أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد عبد المجيد - أيها الصحفيون العرب: تمردوا















المزيد.....

أيها الصحفيون العرب: تمردوا


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 979 - 2004 / 10 / 7 - 10:21
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الصحفيون العرب، المدافعون عن حقوق الآخرين، والذين يتولون مهمة سامية وعظيمة في حضرة صاحبة الجلالة السلطة الرابعة، يستحقون الآن وقفة تأمل تنتهي حتما بالتعاطف الكامل مع مطالبهم وحقوقهم التي لم يذكروها بعد!!!
والحق أن عالم الصحفيين العرب محاط بأسوار ليس من السهل اختراقها، لأن الصحفي العربي قد رضي تماما أن يكون حبيس هذه الجدران التي توفر له طعاما وشرابا، وتعزله عن عالم أكثر سعة ورحابة لكن التعرف عليه قد يسبب له نوعا من( الإحراج الأمني) الذي هو في غنى عنه.
وكلمتنا هذه صرخة تحذير، ودعوة إلى التمرد على حراس السجن الكبير، ورغبة شديدة أن نرى زملاء المهنة وقد تخلصوا من الكابوس الكبير المتمثل في كل صور الاستغلال من قبل السلطة ورئيس التحرير، والناشر والإدارة... ثم من قبل الصحفي نفسه على نفسه.
أكتب هذا الكلام وأنا أتابع تنقلات الصحفيين النرويجيين من مطبوعة إلى أخرى، كما ينتقل المواطن من سكن إلى آخر، دون أن يفقد استقلاليته، أو تتهدده السلطة، أو يهوي به قرار الطرد في مكان سحيق.
وأتساءل: لماذا لا يعرف الحق طريقه إلى أصحاب القلم من أعضاء النقابات الصحفية العربية، في الوطن والغربة؟
إنها سلسلة مترابطة ومتشابكة من المصالح والقوانين والأعراف جعلت الصحفي العربي مهددا مع كل مقال يكتبه ويمرر رئيس التحرير عينيه الضيقتين على سطوره، ثم يحذف ما يشاء، ويترك ما يروق له، ويرضي الناشر أو السلطة، أو من يقف ماليا وراء المطبوعة!!!! لكنها لقمة العيش المرة!!؟
أعرف عشرات النماذج والأمثلة لكتاب شرفاء عمالقة يخضعون لأوامر وتحرشات واستفزازات من رؤسائهم المباشرين، محاولين باستمرار جعل القلم في عبودية كاملة مادام التلويح بـ ( ثمن المقال) جاهزا، والمكافأة على الطاعة تجد طريقها بسرعة عجيبة إلى هؤلاء الصحفيين( الطيبين) الذين يرضون السلطة والناشر وصاحب الدار ورئيس التحرير بنفس القدر، وفي نفس الوقت.
إبان الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت، انتقلت أقلام عربية كثيرة من مواقعها إلى الجبهة المضادة تماما، بعضها انطلق من مبادئ يؤمن بها، والآخر أغراه رئيس تحرير مطبوعة أخرى بالمن والسلوى في مقابل دعم موقف الجهة التي تمول الصحيفة "إياها".
وبعد انتهاء الحرب اكتشف الذين انتقلوا وتبادلوا المواقع أن السجن واحد في الحالتين، وإنما يدخل إليه ( المبدعون) من بابين مختلفين.
حتى الصحيفة التي كانت الأكثر عنفا وشدة وضراوة وقسوة ضد نظام الرئيس صدام حسين، واجتذبت عشرات من الكتاب والصحفيين والسياسيين، تلقت هي الأخرى فجأة أوامر بتخفيف الضغط على الرئيس العراقي، فوصلت على الفور الرسالة إلى ( المجندين) فيها، ومنهم أكبر الأسماء اللامعة في الصحافة العربية.
وفي الجانب الآخر حدث نفس الشيء مع الذين كانت ترقص أقلامهم على صيحة الرئيس ياسر عرفات( مرحى للحرب)، وأوهموا شعبنا العراقي المسكين أنه قادر على سحق الكرة الأرضية، وسيخترق حجب السماوات السبع. فوقع ما وقع، وتلقى حملة القلم ( الأوامر) بتهنئة الكويت على التحرير، لكنهم احتفظوا بطريق العودة، فربما يكون صدام حسين بسبعة أرواح!!!نحن لا نتحامل على زملاء المهنة، ولكننا نلعن الزمن الذي يتحكم فيه( اللي يسوى واللي مايسواش) في الصحفي العربي، بعد أن كاد الصحفي أن يكون رسولا.
إن قوى الإبداع العربي يجب أن تتمرد، وعلى الإخوة الزملاء أن يجدوا طريقا للخروج من هذا المأزق يتمثل فيما يلي:
1- لجنة صحفية عربية مستقلة عن أي نظام عربي، تتلقى المقالات والتحقيقات التي رفضتها صحف عربية، وإيجاد بديل لها في موقع مناسب، أي في صحيفة أخرى.
2- ضمان مالي مناسب لكل صحفي، سواء كان منتجا أو غير منتج، يسمح له بحياة كريمة حتى لو قضى بضعة أعوام في الظل، أو باحثا عن عمل في مطبوعة تقبل اتجاهاته السياسية أو الأدبية أو الدينية أو الاجتماعية.
إن الضمان المعيشي الكريم، حاضرا ومستقبلا، للصحفي العربي وأسرته هو المدخل الوحيد لصحافة حرة صادقة وجادة تنقل الحقائق، وتكتب عن معاناة الجماهير، وتتحدى السلطة.
يجب أن تنتهي صور الإذلال والمهانة الممثلة في وقوف الصحفي العربي على باب السيد( رئيس التحرير) ليتفضل ويشطب بقلمه بعض ما لا يرضي (الجماعة) أو يمنع المقال كله، أو يطلب من الصحفي العودة إلى مكتبه لكتابة مقال آخر، كأنه يصنع بسبوسة أو كعك العيد.
أما الظلم المتمثل في تحديد أجر المقالة، وقيمة الكاتب، واسمه وصورته، وقربه من النظام، ودفاعه عن السلطة، ووقوفه مع رموزها فهو أبشع أنواع الظلم.
لا ننكر أننا جميعا نرى بوضوح خطوطا حمراء ونحن نكتب، بعضها من صنع أنفسنا، والبعض الآخر لا قبل لنا به فلا نتجاوزها إلا عن سهو و خطأ غير مقصود، لكن كثرة هذه الخطوط الحمراء تقلل تدريجيا من القدرة على الإبداع، إلى أن يتحول الكاتب إلى موظف أرشيف، أو ناقل أخبار، أو (صحفي معوق).
إنني أطالب الأخوة الزملاء في كل الصحف العربية بالثورة والتمرد ضد السلطة الظالمة الممثلة في جهل ( الرئيس المباشر) أحيانا، أو التدخل المستمر في المقالات، أو الإضافات الحمقاء في ثنايا المقال لإرضاء الواقفين خلف المطبوعة.
وثورة الصحفيين العرب يجب أن تبدأ أولا بالدعوة إلى صندوق الضمان المالي. إن هناك تفرقة واضحة في أجور الصحفيين قائمة على نفس صور التخلف في عالمنا العربي، فهي طائفية أحيانا، ومذهبية أحيانا أخرى.
ثم إنها ظالمة عندما يكون مقياسها رواج الصحيفة على حساب الإبداع. فالكاتب ( الكبير) يأتيه الشيك بالمبلغ المطلوب وهو جالس خلف مكتبه الأنيق في بلده العربي، أو منفاه الأوروبي، بل قد يسبق وصول الشيك حديث هاتفي من ناشر المطبوعة أو رئيس التحرير، حتى لو كان المقال المعجزة عن( أسماء الشوارع في العصر المملوكي)!!!!!
أما الكاتب الصغير فهو يتلقى مائة موعظة، تسبقها مائة ملاحظة، وتلحق بها مثلها من التهديدات المبطنة والظاهرة، ولو كانت مقالاته هي السبب الرئيسي في نجاح المطبوعة، واحترام القارئ لها.
والصحفي العربي في أوروبا تحدد جنسيته أجره: فهناك الأجر الأقل وهو من نصيب غير القادرين على التمرد، وهناك الأجر المتوسط والمناسب ويحصل عليه من هو قادر على انتقال إلى مطبوعة أخرى دون جهد أو مشقة، أو بلغة السوق" سلعة مطلوبة" في أكثر من مكان. ثم هناك الأجر الرأسمالي وهو من نصيب الأسماء اللامعة ولو كانت أسماء ( اشتراكية حتى النخاع)، ولو كان تاريخ أصحابها مليئا بعلامات الاستفهام، وألغاز لا يستطيع حلها غير مايلز كوبلاند، أو أوسترفسكي!!
وحتى ينجح التمرد الصحفي، يجب محاربة علاقات الغيرة والحسد والكراهية المنتشرة بين أصحاب القلم، وهذه إحدى صور الضعف الكبيرة التي تجعل الصحفيين العرب( يرخصون) في سوق الصحافة.
إن ناشري المطبوعات العربية ورؤساء التحرير يسرقون الصحفيين العرب في وضح النهار، ومع سبق الإصرار والترصد، ثم يمنون عليهم أن استكتبوهم!!! إن الصحفي الذي لا يستطيع أن (يتنفس) عبر صحيفته يجب أن يجد قلمه لجنة تدافع عنه وتنشر له أعماله في مطبوعات أخرى. إننا لا نطالب الزملاء بالقفز فوق كل الخطوط الحمراء، لكننا نلح على ضرورة تعاون أصحاب مهنة المتاعب.
أيها الزملاء : تمردوا

