|
تحيه لأبطال التغير [انتفاضة مصر]
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 23:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تحيه لأبطال التغير [انتفاضة مصر]
التغير مستمر عبر الزمن ولا تبقى الأمور على حالها لوجد المغير هو الإنسان.. لذلك نشعر إن الحياة كلها بشكل عام في تغير دائم ومستمر يطرأ على الأرض وعلى الشعوب لمواكبة الحضارة والتقدم.. الإنسان بشكل منتظم يواكب الحضارة والتقدم وقادر على خلق ظروف جديدة تتناسب مع رغباته إن لم تكن هناك عراقيل تضعها بعض الأنظمة إمام مسيرته .. ولكن عندما يجد هناك من يقف إمام مسيرته .. سيبحث عن انظمه أخرى كفيله لها ألمقدره على تلبية رغباته وتطلعاته التي يطمح إلى تحقيقيها ... من مفهوم [ لو دامت لغيرك لما وصلت إليك] تتعرض الأنظمة في كل شعوب العالم إلى تغير مستمر منها [تغير خارجي قصري] كالغزوات الخارجية والصراعات الإمبراطورية التي تقلب كيان تلك الأنظمة وتستبدله بأنظمة تحمي مصالحها وتحقق أهدافها ... وهناك أيضا تغير [داخلي] كالانقلابات العسكرية .. والثورات والانتفاضات الجماهيرية [ التغير السياسي]
لا تحتاج الشعوب التي تتبع أنظمة ديمقراطية إلى[ تغير] للواقع لأنها تتخذ أساليب حديثه في معالجة قضاياها المختلفة.. ولكن تحتاج إليه الشعوب التي تكون أنظمتها مستبدة لأنها تعمل بنظام جمودي تقليدي دكتاتوري يرفض القبول بأي أفكار تطلعات أخرى تسعى إلى تحقيق الرفاهية للمجتمع ... بل تصفها بالعمالة والخيانة للامه... لهذا تتعرض الشعوب في ظل الأنظمة المستبدة إلى أزمات اجتماعيه واقتصاديه مستمرة لأنها ترفض التغير... لذلك ترى أزماتها عصيه مع الزمن لسنوات طوال.. هناك أزمات اجتماعيه لها دورا فاعل تعمل بشكل مخفي وبطئ مع مرور الزمن لا يرى المستبد فاعليتها.. لذلك ينظر إليها بعين احتقار ولا يتوقع منها التغير لتفاهتها [ كصحن كشري] ... يبني الاستبداد والظلم والاضطهاد مع مرور الزمن قاعدة التغير .. ويجعل الشعوب مستعدة له مع اقرب فرصه للانفجار.. فالتغير هي نظره فكريه تقدميه متحررة ترفض الواقع المستبد وتستبدله بواقع جديد يكون أكثر تطلعا ينظر إلى قضايا المجتمع نظره جديه وحديثه في معالجة المشاكل السياسية والاقتصادية والإقليمية وفتح أفاق متعددة الاتجاهات للعمل في كل المستويات لخلق واقع جديد يتناسب مع التغير.. لم يأتي التغير من تلقاء نفسه إنما هناك ظروف ساعدت على تعبئة الجماهير لسنوات طوال قد تحمل الفرد فيها أعباء انظمه مستبدة قبلت لشعوبها الفقر والقهر والحرمان مقابل بعض الشعارات القومية والدينية الاستغلالية والوعود الكاذبة بالعزة والكرامة ... ما إن طال الزمن على تلك الشعارات دون إن تحقق أي مطلب من مطالب الشعوب حتى جاءتها جئتها ظروف أصبح اكس باير كأكوام من الحديد والخردة التالفة لا يمكن إعادتها للصناعة .. كما لا يمكن استخدمها لنفاذ صلاحيتها .. لذلك أصبحت هناك قناعه كأمله لدى الشعوب إن تلك الشعارات أصبحت ثقيلة على النفس... كما لم تعد مقنعه ولم تجني لهم غير