صالح سليمان عبدالعظيم
الحوار المتمدن-العدد: 3277 - 2011 / 2 / 14 - 18:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يمكن التهوين بأي حال من الأحوال من شأن ما حققته الثورة المصرية العظيمة؛ فمواجهة أعتى النظم الديكتاتورية في المنطقة، في ظل تدعيم قوي من القوى الغربية ناهيك عن الرجعيات العربية المبتذلة مسألة سوف يقف أمامها التاريخ بشكل كبير، منبهرا بما حققه المصريون على كافة أطيافهم وشرائحهم الاجتماعية. لكن الشيء المخيف الآن هو الارتداد عن أهداف الثورة في ظل تماهي القيادات العسكرية مع النظام السابق وعدم رغبتها في تحقيق تغيير جذري وحقيقي. فالخوف كل الخوف أن يستغل هؤلاء عامل الوقت والحديث عن الأمن والأمان والوضع الاقتصادي لترهيب الشعب والقيادات الشبابية وإرغامهم على العودة مرة أخرى إلى المربع صفر، خصوصا إذا ما وضعنا في الاعتبار المحاولات التي لا تهدأ من جانب الرجعيات الغربية والعربية في الضغط على القوى العسكرية وفرض إرادتها عليها.
ومن الضروري أن نضع في اعتبارنا هنا أن الثورة لم تتحقق بفضل أحد سوى إرادة الشعب المصري بكافة قواه الوطنية الحقيقية، وأي حديث آخر عن مساندة أية قوى لهذا الشعب مسألة تتعلق بالمجاملات السخيفة التي تحاول أن تهدأ من الأمور وتمر بها عبر عنق الزجاجة. فلا فضل لأحد على الشعب إلا دماء الثوار وأجسادهم التي هطلت في ميادين مصر كلها دفاعا عن الحرية والشرف والكرامة المصرية المهدرة. من هنا فإن أي حديث آخر عن الأمن والأمان والحالة الاقتصادية هو حديث سخيف يعود بالجماهير إلى ثورة البطون الجائعة التي تنتظر الفتات. تحتاج الثورة أكثر من أي وقت مدى إلى وضوح الرؤية والبصيرة، كما تحتاج إلى الثقة أكثر وأكثر بنفسها، وأن ما واجهته كان أصعب المراحل في ظل هروب أمني واسع المدى وتكاتف كافة القوى الرجعية عليها، أما الآن فالخريطة واضحة تمام الوضوح؛ معروف من مع الثورة ومن ضدها، معروف من هي القوى التي تستحق الإشادة وتلك التي تحتاج أن يعصف بها التاريخ في مزابله. المهم أن تستمر الثورة في احتكار الشارع وفي الحفاظ على قوتها وزخمها، فالواضح أن بقايا فلول النظام لن ترتدع إلا بالحناجر المليونية الهادرة.
#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