|
المارد الشعبي المصري يخرج من القمقم: انها تباشير الثورة العربية
كميل داغر
الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 00:18
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
"يتطور الوضع، كما الحال أثناء كل ثورة، بين ساعة وأخرى. وبلا شك، سيصبح كل تقييم متجاوَزاً في الساعات او الايام المقبلة. ولكن بات من المؤكد أن الشعبين التونسي والمصري يكتبان صفحاتِ أولى ثورات هذا القرن الواحد والعشرين. وهي تُحدث موجة مزلزلة في كل العالم العربي ، من الجزائر الى رام الله، فصنعاء في اليمن. إن هذه الثورات ناتجة ، في الشروط التاريخية الخاصة بهذه البلدان ، من الازمة التي تهز النظام الرأسمالي العالمي. "انتفاضات البؤس" متداخلة مع تعبئة هائلة من اجل الديمقراطية. وإن آثار الازمة الاقتصادية العالمية، المتضافرة مع اضطهاد الديكتاتوريات تجعل هذه البلدان في الظرف الراهن حلقات ضعيفة للسيطرة الامبريالية. وتخلق شروط افتتاح سيرورة ثورات ديمقراطية واجتماعية". هذا الوصف لما يحدث الآن في اكثر من مكان من الوطن العربي ، ولا سيما في مصر، ورد في مطلع البيان الذي أصدره مكتب الأممية الرابعة ، في اليوم الاخير من كانون الثاني/ يناير الماضي. وهو يعكس الصدى الهائل، عبر العالم، لما يمكن أن نرى فيه إعادة اعتبار حقيقية لفكرة الثورة العربية ، على أنها أمر على علاقة وثيقة بحركة الواقع، وليست مجرد أوهام . ثمة الآن خوف وقلق جدّيان لدى قوى اليمين واقصى اليمين، في كل مكان ، واستبشار وفرح يخالطهما الذهول، في مواقع اليسار. هكذا اذا كان الجنرال الاسرائيلي بن اليعازر، يتساءل مستنكراً، لماذا لا يأمر الرئيس المصري، حسني مبارك، جيشه بإطلاق الرصاص على المتظاهرين،فلقد كتب المفكر الأميركي اليساري، نعوم تشومسكي، أن "ما يحدث شيء رائع، ومهما كانت النتيجة فهذه أحداث لا تنُسى، وستكون لها حتماً تداعيات طويلة الامد" . ويضيف: "من الصعب توقع ما سيحدث، غير ان الاحداث تبدو فعلاً مذهلة. وبطبيعة الحال، هي منتشرة في كل انحاء الشرق الاوسط . في اليمن والاردن وغيرهما. والتداعيات تبدو كبيرة". بعد الذهول ، ما الذي يحدث؟ إن شباب مصر، وعمالها ، وفلاحيها، ونسبة عالية جداً من شعبها المضطهد، والمفقر، والمقموع، باتوا يمتلكون الآن الشوارع والميادين .وحين نزلوا اليها بهذه الكثافة، وتحولوا سريعاً الى أمواج بشرية هائلة تكتسح ساحات القاهرة، وباقي المدن المصرية، فاجأوا العالم بأسره. مع ان السنوات الأخيرة كانت تكشف بوضوح أن ثمة أشياء هامة جداً تتحرك في القاع الشعبي هناك، مبشِّرة بالتنامي المشهدي للصراع الطبقي.وبخاصة على صعيد الطبقة العاملة، والشبيبة الطلابية، المتخرجة، أو التي على وشك التخرج، المهددة بالانضمام الى الجيش الكبير للعاطلين عن العمل. فضلاً عن تلك التي لا تزال في المراحل الأولى من حياتها الجامعية . وقد تجلى ذلك في السنوات الاخيرة في آلاف الاضرابات ، في المناطق الصناعية، ولا سيما في شبرا الخيمة، والمحلة الكبرى، كما حدث بوجه أخص في ربيع العام 2008 ، وفي التحركات الطلابية تضامناً مع الشعبين الفلسطيني والعراقي، وذلك منذ بدايات العقد الماضي، وصولاً الى الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة، في أواخر العام 2009. ولقد كشفت الأيام الاخيرة من انتفاضة الشعب المصري، تحت شعار الشعب يريد اسقاط النظام، ان ثروة عائلة الرئيس مبارك، المراكمة من نهب المال العام وعرق ودم الشعب المصري، تصل الى 70 مليار دولار! فضلاً عن ثروات أزلامه وحلفائه من رجال الأعمال، والضباط الكبار، والناهبين الآخرين للثروة العامة، التي تصل الى حدود خيالية. هذا في حين يعيش اكثر من 40% من أبناء الشعب المصري تحت خط الفقر، وبما يقل عن دولارين في اليوم، ويحصل الجزء الأوسع من العمال والمستخدمين والموظفين على راتب لا يزيد على 30 دولاراً في الشهر، وتصل البطالة الى اكثر من 23%. وثمة إحصائيات تصل بهاالى 30%، علماً بأن ثمة احتياطياً هاماً من الغاز الطبيعي ( تحصل اسرائيل على حاجتها منه بأسعار لا تتجاوز نسبة الثلث لأسعاره العالمية!!)، والمردود الكبير للمناجم، وللزراعة والصناعة، فضلاً عن سياحة مزدهرة جداً، تدر مليارات الدولارات سنوياً! لا بل ثمة تقدير لنمو سنوي للدخل القومي لا يقل عن الـ 5%. ما يعني ان البؤس الشعبي لا علاقة له بوضع البلد الاقتصادي الفعلي ، بل فقط بالسياسة الاجتماعية للحكومات المتعاقبة تحت سلطة حسني مبارك، والطبقة الرأسمالية الحاكمة، فضلاً عن قمع الحريات الفظ ، والتغييب الكامل للديمقراطية، الذي بين تعبيراته الاهم التزوير الدائم للانتخابات، في ظل قوانين انتخابية فاسدة جداً، ومبرمجة لصالح تأبيد الواقع القائم، مع ما يعنيه ذلك من إحجام واسع من جانب غالبية من المواطنين عن التصويت. في كل حال، ثمة عامل آخر سرّع الانتفاضة الجارية الآن في ارض الكنانة: إنه نجاح الانتفاضة الشعبية في تونس في اجبار الرئيس التونسي السابق، على الفرار، وانتشار اللجان الشعبية هناك كأداة للتنظيم الشعبي، والتجاوز ولو النسبي للعفوية الى عناصر اولية للقيادة. وهو ما يحصل الآن في مصر. ماذا عن القيادة ؟ ماذا عن البرامج؟ كتب زفي باريل، المحرر في جريدة هاآرتز الاسرائيلية ( 30 كانون الثاني/ يناير 2011) أن الشعار الذي ترفعه الجماهير المصرية ، في انتفاضتها، ليس : "الله أكبر" بل فليسقط الطاغية، فليسقط الفساد". كما كتب ميشال فارشافسكي،المناضل الثوري الاسرائيلي ضد الكيان الصهيوني: "ليست القاعدة، ولا الاخوان المسلمون، من يقف خلف الجماهير الغاضبة في القاهرة، ورفح، وفي السويس، بل 30 عاماً من النظام التسلطي والقمعي، والمسبّب للفقر. وطالما لم يفهم ذلك الصحفيون والسياسيون الاسرائيليون ، سوف يتفاجأون في كل مرة تأخذ فيها الجماهير قدرها بيديها . وبالفعل، فكما لم يكن الاسلاميون يقودون الثورة في تونس، فإن الاخوان المسلمين في مصر لم يلتحقوا بالانتفاضة الراهنة، الا بعد اسبوع، على اقل تقدير. وليست شعاراتهم هي التي تحرك الجماهير، ولا برامجهم،لا بل إنهم يخرجون الآن عن الخط الذي حددته الانتفاضة، بانفرادهم في التفاوض مع نائب مبارك ،عمر سليمان،وهو ما لقي ترحيباً من وزيرة الخارجية الأميركية،هيلاري كلينتون.