2- لقد تسلّحت البروليتاريا العالمية بسلاح قويّ بتطوير نظرية حرب الشعب كحجر زاوية العلم العسكري الماركسي على قاعدة تجارب الصراع الطبقي فى عصر الإمبريالية. وقد أوضحت هذه النظرية المنهج العلمي لإلحاق الهزيمة بعدو قويّ. وبديهية هي دلالة مقولة ماو " من فوهة البنادق تنبع السلطة السياسية " . -3- مثلت نظرية مواصلة الصراع الطبقي طوال كامل مرحلة الإشتراكية و منها نظرية مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا كما طوّرها ماو، متذكرين الثورة المضادة فى الإتحاد السوفياتي ، مثّلت سلاحا نظريا جبارا للحيلولة دون إعادة تركيز الرأسمالية فى المرحلة الإشتراكية . و يعدّ التطبيق الناجح للمخطّط العام للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين كثالث أعظم الثورات التى تمت بقيادة البروليتاريا ، منارة للبروليتاريا العالمية . -4- لأقوال ماو مثل " الإمبرياليون و كافة الرجعيين نمور من ورق " و " فى الخمسين إلى المائة سنة القادمة ، سيشهد العالم هزات كبرى " دلالة فريدة. وقد ترجم هذا مساهمة عظيمة فى صياغة إستراتيجيا الثورة بالنسبة للبروليتاريا العالمية و قد إستعملها ماو ذاته فى الصراع ضد التحريفية السوفياتية و الإمبريالية الأمريكية . هكذا مع مجمل المكوّنات الثلاث أي الفلسفة و الإقتصاد السياسي و الإشتراكية العلمية، رفع ماو علم الماركسية نوعيا إلى مرحلة جديدة. و من هنا ، إكتسبت البروليتاريا نظرية تحريرها فى شكل سلاح واحد هو الماركسية – اللينينية – الماوية. داخل صفوف الحركة الشيوعية النيبالية ، قدمت حجج عدم إستعمال مصطلح " الماوية "حتى من إتجاه ينقض مساهمات ماو . و دون دحض هذه الحجج من غير الممكن أصلا المضي قدما و هذه الحجج هي : 1- " نظرية العصر" : يقول البعض إن تشكّل مرحلة تطوّرفكرية [إيزم] ينبغى أن يمثّل عصرا كاملا . بالنسبة لهم ، الماركسية نتاج عصر الرأسمالية. و الليننية نتاج عصر الإمبريالية . لكن ماو لا عصر له و من ثمة لا يمكن أن توجد أي ماوية إلخ. إن الذين يحاججون على هذا النحو لم يفقهوا القانون البسيط لسيرورة تطوّر العلم كما لم يفقهوا أن الماركسية علم. و محاولة حصر تطوّر العلم بسرعة تطوّر العصر غير علمي مطلقا و سخيف. ففى عصر واحد يمكن أن يتطوّر العلم إلى عدة مراحل. إذا ما تحدث المرء فعلا عن عصر ، من وجهة نظر التطوّر الإجتماعي ، ليست الإمبريالية كذلك عصرا جديدا و إنما هي أعلى مرحلة متعفّنة من الرأسمالية، لاغير. و بالتالي، من غير السليم الحديث عن "اللينينية ". وعليه واضح هو إفلاس الذين يقدّمون حجة العصر هذه . 2- يقول البعض بما أنه ليس لماو مساهمات فذّة من غير المناسب إستعمال عبارة " الماوية ". بالنسبة لهم ، كل ما قاله ماو سبقه إليه لينين. و يغدو الوضع حتى أكثر جدّية حينما يحاجج أولئك المدافعون عن إستعمال مصطلح "فكر" بنفس الطريقة ولا شك و أن الذين يحاججون بهذه الطريقة قد مضوا فى نهج التخلّى حتى عن " فكر ماو تسى تونغ" بإتجاه الإنتهازية اليمينية. لقد ناقشنا بعدُ بإختصار مساهمات ماو. ومع ذلك، فإن المسألة التى يمكن أن تطرح إذا ما حاجج المرء بتلك الطريقة هي لماذا لا يقال حتى إن لينين أوّل الماركسية فى ظرف جديد ؟ و لماذا إذا قبِل هؤلاء فكر ماوتسى تونغ كمبدأ قائد لهم؟ و الجواب بسيط وهو فقط لمغالطة الشعب. و إن لم يكن الأمر كذلك، عليهم إما أن يتخلّوا عن فكر ماو تسى تونغ كمبدأ قائد للحزب أو أن يوقفوا تقويض أساس مساهمات ماو . 3- و نجد البعض يحاججون أنه لا ينبغى أن تستعمل الماوية على عجل فلا أحد سيستمع إلى كلماتنا حول مثل هذه المسألة الكبرى و أنه لن يستطاع أبدا تركيز هذا المصطلح و لن يفعل هذا سوى خلق صراع لا حاجة لنا به. حتى و إن كانت ثمّة صراحة فى نوايا العديدين الذين يحاججون بهذه الطريقة، فإن الحجج ذاتها لا تتطابق و المنهج الماركسي ذلك أن المسألة هنا هي مسألة صحة أم خطأ و ليست مسألة إستعجال أو عدم إستعجال. مثل هذه الحجج خاطئة لأنها فى النهاية ستؤدي إلى تسوية غير ضرورية و ستعمل ببساطة بإتجاه تأبيد الوهم . مجمل القول ، لإدارة الصراع ضد التحريفية على مستوى أرقى و للتسريع فى سيرورة تطوير حزب شيوعي من طراز جديد و مناضل و لقطع خطوة جديدة نحو تطوير النضال الثوري و حرب الشعب ، من الجوهري تماما إستخدام المصطلح العلمي " الماوية " و ليس المصطلح المضّلل . /. ملاحظة : لمن يودّ التعمّق فى الموضوع ، عليه/عليها للذكر لا للحصر: 1= بمقالات بالعربية فى موقع الحوار المتمدّن ، لا سيما مقالات الرفيق خالد المهدي. 2= بكتب بالأنجليزية متوفّرة على الأنترنت : - فى موقع 1- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي-اللينيني –الماوي )-سربداران- : برنامج الحزب ): "لنرفع الراية البرّاقة للماركسية اللينينية-الماوية" للحزب الشيوعي الهندي (الماوي)bannedthought- فى موقع 2- ( Amazon3- كتاب بوب آفاكيان ( بالأنجليزية) : " المساهمات الخالدة لماوتسى تونغ " ،1979 . يمكن إقتناؤه عبر الأنترنت من ==================================================================================
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حقيقة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى( مقتطف من كتاب -ال
...
-
تعتقدون أن الشيوعية فكرة جيدة لكنها غير قابلة للتطبيق؟ قوموا
...
-
-الإشتراكية أفضل من الرأسمالية و الشيوعية ستكون أفضل حتى !-
...
-
الماوية : نظرية و ممارسة -5 - ملاحق كتاب - الثورة الماوية فى
...
-
من مكاسب الثورة الماوية فى الصين( الفصل الخامس من كتاب - الث
...
-
الماوية : نظرية و ممارسة - 5 - الثورة الماوية فى النيبال و ص
...
-
الماوية: نظرية و ممارسة - 6- - جمهورية إيران الإسلامية :مذاب
...
-
الماوية : نظرية و ممارسة - 4 - - الثورة الماوية فى الصين : ح
...
-
إلى الأمام على الطريق الذى خطه ماوتسى تونغ ( نص للحركة الأمم
...
-
الصين : من تحرير المرأة إلى إستعبادها( فصل من كتاب -الثورة ا
...
-
من الصين الإشتراكية إلى الصين الرأسمالية
-
الماوية: نظرية و ممارسة 2 - عالم آخر، أفضل ضروري و ممكن، عال
...
-
الماوية : نظرية و ممارسة 4 - الثورة الماوية فى الصين : حقائق
...
-
الماوية: نظرية و ممارسة 3 - لندرس الثورة الماوية فى النيبال
...
-
خرافات حول الماوية
-
الماوية : نظرية و ممارسة 1 - علم الثورة البروليتارية العالمي
...
-
حقيقة ماو تسي تونغ والثورة الشيوعية في الصين
-
الثورة الماوية فى الهند
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|