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
أوسلو النرويج
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
Oslo Norway



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هموم المغتربين
- وستفيض دموعهم لنصف قرن قادم ... رسالة شكر من مبارك الثاني إل ...
- دموع المصريين تفيض على ضفتي النيل .. رسالة مطوية من مبارك ال ...
- المغتربون العرب والإيدز العصبي
- الموت البطيء بالأمر السامي .. مخالب أمير المؤمنين
- أمريكا .. شيكا بيكا
- صناعة العبودية .. لماذا يحتقرنا الرئيس حسني مبارك؟
- لماذا يحتقر الرئيس الأمريكي الزعماء العرب؟
- البشرة البيضاء للعنصرية
- السلطات السعودية تحارب في المكان الخطأ .. تفريخ الارهاب صناع ...
- هل الخوف والصمت والبلادة صناعة عربية؟
- من الذي يسرق البحر في مصر؟ .. بكائية على أوجاع وطن
- اعترافات جاهل بالشعر العربي الحديث
- كل الجزائريين يبكون، فمن القاتل؟
- من الأكثر ولاء للوطن .. المواطن أم مزدوج الجنسية؟
- سيدي الرئيس حسني مبارك .. استحلفك بالله أن تهرب
- صراع الأبناء بعد وفاة الشيخ زايد .. هل يحكم محمد بن راشد آل ...
- ابتسم فأنت في سلطنة عُمان
- خذ حذرك فالاستخبارات الأردنية تتعقبك
- النقاب حرام .. حرام .. حرام


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد عبد المجيد - أيها الصحفيون العرب: تمردوا