سامي العامري
الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 18:16
المحور:
الادب والفن
من دفاتر نَحّال
*-*-*-*-*-*-*-*
سامي العامري
--------
سألتْ الدُّعسوقةُ القمر :
يا أبي لمَ هذه البقع الحمراء على جلدي ؟
أجاب : هذه بعض دموعي يا ابنتي
فضحك نمرٌ وهو ينظر إلى جلدهِ ,
قال : وهذه البقع على جلدي
أهي ضحكاتك !؟
***
لاحقَ بطريقٌ سمكةً
فراوغتْهُ برشاقةٍ
حتى أتعبتْهُ
فقال لها بعد نفاد صبرٍ :
لو رماكِ الموجُ على الساحل
لما رأفتُ بحالك ,
فأجابته بدلال :
حتى هذا لا أظن أنك ستنجح فيه
فهناك النوارس
وأين النورس ممَّن يترنح كعسكري
بكامل العتاد !؟
***
حمامةُ سلامٍ
حلَّقتْ وبين منقاريها غصنٌ
وفي الدرب اكتشفتْ أن دودةَ قزٍّ
تقضم أوراقَ الغصن الذي تحمل !
هذا ما ترسمه الأيامُ حيناً ...
لنَخْتَرْ غصوناً معافاةً ناصعة ,
لنخترْ محبةً لا تخذُلنا وسط الطريق !
***
قال الثلجُ للرصيف :
تباً لك
فجميع الناس ترتعش من زمهريري
أمّا أنت ...!
فردَّ الرصيف :
بعدَ أنْ استكثرتَ على مساماتي خطىً
كأنها الأنفاس
وعلى أذني أسرارَ الليل
وعلى عيني صُوَرَ النهار
تساقطْ كيفما شئتَ
فلن يرفَّ لي جَفنٌ أو حَجَر !
***
قالت نجمةٌ لجمرةٍ في موقدٍ :
تعالي نتبادل الأدوار
كوني أنت النجمة وأنا أكون الجمرة ,
ولماذا ؟ سألت الجمرة ,
أجابت النجمة :
منذ ملايين السنين
وأنا يا عزيزتي
أناجي أعينَ الوحيدين وقلوبهم ,
وما ترينه فيَّ من ألقٍ
ما كان لولا شوقي لهم
وإذا عرفتِ الشوق
فلن تتحولي إلى رماد !
***
شباط - 2011
برلين
#سامي_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