مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 980 - 2004 / 10 / 8 - 11:04
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
قرأت الخبر اليوم، واعدت قرائته بين مصدّق وغير مصدّق . . اترحل بمثل تلك السهولة تلك الطاقة الأنسانية الفكرية والوطنية الخلاقة والمبدعة، التي بقدر ما تحمل من البساطة والتواضع، تحمل الأصرار على قولة الحق والعناد في مواجهة الحجة بالحجة .
تذكّرت لقاءنا الأول حين جاء ملبيّا نداء الحزب والوطن والأنصار للمشاركة مع كل الطيبين في النضال المسلّح الشاق المنطلق من كردستان العراق ضد دكتاتورية صدام الدموية، من اجل الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي الحقيقي لكردستان .
كان ذلك في نهاية صيف 1982 في نهاية "دولي ملكان" في سفح جبل " ئارون " حين كانت قمته المطلة تعج بالقوات الخاصة الحكومية والتي كانت تشدد الحراسة على منشآت قائمة في الأعالي لم تكن معروفة لنا ولا لأبناء المنطقة، وكانت وحدات الحراسة تمشّط المنطقة المحيطة بالمدفعية ورشقات رشاشات مكسيم بشكل متقطع على غير انتظام يومياً . البعض قال انها منشآت عسكرية لمواد مشعة، والبعض الآخر كان يقول انها تحرس مرصداً عسكرياً نوويا ضخماً قيل انه كان بديلاً للمرصد الضخم (؟!) الذي كان في شمال ايران وهُرّب خوفا من سقوطه بأيدي الثواّر الأيرانيين حين اندلاع الثورة الأيرانية عام 1979 .
جاء الدكتور شمسة الى وحداتنا للقاء اخيه النصير " ابويوسف"(*) ، بعد ان اكمل الدكتوراه في موسكو وصار نصيراً مسلّحاً . . التقينا في ذلك المكان الخطر مصادفة . . كانت همومنا المشتركة تدور حول مصير الوطن ومصير ابنائه الأكثر اخلاصاً وحباً، وهل يعقل ان يكون الجميع: فلاحين، طلبة، عمال وكسبة ومثقفين واكاديميين في خندق واحد لمقاتلة الدكتاتورية، وكنا نتساءل عن قيمة العقول العلمية والكفاءات العلمية والأدبية والفنية التي كلّفت اصحابها والوطن الكثير والتي يحتاجها العراق للبناء، التي استهتر بها طاغية العراق . . هل يعقل ان تضيّع باطلاقة من جاش مرتزق ؟ !
وتوصلنا الى ان اكبر الكفاءات والعقول هي كفاءات وعقول كل من يفكّر بشعبه ويضحيّ ويناضل من اجله، مهما كان، سواءاً ابتسمت له الحياة وحالفه حظ التأهيل ام لا . . كلّ من موقعه كيفما وحيثما كان . وان الأخلاص لقضية الشعب وكادحيه هي الشهادة الأكبر التي يحتاجها الوطن من ابنائه مهما كبروا . .
سلام على الحاضر الغائب الدكتور سلمان شمسه !
الخلود لأبن النجف، ابن العراق البار الذي شهد ساحات نضاله في فرحه واعراسه وسنوات محنه وآلامه وكان من خير ابنائه البررة الذين ناضلوا وقدموا وتحمّلوا الكثير من اجل حريته وسعادته،
الخلود والذكر الطيب للدكتور سلمان شمسة !
7 / 10 / 2004 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــ
(*) استشهد النصير " ابو يوسف " في عملية بطولية لأقتحام ربيئة عسكرية في منطقة رواندوز، نهاية نفس ذلك العام !
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