أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - و ماذا بعد جمعة الرحيل ؟ نحو انتصار الثورة المصرية















المزيد.....

و ماذا بعد جمعة الرحيل ؟ نحو انتصار الثورة المصرية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن الثورة المصرية لم تنجز مرحلتها الأولى بعد , ولا شك أن طبول الثورة المضادة تقرعها بقوة أبشع القوى المنتمية للنظام القائم و التي تخشى لدرجة الرعب من أي تغيير مهما كان شكليا في النظام و أن البلطجية و أجهزة القمع التي تحمي النظام ما تزال مستنفرة لارتكاب مجازر ضد الشعب و الثوار , إما على سبيل الانتقام كفعل أخير قبل أن تسحقها الثورة نهائيا أو بقصد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء و سحق الثورة و إذا كان استمرار الاحتجاجات الجماهيرية بنفس الزخم هو الذي يعمق أزمة النظام و يفرض عليه التراجع كل لحظة فإن هذا لا يلغي أن النظام و هو يحاول التمسك بمواقعه أمام هجوم الشارع و القيام بتراجع بطيء ما زال يحدوه الأمل الذي يتقلص مع كل هتاف , مع كل يوم , في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ... إن الدفاع عن الثورة و حماية الجماهير تبقى المهمة الأكثر إلحاحا حتى اليوم و حتى تحقيق نصر ساحق على قوى القمع و تجريدها من سلاحها الموجه لصدور الجماهير ... لقد شاهد الناس , في مصر و خارجها , ما هي الثورة , كيف تنهض الجماهير , و شاهدوا كيف تتطور في مراحلها المختلفة , من مرحلة الاندلاع إلى الصمود في مواجهة قمع النظام الهمجي و من ثم صعود الثورة المضادة و تطور المواجهة الفكرية و السياسية بينها و بين الجماهير الثائرة و من ثم الوصول إلى مفرق حاسم في تقدم الثورة , و من ثم السير نحو أحد خيارين لا ثالث لهما كنتيجة لاقتراب النصر في الصراع مع النظام القائم : إما إحلال نخبة جديدة مكان النخبة الحاكمة القائمة أو إقامة سلطة شعبية جماهيرية ديمقراطية ... و من الواضح أن هذه القوى التي تريد أن تقدم نفسها كنخب حاكمة قادمة كانت مستعدة في الواقع للتعامل مع النظام و لأن تقبل بأية "تغييرات" أو "إصلاحات" مهما بلغت من ضآلة و مهما كانت تفاهتها مقابل وعد , أو ربما حتى وهم , بالوصول إلى السلطة أو بالمشاركة فيها .... هناك نقطتان هامتان في الثورة المصرية حتى الآن تمثلان أساس المشروع الجماهيري الديمقراطي كما أزعم كبديل عن النظام القائم و عن مشاريع النخب الاجتماعية و السياسية صاحبة الامتيازات : أولا أنه لا توجد زعامة أو قيادة "عليا" فعلية للجماهير المنتفضة , و إذا كانت هناك مجموعة فضفاضة كانت وراء الدعوات المتتالية للتحركات الجماهيرية الاحتجاجية اعتبارا من 25 يناير كانون الثاني لكن لا هذه المجموعة تتصرف كقيادة عليا كما أنها لا تعرف أية تراتبية هرمية داخلها , و المنتج الآخر الهام أيضا للثورة و الذي يمكن أن يكون أحد ركائز البديل الجماهيري الديمقراطي هو اللجان الشعبية التي فرض تشكيلها الواقع كما في كل ثورة التي ما زالت حتى اليوم تقوم بدور أمني فقط في مواجهة البلطجية ( بلطجية النظام أساسا ) , قد يبدو هذا من جهة نقطة قوة كتعبير عن الديمقراطية الحقيقية و من جهة نقطة ضعف أمام واقع مركزة القرار في بنية النظام و