احمد قرة
الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 20:57
المحور:
الصحافة والاعلام
لم يكن ما يحدث الان فى مصر منذ الخامس والعشرون من يناير وما سوف يحدث سوى نتيجة منطقية لما حدث ليس اليوم وانما منذ اكثر من خمسة وثلاثين عاما ، منذ وافق السادات وتعهد ووافق على انضمامة للحركة الصهيونية العالمية ، ورشح مبارك وعددا من الاسماء فى حاشيتة ، لتكون الادوات المحققة لاهداف الحركة الصهيونية ،والتى ربما يكون مبارك هو اكثر تلك الاسماء التى تم ترشيحها قبولا والتى لفتت انظار عددا من اعضاء الحركة الصهيونية العالمية ومن منظماتها الدولية ولاقت كامل الترحيب والتقدير ، ، وايضا مثلما حدث من قبل مع الوزير المصرى احمد ابو الغيط اثناء اقامتة فى نيويورك فى الفترة من 2001 الى 2004 وعاد بعدها وزيرا للخارجية وليس هذا من فراغا وانما قد تم توثيقة لدى عددا من الاجهزة الاستخبارية البريطانية بعد قضية المبحوح وبعد المراجعة الكاملة للعملاء على الاراضى البريطانية وعددا اخر من العملاء التى تم ضبط البعض منهم فى عددا من الدول وكانوا وثيقى الصلة بمبارك وعلى مستوى عالى من القرب ، وربما يكون بن الى عازر وهومن ابرز الشخصيات كضابط التجنيد لمبارك نظرا لكونة من اصل عراقى توطدت العلاقة فيما بينهم الى الدرجة ان مبارك ينادية باسم -فؤاد- او فؤش-اسمة الحقيقى قبل التصهين- على الطريقة المصرية، وكانت موافقة السادات على قائمة من الالتزامات الصهيونية والعمل على تنفيذها وتوريثها لمن بعدة شرطا اساسيا ، وشكلت تلك الالتزامات نوعا من العقد الذى يحمل توجها ،يعمل بعددا من المناهج الاول منها المنهج الموضوعاتى بقضايا مثل حتمية التواصل والتسلسل للاهداف العامة للحركة الصهيونية ودمجها تدريجيا فى الاطر المختلفة للسياسات العامة ،المنهج الامنى ومع تغيير اصطلاحى كامل يعتمد على ان يحل امن النظام مفهوم ام الدولة ومصالح الحركة الصهيونية القومية ، المنهج الثالث المنهج الاجتماعى والحضارى ويندرج من خلالة الاعلام والصحافة وصناعة الراى العام وغيرها من طرق تهميش للمجتمع المدنى والاعباء الحقوقية المقوضة للتصهين، والمنهج الاخير هو منهج التمدد الاقليمى والحفاظ على عنقودية الانتشار والرسوخ للحركة وتمددها بما تحملة من افكار وتوجهات على عدة مسارات من المحيط الى الخليج ، وربما تكون الاشارة لاليات الحركة الصهيونية اعالمية تبدو مبهمة احيانا ، حيث ان تلك المناهج لاتعطى الالية المعرفية والمنطقية والكيفية التى تعمل بها ، بما تضع تلك المناهج فى وضع ترميز سياسى لا يمكن احدا من فهم حقيقى لها ، وهذا ما يجعلنى استفيض فى شرح فى توضيح كل منهج
المنهج الاعلامى والصحفى وطبخة التصهين
على امتداد التاريخ الصحفى للصحافة المصرية دائما ما كان هناك فترات من الفوضى المفرطة حملت توجهات ليبرالية قبل ثورة يوليو وفترات من السيطرة الحكومية الصارمة فى الحقبة الناصرية , وفيما بين تلك الفترات ظهرت ومضات مضيئة فكرية وثقافية ذات ارضية حقيقة ،اعقبها فى منتصف الستينات فقاعات من الصحفيين الذى لديهم ميل زائد نحو التشنيع واهتمام ضيئل جدا نحو المصداقية المهنية ,امتد تلك الفئة الى الفترة الساداتية وحدث تحول مباشر بعد زيارة كامب ديفيد ، - وتلك هى خطيئتهم الكبرى التى لا تغتفر-, حيث بدات الحركة الصهيونية فى بداية التحول فى الاعداد والتهيئة للمناخ الاعلامى والصحفى المصرى، البعض من الصحفين والاعلاميين الشرفاء قاوم والبعض الاخر اضطر ان يرحل الى خارج مصر والبعض الاخر اذعن ووضع نفسة فى حكم زمنة، وبدات تتغير المعايير بشكل يتوافق مع ما خططتة الحركة الصهيونية نفسها وكنموذج توضيحى لتلك الاصناف التى استقرت فى صورتها وتجلت فى عصر مبارك نجد ان لهؤلاء المدعيين من الصحفين والاعلاميين
سمات عامة منها ان ليس لديهم معايير مهنية واضحة لذا نراهم يتبنون ما يقابلهم من معايير واغلبهم من انصاف المتعلمين ذو الوقاحة المتميزة يدعون انهم ينتمون لتلك المهنة الشريفة ويتطاولون على من سواهم فى تلك المهنة ,واكثر تلك النماذج وضوحا هم رؤساء الصحف القومية المصرية فى عهد مبارك دون استثناء وبتعميم كامل منذ بداية عهدة والى الان ، لذا كان على الحركة الصهيونية المصرية ان تقوم باعدادهم وتأهيلهم ، بالشكل ان تصبح الامور تسير وفق الاغراض المحددة لها رغم اختلاف الاشخاص وذلك من خلال طبخة ثابتة