وهم ينخرطون -بالتلازم مع العديد من أحزاب المعارضة الليبرالية،والإصلاحية،ومن ضمنها حزبا التجمع والوفد،وشخصيات أخرى تسعى لإجهاض الحالة الثورية الراهنة- في عملية التفاوض الشائنة مع النظام ،والتصالح معه ، بشكل أو بآخر. ولكن ، في الوقت عينه، لا يمكن الحديث عن وجود برنامج بكل معنى الكلمة يلهم ثورة الشعب المصري، اذا استثنينا المطلب الطاغي الذي ينادي به المنتفضون، الا وهو رحيل الرئيس حسني مبارك، وان كانوا يرددون أيضاً الشعار الذي بات مشهوراً: الشعب يريد إسقاط النظام. اكثر من ذلك، وعلى الرغم من معرفتنا بأن الجماهير المصرية شكلت لجانها، وبأن ثمة مجموعات مؤثرة من الشبان، الأكثر تسيُّساً، وسط تلك الجماهير،لا يسعنا ان نستنتج ان ثمة الى هذه اللحظة قيادة فعلية لها، وبرنامجاً واضحاً يوجّه خطاها، الأمر الذين أتاح تحرك رموز عديدة من المتسلقين الانتهازيين وصائدي الفرص الرجعيين، من المرتبطين بواشنطن، من أمثال محمد البرادعي، وعمرو موسى، وغيرهم ممن ينضوون حالياً في إطار ما بات معروفاً بلجنة الحكماء(!!)، ويَنْبَرون،هم أيضاً، ومن دون تكليفٍ شعبي، للتفاوض مع ارباب الحكم ،ولا سيما النائب المستحدث لرئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان، في مسعى واضح لحماية النظام القائم من الانهيار. وبالطبع، ففي ظل هذه البلبلة الفكرية والبرنامجية، تشيع سلسلة من الأوهام لدى جزء واسع جداً من المشاركين في الانتفاضة الحالية،على الرغم من الاستعدادات الجذرية التي يبدونها،في رفضهم ،ليس فقط لمبارك ،بل أيضاً لنائبه،عميق الارتباط بالمخابرات الأميركية من جهة،وبإسرائيل ،من جهة أخرى،اللواء عمر سليمان؛كما في اللازمة التي يرددونها حول إسقاط النظام. في أعلى تلك السلسلة،والأهم والأخطر بين ما تحفل به من الأوهام،ثمة الموقف من الجيش!! حيث يتم التعامل مع هذه المؤسسة على أنها حيادية تماماً بين الثورة والسلطة القائمة،لا بل على أنها تميل أكثر إلى الشعب ،وتحرص على حمايته! وما ينساه من يتشبثون بهذه الخرافة،إنما هو أن عدداً هامّاً من كبار الضباط فيها تخرجوا من الأكاديميات العسكرية الأميركية،ودخل معظمهم في ارتباط وثيق بأجهزة الاستخبارات الأميركية.علماً بأن هذا الجيش قد حصل إلى الآن ،ومنذ أواخر السبعينيات من القرن الماضي ،على أكثر من 40 مليار دولار من الخزانة الأميركية،ويحصل كل عام على مساعدة من الطرف عينه تُقدَّر بمليار و300 مليون دولار. هذا ويتولى جنرالات متقاعدون إدارة الشركات التي يملكها الجيش،سواء في الصناعة،أو في السياحة،أو مشاريع البنية التحتية ،أو الزراعة،حيث يملك الجيش مساحات شاسعة من الأراضي في دلتا النيل ،ويتقاضى ضباطه مرتبات عالية جداً،بحيث تشكِّل هذه المؤسسة الركيزة الأساسية لحماية النظام.