|
دموع المصريين تفيض على ضفتي النيل .. رسالة مطوية من مبارك الأول إلى مبارك الثاني
محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 977 - 2004 / 10 / 5 - 05:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ولدي العزيز جمال أحسب أنك في عجلة من أمرك وتنتظر بصبر نافذ الشهور القليلة القادمة لتمسك زمام الحكم،وتصبح الزعيم الأوحد لأكبر بلد عربي،وتخضع لك مصر كلها من نهرها إلي بحريها،ومن حلايبها إلي ثغرها! لا تتعجل فكل الأمور تسير وفقا لتخطيط دقيق بدأ منذ أكثر من عشرين عام،رفضت خلالها كل العروض والضغوطات لتعيين نائب لي،فالحكم ينبغي أن لا يخرج عن أسرتنا الصغيرة حتى لو اعترض سبعون مليونا من المصريين. يا بني لا تكترث لكل ما تقرأ أو تسمع من خطب وندوات ولقاءات تلفزيونية وخربشة مثقفين ومفكرين يقدمون تصورات مستقبلية لحكم مصر،ويطالبون بتدويل السلطة،ويسعون لخلق حالة من البلبلة والاضطراب وعدم الثقة،فالحقيقة التي لا مراء فيها هي أن كرسي السلطة أعده لك والدك منذ عقدين من الزمان،وأنا لا يهمني ماذا يقول الشعب المصرى،ولا تعنيني أحلام البعض أو أضغاثها المنبثقة عن أوهام حقوق الإنسان والمواطنة بأن حكم مصر حق لأى مواطن،فهذه بلدنا وليست بلد المصريين،ونحن نفعل بها ما نشاء،ولا تستطيع أي سلطة تشريعية أو قضائية أو تنفيذية أن تحاسبنا أو حتى تتجرأ بطرح تساؤلات أو شكوك ولو علي استحياء. أول نصائحي لك،ولدى العزيز،أن تحتقر وتزدرى مطالب المصريين،ولكن دعهم يتكلمون،ويكتبون،وينشرون،ويظن كل منهم أنك تمنّ عليه بالحرية والصراخ والاحتجاج. عندما كان محافظ الاسكندرية السابق المستشار اسماعيل الجوسقي يخرب ويدمر في العاصمة الثانية،نشرت الصحافة عشرات المقالات بأقلام مثقفين ومتخصصين وإعلاميين يوثقون في سطورهم ما يشيب له شعر الولدان،وقرأت بنفسي مقالات الدكتور عبد العظيم رمضان وسعد الدين وهبة ومحمود السعدني وآخرين لاتعلمهم، لكنني تركت الرجل عام واثنين وخمسة وعشرة،ولما أكمل عامه الثالث عشر استبدلت به آخر أعلم تماما أنه من أشرف المسؤولين في مصر،أعني اللواء محمد عبد السلام المحجوب،فلم يوجه مصري واحد عتابا لي،بل شكرني أبناء الاسكندرية لأنني أحسنت اختيار الجديد،وتناسوا أنني تركت سلفه يعيث فسادا لثلاثة عشر عاما. عليك أن لا ترفع قوانين الطواريء لتظل الحاكم العسكري للبلاد،وتضمن ولاء جميع القوى السياسية والعسكرية،ولا تصغ لطلبات منظمات حقوق الإنسان أو منظمة العفو الدولية وإلا فإن كرسي الحكم سيهتز،وسيظن المصريون أن لهم حقوقا ينبغي احترامها،وأن المحاكم المدنية هي التي تفصل في قضاياهم. التابو المقدس في السلطة يجعلك بمنأى عن أي مساءلات،لهذا فقد تركت للمواطنين حرية انتقاد الوزراء والمحافظين المسؤولين الكبار،وجعلت رئيس الوزراء هدفا لكل رماة أسهم النقد اللاذع واللاسع والجارح علي الرغم من أنه وكل وزرائه أصفار متراصة في حكومة لا تملك من أمرها إلا توجيهاتي وأوامري،فإذا شعرت بالخطر أقوم بالتدخل الفوري وكأنني لست مسؤولا عن أي خطأ أو ذنب أو تساهل. يا بني اعلم أن المحافظة علي السلطة تبدأ دائما من تعليم المصريين كيفية التذلل والاستجداء والتوسل إليك كملاذ أخير عندما تضيق بهم الأرض بما رحبت،ولعلك ترى وتشاهد بنفسك كيف اعتادت صاحبة الجلالة السلطة الرابعة علي نشر رسائل مهينة يستجدى بها أصحابها رئيس الجمهورية للتدخل أو الفصل النهائي والحاسم في قضية أو مشكلة أو صراع،فأنا وحدي الذي أملك كل السلطات الظاهرة والباطن. دعهم يتكلمون ويتنفسون بين الفينة والأخرى،ويرجمون بالغيب،لكن عليك أن تفعل ما تريد ولو عارضك كل المصريين،فمثلا هم يتحدثون ويكتبون ويفترشون أحلامهم بتغييرات حكومية يغادر فيها مقاعد الوزارة المعمرون من رجالي،والذين توقفت قدراتهم علي العطاء،أو الذين أثيرت حولهم شبهات عدة،لكنني لم أستجب ولو مرة واحدة لهذه الأوهام،فأنا وحدى صاحب القرار المقدس في هذا البلد،وأنا لا أخطيء،فكل توجيهاتي وأوامري تحمل نفس القداسة التي تبقيني رئيسا وحاكما وزعيما لهذا البلد ما حييت. هل تذكر عندما اعتكفت أنا في برج العرب شهرا كاملا أتأمل،وأختار،وظن بعض الساذجين من المثقفين والمفكرين أنني سآخذ في الاعتبار ملاحظاتهم علي وزرائي ورجالي،ثم أعلنت تشكيل حكومة جديدة واحتفظت بتسعة عشر وزيرا أكثرهم من الفاشلين؟ لقد أردت أن أثبت للمصريين أن مقاييس النجاح والفشل لدىّ تختلف تماما عما يراه المفكرون والمتخصصون والمثقفون،فالولاء لي قبل الكفاءة،والخضوع لأوامرى قبل أن تتفوه بها شفتاي شرط لاحتفاظ المسؤول بمنصبه. ولدى العزيز جمال، ينبغي أن تكون هناك مسافة واسعة بينك وبين المصريين لئلا تفقد هيبتك،أو يظن أحدهم أن المسكوت عنه يمكن الاقتراب منه في مناسبات خاصة جدا،فمثلا هل يستطيع مصرى واحد مهما بلغت درجة قربه مني أن يطرح ولو همسا حديثا عن شقيقك علاء مبارك والبزنس وحساباته وعلاقاته؟ قطعا لا،فتلك محرمات يبدو الاقتراب منها كأنه تجديف أو ردة أو استعداد للذهاب وراء الشمس! إنها أيضا محرمات الصحافة ويعرفها كل إعلامي كما يعرف أولاده أو عدد أصابع يديه، فنحن أسرة صغيرة نمارس حريتنا كاملة دون حساب،بل إننا بكل مقاييس المقارنة فوق الشعب المصرى صاحب أولي حضارات الأرض. إنني جد متفائل بأنه إن أطال الله في عمرك فستحكم مصر بقوانين الطوارىء وبدون نائب أو منافس أو منازع أو رجل ثان لربع قرن علي الأقل عسي أن تكون قد أعددت مباركا ثالثا تنتقل إليه السلطة وأنت في عامك السبعين أو أقل أو أكثر! لاتقلق،ولدى العزيز،من النقاش الدائر الآن حول توريث السلطة، فرجالي الذين صنعتهم ودجّنتهم هم خط الدفاع الثاني عني وعنك،وقد انتفضوا في كل مكان من الصحف القومية والمكاتب الإعلامية والوزارات وشركات الإعلان والمحافظين والدبلوماسيين يهاجمون بعنف وضراوة وشراسة كل من سولت له نفسه التفكير في تداول السلطة أو رفض توريث الحكم. وحتي الذين رفضوا توريث الحكم لم يسلموا من لهجة التوسل والاستجداء لي بأن أمنح الفرصة لمواطنين مصريين لحكم هذا البلد،وتلك الأمور تأتي دائما في إطار التوسل والإيمان بأنني صاحب القرار الأوحد في هذا البلد،إياك أن تذعن يوما ما وتتعهد للمصريين بانتخابات حرة ونزيهة يترشح فيها آخرون ظنا منهم أننا نتساوى معهم في الحقوق والواجبات والمواطنة. فالانتخابات علي الطريقة الأوروبية مرفوضة رفضا قاطعا كحد السيف، فهذا الحق لا يملكه أى مصرى آخر ولو كانت كل بنود الدستور المصرى تؤكد عليه، فنحن أكبر من الدستور، ولك في والدك أسوة حسنة،فقد استفتيت الشعب أربع مرات ولو مد الله في عمرى فقد تكون هناك ولاية خامسة وسادسة وعاشرة. أما الانتخابات ومنح هذا الحق لمصرى آخر،ومراقبته وهو يقدم برنامجه وتصوراته لحل مشاكل وقضايا وأزمات مصر لو أنه أصبح رئيسا للبلاد،بل إعلان النتيجة -حتي لو أعطي واحد من كل عشرة مصريين صوته له- يمكن اعتباره انتقاصا من كرامتي،وتقليلا من شأن هيبتي،فلا سبيل آخر أمام المصريين غير الاستفتاء بنعم أو بلا،والنتيجة معروفة قبل فتح الصناديق بوقت طويل! هل راقبت عن كثب وسائل الإعلام العربية والعالمية والمحلية عندما يأتي ذكرك في أخبارها أو تحليلاتها؟ منذ عامين كانوا يستندون إلي تصريحاتي التي أرفض فيها توريث الحكم،ثم تدرج الحديث عنك وعن عبقريتك ونشاطاتك وتطهيرك لبعض عناصر الفساد في الحزب الوطني. ثم بدأت تظهر علي استحياء مقالات وتحليلات تنتهي دائما إلي حقك كمواطن في الوصول إلي الحكم وإيصال شباب الوطن معك واستمرار الاستقرار في عهدك... وتبرع بعد ذلك كبار الكتاب والإعلاميين والمثقفين لمسح كل ما علق بأذهان الناس عن سلبيات توريث العرش،ووضع الرتوش الأخيرة لصورة الشاب المجد والمجتهد والواعي والدارس في الغرب والمتفتح لهموم الوطن والرافض لكل صور الفساد. وجاء المسؤولون الغربيون والأمريكيون أفرادا وجماعات للتعرف علي الرئيس الجديد والاستعداد لغض الطرف في المستقبل عن مطالبتهم مصر بإجراء انتخابات حرة ونزيهة،فنقل السلطة مني إليك ينبغي أن يتم بهدوء وبإجماع شعبي وبرلماني وعربي ودولي. ولدى العزيز جمال، إياك أن تجعل الوزراء ورئيسهم والمحافظين والمستشارين والجنرالات والكبار كبارا وإلا فإن حكمك لن يستمر عدة أعوام،فكلهم أصفار وفي خدمتك عندما تحكم، ويجب أن تجعلهم منشغلين بك في كل ساعات الليل والنهار،وأن لا ينبس أحد ببنت شفة في حضورك،وأن يسيروا خلفك كخدم أو حراس شخصيين،وأن يستقبلوك كلهم في حلّك وترحالك،ويصطفون في مطار القاهرة الدولي ويقدمون لك فروض الطاعة والولاء حتي لو كنت عائدا من زيارة لدمشق استغرقت ساعتين، فلا تجعلهم يذهبون إلي وزاراتهم أو أعمالهم أو اجتماعاتهم،فهم في خدمتك ما داموا علي مقاعد السلطة. ولدي العزيز جمال، إياك أن تترك أحدهم يكبر في حضرتك أو يقترب من خياله حلم الوصول إلي السلطة أو تزداد شعبيته فيتبادر إلي المصريين أنه قد يصبح الرجل الثاني،فليس لدى ثان أو ثالث أو خامس أو عاشر! هل تتذكر عبد الحليم أبو غزالة عندما اقترب حلم السلطة من رأسه وزينته له ملابسه العسكرية مع شعبية عارمة بين العسكريين والمدنيين؟ لقد تلقي مني درسا لن ينساه،ونفس الأمر ينسحب علي عمرو موسي الذى ظن في يوم من الأيام أن لديه آراء أو أفكار يطرحها دون إذن مني. والدكتور كمال الجنزورى قمت بتصغيره إثر حادث بور سعيد،والدكتور اسماعيل سلام تلقي ورقة الإقالة بعد وصوله للعاصمة السويدية،والدكتورة نادية مكرم عبيد لم تعد تناسبني والدكتور أحمد الجويلي الذى ظن نفسه وزير الفقراء. نصيحتي لك،ولدى العزيز جمال،أن تكون أنت الأول والآخر والظاهر والباطن،وأن تظل صورتك عالقة في أذهان كل المسؤولين والدبلوماسيين والعسكريين،وأن يذهب الظن بكل منهم إن قطبت جبينك أو تأخرت ابتسامتك بضع ثوان أنك غير راض عنه،فترتعد كل خلية في جسده،ويتصبب عرقا،ويدعو الله في سره وجهره أن تكون راضيا عنه. إياك أن تتعهد للمصريين بحفظ كرامتهم أو الدفاع عنهم وإلا فإن مطالبهم منك لن تنتهي،ولكن دعهم يأملون ويتمنون أن تمنّ عليهم بين الحين والآخر بمكرمة أو توجيه العتاب لمسؤول أو انتقاء كبش فداء ليمتص غضب الجماهير. في سجون ومعتقلات مصر آلاف من الأبرياء يقضون سنوات طويلة من الحرمان والمشقة والمهانة،ولكن لا أحد يعرف أعدادهم الحقيقية،ولا التهم الموجهة إليهم،ولا تستطيع البعثات