أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لقمان محمد - عندما يصبح الأنسان حرية














المزيد.....

عندما يصبح الأنسان حرية


لقمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3272 - 2011 / 2 / 9 - 00:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما يصبح الأنسان حرية
الحرية هي أن تتخلص الشعوب من الخوف المُعشعش في الأذهان، وتتحرّر من سجن الرعب الذي يعتقل القلوب، وتنتفض ضد الأنظمة الديكتاتورية الجاثمة على صدور الشعوب، وميلادُ فجر جديد وفتح صفحة مشرقة في تاريخها،وبالتالي أخذ مكانة بين صفوف الأنسانية الديمقراطية المتحضرة. وهذا ما قام به الشعب التونسي وحقّقه ،ومايزال يقوم به الشعب المصري في ميدان التحرير.
إن إمبراطوريات الخوف و دول الشرطة والفروع الأمنية المخابراتية والأنظمة الأستبدادية التي أراد الديكتاتوريين تأسيسها وبنائها مع حفنة مافياوية وشبكة عملاء وجواسيس و مرتزقة لتوطيد بطشهم وظلمهم، بدءت تتهاوى رويداً رويداً أمام إنتفاضات الشعوب التي تحررت من قيود الخوف.
إن الأنظمة الشمولية القمعية الحاكمة تقوم بنفث سمّ الخوف في عقول الشعب، فتخدّر جملتهم العصبية وتشلّها ليصبحوا بلا ردة فعل وتدمرشخصية الأفراد لتقوم بالتحكم بهم كيفما تشاء. هذه الأنظمة تمتصّ دماء الكرامة من شرايين الشعب وتجرّده من أنسانيته وتجعل الخوف والمذلة والمهانة تسري في عروقه. تقوم بخلق عالم تسلطي قهري، تفرض فيه هيمنتها، مستخدمة لغة القمع والترهيب، وبالتالي خلق نموذج عام من علاقة تسلط ورضوخ، قمع وإخضاع، تمارس فيه شتّى أشكال العنف المادي والمعنوي، فتسطو على النفوس وتتغلغل في نسيج الذهنية مكونة بذلك شبكة من الخوف وسجن للإرادة واستلاب للقيم الأنسانية. فالنظام المستبدّ من خلال خلقه عالم تسلطي قمعي، تجرّد الفرد من كافة أسلحة المجابهة التي يمكن أن يستخدمها، يخلق معه شخصية أنسان يائس وقنوط،غير قادر على السيطرة على قدره، وعديم الإستقرار وقلق دوماً، يهرب من الواقع، يقتنع بالخضوع للقدر والتي تصبح فلسفة لحياته.
إن الأنظمة المستبدّة والطغاة كلما ازدادوا في استبدادهم، ازدادوا في خوفهم وتزداد حاجاتهم إلى الأعوان وعيون إلى أنصار لعروشهم. وهم لكثرة خوفهم بحاجة إلى عصابة تحميهم والتي يتم اختيار أفرادها من الشخصيات الأسفل طباعاً والمنحطة خصالاً. والخوف لدى الشعب يولد الجبن والإستسلام والتبعية، ويرى في الطاغية الحق في التسلط والقمع وهذا ما يخلق معه فئة استزلام وتزلف وعصابة للديكتاتور. وتكون هذه مرحلة بداية النهاية للزمرة الحاكمة. حيث يكون الليل في أشد حلكته لحظة بزوغ الفجر...!!!
إدراك اللحظة!!!
فصمت الخوف وسكون الموت المخيم والذي لا تقطعه بعض صرخات التمرد التي لاتلبث أن تُسحق بعنف وببطش من قبل الطغمة الحاكمة،والتي تخلف وراءها مزيداً من القناعة في استحالة التحرر من جهة، ونمو بذرة الإنتفاض ببطء وبصمت وعندما تحين اللحظة تنفجر طاقات التغيير التي تفاجئ الفئة الحاكمة والنظام المستبدّ من جهة أخرى. لهذا يجب إدراك هذه اللحظة، لأنها لحظة الميلاد.لحظة "الإنتصار على نقاط الضعف البشرية"والتعرف على الذات واختيار شكل الحياة التي يريد ان يعيشها.لحظة الشعوب التي لاتفهم سوى لغة القمع اتخذت قرارها للتعبير عن نفسها بلغة الإنتفاض، اللغة التي لايفهم سواها المستبدّون.لحظة تطلق الشعوب فيها طلقة على عقدة الخوف والجبن التي بداخلها، من خلال رؤية الواقع وشعيرة المستقبل والضغط على الزناد والإنتفاضة.
الإنتفاض على الإعتداء الحاصل على قيمة الأنسان والقيم الأنسانية.
الإنتفاض من أجل استعادة الفرد كيانه واحترامه من خلال فضح أساليب القمع والتدجين والتشريط.
الإنتفاض من أجل استعادة الأنسان لذاته ومقاومة عملية استلابه ويصبح الأنسان حرية.



#لقمان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة شيفرة هوية الفرد
- دستور حقوق الأنسان


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لقمان محمد - عندما يصبح الأنسان حرية