الشعلة الأبدية في ظلام الزمن الصعب

إيفان تيسير

الحوار المتمدن-العدد: 978 - 2004 / 10 / 6 - 07:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

منذ دهر بعيد غادرت البشرية زمن عتمة الولادة الأولى فكان فجر التاريخ ونور الحضارة الأولى. ومنذ عقود طويلة من دولتنا الحديثة نقرأ نحن شبيبة العراق عن كل تطلع أمتنا إلى زمن البناء, زمن الأمان والسلام, زمن المستقبل الوضاء, زمن الديموقراطية وتحضّر الإنسان ...
لقد بدأ الإنسان مسيرته الحضارية هنا في بلادنا بلاد سومر شمس المعرفة واتخذ قرار التقدم إلى أمام وهو قرار لا رجعة فيه, حيث اخترنا طريق الحياة الكريمة...ولقد كان دوما في قرارات البشرية ومنهم شعب وادي الرافدين مستندا إلى حكماء الأمة وإلى مَنْ يرشدها ويدلـّها على الطريق..
لقد كان هؤلاء هم الأساتذة والعلماء الذين اختزنوا الخبرات والعلوم والآداب وهم الذين اختاروا طريق الأبدية بكل متاعبه ومصاعبه ليحفلوا بالمعارف وينقلونها إلى الأجيال.. لقد ضحى هؤلاء العظماء بحياتهم الشخصية وباحتياجاتهم البشرية من أجل أنْ يضعونا على طريق الصواب والحق والعدل, ومن أجل ننظر دوما أمامنا لا تحتنا وبين أقدامنا أي من أجل أنْ ننتصب بقاماتنا ونرفع رؤوسنا فخرا بهم وبوجودنا الإنساني المكرَّم...
أما وقد بدأ اليوم سيل من جرائم اغتيال هؤلاء الذين يمثلون شموعنا في طريق الظلمة .. أما وقد اغتال المجرمون أبناء الزمن الردئ عددا كبيرا من خيرة مَن يقودنا إلى غدنا وإلى طريق الحكمة, فقد حقَّ عليَّ أنْ أبكيهم مرة وأنْ أحييهم في نفسي مرات فهؤلاء الذين عاشوا يبنون في عقولنا وأنفسنا لم يموتوا إلا جسدا تمَّ اغتياله من رعاع البشرية بينما علماؤنا يبقون ساكنين فينا من أجل أنْ نوفيهم حقوقهم علينا وما تطلعوا أنْ يروه فينا ولنا..
دعونا نفكر كما أرادونا أنْ نفعل .. ودعونا نطالب كما دعوا هم للسلام ولحياة أفضل.. دعونا نمسح الدموع وننظر إلى الأمام.. كي نُرِي أولئك الذين يحاولون تدمير حياتنا وحياة حكمائنا ومرشدينا بأنَّ تكاتفنا يمكن أنْ يعيد لعلمائنا الحياة الأبدية شعلة للشعوب ولأمتنا العراقية صاحبة شعلة الحضارة الأولى..
إننا بوفائنا لأساتذة النور والتنوير نمنحهم حياة أخرى ونجعل ممن يوجد بيننا يواصل المشوار قائدا لعقول شغوفة بالعلم والمعرفة ونورهما؛ أجدني أنا الذي أخطو أول الخطوات أضعها على ما يريدنا أساتذة العلم أن نبني وأن نتطلع إليه من غد أفضل هو شعارنا الذي اخترناه بنور المجد الذي ضحى ويضحي من أجله علماؤنا العظماء ..
دعوة لكل طلبتنا إلى الالتحام الأكبر والأوفى مع أساتذتنا الكرماء الذين يشعلون أنفسهم شموعا لنا حتى نوقف الجريمة والمجرمين بحق خيرة أبناء شعب الحضارة...

#إيفان_تيسير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات