أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طه رشيد - سياسة الارهاب حين ترتبط بفكر وأسم حزب ! البعث نموذجا















المزيد.....

سياسة الارهاب حين ترتبط بفكر وأسم حزب ! البعث نموذجا


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3272 - 2011 / 2 / 9 - 04:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ساهم بعض من السراق والمنحرفين في حملة همجية ضد اليهود العراقيين في سنوات الأربعينات والتي تسمى بسنوات ( الفرهود ) إشارة الى فرهدة ممتلكات وارواح الناس من الطائفة اليهودية ، ورغم ان عددا كبيرا من العوائل العراقية الكريمة حاولت حماية اليهود ، الا ان ذلك لم يمنع من استشهاد ما يقارب المائة منهم ، وزج عددا آخر في السجون ، ولابد من ان نذكر بان الصهيونية العالمية وبالتنسيق مع بعض المتنفذين في حكومة ذلك العهد قد ساهمت بدعم حملة الاعتداءات هذه من اجل حمل اليهود العراقيين الى مغادرة العراق والسفر الى إسرائيل التي كانت بأمس الحاجة لمواطنين جدد، وقد اضطر بعض من اليهود لاعتناق الاسلام كي لا يجبروا على مغادرة العراق، علما ان معظم المسجونين كانوا من الفاعلين في حركة اليسار العراقي آنذاك ومنهم من ساهم بشكل فاعل في تشكيل اول تجمع منظم للكفاح ضد الصهيونية من خلال العمل مع الشيوعيين العراقيين في ( عصبة مكافحة الصهيونية ) وقد دفع الشيوعيون العراقيون الثمن غاليا لنضالهم المتواصل ضد تلك السلطات التي أقدمت على اقتراف جريمة اعدام قادة الحزب في الرابع عشر من شباط عام 1949 وهم الشهداء فهد وحازم وصارم.
لقد ظلت تلك الجريمة وتلك الاعتداءات وصمة عار لكل من شجع او ساهم بها ، ولم يشهد تاريخ العراق السياسي الحديث مثل تلك الاعمال الإجرامية الا في فترات متأخرة حيث دشنها حزب البعث بانقلابه الاسود في الثامن من شهر شباط عام 1963 ، ذلك الانقلاب الذي راح ضحيته الآلاف من خيرة ابناء الشعب العراقي وكان في مقدمتهم الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم (باني مدن الفقراء مثل الثورة والشعلة وغيرها ) ومجموعة من رفاقه الأبطال ، فاضل عباس المهداوي ، وصفي طاهر ، عبد الكريم الجدة ، وآخرين وقد تم تصفيتهم داخل دار الاذاعة العراقية من دون محاكمة .
لقد حول حزب البعث العراق في تلك الايام السوداء الى سجن كبير ـ وهذا ليس تعبيرا مجازيا بل واقعا فعليا ـ اذ حولوا المدارس الى غرف تعذيب والملاعب الى معتقلات بعد ان ضاقت السجون الرسمية بالمعتقلين ومن تلك المعتقلات والسجون نذكر منها : معتقل مركز شرطة المأمون ، معتقل التاجي ، معتقل الأدارة المحلية/ الكرخ ، معتقل محكمة الشعب ، معتقل النساء في الصالحية امام دار الاذاعة ، معتقل نادي النهضة في الكرادة الشرقية ، معتقل خلف السدة ، معتقل كرادة مريم ، سجن المثقفين امام سينما النصر، مركز شرطة الفضل، اضف الى ذلك مراكز الأرهاب العديدة والتي انتشرت بسرعة خاطفة وهي عبارة عن خيمة زرعوها في كل حي ، كانت مراكزا لما يسمى بالحرس القومي والذي انخرط فيه معظم السراق واصحاب السوابق فشكلوا منهم بسرعة مذهلة مجاميع لم تتورع من الاعتداء على حرمات الناس والمساهمة بمداهمة البيوت واعتقال من يشتبه به، منفذين بيان ١٣ سيء الصيت الذي اصدره حاكمهم العسكري المقبور رشيد مصلح ، ذالك البيان الذي يسمح بقتل اي مواطن يشتبه بانتمائه للحزب الشيوعي العراقي ، يقول احد قيادييهم آنذاك صلاح عمر العلي في مقابلة متلفزة قبل فترة قريبة : كأن الثورة ! ( 8 شباط) جاءت لمحاربة الشيوعيين فقط او ان همها الوحيد هو تصفية الشيوعيين .
وفعلا غصت السجون بالشيوعيين والديمقراطيين ليتعرضوا لأشكال تعذيب بشعة مورست بحقهم واستشهد تحت التعذيب خيرة ابناء الشعب العراقي وكان في مقدمتهم سلام عادل سكرتير الحزب الشيوعي العراقي آنذاك ومجموعة كبيرة من رفاقه ، احمد صالح العبلي، محمد حسين ابو العيس ، الصحفي ابو سعيد ، داود الجنابي ، ماجد محمد أمين ومئات آخرين من رفاقهم. ومنذ ذلك التأريخ ولم يتوقف نزيف الدم .