وهو ما تكشَّف بوضوح خلال الاعتداءات التي مارسها أزلام مبارك على المتواجدين في ميدان التحرير،والتي سقط خلالها مئات الشهداء وآلاف الجرحى ،في حين كان الجيش يراقب ما يحصل بلا مبالاة كاملة. ومع ذلك ،لا يزال المنتفضون يسلِّمون من يقبضون عليهم من أفراد العصابات التي تندسُّ بينهم، إلى الجنود والضباط المرابطين حول الميدان وعند مداخله،معبرين بذلك عن قدر بالغ من البراءة، في غياب قيادة متمرسة، وواعية بالفعل للموقع الحقيقي الذي يشغله الجيش في الهرمية السلطوية ،وفي حماية الدولة القائمة. لقد راهن المنتفضون على الحشود المليونية التي تجمعت في ميدان التحرير بالقاهرة ،كما في ميادين أخرى ،في العاصمة بالذات،وفي المدن الأخرى الأساسية، لأجل انضمام حسني مبارك إلى زين العابدين بن علي في جدَّة ،أو في أي منفى طوعي آخر،خارج مصر.ولكن ذلك لم يحصل ،لأن المذكور لا يزال يحظى بولاء الجيش،وقيادته،ولأن الإدارة الأميركية ،التي تلعب دوراً أساسياً في تنظيم عملية نقل السلطة،بحيث تبقى محصورة في عملائها ضمن شتى مفاصل النظام القائم،لم تتمكن من حسم هذه المسألة إلى الآن، بسبب إصرار العجوز المتربع على سدَّة الرئاسة على البقاء في قمة الهرم حتى نهاية"ولايته"!! لذا سيستمر الاعتصام ،في الأيام القادمة ،في ميدان التحرير، ويتواصل الاحتشاد في باقي مدن مصر،على الرغم من استمرار اعتداءات أنصار مبارك وعصاباته،التي تمر من دون عقاب.ويراهن المعتصمون والمحتشدون على ان يؤدي ذلك إلى مغادرة الرئيس ،في الأخير،موقعه.علماً بأن غياب البرنامج،وعدم تبلور القيادة،قد يؤديان إلى تعب الجماهير وإحباطها،فيما هي تنتظر عبثاً انصياع رأس النظام وتواريه.وإن ما قد يتيح وضع حد لهذا الانتظار الملتبس والمشوب بالأخطار ،هو مبادرة القوى الأكثر تقدماً في اللجان الشعبية إلى التوافق على عناصر أولية أساسية في برنامج ثوري حقاً تجري على أساسه تعبئة الجماهير العمالية والفلاحية ،فضلاً عن الجنود والرُّتب الدنيا،في الجيش بوجه خاص،كما في باقي الأجهزة الأمنية. هذه العناصر البرنامجية الأولية هي التالية: 1-إعلان الإضراب العام في شتى مواقع العمل والإنتاج- إلى حين مغادرة كل رموز النظام الحالي لمواقعهم،وعلى رأسهم الرئيس حسني مبارك ونائبه والحكومة التي تألفت أخيراً-، وتشكيل مجالس عمالية فيها تضع يدها كلياً على عملية الإنتاج والإدارة والتوزيع. 2-دعوة الجنود والضباط الصغار إلى انتخاب مجالسهم ولجانهم ،ورفض تلقي الأوامر من الهرمية الحالية داخل الجيش.والعمل على امتداد ذلك إلى باقي الأجهزة الامنية. 