الموفدة من قبل منظمات حقوق الإنسان أو العفو الدولية أن تقوم بزيارتهم،فنحن نرفض،والأمريكيون يصمتون ومعهم الغرب كله بسبب الدور الذي أقوم به في الوساطة والسلام في الشرق الأوسط،فأمن إسرائيل لدى الغرب وواشنطون يسبق ما عداه من الأولويات. عندما يحكم القضاء ببراءة متهم في قضية سياسية أو رأى أو معارضة ضد الدولة أو نشاطات دينية،يخرج من باب ويدخل إلي باب آخر يؤدى به إلي نفس الزنزانة في سجن كئيب وحزين تصرخ كل جدرانه بما شاهدت من وحشية وقسوة وتعذيب. إذا تعهدت بحفظ كرامة المواطن فستتكدس علي مكتبك عشرات الآلاف من الشكاوى الموثقة التي يهتز لها عرش الرحمن،وفيها صرخات وآلام الموجوعين والمعذبين والمستضعفين الذين انتهكت سلخانات الشرطة كرامتهم،أو أهالي المفقودين أو ضيوف صدام حسين الذين أعادهم إلي مصر في نعوش خشبية بعد أن قامت أجهزة استخباراته وكلاب حراسته بتصفيتهم وتمزيق أجسادهم،أو الذين أهانهم حكم القذافي المتخلف وسرقوا أموالهم وعذبوهم ثم ألقوا بهم في صحراء السلوم. وستجد نفسك،ولدى العزيز جمال،في حيرة من أمرك،ومضطرا لإدانة عهد والدك الذى حافظ علي السلطة أكثر من عقدين،وقام بإعدادك وتهيئتك لتصبح أنت... وأنت فقط رئيس مصر كلها،والزعيم الأوحد المقدس الذى لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون . هل يستطيع أي مصرى أن يطرح عليّ سؤالا عن الفساد الذى نخر في عظام الوطن لعشرين عاما؟ قطعا لا،فمهمة رئيس الوزراء هي تلقي الضربات الموجعة من الشعب والمعارضة،وتحمل المسؤولية ومعه كل أعضاء حكومته علي الرغم من أنني أنا وحدى المسؤول الأول والأخير عن كل تجاوز يقوم به أحد الذين قمت باختيارهم وحمايتهم. هل يستطيع أحد في الأمة كلها أن يعاتبني ولو علي استحياء وفي مكان ناء عن عشرات المليارات التي تم نهبها أو سرقتها أو تهريبها دون أن أتمكن من وضع نظام إدارى متطور قائم علي كفاءة المؤسسات لمنع نهب أموال الشعب؟ قطعا لا،فأنا أتلقي المديح والثناء والشكر علي توجيهاتي الحكيمة،أما الاتهامات فلا تخطيء هدفها،أى كبش الفداء في رئيس الوزراء وبعض المسؤولين الكبار الصغار،ثم تأتي افتتاحيات الصحف الكبرى التي يقوم عليها رجال معاشيون هرب منهم الزمن إلي الأمام فيتم نشر عناوين ضخمة عن توجيهاتي في ملاحقة الفساد،وينتهي المشهد المأساوى في إبعاد أى إشارات غير مريحة لنظام حكمي. يجب أن تعلم أن أفراد الشعب لا يتجاسرون علي مقاومة السلطة،لكنهم يصنعون فيما بينهم معارضة ساخرة قد تكون تمردا صامتا،وهم لن يحركوا كرسي السلطة قيد شعرة أو أقل! إن لعبة السلطة إذا مارستها بمهارة تصبح بعد ذلك عادة وطقوسا روتينية سهلة،وقد رأيت بنفسك قبل أن تصل إلي الحكم كيف تخضع الرقاب لك،وينحني أمامك الوزراء،ويستجدى مودتك وبعض رضاك كبار رجال الدولة علي الرغم من أنك لا تحتل منصبا رسميا إنما أنت مسؤول في أحد الأحزاب! ولك،ولدى العزيز جمال،أن تتخيل وتتصور كيف سيكون الوضع عندما تصبح أنت الزعيم القائد،وعندئذ لا تحتاج لأكثر من تحريك عضلة أو اثنتين من عضلات وجهك فيفهم المحيطون بك أوامرك وتوجيهاتك. إن متعة السلطة لاتعادلها في الدنيا متعة أو نشوة أو شهوة أخرى،ومهما ارتكبت من أخطاء وتجاوزات فهناك آلة إعلامية لصناعة العبودية المطيعة تتحرك وتدور تروسها دون توقف،وستراها واضحة جلية عندما تنتهي من إلقاء خطاب أو التفضل بالحديث إلي صحيفة محلية، فآلة التزييف والتزوير تلتقط حديثك قبل أن تقوم من مقامك، بل قبل أن يرتد إليك طرفك، وتحوّل الكلمات إلي مقاطع من الحكمة،وتستخرج عنوة من مصادر مختلفة شهادات زور علي عبقرية الحديث،ويبدأ الإعلام بأكلاشيه جاهز عن الاهتمام العربي والعالمي بفحوى الخطاب أو الحديث. إياك أن تقرّب المسافة بينك وبين القيادات الكبرى والجنرالات واللواءات في الجيش وفي المخابرات وفي مباحث أمن الدولة وإلا ظنوا أنهم يشاركونك الحكم أو النصيحة أو الرأى أو المشورة. ولقد رأيت،ولدى العزيز جمال،كيف أتعامل أنا مع الكبار...الكبار في هذه الأجهزة الثلاث،أما الجيش فوزير الدفاع علي مبعدة خطوتين مني في كل تحركاتي وتنقلاتي،حتي لو كنت حاضرا حفلة موسيقية أو متجولا بين السائحين في الجنوب،أو مفتتحا مشروعا خدميا غير ذي أهمية لوزير الدفاع،وعليه أن يكون في انتظارى، وفي وداعي،ورهن إشارتي فما كرهت شيئا في سنوات حكمي أكثر من ظن البعض أنهم يعملون لخدمة الشعب ومصالحه وليس لتحقيق أوامرى ورغباتي. وأما المخابرات بشقيها العسكري والمدني فقد خشيت أن تسبب لي بعض المتاعب بحكم شعبيتها والتفاف المواطنين حولها وثقة أبناء الشعب في وطنيتها،وقد تفتق ذهني في الآونة الأخيرة عن فكرة عبقرية تتلخص في جعل رئيس المخابرات حاملا لرسائلي،وعارضا أفكاري،وضيفا عدة مرات علي قاتل وسفاح أجهزة إرهاب موسادية صهيونية علي الرغم من خطورة هذا المنحي الذى قد يلين عريكة أفراد هذا الجهاز المصري الوطني الكبير،وتسرى بين رجاله روح مسالمة غير عدائية لإسرائيل وجهازها الاستخباراتي. كان من الممكن أن أبعث الدكتورة فايزة أبو النجا أو محمد البسيوني أو صفوت الشريف أو حتي، لكنني أردت أن أعلمك درسا هاما في حياتك ومستقبلك عندما تصبح رئيس الدولة وهو تصغير الكبار قدر استطاعتك،وعدم ترك خيال الشعب يجنح بعيدا في اختيار شخصية بارزة أو محبوبة أو شعبية تحلم بأن تحل محلك لتضع نهاية لأوجاع وآلام وعذابات المصريين. أما الجهاز الثالث الممثل بمباحث أمن الدولة فهو أخطر الأجهزة علي الإطلاق لأن رجاله يعرفون أكثر من اللازم،وكثير منهم،بل أكثرهم،يعشقون مصر عشقا غير طبيعي،ويعرفون واجباتهم الوطنية في الحفاظ علي أمن الوطن من خصومة في الداخل والخارج،ويستطيع أى منهم،خاصة اللواءات،إعداد ملف مفصل عن أى مواطن أو غريب أو زائر أو مقيم أو حتي مهاجر،وتلك لعمري كارثة بكل المقاييس التي أملكها. ولو أنني استعنت بهم وطلبت ملفات رجالي الذين قضوا عقدين من الزمان ملتصقين بمناصبهم،أو ملفات من حامت حولهم الشكوك مثل محمد الوكيل ويوسف عبد الرحمن وغيرهما لما كان لي أن أبرىء نفسي،ولظنوا أنهم يملكون حق عرض ملفات عليّ دون إذن مني،وربما تجرأ أحدهم ووضع أمامي ملفا عن أعمال البزنس والمشاركات التي يقوم بها شقيقك علاء،أو عن حسابات وأموال كمال الشاذلي ويوسف والي وصفوت الشريف وفهيم الريان وغيرهم مئات من المحيطين بي أو الذين قمت أنا باختيارهم وتعيينهم في مناصب حساسة دون الاستعانة بمباحث أمن الدولة. لذا تفتق ذهني العبقرى علي ثلاثة محاور لجعل هذا الجهاز الوطني في خدمتي وليس في خدمة الشعب المصري: أولا: بجعل أهم فترات العطاء والمعرفة والنضوج والتشكيل النهائي للمشاعر الوطنية التي قد تتعارض مع مطالب السلطة المطلقة استعدادا للتقاعد أو الإحالة للمعاش المبكر أو تلقي الأوامر غير المبررة بالمكوث في البيت واعتبار تسلم الأمر آخر يوم من أيام العمل الدائب والطويل والذي استمر سنوات،وقد رأيت أن الخمسين من العمر أو أكثر بقليل هي سن الرشد المعرفي للواءات المخابرات ومباحث أمن الدولة ومن يعرف أكثر مما ينبغي. ثانيا:عدم الاستعانة بمباحث أمن الدولة في عمل ملفات خاصة وسرية ومفصلة عن رجالي المقربين لي أو أحد أفراد أسرتي أو الوزراء والمحافظين بعد أى تغيير أقوم به وإلا كما قلت لك فإنهم سيظنون مشاركتي في الحكم والاختيار واجبا وطنيا يمكن التبرع بعرضه في أى وقت، وهذا مرفوض تماما. ثالثا:لقد أساء بعض رجال الشرطة وجعلوا مهمتهم لا تختلف كثيرا عن مهام المسجلين خطرين والسجانين،وقاموا بتحويل أقسام الشرطة إلي سلخانات لتعليم الشعب السجود علي أعتاب الزعيم،والرضوخ والضعف واستعذاب الهوان والذل،وجعل الخوف مهيمنا علي الجميع. ولكن بعض وسائل الإعلام والصمت المتعمد من السلطة التنفيذية أدخلت في روع الشعب أن مباحث أمن الدولة هي الجهة المسؤولة عن التعذيب والضرب وامتهان كرامة المواطن،فحدثت الفجوة الكبيرة وبدأ تحقيق أهم مطلب من مطالب استمرار السلطة المطلقة لرئيس الدولة وهي إعطاء الشعب جرعات مخففة أو ثقيلة أو سريعة أو خاطفة من الرعب. والتخشيبة أو السجن الحربي أو زنزانة قذرة في قبو بأحد المعتقلات ولو كانت ليوم أو بعض اليوم تصنع بمهارة فائقة مشاعر جماعية من الخوف والفزع والجبن. ولدى العزيز جمال، الروح الجماعية لن تهدد نظام حكمك إذا تمكنت في كل فترة،طالت أم قصرت حسبما ترى أنت،من بث مشاعر الخوف عن طريق جرعات الرعب التي ذكرتها لك،فإذا ظن كل مصرى أن هاتفه مراقب،وأن زيارة واحدة لقسم الشرطة ستنسيه اسم والدته،وأن طريق الأمن يبدأ من رضي القصر الجمهوري،وأن توجيهات الرئيس تنزيل من التنزيل أو قبس من نور الذكر الحكيم،فإنني أضمن لك خمس ولايات في الحكم أو أكثر إذا لم يسبق اسمك في اللوح المحفوظ هذا التاريخ! لا تنشغل كثيرا ببنود الدستور أو اعتراضات أعضاء مجلس الشعب أو تحركات كبار رجال الجيش أو شعبية بعض الأحزاب،فأنا أكبر من كل هؤلاء كما ستكون أنت عندما تصبح سيد القصر الجمهوري بعابدين وقصر العروبة ويأتيك كل هؤلاء،أفرادا وجماعات،لتقديم فروض الطاعة والولاء. ولدى العزيز جمال، هل راقبت المشهد المصرى في العشرين عاما المنصرمة؟ إنه درس بليغ لك،وتأكيد علي أن أوهام المهمومين بحقوق الإنسان والدراسات الإنسانية في أن الحاكم خادم للشعب لا تستحق عناء النظرة أو اللفتة للحظة واحدة.علي العكس من ذلك تماما فكل ما علي أرض مصر وفي سمائها يأتيني طوعا أو كرها،وأنا وحدى صاحب السلطات الثلاث،والرمز المقدس،بل إن بإمكان المواطن أن ينال من كل القيم والمقدسات الوطنية والدينية والتراثية والقبلية والعائلية في مكان عام وعلي مرأى من جموع غفيرة،لكن الاقتراب من اسمي أو تحميلي مسؤولية فشل مشروع أو اتساع رقعة فساد أو نهب أموال، يؤدي بصاحبه إلي عالم منسي تحت الأرض يقوم عليه رجال لا تعرف الرحمة طريقها إلي قلوبهم. في المشهد المصرى الكارثي لأكثر من عقدين، لا تخطيء عين المراقب امتداد شريحة المنبوذين في نظام طبقي مخيف،فسكان المقابر الثلاثة ملايين أو أقل يزاحمون الموتى علي قطعة أرض صغيرة بخدمات متواضعة وبسيطة،والأمية لم تتحول إلي ماض من زمن آخر،لكنها ظلت تجذب إليها الملايين في عهد والدك، والأمراض الوبائية متفشية وتفتك بأكباد وقلوب وأجساد أبناء الشعب،والإعلام تحول إلي مسخ سخيف ومتخلف تقوده فرقة من البلهاء والموميائيين والمعادين للثقافة والتحضر