وكان ( قطار الموت) هو وصمة العار التي ظلت وستظل تلطخ جباه الانقلابيين القذرة ، ذلك القطار الذي حشوه بمعتقلي سجن رقم واحد ـ وكان نزلاؤه من الشيوعيين والديمقراطيين ـ ، بعد ان غطوا أرضية العربات بالقار واحكموا غلق الأبواب وأجبروا السائق ان يسير ببطء من بغداد الى السمارة لنقلهم الى سجن نقرة السلمان الصحراوي في شهر تموز اللاهب ، عسى ان يموتوا في الطريق ، الا ان شهامة السائق واهالي السماوة الذين قدموا المساعدة للمعتقلين حالت دون وقوع مجزرة محققة.. واستمرت جرائم حزب البعث دون توقف، فبعد ان عاد مجددا عام 1968 عاد أيضا مسلسل القتل والتعذيب والاغتيالات وافتتح عهده الجديد بإطلاق النار على عمال معمل الزيوت حين أقدموا على القيام بإضراب شامل مما أدى الى إستشهاد احد العمال وجرح آخرين واعتقال العشرات .
واستشهد في تلك الفترة ، مجموعة كبيرة من الشيوعيين العراقيين واليساريين والقوميين التقدميين سواءا تحت التعذيب في معتقل قصر النهاية سيء الصيت او عن طريق الاغتيالات كما حدث للرفيفين الشهيدين محمد الخضري وستار خضير عضوي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ...
ولم يسلم حزب من نار حزب البعث الغادرة بما فيهم اعضاء حزب البعث انفسهم ، وكانت قوائم الشهداء تضم اسماء من أحزاب مختلفة دينية وعلمانية بمن فيهم علماء دين عرفوا بالورع والتقوى ، اما اشقائنا الأكراد فإن نار الحقد الشوفينية لحزب البعث لم تستثنيهم فقط بل انقادة حزب البعث استخدموا أسلحة جديدة الا وهي الاسلحة الكيمياوية الممثلة بالغازات السامة في ضرب مدن وقرى كردية ، وما مجزرة حلبجة وغيرها من القرى الكردية الا علامة واضحة على عنصرية وفاشية هذا الحزب ، اضف الى ذلك اختفاء اكثر من 150 ألف مواطن كردي في حملة تصفية لم يعرف التاريخ العراقي ولا العربي مثيلا لها، لا قديما ولا حديثا .
اما الحديث عن المقابر الجماعية التي اكتشفت بعد سقوط نظامهم فلا يترك شكا في دموية هذا الحزب واستهتاره بالوطن والمواطن طيلة أربعة عقود. والحديث يطول عما سببه من قتل وتدمير للمواطن والبيئة تعدت العراق لتصل للاشقاء والاصدقاء في دولنا المجاورة خلال حروبهم الغبية، مرة ضد الجارة ايران ومرة ضد الشقيقة الكويت، تلك الحروب التي قادت في النهاية هذا الحزب وقادته الى المصير الذي يستحقوه ، ولكن بعد ( خراب البصرة ) .
هذا الخراب والتخريب الذي ما زال مستمرا وهو ما وعد به رئيسهم المقبور صدام حسين حين هدد بان يجعل من العراق ارضا بلا شعب . اذا لم تمض فترة طويلة على سقوط الحكم الديكتاتوري حتى استطاع ازلام الحزب اعادة ترتيب صفوفهم سواءا بالانخراط في الاحزاب الجديدة وخاصة الدينية منها - عبر تقديم التوبة - وهم ابعد ما يكونون عن التوبة ، او باعادة تشكيل تنظيماتهم تحت اسماء مختلفة ليتداخل نشاطهم في نهاية الأمر مع ما يسمى بالقاعدة وليشكلوا حاضنة أساسية لتنظيم القتلة هذا بالاضافة للتخريب الذي يمارسونه علنا في دوائر الدولة المختلفة !!.

السؤال الملح في النهاية هو كيف نستطيع ان نفرق بين الغث والسمين ؟ هل نضع كل البعثيين في سلة واحدة ؟ ،بكل التأكيد لا ، ولكن يجب تفعيل قانون المسائلة والعدالة ، ( افضّل تسميته بقانون اجتثاث المسيء ) ، وعلى العدالة ان تقول للمسيء اسأت وان تعطي لكل ذي حق حقه ، لا يمكن قبول من اودى بايصال المواطن الى المشنقة ، ان يكون مسؤولا مرة أخرى ، اذ انه سيتآمر في نهاية المطاف على حياة مواطن آخر . السؤال المحيّر والأخير هو لماذا لم يدن الساسة من اعضاء حزب البعث - المتواجدون الان في السلطة - جرائم حزبهم التي ارتكبوها خلال العقود الماضية ؟ لماذا لم يدينوا القتل الحاصل الان؟ لماذا لم يصرخوا صراحة بوجه القتلة اصحاب المفخخات وكواتم الصوت والعبوات ؟ لنا حق التساؤل ولكم الأجوبة ! .



#طه_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله والغزالة
- قتلى


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طه رشيد - سياسة الارهاب حين ترتبط بفكر وأسم حزب ! البعث نموذجا