نحن شيوعيون عماليون..لسنا..تيريزيون..محسنيين

ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 978 - 2004 / 10 / 6 - 09:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

هل هناك من منصف اليوم لا يعرف بان الفلوجه والرمادي وسامراء اصبحت معاقل للاسلام السياسي السني ..وانها باتت بصورة شبهه رسميه تديرها جمعية علماء المسلمين التي يزور مقراتها اعضاء حكومة ((تيير علاوي)) ...هل هناك عاقل واحد يمكنه ان يتغاظى عن حقيقة هيمنة الحوزه الشيعيه على النجف وكربلاء وواسط وان يغمض عينيه عن مظاهر تنامي سلطتها وفرض قوانينها على تلك المناطق واعتراف قوات الائتلاف الامبرياليه بشرعيتها ...هل هناك مغفل لحد الان لم يعلم بالحكومه السريه الخفيه التي هيمنة على مقاليد السلطه في البصره وبتواطء مكشوف للعيان مع قادة القوات البرطانيه ..وهل من احد بعد لم يعرف بان تلك الحكومه الخفيه ما هي الا امتداد وبشكل من الاشكال لنشاط جهاز الاطلاعات الايراني ...اعتقد من الانصاف اذا ما عرف احد منا بانه احد من اؤلئك اللذيين لم يعرفوا او يتنبهوا ...بان يصف نفسه من الان وصاعدا ..بالغبي اوانه في ابعد حاله من جماعة الحمقى اللذيين ما زالوا يرددوا عبارتهم الشهيره (((اني ..معليه)))..وحينها قد نعذره وان نتلمس له مبررا ..خصوصا اذا كان ممن لا يدعي لنفسه صفة نضاليه ثوريه ويردفها بالشيوعيه والاشتراكيه ...لكن من المؤكد ان ما يصح على الافراد لا يمكن ان يصح مطلقا على الحركات والاحزاب التي هي من ذالك الطراز ..ومن المؤكد ايضا انها لم يغيب عليها فقه تلك الحقائق ...وحينها لا يعدو الذي يصفها ب (الذي يصفها بالغبيه والحمقاء الا ان يكون هو الاخرق الغبي ...لكن بماذا يمكن ان نشخص عملية غض نظر الاحزاب والحركات التقدميه لمثل تلك الظواهر ...اهل هو الخنوع والاستسلام ؟؟؟ام هو المنظور البراغماتي الذي حدد من سلوكيتها الثوريه حتى اضر بجوهرها ؟؟؟هل سبب تغاضيها ذلك يعود الى روح المسالمه المزيفه التي هبطت اليها مع وحي الاخلاقيات اللبراليه والبرجوازيه ؟؟؟ام ان ذلك لا يعود باسبابه لا لهذا ولا لذاك ...بل الى ان تلك الاحزاب وقادتها ..انما يمارسون ادوار معينه لا تمت بصله لا من قريب ولا من بعيد الى ما ينادون به ويعلنونه ....ولا اريد ان اصل الى احتمال يوقعني واياكم في موقف ترتعد اليه اوصالنا الهزيله وتقشعر منه ابداننا الناعمه ...وذلك بان نصف تلك القوى بانها مجرد بؤر للتامر والخيانه والضحك على ذقون الجماهير التي يوجهون اليها خطابهم السياسي ...وما هي الا دكانه من دكاكيين تسويق منتجات اجهزة مخابرات الاطراف الدوليه المتنافسه في السوق العراقيه الرائجه اليوم ...حقيقة الامر ان الذي يعنيني هنا وبصوره جديه ان نبعد تلك الشبهات بمجملها عن طبيعة سلوكية وممارسات الشيوعيه العماليه العراقيه وان كانت ومن جانبي على الاقل متنزهه ومتعاليه من ان تنسب اليها تلك الصفه البائسه والحقيره ((صفة التامر والخيانه))..لكن الحقيقه التي لا مفر منها ان الحكم على صفة فعالية اي نشاط سياسي يتم فقط وخصوصا في وضعنا الراهن من خلال منظور ما يمكن ان يفرزه ذلك النشاط وليس من خلال ما كان يبغيه ...اي ان الحزب مطالب بان يترجم اهدافه المعلنه مع كل خطوه مثمره يخطوها بالجماهير على هيئة نموذج وضمن اطار امكانياته ...واذا لم يندفع بذلك الاتجاه فان ذلك لا يعني الا حدوث خلل وربما خلل كبير ..