غادة عبد المنعم
مفكرة
الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 18:51
المحور:
المجتمع المدني
الحياة بالنسبة لكثير من الرجال رغبة فى البهجة، علاقة مع زوجته.. زهق..! خروج للتمشية فى الشارع.. زهق..! فرجة على التليفزيون.. زهق..! نوم وإحساس رتيب، لا يتغير.. يييييه.. كله.. كله.. كله حاعمل إيه النهاره..؟!! شغل.. شراء طلبات.. اتغدى.. نوم.. تليفزيون.. زهق..! أنا قرفت خلاص..!
بالنسبة لكثير من النساء فيه إيه النهاره..؟ زهق.. زهق.. زهق.. زهق..! العيال.. المواعين.. الطبيخ.. مفيش فلوس..!؟ المذاكرة.. حاتجن..! مفيش أى حاجة حلوة..!؟ اعمل إيه..؟ كيكه..؟ طعمها وحش..!؟ أنا طهقت.. حاتجن..! زهق.. زهق.. زهق.. زهق.. زهق.. زهق..! يا رب ارحمني من القرف ده..!؟ ولا خدنى بقى..!؟
للأسف هى دى الحياة فى مصر..!؟ الحياة التى قيدنا نظامنا الحاكم، وألقانا فى أنبوبها الضيق الذى لا يحتوى هواء..! فين بقى الجناين ..؟ فين سهرات الصحاب..؟ فين المتعة بلحظات تخص أطفالنا..؟ فين أثارنا..؟ واحنا بنتفسح ماشين مروقين فيها..!!
مفيش.. مفيش أثار..؟! فزيارات المناطق الأثرية تنتهى فى الرابعة عصرا..؟! والحدائق تغلق قبل الخروج من الشغل..؟!
الأكل اللى بناكله وحش..!! ومبنعزمش حد عشان الفلوس قليلة..! شققنا ضيقة..! العيال قرفانة ومطهقنا معاهم..!؟ واحنا مش لاقين حاجة تفرح..؟! ولا حاجة جديدة نعرفها أو نفهمها..؟! ولا حتى نهتم بها..؟! .. إلا القرف..! حنكمل الشهر ازاى..؟! يعنى ما تطلب مكافأة جديدة..؟.......إلى آخره
لا نفهم فى الرسم! ولا نتذوق المسرح! ولا الموسيقى! ولا نستطيع الرقص! ولا نستمتع بالضحك! ولا يمكننا التمشية فى الشارع! ولا نمارس رياضة! وحياة أبنائنا فى المدارس ضغط مستمر! لذا فلا بهجة لنا معهم، ولا لهم معنا..؟
فى مظاهرات ماشى..! فى عروض فنية ماشى..! فى مكافأة ماشى..!
خلاص طهقتا...!! كفاية كده...!! دعونا نفتح البئر العميق الذى نعيش فيه، نخرج من الظلام، ونتطلع للشمس، والهواء، نملأ صدورنا من الهواء الطازج، لكى نتمكن من معرفة أشياء جديدة، وفهم فنون جديدة، والتعرف على متع لم نعرفها فى حياتنا، ومشاعر أخرى، كنا نشاهدها فى الأفلام الأجنبية ونتصور أنها وهم..؟!
يعنى إيه فى ثورة للتخلص من نظام فاسد ديكتاتوري..؟ يعنى هناك فرصة لكى نفتح طاقات لم نكن نتصور وجودها، لكى يصبح لنا رأى، وتوجه سياسى، لكى نناقش سويا فى جلساتنا برامج الأحزاب، وأخطاء الوزراء التى سوف نطالب بتغييرها..! لكى نتفرغ قليلا لنقرأ كتاب.. أو نشاهد بالية.. أو نخرج نتمشى فى شارع نظيف فى المغربية.. ونحن نموت من الفرح والبهجة..! لكى نجرب الحب.. نجرب البهجة.. نجرب أن يتبقى معنا من مرتباتنا أموال فى آخر الشهر، لا نحتاجها لشيء، فنفكر يا ترى نتجنن ونعمل بيها ايه؟ لكى نمسك قلم وألوان، ونحاول الرسم، ونضحك لان رسمنا اقل جودة من رسوم أطفالنا الصغار، لكى نحلم أن أطفالنا هؤلاء اللذين نجتهد لتربيتهم، يمكن لهم يوما أن يصبحوا سفراء، أو وزراء، أو علماء يجلهم العالم..! نبتسم ونضحك لان طاقات للأمل فتحت لنا.. ولأننا يمكننا أن نتنفس ونعيش..!!
#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