أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - مولد ميدان التحرير: والليلة الكبيرة














المزيد.....

مولد ميدان التحرير: والليلة الكبيرة


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 06:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمد ذراعي و يدي وكفي عن آخرهما، وافتح كل أصابعي على قدر امتدادها. تخرج روحي حين لا تسعفني يداي أن ألمس كل شهيد سقط هنا وهنا وهنا وهناك.
- توقف يا هذا الشرطي ويا هذا السائق ويا هذا البلطجي ويا هذا القناص...
ولم استطع إيقاف نهر الدم وهو يسيل شلالا يهدر بأمواج يسبح فوقها طوفان البشر الثائر، موج متلاطم من دم ورؤية، وتهب الأرواح الصاعدة للسماء تهب تمسح وجوه البشر، تذهب تحرس المنازل بدلا من جهاز الأمن المتخاذل، وتهدهد الأطفال وتطمئنهم كي تغفو جفونهم، أرواح تعد لنا فصلا بل فصولا من تاريخ وفجرجديد.
لم تكن أورواحا تستغيث، لم تكن تنادي أحدا ، كانت تطير في سلام تحلق وكأنها في نزهة في ميدان التحرير والسويس والاسكندرية والمنصورة ودمياط وبني سويف والمنيا واسيوط والوادي الجديد، أرواحا تتعارف، تتبادل النكات المصرية اللاذعة ، وتسمع من الثوار نكاتهم اللاذعة، وتسمع معهم اغنيات الحرية ، وتطرب لرقصاتهم وليالي السهر في برد يناير وفبراير. فالليالي الباردة كانت تدفئها أرواح الشهداء وتنهدات المصابين في كل مكان وهتافات الحرية "الشعب يريد اسقاط النظام".
ويحاول النظام المراوغة والناس لا تخدع، ويحاول النظام ترضية الناس فيخرج من اللحظة الأولي خطاياه (فهو يعرفها جيدا من أحمد عز وأمثاله) ، وينشر الإعلام تفاصيل فسادهم وغشهم ، ويظهر في الإعلام ان حبيب العادلي كان على ما يبدو متورطا في أحداث كنيسة القديسين (ياساتر) ، وان ثروته كذا وكذا. فضائح النظام تعلن في عهد النظام، على الملأ وأمام العالم بأسره.
وتكمل نسمات وأنفاس الشهداء مع الثوار المسيرة، فنعلو ونهبط، نأمل ونيأس، والغريب أن مددا من البشر كان يأتي يعطي للثوار وقودا جديدا، التحرير يهبط تيجي دفعة من ميدان آخر في السويس أو بورسعيد أو الاسكندرية، أوأن الأمن يقطف أو يجرح زهرة من "ورد الجناين" فيعطي كل ذلك وقودا جديدا للثورة:
- "نحن نُضْرَب بعنف، إذن نحن على حق، نحن نُضْرَب بعنف إذن هم خائفون".
ويقْدِم النظام في أيام على إصلاحات كان يتجاهلها منذ عشرات السنين:
- "يعني كان نظاما متقاعسا، عارف الصح وما كنش بيعمله ، عارف الفاسد وسايبه ومديله صلاحيات، ما هذا العبث؟ "
عندما كنا نشاهد ميدان التحرير ، كنا نراه وقد تحول إلى مولد ، وأن كل لياليه كانت ليالي كبيرة، وكنت اتذكر صلاح جاهين، اليوم في هذه الليلة الكبيرة نفتقد صلاح جاهين، صلاح الذي مات كمدا عندما خانت هذه الحكومات المستبدة الأمانة، وخانت كلماته في الوطنية والثورة، ولأنه شاعر رحب الصدر فكان كلما تصحرت في افق الحلم قطعة ارض كان صلاح يلقي بأسهمه وراء قطعة جديدة ، وكلما زاد التجبر والطغيان كلما ألقى صلاح بأسهمه وراء قطعة خضراء جديدة، وكلما ضاقت جدا تصوف وخاطب السماء والماء والحياة والموت والأبدية ومعنى الحياة وصرخات الامهات وهي تلد، وعندما ضاقت جدا عاتب مصر في احدى رباعياته:
- "كرامتنا متهــانة واللقمــة بإهَــانة .. بتخلفيـنا ليــه لما إنتى كارهـانا؟".
طابور طويل قبل وبعد صلاح جاهين حلموا بهذا اليوم، بل عملوا كي يضيفوا بسمة أمل للناس وإن كان لصلاح نفحة خاصة عندما شاهدت ميدان التحرير وهو يتحول في أيام الثورة إلى مولد وتأتي ليلة 11 فبراير 2011 لتكون ليلة كبيرة. ولو كان هنا صلاح لكتب ليلة كبيرة بطعم آخر ، تذكرت أيضا صلاح ولم اتذكر أحمد فؤاد نجم ليس لأن الأخير حي يرزق أطال الله في عمره ، ولكن لأن النظم المستبدة خدعت صلاح بمعزوفاتها الثورية، وعندما ادرك وشاهد هزائمنا مات كمدا، لكنهم لم يخدعوا نجم فعاش حرا طليقا يفرح الآن بالثورة التي كان يحلم بها.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو استمرت لجنة الحكماء في الحوار دون رحيل مبارك تكون قد أجهض ...
- بيان ائتلاف شباب 25 يناير ما له وما عليه حتى لا تضيع الثورة ...
- لا بديل عن الرحيل وحل مجلسي الشعب والشورى وحرية تكوين أحزاب ...
- يا أقباط مصر أخرجوا في -جمعة الرحيل-
- هل تسحق زهرة اللوتس ياسيدي؟
- 30 عاما ينقصهم بعض شهور
- وآن لهذا الشعب أن يمد ساقيه
- جيش وشرطة ، لا صوت يعلو فوق صوت الشعب
- ياعزيزي محيي ، الأقباط وطنيون وكنائسهم فداء لمصر
- بعد خطابكم ،الشعب يريد تغيير النظام
- عب يريد تغيير النظام
- أعيدوا الناس إلى منازلهم
- ما البديل ، لا نريدها تونس ، نريدها مصر
- من -كنيسة القديسين- إلى الدولة الأكثر عدلا وتقدما


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - مولد ميدان التحرير: والليلة الكبيرة