والعقل والذكاء والفنون والجمال والخير. السياحة تحولت إلي ثقافة تسول وفساد وخدمات مقابل البقشيش والإكراميات،والدور الثقافي لمصر العظيمة تراجع كثيرا في عهدي،حتي الفن السابع الذى كان يقدم للعالم تسعين فيلما في كل عام أصبح ينتج بشق الأنفس سبعة أو ثماني أفلام علي استحياء. وفي عهدي شهدت مصر نشاطات محمومة من النهب والسلب والتهريب والفساد يصغر بجانبه النهب المتعمد في عهد أى خديوي أو ملك منذ الاحتلال البريطاني وأصبح الأغنياء أثرياء،وأضحي الأثرياء حيتانا تبلع في جوفها المليارات دون شبع أو ارتواء،وفي المقابل عدة ملايين من الشباب العاطل عن العمل،الباحث عن حلم الهجرة ولو إلي كفيل يستغله أو نظام متخلف كالأردني والليبي يعصره،أو سجن كبير كالعراق يشارك أهله الفقر والإذلال والقهر مقابل دينارات بعثية لا تسمن ولا تغني من جوع. وفي عهدي أشحت بوجهي تماما عن كل التقارير والملفات والنداءات والاستغاثات القادمة من الداخل ومن الخارج والتي تطالبني بوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان،وتعنيف أو توبيخ أو معاقبة كل ضابط يشارك في إقامة حفل تكريم المواطن المصرى في سلخانات الشرطة،وكما ذكرت لك،فإن الطاعة تأتي كلما زادت جرعات الرعب،والمحصلة النهائية الآن تردد المواطن في الدخول إلي قسم الشرطة شاهدا حتي علي شجار أو حادث مرور أو سرقة أو جريمة في حق المجتمع. الأغبياء الساذجون يقولون إن الرئيس لا يعرف أن رعاياه يعلقون من أقدامهم،ويتعرضون لأشد أنواع التنكيل،وقد يضع ضابط الشرطة عصا غليظة في فتحة شرج المواطن أو يعرض موضع العفة فيه لصدمة كهربية،أو يصب علي جسده المريض كيروسين ويشعل فيه النار. وتركتهم جميعا يخوضون في هذا العبث،ويوهمهم رجالي الجالسون علي مقاعد وثيرة في مكاتب فاخرة بالصحف والمجلات القومية الكبرى أن الرئيس لو كان يعلم لما زار عينيه النوم قبل أن يقتص للمواطن وينهي عذابه ويكرمه برفع الظلم عنه. ولدي العزيز جمال، هل تخشي النكتة المصرية؟ إنها تراث عريق وقوى يجيد التعبير عنه المصريون كلهم،ويحصل الزعيم علي نصيبه منه كاملا غير منقوص،وتنفجر الأمة ضحكا وسخرية من الوضع السياسي والاقتصادي والديني والأمني،فالنكتة هي انقلاب صامت لا يتحرك أصحابه من مواقعهم،ويشترك فيه الملايين في وقت واحد أو أوقات متفرقة،لكن سلاح النكتة وهي المتنفس الوحيد الذى يحمل قدرا من الشجاعة المكبوتة،والتمرد الهامس لن تعرض عرشك للخطر،وستظل في وجودها زعيما لأربع ولايات علي الأقل أو خمس إن أطال الله في عمرك أو ربما مدى الحياة. من أهم فنون بقائك في الحكم فترة أطول هي شعرة معاوية التي تفصل بين الأمل الضعيف واليأس الكامل،لكنها تظل مصدر قوة لك كما كانت لي طوال سنوات حكمي. فأنا مثلا لم أعد الشعب برفع الأحكام العرفية والتي من المفترض أنها حالة استثنائية في الأمة لضبط الأمور أو إعادة السلم أو قمع تمرد،وتركت الجميع يخوضون في التنبؤ بقرب رفع الأحكام العسكرية،أو توجيه رسائل الاستجداء لي،فلم أقبل ولم أرفض،وهذا هو فن إبقاء الوضع علي ما هو عليه. نفس الأمر ينسحب علي التغيير الحكومي،والاحتفاظ بالأمل اليائس لدى أفراد الشعب بأنني علي وشك إحداث ثورة داخلية لتنشيط الدورة الدموية لأجهزة ومؤسسات الدولة،وغاب عن أذهان الكثيرين أن رئيس الحكومة وكل الوزراء لا يعملون إلا وهم منشغلون برضاي أو انتظار توجيهاتي. ولدى العزيز جمال، إياك أن تخضع أو تلين أو تجامل أحدا وتمنحه سلطة مع سلطتك،حتى اختيار الوزراء وهو حق لرئيس الحكومة يمكن أن يكون ظاهريا،أما رجالك أنت فتفرضهم علي رئيس الحكومة كما فعلت أنا في العقدين الماضيين. لم أقرر بعد إن كنت سأكتفي بأربعة وعشرين عاما في الحكم أم سأكمل ولاية خامسة،فلذة السلطة المطلقة تجعل المتشبث بها كأنه يمسك روحه بيديه. قطعا أنت تعرف أن وجودك في الحزب الوطني ليس الخطوة الأخيرة قبل تسلمك السلطة،ومن الأفضل أن نبدأ أنا وأنت من مزاعم احترام الدستور،فقد تعرف طريقك إلي رئاسة مجلس الشعب أو نائبا لي،ولكن قبل الوصول إلي الهدف علينا أن نمسح من الذاكرة المصرية كل شخص آخر يظن في نفسه أو يظن به الآخرون القدرة علي تسلم الحكم. إنني جد سعيد بكل ما قرأت وسمعت وشاهدت في العامين الماضيين من تعبيد الطرق كلها أمامك لتصبح مبارك الثاني دون منازع أو منافس أو مترشح في انتخابات، ودون احترام منا لحق أى مصرى في حلم الوصول إلي السلطة. الانتقادات القادمة من الخارج والمقالات والتحقيقات الصحفية وتقارير حقوق الإنسان عن حق المواطنة في مصر،وعن نزعة الاستبداد التي جعلتنا وأسرتنا الصغيرة فوق أى حساب أو قانون أو دستور،ستتكفل بها جهتان: أما الأولي فهي أجهزة الرقابة علي المطبوعات والقادرة علي منع البريد والمطبوعات المشاغبة من الوصول إلي قطاعات عريضة من الشعب. والثانية تتولاها كتيبة المنافقين والجبناء والمتزلفين في أجهزة الدولة الثقافية والفكرية والإعلامية وصولا إلي أعضاء مجلس الشعب الذين سيقومون عندما يحين موعد تسلمك السلطة بالتحرك إلي القصر الجمهوري مطالبين مبارك الأول بتعيين مبارك الثاني خلفا له لضمان الأمن والاستقرار. ولدى العزيز جمال، إن العناق المستمر بين السلطة والهيبة يساهم في السيطرة الكاملة وترويض المتمردين وزرع الخوف في قلوب الجميع. فيجب أن تتصرف منذ اليوم الأول كزعيم يجيد دوره،ولا يبتسم إلا لماما،ولا يسأل أو يستأذن،إنما يأمر وعلي الآخرين الطاعة أو التنفيذ الفوري دون تردد أو مراجعة. يجب أن تكون متنبها دائما لضرورة الاحتفاظ بالهيبة أو الوصول إلي سيطرة كاملة علي النفس...