انتفاضة مصر ما بعد / 4 فبراير..

طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 23:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ذكرت صحيفة "الاهرام" الرسمية المصرية أن الرئيس المصري حسني مبارك عقد صباح يوم السبت 5 فبراير/شباط اول اجتماع وزاري مصغر مع الحكومة الجديدة التي تم تشكيلها قبل أيام، حيث شارك في هذا الاجتماع الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الجديد ووزراء المجموعة الاقتصادية.

واضافت الصحيفة أن الاجتماع عقد بمقر رئاسة الجمهورية وحضره كل من فاروق العقدة محافظ البنك المركزي وسامح فهمي وزير البترول وعلي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي وسمير رضوان وزير المالية وسميحة فوزي وزيرة التجارة والصناعة إضافة لـ د.زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية.

ويأتي هذا الاجتماع في اليوم الـ12 من الاحتجاجات التي تعم البلاد للمطالبة بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك، وسط شلل شبه كامل للحركة الاقتصادية.

هذا وكان وزير المالية سمير رضوان قد صرح بأن الوزارة انتهت من إعداد آلية لصرف التعويضات للمتضررين فعليًا من أحداث الشغب والاضطرابات التى تشهدها مصر والتى خصص لها 5 مليارات جنيه.

وقال الوزير إن هذه التعويضات تأتي فى إطار حرص الحكومة على ضمان الاستقرار الاقتصادي للمواطنين وتخفيف الأعباء عنهم، مشيرا إلى أن مأموريات الضرائب العامة على الدخل، المنتشرة فى جميع محافظات الجمهورية ستبدأ على الفور فى تلقى طلبات الحصول على تعويضات من أصحاب المنشآت والمحلات التجارية وملاك السيارات التى تعرضت للتخريب والتلف وذلك على النماذج المعدة لذلك والتى أصدرتها وزارة المالية مجانا.

وقال إنه سيتم أيضًا تفعيل نظام تأمين البطالة بحيث يتم صرف تعويض بطالة للمؤمن عليهم ممن فقدوا عملهم بسبب الأحداث الأخيرة، وأشار الوزير إلى أنه بالنسبة للحالات التى تنطبق عليها القوانين المنظمة لصرف التعويضات من صناديق التأمين الحكومية، فسوف يتم التنسيق معها بحيث تتولى هذه الصناديق تعويض المتضررين فى هذه الحالات، مؤكدا حرص وزارة المالية على سرعة صرف التعويضات لكل من تضرر بسبب الأحداث.

المصدر: وكالات

http://arabic.rt.com/news_all_news/62869



تعليق


واضح من خلال الخبر إن مبارك لا يريد التنحي عن السلطة إنما أراد إكمال حقه الدستوري فيما تبقى من ولايته... بما إن الخبر لم يتطرق إلى إصلاحات دستوريه مجرد إصلاحات اقتصاديه اجتماعيه .. هذا يعني إن الإصلاحات ألاقتصاديه لها إبعاد سياسيه منها إحداث تغير فعلي وواقعي في الاقتصاد المصري ينعكس أثره على تحسين مستوى الفرد في المجتمع مع تعويض المتضررين من الإحداث الأخير وتشغيل العاطلين وشراء الذمم .. هذا التغير الاقتصادي سيعطي شرعية ببقاء مبارك على سدة الحكم لان القاعدة الجماهيرية ستشعر باصلاحاتة ..وبالتالي سيحصل على دعما سياسيا في المرحلة المقبلة ..





الحشود المليونية في 4 فبراير - شباط يوم الجمعة.. لم تحسم القضية ولم يتحقق على يدها النصر الكامل . كما لم ترغم مبارك على التنحي عن السلطة ... مما أدى إلى دخول ألانتفاضه أسبوعها الثالث بما يسمي أسبوع الصمود .. هذا يعني إن الزمن سيطول على المتظاهرين وكلما طال الزمن عليها ليس بصالح الثائرين .... هناك أسباب عديدة ستساعد على تلاشي الانتفاضة منها استمرارها مع الزمن .. حيث كلما طال عليها الزمن أصيبت بخيبة الأمل... بالإضافة إلى التدهور الاقتصادي حيث لا يستطع الكثير من المتظاهرين الاستمرار فيها وترك إعمالهم لأنها مصدر رزقهم ..وبالتالي سيبقى مبارك رغم انف الجميع ..عند إذ لا يمكن للانتفاضة الرجوع إلى ما تنازل عنه مبارك في أول الانتفاضة ..من العبر الدينية التي استلهمناها من كتاب الله هي القبول بالقليل للوصول إلى ما هو اكبر ... واتخاذ القليل كقاعدة لتبنى عليه انتصارات أخرى يمكن تحقيقها مستقبلا .. ليس لي أي إبعاد سياسيه دينيه من هذا المثل .. مجرد عبره يمكن الاستفادة منه .. أقدم النبي وأصحابه في سنة ستة على الحج وزيارة من تبقى من أهليهم في مكة .. ولما سمعت قريش بقدومهم تصدت لهم بالحديبية ومنعتهم من الوصل إليها .. أصرت حشود المسلمين على الدخول في مكة .. واستمر إصرارهم لعده أيام .. فلما رأت قريش لا جدوى من صدهم .. أخذت تفاوضهم .. أثمر صمودهم ..صالحا سمي بصلح الحديبية .. من بنود ذلك الصلح يرجع محمد هذا العام .. أي سنة ستة للهجرة ومن ثم يأتي للحج في سنة سبعه للهجرة .. تحت هذا البند..انقسم المسلمين قسمين .. قسم رحب بهذا الاتفاق .. والقسم الأخر عارض معتقدا إن قريش ستتنازل إمام صمود المسلمين لأنها أعطت شيء من المرونة والتنازلات وبالتالي ستتنازل كليا ... أمر الله بالبيعة ..وهنا البيعة على اتخاذ القرار الصائب بعد دراسته .. للقبول بهذه الصلح .. أكثر المسلمين اقروا البيعة ووافقوا عليه ..هدفنا من هذه العبرة هو القبول بالنصر الجزئي .. ومن ثم بناء عليه أسس واستراتيجيات جديدة يمكن لها إن تحقق لنا النصر الكامل في النهاية.. وبالفعل في سنة ثمانية للهجرة .. نقضت قريش صلح الحديبية علما هي التي طالبت به وأرغمت المسلمين على إبرامه .. مابين صلح الحديبية وفتح مكة تمكن المسلمين من بناء قوه إيمانيه وعسكريه جعلت الوقت مناسب لفتح مكة .. حسب رأي الخاص.. على القيادة السياسية للانتفاضة الموافقة على ما تنازل عنه مبارك في أول الانتفاضة وفسح المجال له إلى نهاية ولايته .. على الأقل كضمان إن مبارك سيتنحى عن الحكم مستقبلا ما لم يقبل بالتنحي تحت ضغط الجماهير الثائرة ....

#طلعت_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات