حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)
الحوار المتمدن-العدد: 977 - 2004 / 10 / 5 - 07:36
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
أيها العدوان البغيض ارحل عنا!!
****
الدكتور حسن ميّ النوراني
• مؤسس جماعة حق البهجة - ح ب
****
في وقت واحد، ترتكب العدوانية العالمية مجازر بشعة بحق الإنسان في فلسطين والعراق. لا ذنب لأطفال أبرياء ولا شيوخ ونساء ورجال، توجه إليهم آلة الدمار الصواريخ والرصاص لتسلبهم حقوقهم في الأمن وفي الحرية والسلام وفي حياة كريمة وفي البهجة باعتبار الأخيرة حق الحقوق كلها.. العدوان الذي يتخذ من كل من الولايات المتحدة الأمريكية والدولة الصهيونية وحلفائهما، أدوات له؛ هذا العدوان يعود بجذوره البعيدة إلى مرحلة الغاب التي كان الإنسان يعيش فيها في الأزمنة السحيقة.. وتطور الإنسان تطورا تقنيا وفر له تطوير آلات الدمار ليخدم أهداف عدوانية تنكر على الآخر حقه في الحياة الكريمة وفي البهجة البريئة..
يرتكب العدوان الإسرائيلي الذي يجتاح في هذه الأيام منطقة شمال قطاع غزة، أبشع مجازره ضد الشعب الفلسطيني، وفي الوقت نفسه، يواصل العدوان الأمريكي جرائمه في العراق.. ومقاومة العدوان حق مشروع للإنسان المعتدى عليه.. هذا مبدأ لا خلاف عليه، وهو مبدأ أخلاقي ملزم. لكنني أعتقد أن مقاومة العدوان وهمجيته يجب أن ترتكز إلى مفهوم روحي يوفر للمقاومة المشروعة منهجا يحرر جهاد الإنسان من رواسب تراث الغابة التي ما زال العدوان يستمد منه ظلاميته..
في مواجهة العدوان الهمجي.. وكل عدوان هو همجي.. ينادي الضمير الأخلاقي الصاعد من العمق الروحي بدعوة تحرر السلوك الإنساني من حيوانيته ذات المخالب والأنياب.. لننطلق بالعقل المحب المجاهد، لنبني لنا عالما نعيش فيه كلنا بسلام.. ولا سلام في عالم لا يقوم على قانون العدل.. ولا سلام في عالم لا يلتزم بشريعة الحب..
هناك طريق للحياة غير طريق الدمار الذي تزرعه العدوانية الإسرائيلية الأمريكية المشتركة في العراق وفلسطين.. هناك طريق تنطلق فيه الروح لتبني لنا بهجة الحب.. وهو طريق أجمل.. وهذه مهمة منوطة بالعقلاء؛ فهل يحمل العقلاء أمانة ثورة روحية تتقدم بالإنسانية نحو عالم يتحرر من أنياب الغابة ومخالبها؟!
ايها العقلاء المحبون.. عالم فيه تنتصر بهجة الحب هو العالم الأجمل الذي لا يوفر لآلة الدمار مناخا للاعتداء على حق طفل في أن يلهو في أمان بين أمه وأبيه، متمتعا بالصحة في وطن يوفر له حقوقه الإنسانية كلها، وفي مقدمتها حقه في البهجة البريئة، التي لن يحظى بها إلا في عالم من العدل تصنعه إرادة الخير..
أيها العدوان الذي يحمل الموت لنا في فلسطين والعراق.. ارحل؛ فأنت عار على الإنسان بغيض.. ارحل.. نحن في العراق وفلسطين شعبان يتطلعان للحياة الكريمة ولبهجة من النور.. في وطن في النور..
****
فلسطين – غزة – دير البلح
3/10/2004
#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