أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - اسرائيل.. هل تمزح ام تمهد لاحتلال سيناء!!















المزيد.....

اسرائيل.. هل تمزح ام تمهد لاحتلال سيناء!!


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 18:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خرج علينا –مؤخرا- قادة اسرائيل بتصريحات –حاولوا أن يجعلوها تبدو كما لو كانت مذعورة من احتمال وصول الاخوان المسلمين لحكم مصر – فبدت كجزء من مشهد هزلي للترفيه علي الجمع الغاضب بالشارع المصرى .. أو قد تكون تراجيديا اعداد الرأى العام لقبول احتلال كلي أو جزئي لسيناء.
مستر بيريز وهو قائد محنك يعلم جيدا مدى فاعلية الخطة التي سبق وشارك في اعدادها بعد كامب دافيد مع امريكا لتكسيح القيادة المصرية وجعلها غير قادرة علي اتخاذ قرار حرب ضد اسرائيل حتي لو كانت تهديدا بالكلام فقط فما بالك لو كانت اقتصادية أو عسكرية .. وهو يعلم أن تواجد متعصبون دينيون في اى مجتمع ديموقراطي لا يؤثر علي مجمل توجهات المجتمع كما يحدث في بلده التي تعج بالاحزاب الدينية المتعصبة والرجعية والتي في بعض الاحيان تؤثر علي تشكيل الحكومة ومع ذلك فالناتج العام دائما علماني.. و أن مصر في حالة تحولها الديموقراطي الليبرالي قادرة علي تمثل كل التيارات الدينية الاصولية بما في ذلك الاخوان المسلمين .
مستر بيريز يعرف ايضا أن أى حكومة مصرية – حتي لو كانت دينية رجعية – غير قادرة علي التراجع عن كامب دافيد او الغاؤها أو تجاهلها علي المدى القريب والبعيد .
ولكن يبدو أن سيناء بالنسبة لاسرائيل تعتبر منجم الذهب الذى تريد استعادته متعللة بالخوف من انتصار التيارات الاسلامية وتاثيرها علي أمنهم ومصالحهم.
عندما وقــّع الاسرائيليون معاهدة كامب دافيد وخرجوا من سيناء .. لم يفعلوا هذا الا بعد الحصول علي ضمانات تكفل لهم عدم عودة الصراع ..الضمانات كانت عسكرية واقتصادية وتعاقدية سياسية واجتماعية حيكت بمهارة المحترفين وقبلتها القيلدة المصرية العاجزة عن الفعل أو التخيل الايجابي لتطور الاحداث مع تقدم الزمن .
فسيناء منزوعة السلاح لا يحق لاى قوات نظامية دخولها وبالتالي فان الجيوش الاسرائيلية يمكنها الوصول بكثافة الي قناة السويس في مدى 24 ساعة بينما القوات المصرية تحتاج لعبور مانع مائي وهذا يستلزم زمن اطول من 24 ساعة اعداد الجسور ونقلها وتركيبها وحشد القوات ونقلها للضفة تحت ضغط العدو قد يستغرق اسابيع ، هذا إذا كانت هناك خطة أو استعدت القوات بالتدريب والمعدات .. بمعنى أن القوات الاسرائيلية تستطيع على طرق برية ممهدة الحركة السريعة دون مقاومة، فى حين أن القوات المصرية ستقف عاجزة يمنعها مانع مائى لازال يعمل وتتحرك داخله مراكب العالم .
سيناء التى يتجول فيها الاسرائيليون بحرية ـ بواسطة بطاقات الهوية ـ تعتبر شبه خالية سكانيا إلا من بعض قبائل العربان التى يربطها فى الغالب علاقات تجارية وتهريبية وسياحية مع الجانب الاسرائيلى .. فالفرصة التى كانت متاحة خلال ثلاثون عاما بدون حروب لإعمارها أهدرتها القيادة السياسية وركزت استثماراتها فى شرم الشيخ محولة إياها الى محمية عسكرية أمريكية يجد الرئيس وأسرته أمنه فيها بينهم .
ومع ذلك فلقد حرص المخطط الأمريكى الاسرائيلى على تجميع جزء مؤثر وهام من الاقتصاد المصرى حول منطقة العمليات التقليدية لضمان تعجيز أى قيادة مصرية عن التضحية بالريع القادم من قناة السويس والبترول والغاز والسياحة على ضفتى خليج السويس .
الاقتصاد المصرى فيما بعد كامب ديفيد تركز فى المشارع الريعية ( عكس الانتاجية ) حول منطقة القناة وماعداها قابله الفشل المتعمد ولنذكر توشكى والساحل الشمالى اللذان استهلكا مليارات الجنيهات وكان عائدهما لا شئ ، كما ان البترول المكتشف فى الصحراء الغربية ، وتحول الوادى الى مكان مكتظ بالسكان الذين يعتدون بشكل مستمر وعشوائى على الأرض الزراعية ليعتمد المصريون فى طعامهم وكل مناحى حياتهم على منتجات مستوردة من الخارج.. المصريون الذين لا يعملون الا فيما سمح به المخطط الأمريكى الاسرائيلى أصبحوا عاجزين عن إتخاذ قرارا بالحرب .. فما الذى يقلق مستر بيريز.
الجيش المصرى الذى تمده أمريكا عبر ثلاثين سنة بمعدات عن طريق المعونات التى تصل الى مليار ونصف مليار دولار سنويا ، هل أصبح بذلك قادرا على خوض حرب قصيرة أو طويلة مع إسرائيل !!
فبغض النظر عن أن الطرف الآخر يمتلك قنابل ذرية يمكنها إفناء مصر من سجل الحياة بكل تاريخها الممتد لسبعة آلاف عام ، فإن الأسلحة التقليدية الاسرائيلية تتفوق من حيث النوع والكم والاستيعاب عن الاسلحة المصرية ، رغم ان كلاهما أمريكى .. الجيش الاسرائيلى طور الاسلحة التى حصل عليها خصوصا الاليكترونية منها ، وكمثال للتوضيح فان الطائرات المقاتلة التى يتم توجيهها من القواعد الأرضية بواسطة شيفرة خاصة بكل نوع من أنواع الطائرات إستطاعت إسرائيل تعديلها حتى لا تتمكن القوات المصرية من التدخل فى توجيهها ، وبذلك أصبحت الطائرات الاسرائيلية قادرة على الحركة فى سماء مصر دون التدخل من القوات المصرية بينما لا يحدث العكس ، وهكذا فالاسلحة الاليكترونية المركبة ( معقدة التركيب ) تحتاج الى صيانة وتدريب وقطع غيار وتطوير مستمر وكلها يفتقدها المصريون بالقدر المتوفر على الجانب الآخر ، الأسلحة التقليدية من مدرعات ومدافع وبنادق ومضادات للطائرات تحتاج بشكل دائم الى قطع غيار وذخيرة وكلها تتحكم فيها أمريكا مقدارا ونوعا.
الجيش المصرى بتسليحه الأمريكى ، معد بصورة لا تسمح له بالدخول فى حرب استباقية أو هجومية على اسرائيل ، وانما للدفاع المحدود ولفترة زمنية مرتبطة بالذخيرة المتوفرة ، فى حين أن الجيش الاسرائيلى يجهز نفسه ويخوض معارك ويتطور ويتدرب منذ كامب ديفيد .. قيادته شابة لها خبرة اكتسبتها من حروب فى لبنان وغزة ، فى حين أن القيادات المصرية تجاوزت سن الكهولة وامكانياتها لم تتطور منذ 1973 فضلا عن أن القيادات الشابة حتى مستوى لواء لم تخض أى حرب ، فماذا يقلق إسرائيل!!
نظام الحكم المصرى منذ معاهدة كامب ديفيد ، أصبحت استراتيجيته هى الاستعداد لمقاومة الداخل وإرهابه والسيطرة عليه وهزيمته ، بعد أن استسلم للخارج ، وبذلك نجد أن الأسلحة التى تم استيرادها هى الدروع البلاستيكية والقنابل المسيلة للدموع والهروات الكهربائية والمدرعات البوليسية ورشاشات الماء وكلها من المعونة الأمريكية ، النظام المصرى كان يستورد العربات المصفحة التى يركبها الرئيس وكبار المسؤلين ، ويسلح الحرس الجمهورى ليدافع عنه ، ويضخم من أفراد الأمن المركزى لتصبح ثلاث أضعاف الجيش ، استراتيجية النظام كانت إخماد أى صوت يعلو على صوت الحكام وسياستهم ،وهو لم يعد يهتم باعداد قوات لحفظ الحدود فمما تخاف إسرائيل حتى لو تغيرت القيادة !!
ان الديون التى تثقل كاهل الشعب ، والظلم والمعاناة والقهر وسيطرة الفساد والمفسدين ، عوامل عانى ويعانى منها المصرى ، وهو ما كان يشعر إسرائيل وحكامها بالأمان ، فهذا الشعب المقهور يستحيل أن ينشئ مجتمعا قويا متكاملا فى المنطقة يواجهها ، لهذا حرص الأمريكان والاسرائيليون على دعم الرئيس الحالى ويهددون اى محاولة للخلاص .. إنه الخطر الأعظم الذى يتوقاه مستر نتنياهو ومستر بيريز ، أن يقوم فى مصر نظاما ديموقراطيا ليبراليا يدفع بالمصريين تجاه الانتاج والرخاء والتقدم العلمى والتكنولوجى ، إن قيام مجتمع قوى على حدودهم الجنوبية ، بمثابة كابوس لا يريدون رؤيته ، إن قيام دولة قوية عصرية تقود المنطقة بدلا من الكيانات الهزلية الضعيفة ، إحتمال لابد من مقاومته وإجهاضه بواسطة الدولة الاسرائيلية ، هكذا تقرأ تهديدات اسرائيل وقادتها ، ويفهم دعمهم للسيد الرئيس الذى يحكم مصر لصالحهم منذ ثلاثون عاما.
لقد أضاع النظام الفرصة ، لقد كان بمقدور مصر خلال الأربعين عاما التى توقفت فيها المعارك واستنزاف المجهود الحربى أن تحسن من اقتصادها وتدعم قدراتها وتحول المليارات المسروقة الى مصانع ومزارع ومدارس وجامعات ومراكز بحوث ومفاعلات ذرية وجيش قوى قادر على مواجهة الأعداء .
مصر إذا ضعفت لنصف قرن وإذا ما هزمت وتدهورت وحكمت بالحديد والنار لثلاثين سنة فهذا لن يدوم ، وهاهم شبابها يصيحون ولازالو رغم أن أمريكا واسرائيل قد كشرتا عن أنيابهما.
مستر بيريز، مصر ليست دولة استعمارية أو عدوانية ، وكل ما تريده أن تستنشق نسمة الحرية وتعيش فى سلام لا استسلام ، وتستقل بارادتها ولا تملى عليها أمريكا أو اسرائيل أو وهابيو السعودية ما تفعل ، وهى إن كانت قد فشلت فى السبعينيات والثمانينيات ، فان العقد الثانى من القرن الواحد والعشرين ، قد يشهد بداية الاشراق .. فهل لازلت تهدد وتبدى قلقا !! الأفضل أن أعتبر أن قيادات إسرائيل تمزح معنا كوصلة ترفيهية عن الجمع الغاضب فى الشارع المصرى.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيادة الرئيس .. أنت لست بطلا
- حلم تفكيك الدولة الأمنية (2)
- البياداجوجيا وحلم تفكيك الدولة الامنية
- توجيهات حزبية بخصوص الانتحار حرقا
- حنحارب..حنحارب..تحيا مصر.
- ثلاثة أسئلة عن أكتوبر 73
- عبد الناصر .. و أنا (3) ملوك أم أنصاف الهة.
- عبد الناصر .. وأنا 2- تحت قيادة الزعيم ..النظرية والتطبيق
- عبد الناصر .. وانا
- قبل نقد الآخر
- تعليق علي مقالات السيد موريس رمسيس عن المصريين
- هل وزير الثقافة مثقف ؟
- فلنعترف أولا بتخلفنا 5/5
- فلنعترف أولا بتخلفنا 4/5
- فلنعترف أولا بتخلفنا 3/5
- فلنعترف أولا بتخلفنا 2/5
- فالنعترف أولا بتخلفنا 1/5
- يا حزن قلبى على مهندسينك يا مصر ( 4 )
- يا حزن قلبى على مهندسينك يا مصر ( 3 )
- يا حزن قلبى على مهندسينك يا مصر ( 2 )


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - اسرائيل.. هل تمزح ام تمهد لاحتلال سيناء!!