3- الرفض المطلق لأي انفتاح على النظام القائم،بشتى رموزه ،وأي تفاوض معه ،والتشهير بمن يبادر إلى ذلك ،والعمل،في آنٍ معاً، على تشكيل حكومة ثورية مؤقتة تكون نواتها الاساسية من اللجان الشعبية التي تكوَّنت في الفترة الاخيرة، ومن النقابات العمالية المستقلة التي انتزعت الترخيص لها في السنوات الماضية،ومن الجمعيات الأهلية المدافعة عن حقوق الإنسان ،والجمعيات النسائية المعروفة بنضالها الحازم والصادق لأجل تحررالنساء،ومن المنظمات اليسارية والقومية المناهضة لعلاقات التبعية للإمبريالية العالمية،وللعلاقة بالكيان الصهيوني،على أن تبقى مفتوحةً لانضمامٍ لاحق لممثلين للفلاحين الفقراء، وللجنود المنتفضين-في حال حصول ذلك- على الهرمية الحالية في الجيش ،والمناضلين لأجل تحول هذا الاخير إلى جيش شعبي ملتحم بقضايا الشعب الكادح والمضطهَد والمتعرض للاستغلال.حكومة تلتزم ببرنامج انتقالي تكون بنوده الأساسية هي التالية: أ-إعادة توزيع الأرض على الفلاحين الفقراء والذين بلا أرض ،من ضمن إصلاح زراعي جذري يصبح سقف الملكية الزراعية بموجبه لا يتجاوز الخمسين دونماً ،مع تشجيع إنشاء التعاونيات الزراعية ودعم الدولة لها. ب-رفع الحد الأدنى للأجور إلى ألفي جنيه مصري،واعتماد السُّلَّم المتحرك للأجور،وتقديم تعويض للبطالة لا يقل عن ألف جنيه.وفي غضون ذلك مصادرة كل الثروات المنهوبة على امتداد ال40 سنة الاخيرة،وإعادة كل الملكيات المخصخصة إلى القطاع العام،الذي يجب أن يخضع تسييره لرقابة عمالية يشارك فيها العاملون فيه.وهي الرقابة التي يجب أن تمتد لتشمل كل المصانع والشركات الخاصة. ج-حل مجلس الشعب المزوَّر ،الذي تم انتخابه خلال السنة الماضية،وإلغاء الدستور الحالي ،والدعوة لانتخاب جمعية تأسيسية، خلال سنة، تضع دستوراً جديداً يضمن الجمع بين الديمقراطيتين السياسية والاجتماعية،ويتم اختيار اعضائه على أساس التمثيل النسبي،والدائرة الكبرى،وخفض سن الانتخاب إلى الثامنة عشرة؛وفي ظل أكبر قدر ممكن من النزاهة والشفافية. د-إشاعة أوسع الحريات الديمقراطية ،ومنها حريات التنظيم والتجمع والإعلام والتنقل ، والتعبير عن الرأي ،والتظاهر والاحتجاج والإضراب ؛وإلغاء قوانين الطوارىء،وإطلاق السجناء السياسيين؛ والمبادرة إلى إطلاق عملية محاكمة كل رموز النظام المتورطين في جرائم القمع والفساد،وإنزال العقاب بهم ،الذي يستحقونه عن جرائمهم؛ واستعادة الأموال التي تولوا نهبها،سواء تلك الموجودة داخل مصر أو المهرَّبة إلى،أو الموظَّفة في،الخارج. ه-قطع العلاقات كلياً مع الدولة الصهيونية،وسحب الاعتراف بها،في سياق الإلغاء الكامل لاتفاقيات كامب دايفيد، وفتح الحدود بالكامل مع قطاع غزة ،وتقديم أوسع الدعم للشعب الفلسطيني، في نضاله ضد الاحتلال، والضغط لإجبار كل الحكومات العربية المقيمة لعلاقات مع الكيان الصهيوني أو المطبِّعة معه لقطع كل أشكال العلاقة هذه. و-إلغاء كل المعاهدات والاتفاقات مع الإمبريالية العالمية،التي تتناقض مع مصالح الشعب المصري والشعوب العربية،وغيرها من شعوب العالم الثالث ،ولا سيما كل التسهيلات المعطاة