أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وكالة الأخبار السعودية - الإصلاح المجني عليه: محاكمة أبطال المجتمع المدني














المزيد.....

الإصلاح المجني عليه: محاكمة أبطال المجتمع المدني


وكالة الأخبار السعودية

الحوار المتمدن-العدد: 978 - 2004 / 10 / 6 - 09:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


خاص: الإصلاح المجني عليه: محاكمة أبطال المجتمع المدني
(واسم)
4 أكتوبر 2004 م - حتى قبل أن تدق الساعة الثامنة، تجمّع العشرات من أهالي وأقارب وأصدقاء ثلاثي الإصلاح المدني، تجمّعوا عند المحكمة الكبرى في الديرة، وكانت هناك تحّركات غير طبيعية لأفراد كثيرة من الشرطة. الكثير ذهب لإبداء دعمه لأبطالنا الثلاثة، ليبين لهم بأننا نقف معهم ونساندهم ونشد على أيديهم طالبين منهم الصمود، فالمسألة مصيرية، إمّا الإصلاح ليعيش الوطن وإمّا الخيار الآخر، وهو الطوفان يجرفنا جميعاً إلى الهاوية.

عند مدخل المحكمة الكبرى كان هناك العديد من الجنود والضبّاط برتب مختلفة، يدقّقون في كل من يدخل بسؤاله عن سبب حضوره، فتم بشكل "طرد" العديد من الأشخاص لأنهم أتوا لمتابعة المحاكمة العلنية. الجندي والضابط وغيرهما، الكل يعرف دوره، وهو القول بأن المحاكمة لن تكون علنية وأنه لن يُسمح بالدخول لأحد هناك. البعض تم إبلاغه بأن المحاكمة ستكون الساعة الواحدة مساء، وربما هذا هو السبب في أن عدد الحاضرين كان أقل من المحاكمة السابقة. البعض دخل بطرق ملتوية، البعض حاول مرة أخرى، والبعض دخل بعد أن تفهم العسكري وضعه بشأن الحضور. أعداد كبيرة من الناس واقفة وجالسة تنتظر عند الطابق الخامس، حيث قاعة المحكمة رقم أربعة عشر، والتي كان من المفترض أن تتم فيها المحاكمة.

تجمهر الأخوة الداعمون للإصلاح عند مدخل القاعة لكن كان هناك صفاً من الجنود كحاجز بشري منعهم من الدخول، فارتفعت الأصوات مطالبة بالدخول لأن ذلك من المتطلبات القانونية التي تتحدث عن علنية المحاكمة. بعد جدل لعدة دقائق، ظهر الأستاذ عبدالله الحامد وطلب من الحاضرين الهدوء واختفى بعد ذلك. طال الانتظار فتبادل الحاضرون التحادث مع بعضهم البعض، وهناك أكثر من صحفي تابع للصحف المحلية، لكن تمّ منع آخرين من الصحفيين، وهم مراسل (رويترز) Reuters ومراسلة (أسوشييتد برس) Associated Press، ويبدو أنهما تمكنا من الدخول متأخرين.

كان الاعتقاد السائد هو أن المحاكمة ستكون علنية، ولكن، الطبع غلب التطبع، وطال الانتظار ليتمكن الحضور من الدخول إلى قاعة المحكمة. ما أن تجاوزت الساعة الحادية عشر والنصف، إلاّ والخبر هو أن المحاكمة تم إرجائها. البعض تعب من الوقوف بسبب قلة المقاعد غادر، والبعض فضّل الانتظار متشككاً في الرواية، مطالبين بأن يكون مصدر الخبر شخص مسؤول من المحكمة. فهذه المحاكمة كسابقتها، تم إرجاءها لنفس السبب، حيث رفض الأبطال الثلاثة دخول قاعة المحكمة مع محاميهم دون أن يحضرها الجمهور.

أحد المحامين الذين تمكّنوا من مرافقة الأبطال تحدّث عن عملية إجبارية، كما تمت علية اعتقالهم، فقد تم سحب الأبطال وجرّهم جراً إلى قاعة المحكمة. أشخاص يزيد عددهم عن عشرة تابعين "للداخلية" قاموا بإجبار أبطال المجتمع المدني على دخول قاعة المحكمة، لكنهم رفضوا أن تُعقَد جلسة المحاكمة حتى مع المحاولة الحثيثة من الادعاء الذي طالب بتعزير الأستاذ متروك الفالح لكتابته في صحيفة القدس العربي. كما تم إدخال الأبطال الثلاثة من بوابة خلفية، تم إخراجهم منها أيضاً ولم يتشرف الحاضرون برؤيتهم والحديث معهم. كان العوض خيراً، فقد كان هناك أكثر من مجموعة في المكان تتبادل أطراف الحديث، من ضمنهم كان أبناء المعتقلين متواجدين، شامخين رافعي الرأس، مما أعطى الجميع درساً في الصبر والتحدي. هناك اللقاءات الجانبية النسائية التي شملت زوجات المعتقلين أيضاً.

كان من الحاضرين عدد من الأكاديميين وغيرهم من المحامين، وكذلك عائلات الأبطال الثلاثة، أولادهم وزوجاتهم، عدد غير قليل من النساء والرجال الداعمين لحركة الإصلاح. عدد كبير من الحاضرين كان من صغار السن من الشباب والذين كانوا أكثر تحدّياً للوضع الراهن، فهم أول من رفع صوته مطالباً بعلنية المحاكمة.

يبدو أن ما حصل هو في حقيقته لعبة قذرة مارستها المحكمة وهي الإعلان عن المحاكمة وأنها ستكون علنية، وبعد حضور المتهمين أبطال المجتمع المدني تمت محاولة ابتزازهم. هذا الابتزاز كما قال القاضي هو أن جلسات المحكمة ستكون سرية وبأمر من وزير العدل، ولكن الله أفشل خطّتهم. الدعم العلني للحاضرين كان أكبر من أن يوصف، فعامل الخوف الذي كان مسيطراً في الماضي قد تبدد وبدت المطالبات الدستورية على أكثر من لسان، وكذلك انتخاب مجلس الشورى.

هنيئاً لنا بصمود أبطالنا الثلاثة، فهم مثال للتحدي ورفض الظلم، وهنيئاً لهم بهذا الدعم الكبير من المواطنين، صغاراً وكباراً، نساءً ورجالاً، فهذا الدعم بدون شك يخفف ألامهم ووحشة سجنهم، ويعطيهم الدافع ليستمروا في المسيرة المباركة. إن مسيرتهم أثبتت أن الإصلاح يخضع لمحاكمة هزلية يُراد منها القضاء على آمال الناس في التغيير إلى الأفضل، في التحول إلى مجتمع مدني مؤسساتي، مجتمع الانتخابات وحرية التعبير والنشر، مجتمع العدالة والمساواة والمحاسبة، مجتمع الحقوق المدنية وحقوق الإنسان. اللهم لا تخذلهم ووفقهم ويسّر أمورهم. اللهم تقبل دعواتنا بالنصر لهم والخذلان للظالمين، اللهم انتقم ممن ظلمهم وظلم أهلهم وظلم هذا الشعب بقوة الحديد والنار، اللهم لا ترينا مكروهاً فيهم ولا في من ناصرهم ووقف معهم، إنك سميع الدعاء.



#وكالة_الأخبار_السعودية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أمريكا.. القبض على طالب فلسطيني في جامعة كولومبيا قبل حصوله ...
- تركن أحلامهن ونسجْن السجاد، أفغانيات يتحدّين قيود طالبان رغم ...
- بمشاعل مضيئة... قرية في كشمير تحيي مهرجانًا صوفيًّا يعود إلى ...
- البيت الأبيض يجمد 2.2 مليار دولار من دعم جامعة هارفارد بعد ر ...
- ترامب عن إيران: اعتادت التعامل مع أغبياء في أمريكا خلال المف ...
- لقاء مناقشة حول موضوع “مستجدات الحياة السياسية الوطنية وإصلا ...
- إيقاف الدروس بتونس بعد وفاة 3 تلاميذ في انهيار سور مدرسة
- عرائض الاحتجاج في إسرائيل تمتد إلى لواء غولاني
- يائير نتنياهو متطرف أكثر من أبيه هاجم أميركا وسب ماكرون
- الجزائر تطرد 12 دبلوماسيا فرنسيا وتشن هجوما لاذعا على ريتايو ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وكالة الأخبار السعودية - الإصلاح المجني عليه: محاكمة أبطال المجتمع المدني