القوى السياسية القائمة و لذلك من الضروري الآن البدء بتشكيل بنية تنسيقية للجان الشعبية و للجماهير المنتفضة عن طريق الانتخاب و من ثم المحاسبة المباشرة تتألف من مندوبين من تلك اللجان و من الشباب المنتفض في ساحة التحرير و بقية ساحات الثورة ليست ذات طبيعة بيروقراطية بل جماهيرية ديمقراطية بالكامل ... إن إحدى النقاط الرئيسية في المعركة الراهنة , معركة حرية الشعب المصري , هي في أن تقوم الجماهير بإدارة حياتها من دون مؤسسات النظام , هي أن يصبح مثال اللجان الشعبية هو القاعدة في كل مكان , ألا تكتفي فقط بحراسة الشوارع من بلطجية النظام , بل أن تأخذ بيدها أيضا إدارة الإنتاج في المصانع و تشغيل المدارس و الجامعات و تنظيم إمدادات الغذاء مثلا عن طريق التنسيق مع الأرياف و القرى المجاورة , إن النظام سيستعيد جزءا هاما من قوته و قبضته على الناس و المجتمع عندما يعود الناس للعمل غدا تحت إدارة مؤسساته و وفق قواعد عمل منظومته البيروقراطية التي تشترط عليهم الخضوع الأعمى لمستويات الإدارة البيروقراطية الأعلى فالأعلى و يمنح من هم في الأعلى صلاحيات مطلقة يحد منها فقط صلاحيات من هم أعلى منهم بينما لا يملك الناس المنتجين أنفسهم في الأسفل أي قدرة على ممارسة الرقابة أو المحاسبة ناهيك عن الإدارة , المطلوب أن يدار كل شيء في الأسفل بيد الجماهير أنفسها عن طريق هيئات جماهيرية ديمقراطية تخضع لرقابة و محاسبة الجماهير مباشرة كاللجان الشعبية تماما , لا شك أن ضعف قبضة الأمن , خاصة أمن الدولة سيغير شيئا من قواعد اللعبة التي كان هذا الأمن يتحكم بها إلى حد كبير كمؤسسة مركزية في بنية النظام , لكن سيكون الشعور الطاغي عند المصريين العاديين أن الأمور عادت إلى حالتها ما قبل الثورة و أنه لم يجر أي تغيير جدي فعلا , و سيستعيد النظام هيبته تدريجيا التي أهانتها الجماهير الثائرة طوال الأسبوعين الماضيين و حتى شيئا من قوته كمركز للحياة الاقتصادية من جهة و كمركز تدور حوله الجماهير مشدودة إليه بعلاقات الإنتاج و الملكية القائمة و تنظيمها الفوقي القائم على التراتبية الهرمية .. هناك اليوم حاجة ملحة لكي يتوجه الشباب الثائر إلى الأرياف و المعامل ليدعو العمال للمشاركة في الثورة , ليس فقط من خلال المشاركة في التظاهرات , بل من خلال تنظيم أنفسهم بعيدا عن الإدارات المرتبطة بالنظام , بشكل ذاتي , ديمقراطي , مستقل .. صحيح أن المهمة الأساسية ما زالت الاحتفاظ بميدان التحرير في أيدي المنتفضين , و صحيح أن إعلام النظام يدق طبول الحرب و يصدح بالأغاني "الوطنية" و كأنه في حرب حقيقية , ليس ضد إيران أو حماس و لا أمريكا و إسرائيل كما يزعم , بل مع شعبه بالتحديد , و صحيح أن خطاب هذا الإعلام الفاجر و العاهر في تخوين المنتفضين و محاولة عزلهم عن الشعب ليس إلا تبرير مسبق للقمع الذي ما زالت قوى في النظام تخطط له و ترجو أن توفق في وضعه موضع التنفيذ , إذا أتاحت الظروف تنفيذ هذا فإن جمال مبارك و أحمد عز و صفوت الشريف و على رأسهم و قبل أي أحد حسني مبارك شخصيا سيرتكبون مجزرة غير مسبوقة للانتقام و التخلص من الشباب المنتفضين و سحق أية مقاومة للشعب مما يجعل الأولوية للصراع ضد النظام و إجباره على المزيد من التراجعات و في نفس الوقت الاحتفاظ بالشارع بيد المنتفضين , لكن من الضروري أيضا لتحقيق النصر تعزيز العلاقة بين الشباب المنتفض و بين أهم ضحايا نظام مبارك و الذين أبدوا على امتداد السنوات الأخيرة عزيمة كبيرة لخوض النضال ضده , خاصة العمال و الفلاحين , ليس فقط أن هذا سيجعل من المستحيل على إعلام النظام و حلفائه في إعلام الغرب و الأنظمة العربية عزل الشبان عن بقية الشعب المصري بل سينقل الثورة إلى كل معمل و قرية و نجع في مصر , حيث يجب أن يصبح مثال اللجان الشعبية هو النموذج , بمعنى تنظيم الحياة خارج مؤسسات النظام , بيد الجماهير و لصالحها . يجب التشديد هنا أنه لكي يتمكن العمال من تنظيم أنفسهم بشكل مستقل عن النظام و أن ينظموا الإنتاج بشكل مجالسي ديمقراطي يتطلب هذا أن ينضم إليهم فلاحو القرى و النجوع و أن تنظم اللجان أو المجالس الشعبية في المعامل و القرى عملية تبادل السلع و الغذاء بين المدينة و الريف , بين المعامل المختلفة و الأحياء الخ . إن طرح البديل الجماهيري الديمقراطي القائم على نموذج اللجان الشعبية في كل مكان , القائم على أن يدير الناس شؤونهم بكل ديمقراطية بعيدا عن مؤسسات النظام أو أية مؤسسات سلطوية قائمة على التراتبية الهرمية هو مهمة اليوم الملحة . معظم من ينتمي اليوم لجيل الشباب لم ير ثورة حقيقية في حياته و قد قدمت لنا الجماهير المصرية و التونسية فرصة فريدة لمراقبة ثورة حقيقية أمام أعيننا و أن نستطيع أن نفهم بالفعل ما هي الثورة , و خلافا لكل الهراء السابق عن سلبية الجماهير و ضرورة إبقائها خاضعة لنخبة ما رأينا كم هي رائعة تلك الجماهير الثائرة و أنها وحدها الأجدر بحكم نفسها دون نخبة حاكمة , خلافا للهراء الذي يقال عن المادة 76 أو 77 و غيرهما فإن الثورات لا تقوم لتغير دستورا أو مادة في الدستور , إن الثورات تقوم لتغير مجمل النظام الاجتماعي و السياسي , لا أقل ......

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لويزة ميشيل 1830 - 1905 سيرة حياة الأناركية الفرنسية , عضوة ...
- أساتذة الجامعات في المملكة المتحدة و أمريكا يدعمون الانتفاضا ...
- مقابلة مع ناشط أناركي شيوعي في ساحة الحرية في القاهرة
- الدعم للرجال و للنساء المصريات الذين يتعرضون لقمع الشرطة ! ب ...
- أيها الجنرال , اكذب , ارقص , اقفز كالبهلوان , إنه زمن الحرية ...
- نداء لكل اليسار الثوري و التحرري و اللاسطوي : للمشاركة في مع ...
- معركة الحرية
- ملاحظات على هامش الثورة المصرية
- مرحلة جديدة : مرحلة ما بعد الثورة التونسية الشعبية
- و من الشرارة يندلع اللهيب
- إلى المستسلمين للأناركي الفرنسي ليبرتارد
- دعوة لإطلاق حرية الاعتقاد و الضمير و كف يد المؤسسات الدينية ...
- مواصلة للنقاش حول مجزرة كنيسة القديسين
- مرة أخرى عن مجزرة كنيسة القديسين
- عن مجزرة كنيسة القديسين
- بين ماركس و باكونين , و ردود على بعض التعليقات
- عن فرار المسيحيين العراقيين
- دفاعا عن اليسار العربي
- عن فقه الاستغفار و الدعاء و ما شابه
- كيف انتصرت البيروقراطية و هزمت البروليتاريا الروسية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - و ماذا بعد جمعة الرحيل ؟ نحو انتصار الثورة المصرية