الفقر والحرمان .. مع نفاذ صلاحية تلك الشعارات .. أصبح التغير ضروري للمراحل الحالية .. رفضت أسماء محفوظ الاستمرار في تناول صحن الكشري .. بعد إن اعتاد الناس على تناوله لعقود من الزمن .. بمناسبة صحن الكشري .. تحضرني نكته .. كانت عائلة فقيرة تناول الكشري في ثلاث وجبات .. سئم احد أبنائها من تناوله ثم جلس لوحده في غرفته متشائما مما هو فيه .. احضر له والده صحن الكشري إلى غرفته .. وقال له سم بسم الله ثم تناول طعامك .. طبعا الولد طالعه الدنيا من عينه .. قال الولد لوالده لماذا اسمي باسم الله .. قال له حتى لا يأكل الشيطان معك ..قال الولد لأبيه [ يعني الشيطان سايب المطاعم الراقية والكباب والكفتة وجاي هنا عشن يأكل كشري .. خلص إنا مش عايزو خلي الشيطان يأكله ].. هكذا إرادة الأنظمة المستبدة وما يساندها من تيارات دينيه ... إن تعيش الشعوب في فقر دائم .. ومن الشعارات الدينية التي تتناسب مع الفكر الاستبدادي .. اخشوشنُ فان النعم لا تدوم .. مات رسول الله وليس في بيته قطعة خبز من شعير ... كان أصحاب رسول الله ...لا يأكل احدهم حتى يقسم رغيف الخبز على أصحابه ... مات رسول الله وليس في بيته إلا الخل ... إلى متى تبقى الشعوب الإسلامية تعيش في ظل سخافات الدينية تروجها بعض المراجع الدينية لتغطية فشل الأنظمة العربية وسياساتها بنصوص دينيه كاذبة
من يتوقع التغير يأتي من ناشطة على الفيس بوك تلقن أعتا طغاة العصر الحديث عبرٌ من التاريخ المخزي فلم تغني عنه قيادته العسكرية واحتياطاته الأمنية وأجهزته الاستخباراتيه وعناصره المندسة بين المواطنين وأعوانه ممن يسانده في المساجد من شيوخ ومرجعيات ..
{قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ }النحل2
تحية فخر وإجلال للشعب المصري ...تحيه لكل الثوار .. تحيه لكل من ساهم بالكلمة والقلم والصورة والفكر .. تحيه لكل الذين ارتفعت أصواتهم .. تحيه لكل الذين سالت دمائهم ... هذا عهد جديد .. بالتوفيق إن شاء الله
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى صنع الإله المسيحية... [يسوع]
-
انتفاضة مصر ما بعد / 4 فبراير..
-
النفاق الديني.. وانتفاضة مصر...
-
رد على مقالة سردار احمد في العبودية في الاسلام24
-
جذور الإرهاب 2
-
إبليس..والصراع المسيحي اليهودي على الكتاب المقدس
-
جذور الإرهاب...
-
ثورة تونس المباركة
-
صرخة ....من تونس
-
التطرف المسيحي.. حرق اليهود في الإنجيل..
-
رد على مقالة ادم عربي الرسم ألقراني ..إشكاليات الإملاء
-
أقباط المهجر واليهود بعضهم أولياء بعض
-
رد على مقالة رويده سالم في.. بعيدا عن أوهام القداسة .الإسلام
-
الصراع السلفي المسيحي اليهودي على الكتاب المقدس
-
كل مجزره ورائها قرد
-
الصراع السلفي بين المسيحية اليهودية
-
تخلف الفقه الإسلامي في ظل الإسلام السياسي2
-
إيضاحات على رد الكاتبة سامية نوري
-
الاختلاط بين الدين السياسي والواقع..
-
النصب والاحتيال في الكتاب المقدس
المزيد.....
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|