أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عهد صوفان - بداية التغيير من ميدان التحرير














المزيد.....

بداية التغيير من ميدان التحرير


عهد صوفان

الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية التغيير من ميدان التحرير

هبت رياح التغيير كإعصارٍ يقتلع القديم, ويبدّل وجه الأرض..
هبت الريحُ لتكسر السكون والصمت والجمودْ.. هبت كأملٍ قادمٍ من البعيد إلينا, فبدأت تزرع بذور الياسمين فوق الأرض التي اشتاقت للورود ولهمسات البلابل..
اشتاقت أرضنا للحب والحياة. اشتاقت واشتقنا جميعاً لنرسم الابتسامة ونعلن الفرح في كلّ مياديننا.. لنعلن ميلادَ فجرٍ جديد. لنعلن يوماً جديداً يحمل أحلام الطفولة وأخلاق الرجولة..

بوركتِ يا ثورة ميدان التحرير. يا ثورة المظلومين والمحرومين. يا ثورة المضطهدين.. فقد فتحت نافذة في جدار الطغاة, فاهدمي هذا الجدار..
بوركت الشجاعة والمروءة التي جرفت الخوف من النفوس واستأصلت رعب الطغاة. فتحرر الجميع وبدأنا نستنشق عبق الحرية والفرح الذي كنّا نقرأ عنه دون أن نراه...

ثورة الطيبين قامت. فاهتزت عروش الطغاة وارتعدت أقدامهم أمام هدير الحناجر المطالبة بالحياة..
ثورة الطيبين قزّمت الطغاة وكشفت عوراتهم.. كشفت الخزائن المسروقة والفساد المستشري. ولأول مرة نرى قامة المظلومين أكبر وأشدّ من قامة الظالمين..
بوركتِ يا ثورةً قدّمت الدماء والأرواح فداء للحرية والحبّ. ووصل صوتها كلّ الأنحاء.. بوركتِ يا ثورة هزّت الأرض كلّ الأرض لأنك ثورة الحبّ والحياة..
بوركت يا ثورة قادها الشباب والأطفال والصبايا. قادها الشيوخ والآباء والأمهات.. قادها الضمير والوجدان ورفعت شعار الحياة والأمان...
يا ثورة الطيبين أخاف عليك من السقوط والانحناء. فالطغاة تمرسوا الحروب واعتادوا الصراعات والمناورات تحت ألف ستار وستار... يدّعون الخوف على الدستور والحرص عليه. وهم فصّلوه على قياسهم ومزقوا الكثير من أوراقه. يقولون أنّ الدستور مقدّس وأقدامهم تدوسه بغرورٍ واحتقار.. واليوم عادوا ينادون بقداسة الدستور خوفاً على أنفسهم لا خوفاً على الوطن..

طغاة عصرنا تزوجوا المكر والخداع وتفننوا بالتخفي خلف النصوص. فطوعوا النصوص وأذلوا النفوس. واستحضروا المقدس ليخدم جموحهم وطغيانهم..
غداً سيأتي من يذكركم بالقضاء والقدر.. فالله هو المقدّر لكل شيء. هو من يكتب لكل إنسان مصيره وسلوكه. ولو شاء لنصركم. ولكن إرادة الله هي العليا. وما عليكم إلا بالانصياع لمشيئة الله والقبول بما كتب وقدّر... فلا تنخدعوا بحسن أقوالهم لأنّها نقيض أعمالهم..
ثورتكم هي ثورةٌ على الحاكم الطاغي, وعلى الفكر الذي يخدّر ويستعبد الإنسان. فلا تكونوا عبيداً للنصوص أو الطغاة. بل كونوا أحراراً تملكون زمام الأمور. تقودون الحياة بقوة واقتدار. بعقلٍ منفتح يميّز ويعمل ويدرك ويُحسن الاختيار..

كونوا صوت العقل وليس صدى لأصوات الآخرين.
كونوا المستقبل لا الماضي السحيق العتيق.
اخلعوا التقديس من عاداتكم وسلوككم وأفكاركم. وأطلقوا حرية التفكير والتعبير..
أطلقتم ثورة على النظام لا على الأشخاص, فنعم الاختيار.. فالثورة التي تصبو إلى النجاح هي ثورة الأفكار والقيم. هي ثورة على البالي القديم. هي ثورة على قيم تكرّس وتحمي الفساد والفاسدين. هي ثورةٌ على نمطٍ ما عاد يناسب الحياة. هي ثورةٌ تفتح أبواب المستقبل وتزرع الحبّ بين الجميع. هي ثورة العقل ودعوةٌ للإبداع والإنتاج والعمل والعطاء.. هي قيمٌ جديدة ثبُت نجاحها وتفوقها. هي مناهج جديدة وسلوك وعقلٌ جديد...
لقد قامت ثورتكم فقام الوطن من الموت مولوداً جديداً فاحفظوا المولود.. فهو للجميع وأنتم أخوة فيه.. لا يفرقكم رأي أو اعتقاد. فالحياة صدق وأمانة وعمل وجهد دؤوب..
كونوا أحراراً متحررين... كونوا النور الجديد والفكر الجديد والفجر الجديد..
كونوا الحلم إلى المستقبل فأنتم المستقبل...

لقد اقتنع طغاتنا أنّهم ملهمين ومنزهين وأنّ شعوبهم لا تعي ولا تدرك ولا ترى!!.. سوقوا لذكائهم بمحطاتهم ومجلاتهم وجرائدهم, وهللت لهم جوقات المتنفذين والمتسلقين, حتى صدّق الجميع أنّهم هم الوطن وبدونهم نحن جميعاً إلى فناء.. لكن ثورات الياسمين وثورات ميدان التحرير كانت الإعصار الذي كتب الحقيقة الناصعة التي قلبت مسار التاريخ. فأنتم يا ثوار الياسمين من يدرك ومن يرى ومن يفهم وطغاتنا ومن معهم أغبياء أعماهم المال والعروش. هم أغمضوا عيونهم فظنوا أنّ نور الشمس انطفأ. وكان عليهم أن يفتحوا عيونهم وعقولهم ليروا جيلاً هو المستقبل الواعد وهو الأمل للعبور..
طغاتنا جثث محنطة لا حياة بها ولا أمل منها. هم كتل متحركة خارج الزمان والمكان, ولا ينفع معها العلاج مطلقاً إلا أن توضع في زوايا المتاحف كتاريخ أليمٍ يحكي القهر والظلم والطغيان...



#عهد_صوفان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وراثة الخطيئة في الأديان. والقدر المكتوب للإنسان
- أسطورة الأديان . ابتدأت من الأرض وتشابكت مع السماء ...
- شخصنة الله بالمكان والزمان. حدٌّ من مقدرته...
- التشكيك بالأديان أسئلة رافقت الإنسان
- الدين السماوي طقوس و فروض على الأرض
- المذهبية عدو الدولة الوطنية
- مآخذ النظام الرأسمالي كبيرة ولن يشفع له تفوقه على النظام الا ...
- المسيح الثائر. متقدّم رفض العهد القديم
- أيّ ملّة عند الله هي الملّة الناجية؟؟
- هل الإله خلق الإنسان ضعيفا أم الإنسان خلق الإله قويا ؟
- الدين مشروع سلطة استمر بالمقدس
- الله الخالق يخلق أرضا متصدعة وقاتلة لأبنائها
- الصنمية توأم الإنسان منذ كان
- قراءة نقديّة للنصّ المقدّس – التلمود ضرورة توراتية
- لماذا أبدع اليهود وفشل المسلمون؟
- القداسة مدخل صناعة الطغاة والغيب بداية السقوط
- مرة أخرى من المسئول عن تخلفنا؟؟
- من يحب فلسطين يوحد الفلسطينيين
- القلمُ جريمته كبرى
- عصر الدولة الدينية انتهى


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عهد صوفان - بداية التغيير من ميدان التحرير