رجاء بن سلامة
الحوار المتمدن-العدد: 977 - 2004 / 10 / 5 - 07:58
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
يد الرّقيب التي تعصّب الأعين وتكمّم الأفواه ترتعش من فرط الخوف، لأنّ كلّ ما تحصّله ينفلت منها، من كلّ ثغرات ما بين الأصابع. كلّ مغلق آيل إلى الانفتاح، وكلّ محجوب منكشف أو سينكشف.
كيف نتحرّر من قبضة الرّقيب، ولكن كيف نحرّر الرّقيب من قبضته؟
احترت في الرّسالة التي سأكتبها إلى أهل الحلّ والعقد بمملكة الصّمت، هل ستكون متأدّبة أم ساخرة أم متوسّلة؟ هل أكتب إليهم لأبيّن لهم أهمّيّة الثّقافة المدنيّة الحديثة التي ينشرها "الحوار المتمدّن" في القضاء على الإرهاب؟ أم أكتب إليهم معيّرة إيّاهم بأنّ مملكتهم هي الدّولة الوحيدة التي تنتسب إلى قبيلة؟ والدّولة الوحيدة التي يحرّم فيها القول بدوران الأرض حول الشّمس؟ والدّولة الوحيدة التي يبعث نظامها السّياسيّ والاجتماعيّ على الجنون؟
ثمّ هل أكتب رسالة مماثلة إلى السّلطات التّونسيّة طالبة منها إطلاق سبيل "الحوار المتمدّن"، لأنّها كذلك تغلقه وتغلق الكثير من المواقع الأخرى؟
"الحوار المتمدّن" ملاذنا من الرّقابة الورقيّة التي تمارسها هذه الأنظمة، وتمارسها رؤوس الأموال السّعوديّة القابضة على أهمّ الصّحف، فليس من الغريب أن تطاله الرّقابة,
لأنّ يد الرّقيب أصابع أخطبوط ، تمتدّ لتلفّ كلّ ما حولها.
لكن لا بدّ من الكتابة عن الرّقابة لأنّها تحبّ الصّمت وتعمل في الظّلام، وتتلعثم عندما تتحدّث عن نفسها، ولا تدري بما تجيب.
رجاء بن سلامة
من كاتبات الحوار المتمدّن
#رجاء_بن_سلامة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