تأكد من أن تعبيرات وجهك إن تغيرت إلي العاطفة والمودة والمحبة وظننت أن حقوق الشعب والديمقراطية والترشيح والانتخابات والكرامة والحرية يتعين عليك احترامها،فقد أحكمت لنفسك العقدة التي لا حل لها. إن ديمقراطيتي قائمة علي قاعدتين:الأولي،أن الاقتراب من المقدس والحرام والتابو،أعني رئيس الجمهورية،لا تساهل فيه،ويجب أن يكون جزاء من يتجاسر علي ذلك عبرة للآخرين،والثانية،دع الناس يتحدثون ويتنفسون ويكتبون ويخوضون في مشاكل وقضايا،ولكن لا تصغ إليهم،ولا تكترث لهم،ولا تهتم بهم مهما كانت أهمية مطالبهم وخطورتها. هل تتذكر عندما ظل الصحفيون المصريون شهورا طويلة يتذللون إليّ،ويستجدونني لرفض قانون المطبوعات والنشر الجديد،وأنا أشعر بنشوة عارمة كلما استعطفوني؟ هل رأيت آلاف الأمهات المصريات(المتزوجات أو الأرامل أو المطلقات من أزواج غير مصريين)اللائي يبكين دما حتي أمنح أولادهن الجنسية المصرية وهم الأولاد الذين خرجوا من بطون أمهات مصريات،وتربوا في مصر؟وأكثرهم لا يعرف غيرها بلدا وأرضا وترابا ونيلا وأصدقاء ولغة وذكريات وطفولة،لكنني اخترت طريق الظلم،ورفضت كل مطالبهن،فأنا وحدى فقط صاحب السلطة المطلقة في هذا البلد الكبير،إن بإمكاني في دقيقتين أو أقل أن أوجه الأمر بالإفراج عن آلاف المعتقلين المظلومين ليعودوا إلي المجتمع وأهلهم وأحضان أمهاتهم. وبإمكاني-لو كانت لدىّ رغبة-أن استبدل برجالي ووزرائي شبابا أكفاء،وعباقرة في تخصصاتهم ومخلصين،وبعيدين عن أى شبهات... وبإمكاني -لو كانت لدىّ رغبة-أن أقوم بتحديث الدولة،وخلق إدارة متطورة ومؤسساتية بطول البلاد وعرضها...وبإمكاني-لو كانت لدىّ رغبة-أن لا أقبل وزيرا أو مسؤولا كبيرا أو محافظا أو وكيل وزارة،قبل أن أطلب من مباحث أمن الدولة والمخابرات إعداد ملف كامل عنه وعن أمواله وسلوكه وماضيه ونقاط ضعفه... وبإمكاني-لو كانت لدىّ رغبة- أن أضع حلولا لكل مشاكل مصر،لكنني لم أفعل ولن أفعل فهذه ليست مهمتي،وأنا لست خادما للشعب،بل ينبغي أن يفهم المصريون كلهم أنهم في خدمتي، وسيكونون في خدمتك وخدمة أسرتنا الصغيرة ما دمنا نمسك بزمام الحكم. ولدى العزيز جمال، سأترك لك مُلكا لا يفني،وسلطة تفوق أضعافا مضاعفة سلطة الأنبياء والمرسلين،بل تكاد تقترب من الألوهية،فليس الله و حده-عز وجلّ-الذى لا يُسأل عما يفعل، لكنني أنا أيضا وكذلك أنت! عليك أن تحتفظ بالحرس القديم من الوزراء والمسؤولين المخضرمين والمستشارين فهم خط الدفاع الأول الذى سيحميك،لأنك بدورك تمثل حماية لهم ولمصالحهم ولأموالهم ولعائلاتهم. إن أكثرهم خدم في صورة جميلة وبهية ومهيبة،وهم لا يحركون شعرة واحدة من موقعها دون أن تأذن لهم،وكثير منهم جبناء وضعفاء ومتزلفون،ولا يتجرأ أحدهم علي الرفض أو التردد أو إعمال العقل. عليك أن لا تغفل لحظة واحدة عن استمرار تغييب الوعي لدى المواطنين،وأن تقوم أجهزة الدولة بإلغاء إرادة التمييز والفهم والتمرد،وستجد في خدمتك جيشا عرمرم من المثقفين والإعلاميين والمسؤولين والكتاب يقوم بالتزييف والتخدير والتزوير والتلميع. لابد أن يلتفت المواطن خلفه خائفا مذعورا من رجل أمن أو مخبر أو عيون تترقبه،أو آذان تتنصت عليه،فإذا خرجت في موكب فيجب أن يكون مهيبا،وتتوقف الحركة والحياة والأنفاس ومصالح المواطنين حتي يمر موكبك ولو كان من المنتزة إلي رأس التين لتناول طعام الغداء،وأن يكون رجال الأمن المركزي سياجا يحيط بالموكب ولو كان طوله خمسين كيلومترا،وأن يودعك أكثر وزرائك،ويستقبلونك لدى وصولك بعد ساعة أو أقل من الساعةّ! كل مناقشات أعضاء مجلس الشعب والاستجوابات والاتهامات يجب أن تتوجه مباشرة إلي رئيس الوزراء أو الوزير أو المسؤول المتهم،أما أنا وأنت فخارج اللعبة والمنافسة والمسؤولية والعتاب والنقد! ولدى العزيز جمال، خطواتي الأولي في العام الرابع والعشرين حاكما مطلقا،ولم يحاسبني أحد علي الرغم من أن الدلائل والشواهد في فترة حكمي تصرخ في وجه كل مصر قائلة أنني فشلت في مهمتي،فلم يكن لدىّ برنامج عمل،ولم أتمكن من القضاء علي الأمية والفقر والمرض،وزادت في عهدي الفروقات الطبقية،وتم نهب مصر سرا وجهرا،وتسكع في شوارع أرض الكنانة ملايين من خيرة شبابها العاطلين عن العمل،وأصبحت مصر من أكثر دول العالم قاطبة غلاء في المعيشة،وتفشت ثقافة التسول في السياحة والإعلام والتعليم والحياة اليومية والخدمات فكل مواطن من سائق التاكسي إلي عسكري المرور،ومن موظف الشهر العقاري إلي موظف الاستقبال في أى فندق،ومن بائع تذاكر السنيما والمسرح والقطارات إلي المدرس المربي الفاضل،ومن معد برامج التلفزيون إلي موظف الاستقبال في المستشفي وفي العيادات الخاصة،ومن بواب العمارة إلي مافيا الجمارك والمطارات،يريد كل منهم مبلغا من المال مقابل