|
حوار ما بعد ايديولوجيا البعث
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 978 - 2004 / 10 / 6 - 09:31
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
كل من تابع مجريات الحوار وسير المناقشات بين نخب الشعبين في تلك الايام – الهوليرية – الثلاث و المداخلات التي تمت بشقيها الهادئ والانفعالي التي شهدها الملتقى الكردي العربي، بمقدوره تشخيص الاتجاهات العامة التي حددها المشاركون واستكشاف بداية نمو منحى فكري وسياسي قد يتطور الى عنوان رئيس للمراحل القادمة في الرؤية العربية للكرد والقضية الكردية . لقد تجاهلت البورجوازية الوطنية العربية التي استلمت السلطة بعد زوال الكولونياليه والاستعمار الكرد وجودا في بعض الاحيان وحقوقا في اكثر الاحيان في الساحتين الرئيسيتين ( العراق وسورية ) وبالرغم من بعض الانتهاكات هنا وهناك الا أن ذلك التجاهل الخاطئ والفاضح وغير الاخلاقي لم يرق الى درجة اعلان حروب الابادة على الشعب الكردي ، وظل موقفها – التجاهلي – جزءً من لا ديموقراطيتها و استبدادها ليس تجاه الكرد فحسب بل حتى بما يتعلق بقضايا الشعب العربي في البلدين رغم ما ناله الكرد من اجراءات استثنائية وقرارات جائره خاصة بشأن الحقوق الاساسية والارض وحق المواطنه والتعليم وغيرها. من الواضح أن البورجوازية الوطنية وبعد استلامها السلطة تحولت من موقعها – النضالي التحرري – السابق الى آلة قمعية في مواجهة الجماهير الشعبية والطبقات الاجتماعية الوطنية والقوى الديمقراطية وعجزت عن الوفاء بوعودها وعهودها ونكصت بشعاراتها المرفوعة خلال مرحلة التحرر الوطني ومقارعة المستعمر ، وفيما يتعلق بالكرد وحركتهم القومية التي شكلت منذ البدايات جزءً فاعلاً في الكفاح الوطني ضد الكولونيالية واتخذت موقفاً تضامنيا داعماً بل اساسياً على طريق الاستقلال الوطني والديمقراطية والتنمية فقد – خانتها – العهود الوطنية وناصبتها العداء وافتقرت الى اي برنامج وطني ديمقراطي يتضمن حلول سلمية للقضية الكردية واتخذت سلوك – ادارة الوضع الكردي – عبر المؤسسات والاجهزه العسكرية والامنية وتكتيك كسب الوقت وحبك المخططات لتنفيذ اجراءات التطهير العرقي والتعريب في المناطق الكردية التي غلب عليها طابع الاساليب السلمية والسرية والتآمرية حتى تتجنب الاحراجات الاقليمية والدولية وتحد من حدوث نهوض قومي ويقظه سياسية في المناطق الكردية . وبذلك فقد فشلت البورجوازية الوطنية وانظمتها في وضع البرنامج القومي الديمقراطي السليم في تنظيم ادارة الدولة والمجتمع وانجاز المهام القومية وفي الوقت ذاته لم تضع برنامجاً متكاملاً معلنا في السعي لابادة الكرد بدوافع ايدلوجية شوفينية التي ارتبطت باسم حزب البعث فيما بعد عندما استلم السلطة في ( العراق وسورية ) منذ بداية الستينات ، فقد كانت قيادة هذا الحزب على استعداد منذ الايام الاولى لسلطتها الاستبدادية لأن تتخذ الموقف الشوفيني العنصري وتنفذ الخطوات والاجراءات على الارض بخصوص التخلص من العنصر الكردي عبر مختلف الوسائل بما فيها الاسلحة الكيميائية والفتاكة والتهجير والتشريد والحرمان من حقوق المواطنة وخاصة حق الجنسية والتملك والتعلم ومن ثم تنفيذ مخططات التعريب والحزام العربي وتغيير التركيب الديموغرافي للمناطق الكردية . وقد كان الهدف من هذه الاجراءات اعادة النضال القومي الى الوراء وتقليص برنامج حركة التحرر القومي الكردية ومهامها في التحرر وحق تقرير المصير الى خانة المطالبة بحقوق المواطنة وحق العيش والسكن بأمان وانشغال النشطاء الكرد بامور جانبيه لنسيان الاهداف الرئيسية . ومن هنا واكبنا ظهور جملة من المصطلحات والشعارات التي كانت في حكم الجزئيات والمسائل الجانبيه لتتحول الى قضايا استراتيجية واهداف اساسية ، حيث بدأنا نسمع من مثقفي السلطات الحاكمة واحزابها وجبهاتها وبعض الاحزاب العربية خارج السلطه خطابا قومجياً شوفينياً بامتياز ومغلفا ببعض العبارات الفارغه من المحتوى والتي كانت من افرازات الايديولوجية البعثية تجاه الشعوب والقوميات غير العربية وخاصة الكرد . ومن اهم تلك المصطلحات والمنطلقات النظرية – المقبوره - : "الكرد من الاثنيات المتواجده في الوطن العربي" " الاكراد اقلية قومية مهاجره لاتسكن ارضيها " "حل الموضوع الكردي عبر منح حق المواطنه " " الاكراد اخوه لنا ولا فرق بين الكردي والعربي" "يعود الاكراد الى اصول عربية " " كل من سكن الوطن العربي فهو عربي وهذا ينطبق على الاكراد " " لايجوز السماح لخلق اسرائل ثانية " " الاولوية للمعركة ضد العدو الامبريالي الصهيوني ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة " . لقد كنا نسمع هذه المقولات ليل نهار وعبر وسائل الاعلام الرسمية كما كنا نسمعها بكل أسف خلال اللقاءات والمؤتمرات التي تجمعنا مع المثقفين العرب . لاشك أن آيديولوجيا البعث القومية الشوفينية تجاه الكرد قد تلقت ضربة موجعة تكاد تكون قاضية منذ سقوط نظامه في بغداد وترنح توأمه في الجانب الآخر من الحدود وسيكون لهذا السقوط نتائج سعيده اهمها تراجع الشعارات والمصطلحات والنظريات التي كانت سائدة في السابق ، وقد لمسنا ذلك في الملتقى الثقافي الكردي العربي حيث بدأ معظم بل الاغلبية الساحقة من اصدقائنا من المثقفين العرب بالتحدث بخطاب وطني قومي ديمقراطي جديد لاصلة له بثقافة حزب البعث الشوفينية تجاه الكرد ، وهو من دون شك يمثل الموقف العربي الحقيقي ويصب في مصلحة الشعب العربي قبل الكردي بصراحته وتشخيصه الصائب وشجاعته ورؤيته السليمة للواقع . وخلوه من المجاملات والعبارات الطنانه ، وانطلاقه من واقع وجود الكرد وكردستان ومشروعيه الحقوق في تقرير المصير ، والاتحاد الاختياري والشراكة العادله والتمسك بالحوار والسلام والتفاهم، ومن هنا من حقنا ابداء المزيد من التفاؤل بمستقبل العلاقات الكردية العربية وخاصة ما بعد آيديولوجيا البعث الاستئصالية الشوفينية.
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 5- 5 )
-
نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 4 - 5 )
-
نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب - ( 3 - 5 )
-
نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 2 - 5 )
-
(نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 1 - 5 -
-
قراءة اولية في نتائج الملتقى الثقافي الكردي العربي - 5 -
-
اعتذار وتصحيح حول بلاغ اللجنة التحضيرية للملتقى الثقافي الكر
...
-
1- البيان الختامي للملتقى الثقافي الكردي العربي - 2 - بلاغ ص
...
-
نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي - هولير عاصمة الصداقة -
...
-
نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي - - 3 -
-
نـحو - الـملتقى الـثـقافي الـكردي- الـعربي- 2
-
نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي -
-
لفتة تستحق الثناء
-
عصر الجنجويد
-
مؤتمر صحفي حول - الملتقى الثقافي الكردي العربي -
-
التعامل الكردستاني مع الجوار بين الثابت والمتحول
-
قدر الكرد في انتقالهم من السيء الى الاحسن
-
محاكمة نظام - صدام - ضرورة تاريخية 2
-
تاملات في اعترافات ارهابي اصولي
-
محاكمة نظام صدام ضرورة تاريخية 1-2
المزيد.....
-
إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
-
مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما
...
-
سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا
...
-
مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك
...
-
خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض
...
-
-إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا
...
-
بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ
...
-
وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
-
إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|