|
(غيتس) و(مولين) على إتصال وثيق بالجيش المصري
غسان نامق
الحوار المتمدن-العدد: 3277 - 2011 / 2 / 14 - 08:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقدمة المترجم:
هذا المقال بقلم "جوش روجن". وقد نشر باللغة الإنجليزية في موقع مجلة "السياسة الخارجية" الأمريكية يوم الجمعة الموافق 11 شباط / فبراير 2011.
والغرض من ترجمة هذا المقال هو لفت أنظار القارئ العربي إلى بعض الإشارات غير المباشرة في ثناياه إلى إحتمال التنسيق بين الولايات المتحدة الأمريكية والجيش المصري في مسألة تولي الأخير، أي الجيش المصري، مقاليد الأمور في مصر بعد تنحي "مبارك".
المقال:
لقد تفاجأت إدارة "أوباما" ليلة الخميس [10 شباط / فبراير – المترجم] عندما تحدث الرئيس "حسني مبارك" للشعب المصري ورفض التنحي عن قيادة البلاد. وبعد الكلمة، أجرى وزير الدفاع "روبرت غيتس" ورئيس الأركان المشتركة الأدميرال "مايك مولين" إتصالات هاتفية بنظرائهما في الجيش المصري على جناح السرعة.
واليوم [الجمعة 11 شباط / فبراير – المترجم]، تولى الجيش السيطرة على الحكومة المصرية وأعلن نائب الرئيس "عمر سليمان" في بيان مسجل بأن "مبارك" قد تنحى عن الرئاسة. وأكد المتحدث الصحفي للبنتاجون، "جيف موريل"، لصحيفة "ذي كيبل" ذلك بقوله: "لقد تحدث الوزير غيتس مع [وزير الدفاع] المشير محمد حسين طنطاوي مرة أخرى في الليلة الماضية".
وأضاف: "كان ذلك هو الحديث الهاتفي الخامس الذي يجريه مع وزير الدفاع المصري منذ بدء الأوضاع في مصر."
كما أكد النقيب "جون كيربي"، الناطق باسم الأركان المشتركة، لصحيفة "ذي كيبل" بأن "مولين" قد إتصل برئيس أركان الجيش المصري الجنرال "سامي عنان" بعد كلمة مبارك. وقال "كيربي" بأن "مولين" و"عنان" قد تحدثا أربع مرات منذ 25 كانون الثاني / يناير، وكانت المكالمة الأخيرة قبل ليلة الخميس قد جرت يوم السبت 5 شباط / فبراير.
ورفض كل من "موريل" و"كيربي" إعطاء تفاصيل عن فحوى المكالمات.
وقال "روبرت جيبس"، المتحدث باسم البيت الأبيض، للمراسلين صباح يوم الجمعة بأن الرئيس "باراك أوباما" لم يتصل بـ "مبارك" بعد تلك الكلمة. وكان آخر إتصال مسجل بين نائب الرئيس "جوزيف بايدن" و"سليمان" قد جرى بتاريخ 8 شباط / فبراير وذلك عندما ضغط "بايدن" على "سليمان" لتوسيع حواره مع المعارضة.
تشير إتصالات "غيتس" و"مولين" الهاتفية إلى الإرتباط الثابت والهادئ الذي كان البنتاغون قد أخذه على عاتقه مع نظرائه في الجيش طوال الأزمة. واكتسى هذا الجهد أهمية خاصة في الأيام الأخيرة، حيث تعاظم دور الجيش وصار ولاؤه تحت مزيد من التدقيق.
وقالت صحيفة الـ "واشنطن بوست" بأن البنتاغون قد ذهب إلى حد إرسال طلب هادئ إلى العشرات من ضباط الجيش الأمريكي في الأسبوع الماضي للإتصال بأي من أفراد الجيش المصري الذين يعرفونهم من خلال التزامل السابق في الكليات العسكرية الأمريكية.
ولكن لم يتم إبلاغ الضباط بتقديم أية رسائل. وقال مسؤول في البنتاجون بأن الغرض من هذه الاتصالات كان جمع المعلومات من الجيش المصري والتأكد من استمرار العلاقة بين الجيشين سليمة، ثم أضاف بأن إتصالات مماثلة قد جرت بين البنتاجون ومشاوريه في بلدان أخرى، بما فيها إسرائيل.
ولقد إختلف البيت الأبيض ووزارة الخارجية حول مقدار الضغط الذي ينبغي ممارسته على "مبارك" و"سليمان". وكان البنتاجون يقف إلى جانب وزارة الخارجية في الغالب طالباً المزيد من الدعم لمؤسسات السلطة القائمة في مصر، وخصوصاً الجيش. ويرى بعض المراقبين أن البنتاجون يميل إلى تفضيل دعم الجيش المصري بسبب مصالحه الخاصة والإنحياز المؤسساتي الطبيعي.
فقال مسؤول أمريكي سابق كان قد تعامل مع البنتاجون في الشأن المصري: "ببساطة إن البنتاجون معتاد جداً على السماح للجيش المصري أن ينال ما يريد". وأضاف: "كان البنتاجون يرغب في الحفاظ على تدخله على المستوى العسكري فقط. ولهذا فإنه لا يرغب في أن يكون طرفاً في دبلوماسية عالية المستوى، بل يصر على أن ينشغل في دبلوماسيته الخاصة به ولمصلحته الخاصة".
وبصرف النظر عن ذلك، فإن التدخل المباشر لمسؤولي البنتاجون ومسؤولي الجيش الأمريكي في الأوقات العصيبة طوال الأزمة ربما أثر على سلوك الجيش المصري عند المفاصل الحاسمة، على سبيل المثال عندما تورط الجيش المصري في الإجراءات الصارمة ضد الصحفيين وناشطي حقوق الإنسان في الأسبوع الماضي. ويعتقد مسؤولو البنتاجون بأن إتصالاتهم قد أسهمت في كبح الجيش المصري نسبياً.
ومن غير الواضح فيما إذا كانت دبلوماسية "غيتس" و"مولين" الهاتفية في الليلة الماضية قد أثرت فعلاً في الأحداث التي تكشفت بعد ساعات من ذلك. غير أن علاقات البنتاجون بالجيش المصري هي الآن من بين سبل التواصل والتأثير الحاسمة أكثر من غيرها والتي تتبعها السياسة الأمريكية تجاه مصر.
أستاذ جامعي عراقي مقيم في ليبيا.
#غسان_نامق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إيران والأوضاع الراهنة في العالم العربي
-
الأمر المشترك بين إسرائيل وإيران
-
قطع شبكة الإنترنت
-
راتب بنيامين نتانياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني
-
السيستاني وجائزة نوبل للسلام.. وجهة نظر مغايرة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|