, فلنتعرف اولا على مواصفات تلك الطبخة الصهيونية المعتمد تطبيقها و التى اصبح صحفى مصر واعلاميها لا يعرفون سواها
اولا المقادير : مجموعة من تحصيل الحاصل ,مع كمية تفاهات متداولة ,واشاعات او ظنون وادعاءات مشطشطة,
نص كيلو من الهراء المتناقض , مع كل كمية المباهاة السياسية المطروحة فى الاسواق+
ثانيا الوصفة : يمزج قليل من تحصيل الحاصل مع كثير من التفاهات مع شذارات من اى توجهات او سياسات ليس لها علاقة بالموضوع , تكون كنقطة ارتكاز للعمل الصحفى والاعلامى , ويوضعوا كل ذلك على نار الاستنساخ مع مواصلة نقل توجيهات من هنا وهناك- حيث يجب ان يكون الصحفى او الاعلامى لا راى لة او تحليل او موهبة او حتى الوقت فهو حائر مابين استديوهات التلفزيون والسينما وجمع السبوبة - فى نفس الوقت عندما يكتب مقال او يقول راى ان يعتمد على وصفة ثابتة هى تجميع التفاهات ثم تتبيلها ببعض الهراء المتناقض عن ثلاثة شخصيات مبارك او جمال مبارك او اى من رجال الاعمال حتى لو لم يكن لهم علاقة بموضوع المقال ,ثم تضيف عليهم بعض المباهاة التى يصعب فهمها , ثم يضع كل ذالك فى اناء عبارة عن نصف صفحة قوة ستة عمود , ويكون بذلك متاكدا من انة بسبب تلك الطبخة ان اى قارىء سوف يسعد من ذالك المقال وسيصفة بالعمق وسيعتقد ان الذى كتبة هو مستر هيرش الصحفى الشهير صاحب صحافة العمق , بسبب انة يحوى افكارا قد تكون خطرت لك من قبل
هذة هى طبخاتهم ويتوهمون انهم حملة مشاعل الفكر وقادتة , وبهم ومن خلالهم تتحدد ملامح الواقع السياسى المصرى ، رغم كونة واقع تصهين سهل الادراك فى تميزة ،فصهيونية الاعلامية تدفعهم الى اشعال دوافع الشعب الفوضوية اما المعتدلون فى نظرهم فيعدوهم اسرى احلام اليقظة الاشرار , ومها حاول احدا ان يوفق بين حوافزهم المغرضة تجد منهم قولا واحدا (نحن ثقافةالدولة)تاركين العنان لانفسهم ولمغامراتهم للتخذ اى شكل طالما انها تتخذ مصدر مصلحة الحركة الصهيونية العالمية وكانهم لا يفقهون ما يحدث حولهم ولم يتعظوا بما يحدث فى بلاد مثل لبنان وديمقراطيتها التى يعرف الجميع انها نموذج يرغبون الان بدعم الامن ان يجدوا مصر مثلها, فاذا كان الصهاينة يرون بقاءهم شرط ضرورى للديمقراطية , فيجب ان يعرفوا انة شرط لكل من لة قيمة دون ان يدعى ان لة هذة القيمة والتوازن بين المطلبين ليس بالامر السهل ذالك ان معظمهم يفتقدون الى الروح الصادقة والتلقائية وهما اهم ما يحتاجة الشعب المصرى الان , والذى يسعى كى يتلمس طريقة ناجحة للتعامل مع المشكلات والاخطار المحيطة بة التى تدفعة يكل ما اوتيت من قوة الى الياس والقنوط وهو يجد نفسة بين يدى حاكم يحرق بلادة كى يبقى ويحيط نفسة بمن على شاكلتة يصورون لة مزاج متصهين عام شديد الارهاق والتشاؤم بحيث لا يستطيع ان يمتلك المواطن القدرة على تجزئة المشكلات التى يواجها والعمل على حلها او حتى ليكون حرا فى التركيز على مشكلة واحدة , فهم دائمى التصهين لكل شىء بدرجة تبعث على الياس ,وكذلك جعل الشعب المصرى فريسة لعقائدهم السياسية الغير مؤكدة او والشاذة على احسن تقدير والفاقدة للدليل ليظل الشعب عبيدا للظروف التى يقومون هم بصهينتها وفق اهواءهم بتشخيص خاطىء الى الدرجة التى تجعل الناس تعتقد ان الحياة التى يشعرون بها لا تستحق ان تعاش
ربما لا يدركون ان الشحن الشعبى والضغط على الجماهير لابد وان يكونوا هم اول الخاسرين فية , ذالك حتما ان تلك الكراهية والحقد المحبط سيتحول ليس الى ذواتهم كما يامل النظام المتصهين بل الى النظام نفسة , فحجم الحلقة الاضعف فى المنظومة السياسية المصرية اصبح بعد اكثر ثلاثين عاما من التصهين اكثر عمقا واتساعا, ولعلهم لوفطنوا لتاريخ الشعب المصرى عندما يكون بقائة مهددا او غير مضمون , فانة يعود الى ذكائة الفطرى ويكتسح كل هؤلاء الذين يزعمون انهم يعطونة الحرية لانة سيعود الى ادراكة المتغلغل فية منذ الالاف السنيين ان انتزاع الحرية هو السبيل الذى يمكنة ان يعيش على الرغم من قدرتة المحدودة على العمل الشاق
#احمد_قرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