|
الثورة في خطر
مناف كريم
الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 09:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن استمرار النظام وأركانه في الوجود وعدم تحرك الثورة لأنهائه سيكون رمحاً قاتلا في خاصرة الثورة وقلعة تنطلق منها كل الشرور وخيمة تجتمع في ظلها كل القوى الرجعية والأنتهازية من أمثال الأخوان وغيرهم.
لقد نبهت في ندائي الى اللجان الشعبية من خطورة الأستمرار بالوضع كما هو وعدم الدفع بالثورة الى أمام بحيث يؤدي الى شل النظام وتعميم البديل الثوري المطلوب أصلا من قبل جماهير العمال والفلاحين والموظفين والكسبة والجنود، والذي بوسعه ضمان الخبز والعيش الكريم لكل مواطن. وأن هنالك الكثير من القوى السياسية المحلية التي لاتريد للثورة أن تنجح وهي اقرب من النظام منها الى الثورة وهى بدأت الأن بالتآمر على الثورة وأنقاذ النظام عن طريق تشكيل لجنة الحكماء.
إن رد الثوارعلى لجنة الحكماء الأنتهازية بتشكيل لجنة لقيادة الثورة هي خطوة موفقة وممتازة وهي بداية لتبلور خط الثورة المستقل. على الثورة أن تفرض نفسها على كل هذه القوى وتفشل كل مخططاتها الرامية الى إنقاذ النظام أو إشباع مطامعها عن طريق إدعائها بتمثيل الثورة والقفز عليها وخلق وضع جديد يفرغ الثورة من مضمونها.
من أجل إغناء الثورة وانتصارها فأن على الثوار الأخذ بتجارب الثورات العالمية وفي مقدمتها ثورة أكتوبر الغنية بالأحداث وهي نموذج لثورة واعية نجحت كثورة في فرض نفسها وإبدال وجه روسيا القيصري الفاسد بوجه عمالي ثوري مشرق وأثرت على كثير من الثورات في العالم رغم فشلها لاحقا في التأسيس لمجتمع جديد مبني على الحرية والمساواة.
إن وجود قيادة واعية وموحدة لاتعرف الميوعة ولا السذاجة السياسية ومجربة على لعب وموآمرات القوى الرأسمالية والرجعية الدينية على الصعيدين الداخلي والخارجي هي من المستلزمات الأساسية لأنجاح أية ثورة.
إن ارادت الثورة في مصر أن تنجح وتحدث تغييرا جذريا في الحياة السياسية والأقتصادية والأجتماعية في مصر وتنهي بالفعل الوضع الحالي فعليها خلق قيادة كالقيادة البلشفية وأن تكون بمستوى دهاء ها وعبقريتها. إن موقع وتأثير الثورة المصرية ليست اقل شأنا من موقع وتاثيرالثورة البلشفية الروسية. لهذا فأن وعي هذه القيادة بما أقدمت عليه بأشعال هذه الثورة التأريخية وتأثيرها على المعادلات الأقليمية والعالمية مهم جدأ. ستفرض هذه الثورة بنجاحها واقعا تأريخيا جديدا على المديين الأقليمي والعالمي وسترسم بأنتصارها حياةً سياسية لم يشهد العالم العربي نظيرا له في كل تأريخه.
إن الحديث عن الحلول الوسطية من أجل الحفاظ على الشرعية الدستورية وما الى ذلك من كلام أجوف لا يتجاوز أن يكون هرطقة تافهة يراد به إضفاء الشرعية على نظام لم يتمتع بالشرعيية يوماً . إن الشرعية الحقيقية هي الثورة الجماهيرية نفسها ولا توجد شرعية تعلوها. أما الحديث عن الدستور وشرعيته، فهو أصلا كلام غير شرعي لأن الدستور ولد في كنف العسكر وتم فرضه على الشعب المصري وأضيف اليه ما أضيف كي يصبح موطنا لكل دكتاتور ولص. إن ثروة مبارك وعائلته وحدها أكبر دليل على بطلان هذا الدستور. إن هذا الدستور لايمتلك أية شرعية وهو باطل كما بطلان نظام مبارك.
أما الجيش فهو رأس المارد وهو الذي كان له منذ ولادة الجمهورية في مصر بجانب أمريكا الكلام الفصل في إدارة الحياة السياسية في مصر وقد أصبح هذا الأمر مع الثورة الشبابية شيئا من الماضي وهذا ما لا تتقبله قيادة الجيش. وما يؤرق هذه القيادة، هو دور الحياد الذي فرضته الجماهير على الجيش. وضعت الجماهير الجيش أمام مسؤولية أخلاقية كبيرة لايمكن الأنفلات منها بسهولة وقد حاولت القيادة العسكرية تجربة الأنفلات الحذر حين إنسحبت أمام أزلام النظام المعروفون بالبلطجية وفشلت وبفشلها فقدت الكثير من ثقة الجماهير وهي بأشد الحاجة الى هذه الثقة إن ارادت أن يكون لها دورا في الحياة السياسية في مصر غد.
إن الثورة لم تظهر الى الأن عدائا مباشرا للجيش وبهذا لم تعطه المبرر للتدخل الميداني الفاعل ضدها رغم العداء المبطن الكامن في مطلب "إسقاط كل النظام".
على الثورة التقدم وتعزيز مواقعها لأن هذا الوضع الحيادي لن يدوم طويلا. لا يمكن للجيش البقاء على الحياد والتفرج على ثورة جاءت لتسحب كل البساط من تحت أقدامه. لقد نجحت الثورة في مفاجئة الكل بدءاً من الأمريكيين ووصولا الى النظام والجيش وجميع القوى والأحزاب السياسية وفرضت بهذا نفسها على الجميع والكل يقر بذلك.
لكن الأستمرار في السير البطيء جدا بالثورة الى أمام سيعطي الجميع فرصة لأعادة أنفاسهم والأنقضاض عليها مجتمعين.
على الثورة أن تأخذ بزمام المبادرة والتقدم بخطى منظمة الى الأمام. إن انسحاب الشرطة من الحياة الأمنية كانت فرصة عظيمة أمام الثورة لملء هذا الفراغ والأتخاذ بها كبداية عملية لفرض حكومة ذات قاعدة جماهيرية عريضة فاعلة من العمال والفلاحين وموظفي الدولة والكسبة. لم يحدث هذا لأن الثورة لم تكن لتتجاوز هبة جماهيرية وحسب.
إن قوة كل ثورة وآنتصارها في زمن الرأسمالية لا تكمن في المظاهرات المليونية منها وغير المليونية فحسب بل في التنظيم. تنظيم الجماهير في منظمات مجالسية تقوم بأدارة الحياة السياسية والأقتصادية والأدارية على الصعيدين المحلي والدولة. إن هذه المنظمات هي العمود الفقري للثورة وهي الضامن لبقاءها وآنتصارها. وإن إفتقار الثورة في مصر الى تنظيمات جماهيرية واسعة ومتماسكة هو نقطة ضعف يجب تلافيها.
عاشت الثورة، عاشت المجالس العمالية واللجان الشعبية، عاشت الحكومة المجالسية
مناف كريم
#مناف_كريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نداء الى اللجان الشعبية في مصر
-
ملاحظات حول الثورة
المزيد.....
-
أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق-
...
-
لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا
...
-
ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب
...
-
شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
-
لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم
...
-
السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما
...
-
الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي
...
-
ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
-
لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|