خدمات واجبة لن يؤديها بأمانة إن لم تعرف الإكرامية طريقها إلي جيبه. وارتفع عدد مدمني المخدرات والسموم البيضاء إلي ربع مليون،وهبطت قيمة الاثنين معا،المواطن المصرى والجنيه المصرى،وامتد حلم السفر والهجرة إلي ملايين المواطنين ليس فقط بحثا عن وضع اقتصادي جيد،وإنما هروبا من أوضاع كنت أنا ولا زلت مسؤولا عنها مسوؤلية كاملة لكنني فوق الحساب،الدنيوي علي الأقل! وتمت صناعة واقع فوضوي فاسد في عشرين عاما،وتراجع الدور الثقافي المصرى فأصبحنا نصدر المسلسلات الحمقاء والبلهاء بدلا من الكتاب،وحقق الإعلام فشلا ذريعا لأنني تركته بين يدي أحد رجالي الذى تركه بدوره أمانة في أيدي أنصاف الأميين يديرونه لحسابهم الخاص،ويسيطر علي قنواته التلفزيونية حشد من خصوم اللغة وأعداء الثقافة والمتخلفون معلوماتيا،والمعوقون علميا وفنيا،وأصبح الفساد سمة في كل أجهزة الدولة،وشهدت مصر في عهدي موجات متلاحقة من لصوص المال الذين عملوا تحت سمع وبصر الدولة لنهب الشعب،فكانت فضيحة شركات توظيف الأموال التي كادت تضع مصر علي شفير الإفلاس، ثم نواب القروض، فتهريب الملايين،ثم مئات الملايين،وأخيرا المليارات،ولا يزال مسلسل إفلاس مصر قائما،ولم أستطع أن أحكم هذا البلد يوما واحدا بغير قوانين أحكام عرفية تجعلني حاكما عسكريا نجح لتوه في انقلاب وينتظر استتباب الوضع الأمني. ولم يكن لدىّ أى فكرة عن الإدارة الحديثة المتطورة،فأجهزة الدولة من الشهر العقاري والأرشيف والإدارات والمؤسسات الرسمية الحكومية أكثر تخلفا مما كانت عليه في عهد محمد علي باشا،وقفزت السلوكيات المصرية السيئة إلي أعلي معدلاتها فلا يتعرف علي المشهد المصرى مواطن غاب عن الوطن عدة أعوام،ولم يتوقف الانحدار يوما واحدا. هذه هي المحصلة النهائية لمصر التي ستتسلمها مني إن عاجلا أو آجلا،وربما قبل انتهاء الولاية الرابعة،أو بعدها بقليل إن لم تسمح صحتي بالاستمرار أو بعد الولاية الخامسة لي. وفي كل الأحوال فأنت تتعامل من الآن مع المحيطين بك علي أنك الرئيس القادم،وأنت تملك سلطات تزيد عما يملك رئيس الوزراء وكل أعضاء حكومته،وأنت فوق الحساب ولم تصل إلي القصر بعد.. ولدى العزيز جمال، سأترك لك أيضا آلافا من القضايا والمشاكل والأزمات،فلا ترهق نفسك في حلها أو حتي تنظر إليها أو تقرأها،وأينما تولي وجهك ستصطدم بها،فهناك عدم تنفيذ للأحكام القضائية،وحفلات التعذيب وامتهان كرامة المواطن في أقسام الشرطة،وخمسون بالمئة من القرى لم تحصل علي مياه نقية،وأكثر من تسعين بالمئة منها محرومة من الصرف الصحي،ومأساة السكك الحديدية قام بتعريتها قطار الموت في الصعيد فاكتشف الناس مزادات الخردة السرية وسرقات فرامل آلاف العربات،واختفاء قيمة تبرعات لضحايا حادث القطار المحترق،وهروب لصوص المال وآخرهم حاتم الهوارى الذى سرق عدة مئات من الملايين من بنك القاهرة وكانت أمامي تقارير تؤكد أنه سيهرب بأموال الشعب المصرى،فلم أتحرك لمدة سبع سنوات،فهرب أيضا مجدي يعقوب نصيف بعدة ملايين أخرى... وستجد أيضا قضايا المبيدات السامة التي تستوردها وزارة الزراعة،وتقديم لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي،ومشاكل محصول القطن،ومافيا الاستيراد والتصدير، وعشرات الآلاف من قضايا الغش والسلع الفاسدة. يطالبني المصريون أن أنسحب من الحزب الوطني وأعتبر نفسي أكبر من الانخراط في الأحزاب،فكل المصريين علي قدم المساواة!لكنني رفضت هذا المطلب عشرات المرات فالحزب الوطني يمثل ميليشيا عسكرية نائمة ستندفع في يوم من الأيام للدفاع عني في حال تعرض نظام الحكم لهزة أو مظاهرة كبيرة أو تعاون بين عدة أحزاب معارضة. ولدى العزيز جمال، بين الحين والآخر عليك أن تفتتح مشروعا كبيرا حتي لو كان الفساد سينخره بعد عدة أشهر،وأن تأمر بحل مشكلة وتتولي وسائل الإعلام تكبيرها واعتبارك المنقذ والملاذ الأخير للشعب،وأن تتواضع أحيانا فتسلم علي العمال والفلاحين وتترك المصورين يلتقطون لك صورا وهم يقبلونك أو تحتضنهم أو تلمسهم بحنان ومحبة، فهذه الصور لها مفعول سحري أكثر من عشرات المقالات،وهي تدخل بسهولة إلي عقول الساذجين والبسطاء من أبناء شعبنا. المعارضة في مصر مهما أوتيت من قوة وسطوة تظل تحتفظ برئيس الجمهورية رمزا للوطن،ورجالها المعارضون يملكون أنيابا تعض علي صفحات الصحف فقط،فإذا جمعتني طائرة الرئاسة مع أحدهم تحول إلي أرنب وديع لا يخيف،ويظل ينظر حوله مذعورا حتي نعود إلي أرض الوطن،فينطلق فورا إلي صحيفته أو حزبه ويقص عليهم من نبأ مواقفه الشجاعة في مواجهة رئيس الدولة! الخطورة تأتي من المهمومين بحقوق الإنسان،والمؤمنين بأن مهمة الحاكم خدمة الشعب وليس العكس،والقادرين علي فهم مسرحية سياسية كاملة قبل انتهاء الفصل الأول...والخطورة تأتي من هؤلاء الذين يحرضون الآخرين،ويوسعون عيونهم ومداركهم، ويحاولون إقناعهم بأن الزعيم والقائد ورئيس الدولة هو المسؤول الأول والوحيد عن الضعف والهوان والفشل والهزيمة ومشاكل الوطن والمواطن.والخطورة تأتي من الرافضين للاستبداد،والباحثين عن دولة المؤسسات،والمروجين لأكاذيب المساواة بيننا وبين المواطنين. ولكن لا تخف،ولدى العزيز جمال،فقد تركت لك سجونا ومعتقلات تكفي لأن تبتلع في جوفها عددا لا حصر له من الذين لا ترضي عنهم،ويقوم عليها رجال غلاظ يلبون أوامرك قبل أن تنطق بها شفتاك. وإذا انزعجت من نقد أو اتهام أو كتابات أحد المشاغبين فلا تكلف نفسك عناء الرد عليه،فكل سلطة مطلقة في العالم تكون قد مرت عليها سنوات تحرسها كلاب لا تعرف الرحمة،وتستطيع أن تنهش ضيوف معتقل قبل أن يصيح الديك في صباح اليوم التالي. وكلاب السلطة موزعون في كل الوظائف والمناصب من حراس السجون إلي مقاعد البرلمان،ومن أقسام الشرطة إلي مكاتب صحفية فاخرة تطل علي النيل الحزين ، ومن مرشدين متبرعين ضد مواطنيهم إلي إعلاميين أمنيين يخلطون القلم بدماء قلوب أبناء الشعب الطيبين ليكتبوا به تقارير كاذبة. عندما يعترض علي توليك الرئاسة واحد فقط تنطلق بوقة من مئة كاذب لتكذيبه،وهذه هي صناعة فن الاستبداد واستمراره وحمايته. ولدي العزيز جمال، أكاد أراك الآن تجلس في مكاني،وتأمر وتصرخ وتصيح وتعزل وتعين آخرين،ولو أردت أن تبعث بكل أعضاء الوزارة والمعارضة والأحزاب وراء الشمس فلن تستطيع أى قوة أن تمنعك. شيء واحد أخشي عليك منه وهو وعي المواطنين بحقوقهم،واعتبار الحاكم من نفس هذا النوع والصنف واللون والجينات التي يتكون منها المواطن المصرى،وهنا سيتجرأ وينتقد ويتهم ويعاتب ويحرض ويتمرد ويكون مزعجا لسلطتك المطلقة. لذا عليك أن تحيط نفسك بحماية كاملة من الأمن،وأن ترضي الجيش،وتفرز أجهزة رعب في كل مكان،ويظن المواطن أن خيالك يطارده ولو كان في فراشه،وتدلل الرقيب،وتعزل من يعرف الكثير خاصة من المخابرات ومباحث أمن الدولة وجنرالات الجيش قبل سن الخامسة والخمسين،وتملك كل دقيقة من البث التلفزيوني علي جميع القنوات،وأن يعرف رجالك ماذا تريد من الإعلام فيمنعون برنامج رئيس التحرير لحمدى قنديل عدة مرات،وتحجب الأهرام مقال فهمي هويدى إذا زادت خطوطه الحمراء،ويظل دائما في المعتقل بعض الصحفيين والإعلاميين لتذكير من هم خارج السجن أن لا مزاح من القصر الجمهوري مع القلم. إياك أن تشعر بمساواة مع المصريين،فنحن أعلي وأرفع وأنقي وأذكي،ولذلك نرفض تماما حق المصرى في الترشيح أمامي أو أمامك،ومن يرى غير ذلك فيمكنه الهجرة بعيدا عنا،فأرض الله واسعة،أما مصر فهي ملك ورثناه وسيرثه أبناؤنا من بعدنا! ولدى العزيز جمال، هذه هي رسالتي لك،ونصائحي لزعيم مصر القادم،فلا تفرط في الحكم وتمسّك به ولو أرسلت عشرات الآلاف إلي المعتقلات،ويجب أن تخطط من الآن لمبارك الثالث بعد عشرين أو ثلاثين أو أربعين عاما،أطال الله في أعمارنا جميعا. سأترك لك مصر وليس فيها منافس واحد أو صوت أعلي من صوتك،وسيدهشك اليوم الأول في الحكم عندما تجد أن الدولة كلها خضعت لك بسهولة لا نظير لها، وأن عشرات الآلاف من شباب الحزب الوطني سينطلقون في الشوارع والطرقات لبث الروح الجماعية المؤيدة لك،وسيصغر عمالقة القلم ويطالبون الشعب بمنحك الفرصة،وستأتيك مصر العظيمة،راضية أو مرغمة،باللين أو بالقوة،وعندئذ تفعل ما شئت،فسيخيم صمت طويل وحزين،وسيكون هناك صف طويل من الاسكندرية إلي حدود السودان انتظارا لتهنئتك بملك أعده لك والدك منذ أكثر من عشرين عاما
محمد عبد المجيد رئيس تحرير طائر الشمال أوسلو النرويج http://www.tearalshmal1984.com [email protected] [email protected] Fax: 0047+ 22492563
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المغتربون العرب والإيدز العصبي
-
الموت البطيء بالأمر السامي .. مخالب أمير المؤمنين
-
أمريكا .. شيكا بيكا
-
صناعة العبودية .. لماذا يحتقرنا الرئيس حسني مبارك؟
-
لماذا يحتقر الرئيس الأمريكي الزعماء العرب؟
-
البشرة البيضاء للعنصرية
-
السلطات السعودية تحارب في المكان الخطأ .. تفريخ الارهاب صناع
...
-
هل الخوف والصمت والبلادة صناعة عربية؟
-
من الذي يسرق البحر في مصر؟ .. بكائية على أوجاع وطن
-
اعترافات جاهل بالشعر العربي الحديث
-
كل الجزائريين يبكون، فمن القاتل؟
-
من الأكثر ولاء للوطن .. المواطن أم مزدوج الجنسية؟
-
سيدي الرئيس حسني مبارك .. استحلفك بالله أن تهرب
-
صراع الأبناء بعد وفاة الشيخ زايد .. هل يحكم محمد بن راشد آل
...
-
ابتسم فأنت في سلطنة عُمان
-
خذ حذرك فالاستخبارات الأردنية تتعقبك
-
النقاب حرام .. حرام .. حرام
-
نيلسون مانديلا ومنصف المرزوقي انطباعات شخصية
-
انتهاكات حقوق الإنسان في لبنان
-
دعوة لتنازل الملك فهد عن العرش
المزيد.....
-
بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
-
هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
-
طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا
...
-
-حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال
...
-
لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص
...
-
بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها
...
-
مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في
...
-
-نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين
...
-
بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
-
الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|