أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حازم صاغيّة - بوش وإيران والفرص المفوّتة














المزيد.....

بوش وإيران والفرص المفوّتة


حازم صاغيّة

الحوار المتمدن-العدد: 213 - 2002 / 8 / 8 - 00:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



أميركا تحشر إيران في زاوية. إيران تنحشر.

أميركا تحشرها: أعلنت أن طهران ضلع في (مثلث الشر). نزعت الثقة بالرئيس محمد خاتمي. ضغطت على روسيا وتضغط, ويبدو أنها استطاعت حمل موسكو على اعادة النظر ببناء المفاعل.

إيران تنحشر: بعد تلاحم عابر جمع الكل ضد ادارة جورج
بوش , عاد الفرز الى الصدارة: حل (حركة تحرير إيران) وأحكام بحق أعضائها. انذارات وانذارات مضادة بين جناحي السلطة. تدخل مباشر للجيش في الصراع مثّله تحذير (الحرس الثوري) للاصلاحيين.

نجاح أميركا في أن تحشر إيران هو... نجاح. أسبابه ضاربة في التكوين السياسي الايراني. في أزمات النظام. في الوضع الاقتصادي. في ازدواج الشرعية ما بين ولاية الفقيه والانتخاب الشعبي.

لكنه نجاح يتحقق لاستراتيجية حمقاء. إذ هل يمكن لمن ينوي فعلاً ضرب العراق أن يعمل, في الوقت نفسه, على استعداء إيران وتسريع انفجارها?

الايديولوجيا, لا السياسة, هي التي تقود خطى جورج بوش: حيال إيران وحيال العراق وحيال غيرهما. وقد سبق لكثيرين (بينهم الصحافي توماس فريدمان) أن لاحظوا أن إيران قابلة للتحول من دون استعداء وتفجير. قابلة للتحول من داخلها. فهي لا صلة لها, لا رسمياً ولا شعبياً, بكارثة 11 أيلول (سبتمبر). وهي أعلنت حزنها على الضحايا وتضامنت مع واشنطن, إعلانها كل الاستعداد للتخلص من حكم (طالبان) و(القاعدة). قدّمت تسهيلات للحرب على (طالبان) و(القاعدة) اللذين يكفّران الشيعة. ثم: نزاعها الحدودي مع أفغانستان الطالبانية, ونزاع الهزارا مع الباشتون, سابقان كثيراً على النزاع الأميركي مع الطالبان. وأخيراً: طهران وبغداد ليستا على ما يرام (البعض يقول: يستحيل, رغم كل تقارب ظاهري, أن تصيرا على ما يرام).

هذا لا يعني أن النظام الايراني خير الأنظمة. انه يعني فقط ان الادارة الأميركية تريد أن تحقق بالعنف ما لا تريد أن تحققه بالسياسة. كأنما هي, منذ 11 أيلول, تسعى الى المشهد الملحمي الذي يصير عبرة لمن اعتبر.

ولا بأس بقدر من الاستعادة لمأزق الخمينية القابل للتفجير سلماً ومن داخله: مع انتهاء الحرب العراقية - الايرانية في 1989 وقبيل وفاة الخميني, ظهرت الفتوى بقتل الأديب البريطاني سلمان رشدي. الفتوى بدت أشبه بوصية الخميني أو بتركته للورثة, خصوصاً أن الفتوى هذه لا يلغيها الا الخميني نفسه.

هدفها الأقرب منالاً كان قطع الطريق على رئيس المجلس آنذاك, هاشمي رفسنجاني الذي كان يحاول التقرّب من واشنطن بالاستفادة من الأجواء غير الملائمة لانتهاء الحرب مع العراق.

هدفها الأعقد والأبعد كان مناهضة الأصولية السنية: الخميني أطلق قضية رشدي فيما تلك الأصولية تحتفل بانتصار الجهاد الأفغاني على السوفيات, وتسرق الضوء من ايران التي انهكتها الحرب مع العراق. الفتوى أرادت أن تسترد الضوء.

إذاً: هذا التناقض أصلي في الراديكالية الايرانية, وهو يجعلها قابلة للانفجار لأنها, وإن كانت الأولى في صعود الراديكاليات الأصولية, فهي معزولة بين الراديكاليين: معزولة لأسباب وطنية وأسباب مذهبية. وبعد 11 أيلول وتصدّر (طالبان) و(القاعدة), ومع الحرب في أفغانستان, زادت أسباب تلك العزلة.

لكن, في الحالات جميعاً, أميركا الجمهورية لم تُرد ولا تريد استثمار هذه العناصر. انها تثأر وتركّع فحسب, وهذا منفّر.

ان جورج دبليو يحرمنا الفرحة بتعفّن الوضع الايراني.

الحياة (7/8/2002 )


#حازم_صاغيّة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا : من التحديث إلى الحداثة
- نهاية الأصولية و . . . الدعوتان
- ليس لدينا ما نقول
- عفن في أميركا
- أميركا وأوروبا و... الآخر
- إنه الخليج لا الشرق الأوسط
- فصل عنصري ووصل موتي
- في عدم جواز رد الانتحار و/ أو الشهادة إلي صراع الحضارات
- أول أيار : توقعوا الأسوأ في واشنطن ، وفي شوارع العالم وساحات ...
- نحن وأميركا : الكراهية السهلة - الصعبة
- مأزق الفرد في الشرق الأوسط


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حازم صاغيّة - بوش وإيران والفرص المفوّتة