المشكلة بين المفرد و الجمع

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3272 - 2011 / 2 / 9 - 11:01
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

هناك علاقة ثلاثية وثيقة بين اولا الفكرة الرئيسية العامة لظاهرة ما وثانيا المواد او الصور الموجودة التي تمثلها في المقابل (سميت هذه العلاقة الثنائية من قبل افلاطون methexis اي جزء من الكل) و ثالثا الصوت الذي ينقلها لغويا لاجل التعامل حتى بغياب التمثيل المادي لتلك الفكرة فمثلا فكرة الكلب كحيوان معين فكرة تجريدية عامة شمولية يشمل جميع انواع الكلاب التي نعرفها سواء كانت كبيرة او صغيرة بغض النظر عن فصلها و لونها تجمع و تنظم كلها في لغة او دماغ الانسان تحت راية و علم و شعار او اسم واحد الا وهو الكلب و تقابله في الوجود نماذج معينة و انواع و اشكال والوان من فصيلة هذا الحيوان عندما تقع نظرة العين عليها.

لكن الفكرة الاساسية العامة للكلب لا تتكون في الدماغ و اللغة اذا لم يكن لدى الانسان على الاقبل خبرة واحدة مع نوع معين من الكلاب و لم يسمع صوت هذه الكلمة في حياته.

فاذن هناك علاقة متبادلة بين الفكرة التجريدية الواسعة العامة للكلب و المادة و الصورة و الشكل الفردي الضيق الخاص لنوع معين من الكلاب و الناقل الصوتي و اللفظي لهذه الفكرة بغض النظر عن الزمان و المكان. فالمادة الضيقة اذن تكون الفكرة العامة الواسعة التجريدية دون الاقتصار على شكل معين و لكنها في نفس الوقت ضيقة ليست الا نموذج واحد من عدد كبير من النماذج.

و المثقف انسان و شخص واحد يمثل جزء محدود من بحر الثقافة العامة و لكن المثقف و بعكس نوع معين من انواع الكلاب لا يعني بالضرورة جزء من فكرة عامة واسعة لان المثقف لربما يتصرف تصرفا مخالفا لجمع الوان و اشكال الثقافة الموجودة اي العكس تماما و الا علينا ان نحدد من جديد تعريف الثقافة العامة.

هذه هي المشلكة القاتلة مع التعريف العام والخاص و العمومي و الجزئي لظاهرة معينة او بين الجمع و الفرد. فالجمع يتكون من المفرد و لكن المفرد ضيق في حالة تعسة لا يشكل بالضرورة جزء من الجمع دائما.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات