مصطفى عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 16:24
المحور:
الصحافة والاعلام
المتحولون
أصعب من الظلم أعوان الظالم ..
وأسوأ من الطغاة ذيولهم ...
وأفسد من المستبدين أبواقهم ...
سنوات وراء سنوات وهم يصفقون للديكتاتور ... يهللون لانجازته التى لا تنقطع ، ويمتدحون حكمته الثاقبة ،ويرتلوّن خطاباته ويرددونها ليلا نهار ، ويزينون له التسلط والتجبر ، ويزيفون له ارادة الشعب ، ويشوهون مخالفيه ، ويطلقون عليهم رصاص الاتهامات وشائعات التخوين والتهوين .
أسماء لها ثقلها اعتلت المنابر ، وتسيّدت وسائل الاعلام ، وأطلّت علينا بكذبها ونفاقها وخستها . رؤساء تحرير ضد الحرية ، وأقلام داعية لقصف الاقلام ، وأصحاب رأى محرضون على وأد الرأى .
عندما كان مبارك حاكما كانوا هم فى مقدمة الصفوف ، والآن يتوارى بعضهم خوفا وطمعا بينما يحاول البعض الآخر التلّون وركوب الموجة والقفز فوق مقاعد الثوار .
أخجل انهم مصريين وأخجل اكثر انهم زملاء .. يكتبون الآن فتندهش الاوراق وتتعجب دواة الحبر وتتساءل الحروف كيف تحولت اللغة تحت أيديهم من لغة العبودية والتزلف الى لغة الثورة ! كيف تحولت أدمغتهم من افكار نيكولا ميكافيللى الى مبادىء تشى جيفارا !
أعرفهم بالاسم وأعلم كيف يفكرون ويخططون ويغيّرون أقنعتهم كما يغيرّون أحذيتهم . لقد ألّهوا حسنى مبارك وهم الآن يشاركون فى تحطيم أصنامه .
أحدهم كتب قبل شهور فى صحيفته " الملاكى " أن الرئيس مبارك هو ضمانة الشعب للحرية ، وهو الآن يسب ويلعن كل ما هو مباركى ، وآخر حمل ميكرفونه لينشر الاكاذيب واتهامات العمالة والخيانة عن شباب الثورة وعندما سقط مبارك هلل لها ودعا الى محاكمة الفاسدين .
لا أطلب حسابهم ، فحسابهم موكول الى رب العباد ، والتاريخ لا يمكن خداعه فالكلمة ما قيلت خالدة لا يمكن شطبها ولا يجوز الاعتذار عنها .
على اى حال أقول للثوار الحقيقيين : أحذروا المتلوّنين والمتحولين ومختطفى الثورات والانتصارات .
مصطفى عبيد
#مصطفى_عبيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