منذ متى عرف المجد القيود؟

بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 979 - 2004 / 10 / 7 - 10:24
المحور: حقوق الانسان
    

حينما سمعت أن السعودية العربية حجبت الحوار المتمدن , ضحكت في سري متسائلة: منذ متى عرف المجد القيود ؟ لتستعمل ضد احدث ثورات العلم وتحرير الإنسان من السجون, كما تذكرت بعض معارفي وأصدقائي وصديقاتي من المثقفين في العربية السعودية, تذكرت لهفتهم الكبرى إلى الحرية والفكر والحياة , تذكرت قدرتهم الراكضة وراء تعلم التكنلوجيا للخروج من عنق الزجاجة التي يعيشونها هناك حيث البترول يخنقهم في سيارات فارهة وبيوت جميلة لا تتمتع بالحرية حتى أن أحدهم قال لي وهو يكاد يبكي : أن العالم خارج العربية السعودية لا يفهم معاناتنا , قال يعتقدون أننا سعداء لأننا نملك سيارة ورصيدا في البنك , لكنهم لا يعرفون أننا كالعصافير المخنوقة بأقفاص الذهب, وتذكرت أبيات الشعر التي كنت قد حفظتها بطفولتي لشعراء عرب زمن النهضة العربية عن الحرية وهي:

قد كان عندي بلبلاً
في قفص من ذهب ِ
وكان يشدو دائما ً
بكل لحن مطرب ِ
ففرّ َ عني ونـأى
بدون أدنى سبب ِ
وقال لي حريتـي
لا تـُشترى بالذهب ِ

من هنا أناشد كل من يعتقد أن حجب موقع الحوار المتمدن سينفع ويقطع إيصال الفكر الحر والنيـّر إلى عقول الشباب العرب , أن يكون أكثر حكمة وليتفكر , فالشاب العربي قد تعلم البحث عن الحرية في كل مكان وفي كل موقع, والإنسان العربي المثقف قد أغلق باب التخلف وراءه وركب عجلة التطور نحو الحياة والحرية المعطاءة رغم دعاة التخلف ورغم إرهاب السلفيين وأساليبهم العتيقة , فماذا ينفع غلق موقع هنا وحجب موقع هناك ؟ المستقبل للفكر الحر مهما فعلوا ومهما تشبثوا بقيودهم فالدنيا باتت قرية صغيرة شاء من شاء وأبى من أبى , وهل ستوقف العربية السعودية بيع أجهزة الكومبيوتر بعد فترة وتخسر اكبر الشركات الممولة في العالم والتي تربطها ببلدانها روابط أمن وحماية وبناء؟ أم ستلاحق كل أميل وكل رسالة إلكترونية وكل صوت هاتف ؟
يا أصحاب قرار الحجب , إن حجبتم الحوار المتمدن ستـُرسل إليكم مواضيعه عبر الأميل, وكلنا دعاة لهذا الموقع الذي احتضننا كعرب مقهورين في كل بقاع العالم ليفضح زيف الديكتاتوريات والسلفيين ومن لف لفهم من واضعي العصي بعجلة التطور الحتمية , كلنا دعاة لموقع الحرية والكرامة وكلمة الحقيقة التي يكتبها المعذبون والفقراء من أصحاب الفكر في العالم العربي , ستمطر سماء السعودية رسائل إلكترونية توصل إليكم أفكارنا لتقض مضاجع من يؤمن بعودة الزمن إلى الوراء , ستفتحون عليكم نار ردات فعلكم غير العاقل , أفلا تعقلون؟
لاهاي 5-10-2004

#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات