خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)
الحوار المتمدن-العدد: 3272 - 2011 / 2 / 9 - 13:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سمعت قبل عقود عديدة من الزمن، والعهدة على الراوى، عن ما دار في جلسة خاصة بين السياسي العراقي كامل الجادرجي وبين الزعيم المصري جمال عبدالناصر:
كامل الجادرجى: تُردد كلمة (الكرامة) كثيرا في خطبك السياسية مع انها مصطلح غيرسياسي يا أبو خالد.
جمال عبدالناصر: ماتقوله صحيح، يا أبو نصير، ما أفعله لأجل إيقاظ هذا الشعور النائم فى صدر شعب رزح تحت الحكم الاستعماري المهين للكرامة طويلا.
ولكن وائل غنيم (أبو غائب) بعد ان احتجز 12 يوما في مقر جهاز مباحث امن الدولة التابع لوزارة الداخلية يصف نظام (أبو جمال) بانه : يملك منظومة لاعدام كرامة المصريين. وقلب (أبوغائب) مفهوم البطولة رأسا على عقب بقوله: انا لست بطلا، انا كنت وراء حاسوبي فقط انا "مناضل الكيبورد". الابطال هم الذين نزلوا واستشهدوا في شوارع مصر.
كما ولم يلتجئ الى الكذب، كما يفعل الكثيرون، عندما قال: ربما تنتظرون مني ان اخلع قميصي لاكشف لكم عن حروق في جسدى من اثار التعذيب. لا، لم يعذبونني ولم يلمسونني.
ويُقال بأن وائل غنيم اول من اطلق الدعوة الى تظاهرات 25 كانون الثاني/يناير الماضي على صفحة "كلنا خالد سعيد" التي اسسها على فايسبوك.
إنها معركة من أجل الكرامة عند جيل خالد سعيد و أسماء محفوظ و وائل غنيم وووووو، وبالمقابل معركة مصيرية لعشاق التربع علي قمة السلطة والمحافظة على الأموال التي نهبونها وهربوها على حساب كرامة شعب بأكمله.
إنها معركة بين أبطال يقاومون الرصاص بصدورهم العارية وهم يرفضون العيش بدون كرامة، وبين فاقدي الكرامة ممن لا يستطيعون العيش والبقاء بدون فرق مدربة لهدر كرامة ضحاياهم بأبشع الوسائل. بين من يزرعون ليحصده الأخرون وبين من حصدوا لوحدهم ما زرعه الأ خرون مجتمعين من دون وازع ضمير. بين من هم يجهشون بالبكاء أمام الملاء في عز انتصارهم وبين الذين فقدوا ماء وجوههم القبيحة وكشروا عن أنيابهم .
أنها البكاء والأنين النابع من الضمير الحي والوجدان النقي مقابل الأبتسامة الصفراء النابعة من ضمير ميت ومتفسخ وجها لوجه .
*أقوال وائل غنيم مقتبسة من مقال منشور في إبلاف تحت عنوان: وائل غنيم يَبكي ويُبكي الملايين على الهواء.
#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)
Khasrow_Hamid_Othman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