للجيش الأميركي في المياه المصرية ،والجو والبر. ز-إعادة الاعتبار لمطلب الوحدة العربية واتخاذ الخطوات المؤدية إلى ذلك، والسعي لفرض تنفيذ كل الاتفاقات المعقودة في إطار الجامعة العربية ،في مرحلة الصعود التحرري ،ولا سيما اتفاقية الدفاع المشترك ،وكل الاتفاقات الأخرى ، التي تخدم قضية الوحدة، فضلاً عن السعي لطرد الاحتلال من العراق ،وإزالة القواعد العسكرية الإمبريالية من شتى الأقطار التي يتواجد فيها ولا سيما بلدان الخليج. بانتظار ذلك ،وفي مجال إعادة النظر أخيراً بالموقف من الجيش،الذي قد يتحول ،في ظروف لاحقة، إلى الانقضاض على الحالة الثورية القائمة الآن في مصر،لا بد من أن يأخذ المنتفضون هناك بالاعتبار الأهمية القصوى لإعداد النفس،بشتى الوسائل، لهذا الاحتمال،مع ما يعنيه ذلك من الاستفادة من تجارب الثورات الأخرى ،ومن بينها الثورة الإيرانية،التي بقيت سلمية على مدىً يزيد على السنة ،تتلقى خلالها الجماهير العزلاء رصاص جيش الشاه بصدورها،وتسقط بالآلاف.ولكن ما حسم هذا الواقع أخيراً إنما هو انتقال طليعة مؤثرة من القوى المشاركة في تلك الثورة ،وبوجه أخص فدائيي الشعب ،ومجاهدي الشعب، إلى القتال،ومهاجمة مخازن الأسلحة ومصادرتها وتوزيعها على الجماهير ،بإسهامٍ وتسهيل من جزء حاسم في القوات الجوية الإيرانية انحاز إلى الثورة وأهدافها.وهو الأمر الذي حسم الصراع مع نظام الشاه البائد،وإن كانت ظروف شتى حالت دون أن يؤدي الانتصار على النظام المذكور إلى ولادة نظام ثوري حقيقي يمثل المصالح الفعلية لأوسع الجماهير والشعوب الإيرانية.
#كميل_داغر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تونس: اليسار والحفاظ على مكتسبات الثورة
-
كميل داغر في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإصلاح أم
...
-
من أجل يسار عربيّ ثوري جديد
-
عكار: الصعود المتجدّد للصراع الطبقيّ
-
حقوق فلسطينيي لبنان وخرافة التوطين
-
ألّهنا الطبيعة... ثم أكلناها!: مرامل كفور العَرْبي نموذجاً
-
عن راهنية الثورة وأمور أخرى: رسالة تصحيح إلى فواز طرابلسي
-
لأجل -ديمقراطية لبنانية- غير مشوّهة
-
لا حل للقضية الفلسطينية إلا بتفكيك الدولة الصهيونية(*)
-
الأممية الرابعة: من تروتسكي مؤسسا إلى الآن (المقدمة العربية
...
-
بيان وزاري لحكومة وطنية غير موجودة
-
رسالة من مواطن يساري إلى الأمين العام لحزب الله
-
لأجل أن يتحقق الحلم حلم الشهداء الشيوعيين
-
4 أيّار في مصر و7 أيّار في لبنان: الصعود الجديد لصراع الطبقا
...
-
نحو يسار يُحجم عن خلط الرايات
-
إجابات أولية على طريق لقاء اليسار
-
- نحن مع توحيد العالم العربي، لكن مع احترام الحقوق المشروعة
...
-
ثورة 1789 اللبنانية التي لم تتم!
-
من تل الزعتر إلى البارد، مسيرة الخذلان والاضطهاد والقهر
-
لبنان والانتخابات الرئاسية في مَهَبِّ الرياح
المزيد.....
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|