ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)
الحوار المتمدن-العدد: 978 - 2004 / 10 / 6 - 07:48
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
يعقد في القاهرة حاليا المؤتمر العاشر لاتحاد الصحفيين العرب تحت شعار 40 عاما دفاعا عن الديمقراطية وحرية الصحافة. وكنا نود أن يكون هذا الشعار صادقا ودقيقا.. فالاتحاد الذي تأسس كمنظمة تجمع النقابات العربية ظل أسير هذا التأسيس وأسير عملية التمويل التي تتم من النقابات عادة، مما وضعه في دائرة الحسابات الضيقة للنقابات الأعضاء. وإذا استثنينا النقابات المصرية واللبنانية وبعض النقابات الصغيرة في دول الخليج العربية فإن النقابات العربية الأخرى هي واجهات للنظام السياسي بهذا الشكل أو ذاك، مما يجعل الاتحاد عاجزا عن اتخاذ أي قرار يتعارض وتوجهاتها المرتبطة بتوجهات الدولة. ولكي لا يكون الحديث عموميا سأتعرض للنقابة العراقية التي كنت أحد العاملين في هيئاتها الإدارية لعدة سنوات. لقد تعرضت هذه النقابة (للتبعيث) على مدى سنوات حكم الدكتاتورية وموقف الاتحاد (متفرجا) حين قررت السلطة الحاكمة نقل عدد من أبرز الكوادر المهنية في السبعينات من العمل الصحفي إلى أعمال أخرى، ووقفت النقابة العراقية موقف المتفرج راضية بما جرى !! بل إن الأمر وصل إلى إحالة أحد مؤسسي الاتحاد، وهو الزميل سجاد الغازي، على التقاعد بشكل مفاجئ، وهو الكادر الصحفي المعروف الذي عمل لفترة طويلة في هيئات الاتحاد التنفيذية (أمين عام مساعد) (أمين عام)، ولم يعلق الاتحاد على هذا الحدث،لأنه كان أسير النقابة العراقية خاصة بعد نقل مقره إلى بغداد، بل إن سعد قاسم حمودي استمر في موقعه كرئيس للاتحاد رغم تفرغه لعمل حزبي في القيادة القومية للحزب الحاكم، دون أن يعترض أحد يومها (ترضية للنقابة العراقية). وحين اشتدت الضغوط وهرب المئات من الصحفيين ومن أعضاء النقابة، رفض الاتحاد أن يسمع لأية شكوى من خارج العراق عن الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين عن اختطاف الزميل ضرغام هاشم وتصفيته في معتقلات النظام، عن اعتقال الزميل عزيز السيد جاسم وهو كادر صحفي ورئيس تحرير وإخفائه نهائيا، ولم يحرك الاتحاد ساكنا، لأنه أيضا كان أسير النقابة العراقية. وبعد حرب الخليج الثانية وعودة الاتحاد إلى القاهرة استمر بممارسة الصمت إزاء جرائم عدي صدام حسين بحق العمل النقابي، بل إن الاتحاد حافظ على علاقاته مع النقابة رغم معرفته بكل ما يجري من أعمال احتجاز ومضايقة للكوادر الصحفية المهنية المتبقية في العراق. وحتى بطاقة العضوية للصحفيين العراقيين الذين اضطروا للهرب، رفض الاتحاد تجديدها لأننا خارج النقابة العراقية، وحصل هذا معي شخصيا. فكيف نفذ الاتحاد شعاره في الدفاع عن الديمقراطية وحرية الصحافة؟ وما حصل في العراق حصل في العديد من الدول التي سيطرت حكوماتها على العمل النقابي وأفرغته من محتواه ...
إن الاتحاد إذا أراد أن يكون اتحادا حقيقيا للصحفيين وليس للنقابات، فإن أولى مهماته إيجاد صيغة لتعديل نظامه الأساسي والتخلص من أسر النقابات الحكومية والاعتراف بحق الصحفيين بتنظيم علاقة مباشرة معه كأعضاء والتحقيق فيما يرده من شكاوى بحق الصحفيين بعيدا عن مواقف (النقابات الحكومية)
هكذا أفهم الدفاع عن الديمقراطية وحرية الصحافة، فأغلب دولنا ما زالت تحت حكم الفرد الذي يسير كل شيء
لصالح نظامه .. ويذبح الصحافة والصحفيين بهذا الشكل أو ذاك.
#ليث_الحمداني (هاشتاغ)
Laith_AL_Hamdani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