|
عروبة الارهاب !
سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 978 - 2004 / 10 / 6 - 07:25
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
يلصق اكثر من كاتب في الغرب صفة الارهاب بالعرب والمسلمين ، حتى راح يردد البعض منهم أن الدين الاسلامي الحنيف قائم منذ انتشاره الأول على الارهاب والقتل ، ويبرهون على ذلك بافتتاح بعض الرسائل الاولى التي كانت يبعث بها قادة المسلمين الى حكام دول بقصد دعوتهم الى الاسلام، والدخول فيه ، حيث تبدأ تلك الرسائل عادة بالقول : اسلم تسلم ! بمعنى ، كما يفسر هؤلاء جملتي الطلب وجوابها ، هو اما أن تدخل في الاسلام ، واما أن تُقتل ، وواقع الحال هو ان هناك جوانب في تاريخ المسلمين تكذب هذا التفسير ، كما أن هناك آية قرآنية تقف ضد هذا التفسير من مثل ( لا اكراه في الدين 00 ) ، ( لكم دينكم ولي ديني 00 ) ، ومع العلم أن الامام علي عليه السلام قال : إن القرآن حمال أوجه 0 ولكن هذا لا ينفي وجود ممارسات ضارة كان قد قام بها الكثير من القادة المسلمين تتنافى وروح الاسلام ، ولنا من حكام الدولتين : الأموية والعباسية أمثلة كثيرة على هؤلاء القادة ، ثم هناك بعض من القبائل العربية التي ظلت بعيدة كل البعد عن الحواضر الاسلامية ، ولم تتعرف على شيء كثير من الدين الجديد ، او انها فسرت الدين بما يتلائم مع موروثها الثقافي ، واحلت لنفسها ما احلت ، وحرمت ما حرمت ، او أن الدعاة المبشرين بالدين الجديد وجهوا الدين الوجه التي يردونها هم بينها ، مثلما هو الحال مع الحركة الوهابية ، تلك الحركة التي وائمة بين الدين وبين خلق الاعراب في صحارى العرب ، واحلت لاتباعها قتل المسلمين ممن يغايرونهم في مذهبهم بذريعة انهم كفرة ، او كفرية كما يسميهم اتباع الحركة الوهابية الآن ، واحلت كذلك سلب ممتلكاتهم كغنائم حرب ، وهذا ما يجده كل انسان متصفح لتاريخ هذه الحركة الارهابية ، حيث احلت دماء المسلمين على مدى تاريخها القريب ، ملبية طموح الرجل العربي البدوي في عادة الغزو التي امتهنها بعض من اعراب العرب كمنهة للعيش ، ومقرورة اجتماعيا من قبل مجتمعه ، ودينيا من قبل مؤسس الحركة محمد بن عبد الوهاب ، وهذه الحالة تشابه الحالة التي عاشها المسيحيون ، على فارق الاهداف ، زمن الرسول بولص الذي لائم بين معتقدات المسيحية ، وبين اعتقاد الاغريق في الثالوث الذي كان سائدا بينهم في القرن الرابع بعد الميلاد ، بعد أن انتقل هذا المعتقد الى الفلسفة اليونانية من الديانات القديمة في العراق ومصر والهند ، وكان هدف الرسول بولص من وراء ذلك هو نشر المسيحية بين صفوفهم 0 فالاهارب الذي تتبناه بعض من الفرق المتأسلمة الان يعود الى السلوك البدوي المتخلف الذي كان عليه بعض العرب من الذين اعتنقوا المذهب الوهابي ، ثم انتشر الى عرب آخرين خارج موطنه الاصلي ( شبه جزيرة العرب ) ، وعن طريق الدعوة التي لعبت فيها الثروة النفطية في دول الخليج، وفي السعودية على وجه الخصوص ، دورا كبيرا، حيث شهدت سنوات السبعينيات ، وما بعدها انتشارا واضحا لهذا المذهب في البلدان العربية الفقيرة مثل مصر والمغرب والصومال واليمن ، كما أنه وصل الى اوربا عن طريق التسامح الذي ابدته حكومات الدول الاوربية حياله زمن أن سخرت هذه الحكومات اتباع الحركة الوهابية في حرب الجهاد الافغانية ! وذلك ببناء بعض المساجد ، والمراكز التي سموها اسلامية 0 لقد اراد هؤلاء أن يوجهوا الدين خدمة لاهدافهم ومقاصدهم ، وبذات السلوك الذي درجت عليه بعض قبائل العرب وشيوخها في الزمن البعيد والقريب ، ومن هؤلاء الشيوخ الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم ولي عهد حاكم امارة