وفي كل الاحوال تكون نتائجه هو حكم الجماهير على الحزب وفي اقل تقدير باللاجديه وبنظرة شك وريب لامكانية تطور قدراته ...وهذا هو الخطر بعينه ..فقدان ثقة الجماهير بجدية توجهات الحزب اتجاه اهدافه المعلنه لانها هك1ذا تفسر الامور ..ليس من شانها ان تحلل وتفلسف السلوكيات والامكانيات ...وهي ان فعلت ذلك على وجه الافتراض فستضع نفسها امام خيار ام ان تتحزب او ان لا ترتبط باية رابطه جديه مع ممارسات هذا الحزب ...الجماهير لها مطالبه المحدده الجاهزه والنهائيه وهي تسعى لان تقودها طليعتها الى نيل مبتغاها وليست معنيه بانترسم الخطوات والا فما حاجتها الى تلك القوى
وهكذا وحينما اختار الحزب الشيوعي العمالي المجمعات السكنيه التي تشكلت في الايام الاولى من نهايه حرب تغيير السلطه في العراق والتكونه من العوائل المتضرره التي لا تمتلك مساكن تاوي اليها بسبب الظروف الاقتصاديه البائسه وحوادث الحرب والانفلات الامني التي اجبرتهم على اللجوء الى ابنية دوائر الدوله المدمره واتخذتها مساكن وماوي جماعيه لها ...حيث اسرع الحزب وبكل ما يملك لان يمد اليهم يد العون والمساعده وحاول بشتى الطرق من توفير الخدمات والحاجات الاساسيه لهم ...وقاتل بنشاط بطولي من اجل حمايتهم ومنع القوات الامريكيه واجهزة الدوله من اخراجهم بالقوه والالقاء بهم على قارعات الطرق دون ايجاد حلول مناسبه لمشاكلهم وتحول قادة الحزب وكوادره فعلا الى ابطال يذوودون عن حقوق هؤلاء المظطهديين وحققوا بجهدهم النضالي هذا الكثير الكثي من الانجازات حتى تحولت تلك المجمعات السكنيه الى مناطق نفوذ للشيوعيه العماليه ...وفي تلك المرحله وما تلاها وادراكا لتوجهات فكريه صائبه كان الكثير من اعضاء الحزب يتوقع او يطالب وبعضهم يتسائل ...لماذا لم تعلن هذه المجمعات ...مجالس عماليه ...محالس شعبيه اشتراكيه ...خصوصا وان الظروف الخارجيه باتت مؤاتيه جدا لذلك ..لماذا تعلن الفاوجه نفسها ((تكيه دراوييش)) ..وتتحول النجف الى ((حسينيه))يحكمها صبي اخرق الكل يهرول اليه ويقع الساسه ليقبلوا يديه وهم يسترضونه ...بينما نحن ..نتحول وبقدرة قادر ؟؟؟؟؟ الى اناس طيبون ..حنوننين ...سذج ..لا نتقن الا فعل الاحسان والبر الى بؤساء تلك المجمعات السكنيه واللذيين باتوا بفعل عملنا هذا يعرفون الشيوعيه ليس انها علم قيادة الطبقه العامله الى حريتها النهائيه ...بل هي فن العطف والمؤاساة لتلك الطبقه ..وتحولت صورة الشيوعيون ..من مناضليين ثوار وسياسين علميين الى مجرد اناس رقيقي المشاعر ونبياي العواطف ومرهفي الحس ..وبذلك تحول الانجاز الرائع بفعل الجمود اللامبرر له الى تراجع لا يمكن الا ان يؤدي الى نكسه خطيره اذا لم يتم الاندفاع بطبيعته الى الامام وباقصى ما يمكن من السرعه ..والا فان ترددنا ذلك سيلبس نشاطنا وكل ممارساتنا رداء الام (((تيريزا))..وستجعل من صورة رفاقنا المتنقليين بين ابنية تلك المجمعات السكنيه يبدون كاخواتها ((رسولات الرحمه ))وهن يشفقن على ضحايا الفقر والقهر ..ولا يجرئن حتى على شتيمته نحن ايها الرفاق شيوعيون ..عماليون ..لا ((تيريزيون))محسنيين ...فاعلونها الان ...الان...مجاس عماليه ..بكل ما تعنيه الكلمه ..ويجب ان تثقوا بان امكانياتكم وقدراتكم في هذا الاتجاه هي اكبر بكثير مما يمتلكه ...بهلوانات السرك الاسلامي

#ليث_الجادر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات