القذافى يحكم وزارة الخارجية

مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

القذافى يحكم وزارة الخارجية
مطلوب محاكمة أحمد ابو الغيط
يبدو أن السيد أحمد ابو الغيط فقد عقله فى الأيام الأخيرة من حكم مبارك، فلم يكتفى بتحريض القوات المسلحة على قتل المتظاهرين، وهى جريمة تستوجب محاكمته، ولكنه تعدى ذلك إلى السير على خطى القذافى بتحذير الدبلوماسيين فى الخارج عبر برقية صادرة عن مكتبه من الدخول على الفيس بوك أو كتابة أى تعليقات على الانترنت تؤيد الثورة، وفى مرسوم أخر عجيب هدد بفصل الدبلوماسيين الشباب إذا ذهبوا إلى ميدان التحرير .
والكل يتذكر تصريحاته خلال الثورة بقوله " من يقول أن ثورة 25 يناير مثل ثورة تونس أقول له هذا كلام فارغ"، ووصفه للرئيس اوباما بالولد The boy، لأنه طالب مبارك بالرحيل. وقد نشر الصحفى المعروف وائل قنديل فى جريدة الشروق بتاريخ 13 فبراير عددا من البرقيات المخزية التى أرسلها احمد ابو الغيط لسفاراتنا فى الخارج لتشويه الثورة واتهامها بأنها من صنع دول أجنبية... ولكن ملف أحمد ابو الغيط أكبر من هذا بكثير، ففساده وشلته يزكم الانوف، وهو حديث الدبلوماسيين فى الداخل والخارج عن الرشاوى والمحسوبية فى توزيع الدبلوماسيين التى يسلكها هو وصديقه جهاد ماضى، وخدمته للنظام لا تعكس العنجهية المفرطة التى يتحدث بها مع الناس ومع الموظفين، ففى وزارة الخارجية يطلقون عليه " حامل حقيبة عمر سليمان"، وفى نفس الوقت لم يسلم الكثيرين من عجرفته وطول لسانه.
وقد كتب السيد وائل عبد الفتاح عامى 2004 و 2005 فى جريدة الفجر سلسلة تحقيقات عن فساد مديرة مكتب الوزير، وفاء بسيم، والتى تستخدم وزارة الخارجية وسفاراتنا فى الخارج من آجل عقد الصفقات لبناء قرى سياحية فى سيناء لزوجها رجل الأعمال بمساعدة أحمد ابو الغيط واحمد المغربى ورشيد محمد رشيد الذى كان يشرف على المكاتب التجارية فى الخارج ، ويتردد أن أحمد ابو الغيط يشاركها فى نسبة من هذا البيزنس.
ولكن الفضيحة الكبرى هو ما فعله السيد أحمد ابو الغيط فى الحركة الدبلوماسية الأخيرة، وقد أقسم لى دبلوماسى شاب من مكتبه أن السيد احمد ابو الغيط جعل الرئيس السابق يوقع على الحركة وهو فى حالة غيبوبة أثناء الأعداد لخطابه الأخير...وجاءت الحركة الدبلوماسية فضيحة بكل معانى الكلمة، فقد استطاع ابو الغيط زرع رجاله فى السفارات التى يريدها قبل تركه للوزارة، فنقل السفير محمد عبد الحكم ، مساعد الوزير للسلك القنصلى إلى أوسلو، مكافأة له على البرقية التى ارسلها لكل القنصليات فى العالم بحشد المصريين من المقيمين بصفة غير قانونية خاصة فى الغرب للتظاهر تأييدا لنظام مبارك، ومما هو جدير بالذكر أن السيد عبد الحكم متهم باختلاس الملايين من تعويضات المصريين العاملين فى قبرص.ونقل سفير مصر فى المانيا رمزى عز الدين إلى براغ لأنه فشل فى منع دير شييجل الألمانية من نشر أن مبارك سوف يترك السلطة ويأتى للعلاج فى مستشفى المانى، وكأن السفير قادر على منع صحيفة مستقلة من نشر اخبارها وقد تصورها ابو الغيط جريدة الأهرام، وطبعا وضع فى مكانه احد اصدقائه وهو اسماعيل خيرت.
أما الفضائح الأخرى فليس لها حدود، فالكل يعلم أن طاقم مكتبه من السكرتيرات الحسناوات لهن الحق فى ركن سياراتهم فى الأماكن المخصصة لكبار السفراء وتستلم الواحدة منهن ما لا يقل عن خمسة آلاف جنيه شهريا كمرتب فى حين أن خريجى الجامعات من الاداريين مرتباتهم لا تتعدى 500 جنيه، ولهذا تظاهر الاداريون أمام مكتبه ضد هذا الفساد والمحسوبية. والادهى من ذلك عشرات المهمات الوهمية التى يتقاضى عليها أحمد ابو الغيط 1000 دولار يوميا كبدل سفر فى حين أنه يكون موجودا فى القاهرة. والكل يعلم انه عين أبن مراقبة الجهاز المركزى للمحاسبات مدام نيرة دبلوماسيا فى الوزارة، وبعد خروجها على المعاش عينها هى نفسها بقرار خاص مراقب حسابات فى الوزارة رغم مخالفة ذلك لكل القوانيين.