دبي الحالي الذي حلني خبر عنه من العراق يقول : إن قوات الشرطة والامن العراقية قد القت القبض على بعض من افراد عصابة ارهابية ، هي واحدة من العصابات التي اشادها العرب والايرانيون في العراق ، وحين تعرض افراد هذه العصابة للتحقيق من قبل قوات الامن العراقية ظهروا على نمط ارهابي جديد ، فهم ليس من وهابي الزرقاوي ، وليس من فلول صدام الساقط ، وليس من عصابات الجريمة المنظمة ، ولا من الجيش الاسلامي بشقيه السري والعلني ، وليس كذلك من انصار السنة ، لقد ظهروا من جيش ال مكتوم في العراق ، وقد جاءوا بدوافع عروبة القبيلة العربية لقتل عرب العراق ! ورب سائل يسأل ما هي تلك الدوافع التي دعت الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم الى تجنيد العصابات ، والقذف بها في اتون العراق المشتعل اصلا بوقود عصابات تفاخرت ، وعلى اكثر من موقع ، بذبح اطفال العراق ، وقتل نسائه ورجاله ، وفي المقدمة من هؤلاء جماعة التوحيد والجهاد ! التي يدافع عنها حراس البوابة الشرقية ! في جامع ابن تيمية ، من امثال عبد السلام الكبيسي ومن على شاكلته من رجال دين كانوا يسبحون نهارا جهارا بحمد مجرم العراق ، صدام الساقط 0 ماذا يريد الشيخ ابن مكتوم من العراق والعراقيين ؟ يقول الخبر في جواب على سؤال كهذا : إن الشيخ في قلق عميق من الاخبار التي تقول إن مدينة البصرة العراقية ستصبح بعد عامين من الان ميناء من اكبر الموانىء في منطقة الخليج والشرق الاوسط ، وستكون أكبر مدينة تجارية فيه ، ستنزل فيها البضاعة من كل حدب وصوب ، وستشهد صناعة نفطة متطور ، ومشاريع عمرانية وسياحية كثيرة ، وبهذا ستتخطى المكانة التجارية والاقتصادية التي عليها امارة الشيخ المذكور الذي حول فنادقها الى مبغى كبير ، استورد له الرقيق البيض من جمهورية ايران الاسلامية ! ومن روسيا الاتحادية ، ودول عديدة أخرى ، هؤلاء هم العرب الذين اكل الحقد قلوبهم بعد ان عرفوا ان العراقيين قد خرجوا من قبضة التخلف التي طوقهم بها صدام الساقط ، وانهم سيصبحون سادة العرب في العلم والمعرفة من جديد قريبا ، وستعود البصرة مدينة علمت ال مكتوم قواعد الحرف العربي الذين يكتبون به الان ، وهم راغمون !
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجهاد الاكبر خرافة من خرافات !
-
ظرف الشعراء ( 23 ) : الاخطل
-
يتوضؤون بدماء الاطفال !
-
الارهاب يتهاوى !
-
الشهيدة نادية العراقية !
-
لا حرب أهلية في العراق !
-
صلاة المنافقين !
-
هذا الفزع !
-
يلطفون أخبار الارهاب !
-
لا تؤجلوا الانتخابات !
-
ارهاب وليس مقاومة !
-
وأخيرا أفتى عنان !
-
شارع الشهداء وعرب صدام !
-
حتى أنت يا حواتمة !
-
ظرف الشعراء ( 22 ) : حافظ الشيرازي
-
حكومة علاوي وسياسة الرشوة !
-
البديل الجاهز !
-
الرئيس المزواج !
-
الكاتب العراقي والمواقع !
-
امارة العوران !
المزيد.....
-
ترحيب فاتر بالملك تشارلز في أستراليا بأول جولة خارجية له منذ
...
-
استخبارات كوريا الجنوبية: بيونغ يانغ ترسل 1500 جندي لمساعدة
...
-
جواد العلي يعود إلى مسارح السعودية بعد غياب طويل.. افتتح حفل
...
-
روسيا تسلم أوكرانيا جثث أكثر من 500 جندي من قوات كييف
-
الحوثيون يتوعدون إسرائيل -بتصعيد عسكري مؤلم- ثأرا للسنوار
-
صافرات الإنذار تدوي في عكا وخليج حيفا
-
مصر ترفع أسعار البنزين للمرة الثالثة.. فهل ستواصل الأسعار ال
...
-
ما قصة التوغل الجيش الإسرائيلي في سوريا؟
-
يحيى السنوار.. ما قصة المسدس الذي وجده الإسرائيليون بحوزته و
...
-
-ماذا بعد مقتل عدوّ إسرائيل اللدود، يحيى السنوار؟- جيروزاليم
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|