أما عن دورأحمد ابو الغيط فى إذكاء الفتنة الطائفية على غرار نظام مبارك فحدث ولا حرج، فقد كان هو ومديرة مكتبه وفاء بسيم وراء أسلمة الدبلوماسية الشابة هبة سيدهم وتزويجهها لدبلوماسى مسلم، ورغم حداثة سنها فقد جعلها تقفز عدة درجات على زملائها وعينها فى الحركة الأخيرة سفيرة مصر فى سلوفينيا.وبعد أن حرم السفيرة المحترمة منحة باخوم خمسة سنوات من الترقية ،ساومها خلال الثورة على قراءة بيان يدين التدخلات الأجنبية فى شئون مصر فى مقابل تعيينها سفيرة لمصر فى قبرص.وأتهم السفير دوس عدلى دوس ظلما بالتجسس لصالح الكنيسة وحرمه من الترقية، وحوله عدة مرات إلى التحقيق وسحب جواز سفره بشكل غير قانونى حتى يحرمه من السفر للعمل فى مؤسسات دولية بعيدا عن وزارته الفاسدة.
إن افضائح المالية والجنسية تزكى الأنوف فى وزارة الخارجية المصرية وفى سفاراتنا وقنصلياتنا فى الخارج... وهو ملف يطول الحديث فيه.
وقبل أن انهى مقالى انقل أحد التعليقات التى نشرت على جريدة الشروق تعليقا على مقالة وائل قنديل:
(انا دبلوماسى مصر شاب،أؤكد صحة ما ورد فى هذا المقال حيث حاول ابو الغيط بث الوقيعة فى وزارة الخارجية وفعلا وجه تعليمات حادة للكشف عن مستخدمى الفيس بوك ،وفعلا وجه سفارتنا فى الخارج بالإستعانه بمقال احمد عز للدفاع عن الانتخابات المشبوهة وكانت كل توجيهاته للسفارات خلال الثورة بضرورة بث الرعب من خطر الاخوان المسلمين وايران وان هناك جهات اجنبية تحرك هذا الشباب وتدفع لهم مبالغ مالية وغير ذلك من التعليمات الجبانه وكلها موثقة فى البرقيات الصادرة من مكتب الجبان ابوالغيط الذى يعرف معظم الدبلوماسيين انه وزير تافه يعد عارا على جبين الدبلوماسية المصرية . وابو الغيط معروف بشىء هام هام فى الوزارة وهو "البوكس" فعندما يضرب ابو الغيط احد الدبلوماسيين بالبوكس فى كتفه فذلك دليل على الرضاء والمحبة، كما اننى رايته فى زيارته الخارجية ولا توجد كلمات تعبر عن حجم سطحية هذا الوزير الذى لا يفقه شيئا فى قواعد التخاطب الدبلوماسى . هذا الوزير الذى توعد بكسر ارجل ابناء غزة وان تكرار ما حدث فى تونس فى مصر كلام فارغ... لدينا الكثير من البرقيات المهينة الصادرة عن ابوالغيط التى سيتم الكشف عنها للشعب المصرى ليعرف كيف كان ابوالغيط يدير السياسة الخارجية باسلوب جعل مصر العريقة تتراجع الى الحضيض. نطالب ايضابإستدعاء سفراء مصر فى الخارج الذين انصاعوا لتعليمات ابوالغيط ونفذوها حرفياً بل وتسابقوا فى الإساءة إلى ثورة الشباب يجب ان يعود هؤلاء الذين طعنوا الشعب المصرى فى كرامته كما ان شرعية بقائهم سفراء فى الخارج قد سقطت بسقوط هذا النظام المستبد حيث انهم يمثلون الرئيس المخلوع... ارجو ان يتم هذا فى اسرع وقت لان دور الدبلوماسية المصرية الوطنية يجب ان يعبر عن المرحلة الجديدة... نرجو عزل ابوالغيط عن منصبه وإستدعاء السفراء).

والمطلوب بعد كل هذا تحويل أحمد ابو الغيط إلى محاكمة عاجلة بتهمة الفساد والتحريض على الثوار ،وإيقاف الحركة الدبلوماسية الأخيرة، وتصحيح المظالم والمفاسد التى ارتكبها هذا الوزير الأحمق، حتى تعود ثقة دبلوماسيينا فى وزارتهم بأنها يخدمون مصر وليس نظام معين أو شلة معينة.

#مجدى_خليل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات