أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - القاعدة والاستثناء في الغزو الأمريكي القادم للعراق :تفكيك الدكتاتورية لإنقاذ العراق أم تدمير العراق بالحروب والدكتاتورية ؟















المزيد.....



القاعدة والاستثناء في الغزو الأمريكي القادم للعراق :تفكيك الدكتاتورية لإنقاذ العراق أم تدمير العراق بالحروب والدكتاتورية ؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 213 - 2002 / 8 / 8 - 00:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


  "النص الكامل"

                                                                                        

توطئة مشهدية  : فيما يشحذ جنرالات اليمين المتطرف في وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاغون "  سكاكينهم استعدادا للمذبحة القادمة بحق العراقيين، وفيما تتدرب ضباع المعارضة العراقية المتعاونة مع العدوان الجديد على الدوران حول فطيسة السلطة لنهشها بعد أن يدمر الغربيون العراق ، فيما يحدث هذا وذاك،  يستمر النظام الشمولي الحاكم في بغداد في تطبيق  نهجه الكارثي في التعامل مع الشعب بمزيد من القمع الدموي وآخر أمثلته  حملة الإعدامات  الجديدة في سجن "أبو غريب" قبل بضعة أيام ومصادرة جميع الحريات العامة والخاصة أما مع القوى الإقليمية والدولية المعادية فيتعامل  بمزيد من إبداء التنازلات والرشى المليارية مقابل البقاء في السلطة مع ملاحظة انغماسه في التخبط والارتباك المخلوطين بالعنجهية الاستبدادية المألوفة والتطبيقات البائسة لعبادة الفرد وتقديس الزعيم العبقري ؛ تلك المنهجية التي جلب الويلات والمآسي على العراق وشعبه .

  وهكذا تلوح في الأفق  نُذر الكارثة الجديدة والتي ستبدأ بعدوان عسكري شامل وغير مسبوق من طرف العدو الأمريكي البريطاني بالتنسيق مع مجموعة من الدول الإقليمية العربية ( الكويت وقطر والأردن وربما البحرين ) وغير العربية (تركيا والكيان الصهيوني وربما إيران ) مع ضمان دور صغير كمخلب قط لبعض أطراف المعارضة العراقية التي وافقت على المشاركة في العدوان  بشقيها العسكري والذي تمثله بعض التجمعات والمؤتمرات المفبركة حديثا و الشق المدني عبر أحزاب ما بعد "عاصفة الصحراء" وأحزاب أخرى أقدم منها نسبيا  .

  إن الكلام عن كارثة حقيقية ستصيب الشعب العراقي ليس من المبالغة والتهويل في شيء، وإن دعوة بعض قادة الأحزاب العراقية المعارضة الى استئصال النظام الحاكم دون الإضرار بالعراقيين أو بالبنية التحتية لبلادهم  من خلال عملية عسكرية " توصاة " كما يقال بالمحكية العراقية ، يبعث على الهزء والأسف فإذا كانت تقديرات المصادر العسكرية الروسية في هيئة الأركان تذهب الى أن الحرب القادمة ضد العراق قد تتسبب في سقوط بين مائة ومائة وخمسين ألف قتيل عراقي في أسابيعها الأولى ، و أما  إذا  امتدت المجزرة  لبضعة أشهر ، وإذا ما صحت التوقعات في أن القوات الأمريكية قد تستعمل الأسلحة النووية التكتيكية، فإن العدد مرشح للتصاعد و قد يبلغ  ربع مليون قتيل .

المعادلة المأساوية : وهكذا تتضح المعادلة المأساوية التي ستحكم حاضر ومستقبل العراق وشعبه ،والتي وافقت عليها وبررتها سلفا  العديد من أحزاب المعارضة العراقية في مقدمتها حزب الشيخ باقر الحكيم " المجلس الأعلى "الذي صرح لصحيفة "الرياض" السعودية قبل بضعة أيام  بأن (العملية العسكرية ضد العراق إذا كانت تستهدف تطبيق القرارات الدولية وإسقاط النظام فهي مبررة ومنطقية ) أليس هذا الكلام اجترارا لما يقوله رامسفيلد وشارون وكولن باول  ؟ إنه الموقف ذاته الذي يتبناه "مؤتمر الضباط العراقيين " في لندن  وحزب الوفاق ومنظمات مكرسكوبية عديدة أخرى ، وقد سيطر التردد والغموض على موقف الحزبين الكرديين الرئيسيين :الديموقراطي والاتحاد الوطني  ولكنهما أبديا حتى الآن صمودا  جيدا بوجه الضغوطات الأمريكية والتركية والإيرانية . تقول تلك المعادلة إذن  : ربع مليون قتيل عراقي وتدمير البنية التحتية للعراق ومصادرة نفطه وثرواته ومستقبله السياسي لأجل غير منظور مقابل اقتلاع وإسقاط نظام صدام حسين واستبداله بنظام ملكي عميل وتابع للأمريكان والصهيونية بالتمام والكمال ! هذه هي المعادلة أو الصفقة الجهنمية التي وافقت عليها وعلى المساهمة في تنفيذها، إضافة الى المعارضة العراقية المتعاونة مع الغزاة في العدوان القادم ،  أطراف مختلفة، بعضها دول إقليمية ومجاورة للعراق وبعضها الآخر قوى دولية يئست من إمكانية تطبيع الوضع ورفع الحصار عن العراق لتستعيد ديونها و عائدات مشاريعها الدسمة وروسيا وفرنسا خير مثال .لقد قيلت هذه المعادلة على لسان معارضين عراقين معروفين  بصيغة فجة طوال سنوات التعويل على الحل الأمريكي المنصرمة ، فقد قال أحدهم : يجب أن نضحي ، فليقتل الأمريكان مائة ألف عراقي مقابل أن نتخلص من صدام ! ولا ندري لم لا يغادر  هذا "البطل " لندن ويذهب ليضحي هو بنفسه ويخلصنا من الدكتاتورية ؟ ما هذا الكرم المحشو بالجلافة وعدم احترام الدم البشري  والحياة الإنسانية ؟

القاعدة والاستثناء : القاعدة الحربية التي استقرت عليها الإمبريالية الأمريكية وحليفاتها في العدوان على الشعوب غير الآرية ومنذ "عاصفة الصحراء" هي التي يختصرها العبارة العملياتية الأمريكية التي ولدت بعد العدوان على العراق والتي تختصر في كلمتين هما : صفر قتيل (زيرو كيلد zero killed  ) ! والمعنى، أن الأسلوب القتالي الحديث والقائم على القصف والتدمير بالطيران الحديث والمزود بمقذوفات هائلة القدرة التدميرية ( قنبلة شارون على حي الدرج مجرد لعبة صغيرة قياسا لها ) و الصواريخ المبرمجة والمنطلقة من مسافات بعيدة سيضمن لطرف الحرب الغربي الأمريكي وقوع خسائر لا تكاد تذكر بلغت حسب إحدى إحصائيات حرب عاصفة الصحراء نصف قتيل أمريكي مقابل 1500  قتيل عراقي . وشعار "صفر قتيل" مضمون بشرط عدم النزول الى الأرض وقد أحرز هذا الأسلوب الأقرب الى الاغتيال منه الى القتال الندّي بين الجيوش المتحاربة  نتائج ممتازة في حرب تدمير يوغوسلافيا أيضا  حتى كادت  تكون تطبيقا حرفيا للشعار الآنف .

  كل هذه المعطيات، إضافة الى أخرى تتعلق بقدرات العراق العسكرية وطبيعة الأرض السهلية والعامل المجتمعي الذي فعّله الحصار الإجرامي ضد شعب العراق ، جعلت صورة الولايات المتحدة في نظر الرأي العام العراقي الداخلي غير الملوث بالعمالة للأجنبي وعلى الرغم من مقته الشديد وعدائه عميق الجذور للدكتاتورية الحاكمة  تطابق صورة الشيطان الرجيم . نعم ، تلك هي صورة الإمبريالية الأمريكية  في نظر العراقي البسيط الجائع والمقهور بفعل الحصار، والمقموع سياسيا بفعل الدكتاتورية الفاشية .

  إن هذه المعطيات تجعلنا نعتقد ، وقد كررنا ذلك في مناسبات عدة ، بأن غزوا بريا بقوات أمريكية وغربية لن يحدث . وإذا ما وضعنا الجبن التقليدي الذي يسم شخصية العسكري الأمريكي الهش والمتفسخ والمفتقد لأية تجارب ذات طبيعة احترافية كلاسيكية كما هي الحال في العسكرية البريطانية والفرنسية والروسية التي مازالت محافظة على تراثها العسكري العريق ، إذا ما وضعنا كل ذلك في ضوء الاعتبار التحليلي  فإن حل المأزق السَوقي الذي سيواجه الإدارة الأمريكية العسكرية والسياسية ربما سيجبرها على إدخال بعض التعديلات على نمط  قتال "صفر قتيل " كأن تلجأ الى استعمال السلاح النووي التكتيكي وهو أمر صرح باحتمال حدوثه أكثر من مصدر عسكري أمريكي بمن فيهم وزير الدفاع اليميني المتطرف "رامسفيلد" صاحب مقولة " كل العراقيين صدام " والذي يعني بلغة المناطقة القدماء " كل العراقيين يجب أن يبادوا "  أو ربما يلجأ – البنتاغون -الى تطبيق محدود الى تكتيك " تحالف الشمال في أفغانستان " وهذا سيصطدم بإمكانية تصفية القوات العميلة على أيدي المعارضة الوطنية العراقية التي ستتضاعف قوتها بكل تأكيد بمجرد ارتخاء قبضة النظام الأمنية أو على أيدي المليشيات الحكومية المسلحة والمدربة جيدا . نختصر ونتساءل : هل ستسود القاعدة في العدوان القادم فيخسر الأمريكان هيبتهم لأن القاصفات لم تقصف عمر نظام حاكم حتى اليوم وعندما تنتهي الغزوة يظل النظام قائما فسيخسر " المعارضون المتعاونون " كل شيء سوى بطاقات إقاماتهم وامتيازاتهم في بلاد الغرب فهل ستسود القاعدة أم أن الاستثناء  سيحدث وسينزل الجنود الأمريكان بمئات الألوف الى أرض الرافدين ؟ وأعتقد إن كل عراقي يحترم آدميته سيدعو ربه أن يحدث الاستثناء لتحل الكارثة بالغزاة وأعداء الشعوب .

الموقف من النظام : يتحمل النظام الحاكم في العراق مسؤولية جسيمة عن كل ما حل بالعراق وشعبه منذ وصوله الى السلطة وحتى اليوم . ومسؤوليته أكبر جسامة  عما سيتمخض عنه الغزو القادم من دمار وإزهاق لأرواح الناس لأنه يحرم شعبه من أبسط الحقوق الإنسانية ومن كافة الحريات العامة والخاصة ويطبق سياسة وممارسات سلطوية دموية بلغت حد الإبادة الجماعية وهو الى هذا وذاك يحرم الشعب حتى من حق الدفاع عن وطنه وعن نفسه لاعتقاد النظام ورموزه بأن الوطنية والذكاء الاستراتيجي حكرا لهم وامتيازا خاصا بهم شأنه في ذلك شأن الثروات الوطنية التي بددوها وتصرفوا بها كملكية شخصية لهم .

 لقد أثبتت تجارب التاريخ القديم والحديث  إن حكما يسفك دماء شعبه بهذه الصورة الشنيعة ليس جديرا ولا هو مؤهلا للانتصار على جيش حقيقي ولا حتى على جيش من الفئران المحنطة ! ولقد رفضنا طوال سنوات الجمر العراقي أي حوار مع النظام وبالمناسبة فالنظام نفسه لا يحاور حتى تفاصيله ومكوناته الداخلية ويكتفي غالبا بسماع عبارات التمجيد والمديح والتصفيق الصفيق ، وقلنا أن الكرة كانت وما تزال  في ملعب النظام فيما يخص القضية الداخلية أو مشكلة الحكم ، وأن الحكم  بمفرده يمكن أن ينهي الوضع الاستثنائي والمأساوي  ويزيل كافة مظاهر الدكتاتورية ونهجها ويعيد السلطة الى الشعب ويعتذر علنا عما قام به بحق الشعب العراقي ويتعهد بعدم تكراره ،أما والنظام باق على ما هو عليه فلا حوار ولا تعامل معه غير أن خصوصية الوضع خلال العدوان القادم توجب أمرين : الأول، وقد كرسنا له الفقرة الأخيرة من هذه المقالة،والثاني  يقوم على الأسس والركائز التي نرى بأن على القوى الوطنية العراقية من كافة المشارب والتوجهات  السياسية والناشطة  في الداخل على وجه التخصيص اعتمادها والأخذ بها للتقليل من مديات الكارثة وتحجيم الضرر المتوقع  ومن تلك الأسس :

-  المشاركة في القتال ضد الغزاة وعملائهم " العراقيين " في حال حدوث الهجوم البري وصدهم ومنعهم من احتلال مناطق نفوذهم واعتبار تلك المناطق محرمة على الغزاة  وعملائهم .

-  المبادرة الى وقفٍ لإطلاق النار ضد القوات الحكومية ومن جانب واحد هو جانب المعارضة الوطنية والإسلامية وعدم استهداف القوات العسكرية النظامية  مع الاحتفاظ بحق الدفاع عن النفس في حالة قيام تلك القوات أو الميليشيات المولية للنظام بالهجوم على المناطق المحررة.

-      الدفاع عن الشعب والمساهمة في حل مشاكله اليومية والمعيشية خلال العدوان وحسب الإمكانات المتاحة .

-  في حال انتهاء الحرب باحتلال العراق ،يجب المبادرة ،دون تأخير، لشن حرب عصابات شاملة ولا هوادة فيها ضد الغزاة وعملائهم المحليين والإقليميين وتحويل أرض الرافدين الى مقبرة لهم . وفي حال انتهاء الحرب ببقاء النظام في عراق مدمر  فيجب استئناف الكفاح ضد هذا  النظام من أجل الديموقراطية  والاستعداد لتنظيم عصيان مدني يتوج بانتفاضة شعبية ضده لإجباره على إعادة السلطة الى الشعب وإجراء انتخابات ديموقراطية تحت إشراف مؤسسات دولية مستقلة .

-  اتخاذ أقصى درجات الحذر والحيطة من الخطط والمحاولات الإيرانية والتركية وغيرهما للتدخل في الشأن العراقي .

خصوصية كردستان :  الحزبان الكرديان الكبيران الديموقراطي والاتحاد الوطني أبديا ضبطا كبيرا للنفس وصمدا حتى الآن بوجه الضغوطات الأمريكية والإقليمية  الهادفة الى جر الأكراد العراقيين الى المشاركة في المجزرة  القادمة والتحول الى " تحالف شمال عراقي " . ومعلوم أن القوى الكردية هي اليوم  بين مطرقة الغزاة الأمريكان وسندان النظام الدكتاتوري ولا يمكن الجزم بصحة التسريبات التي تذهب الى أن هناك موافقة كردية سرية على المشاركة في القتال الى جانب الأمريكان وحلفائهم، ومع ذلك لا يمكن القطع بعدم احتمال حدوث تطورات معينة في هذا الصدد فقد تنجح الإدارة الأمريكية في تطمين القوى الكردية ومنحها المزيد من الضمانات  أو في شق صفوفهم أو في تجنيد فصيل صغير منهم الى جانبها، ولكن الأكيد هو أن الطرف الكردي الذي سيتورط في المجزرة القادمة سيخسر شعبه على المدى البعيد وسيجلب عليه نقمة النظام إذا خرج هذا الأخير  سليما معافى من الاستهداف العسكري وسيسجل سابقة خطيرة في تاريخ حركة التحرر الوطني الكردية في القتال الى جانب القوى الإمبريالية الغربية ضد بلاده وشعبه .

  وبالمقابل ، يمكن للحركة الوطنية العراقية  التي ستنهض بكل يقين  في أجواء العدوان أن تتفهم خصوصية الوضع في كردستان ، تلك الخصوصية التي لا يمكن أن تمنع القوى الكردية من تحويل كردستان الى قاعدة خلفية للعدوان وساحة لنشاط عملاء الغزاة في المعارضة ، بمعنى أن البعض وباسم الخصوصية يريدون السماح بتحويل كردستان الى قاعدة خلفية للعدوان وهذا أمر  لا يجب  السماح به من قبل القوى الكردية الوطنية والثورية . إن مصالح الشعب الكردي  وثوابت حركة التحرر الوطني الكردية ومبادئ الأخوة العربية الكردية التي تعمدت بدماء الدفاع عن الشعب والوطن توجب على قيادات الكرد اليوم وغدا الصمود في وجه الضغوطات ورفض المشاركة في الغزو ودعم الحركة الوطنية الساعية الى تغيير النظام والفوز بالديموقراطية  وإنهاء المأساة العراقية الدامية .

درء الكارثة  ممكن : واضح أن الولايات المتحدة الأمريكية قد اتخذت قرارها بتدمير العراق واحتلاله لرسم خريطة جيوسياسية  جديدة للشرق الأوسط  بما يضمن الهيمنة الغربية على المشرق العربي وثرواته وضمان وجود الكيان الصهيوني قويا عدوانيا مسيطرا ، وسيكون الثمن مجزرة رهيبة بحق الشعب العراقي . ومع ذلك ،وبسببه أيضا ، يمكن لنا أن نتساءل هل مازال ممكنا وواقعيا احتمال درء الكارثة المقبلة وتجنيب العراق والعراقيين مآلا فضيعا ومأساويا ؟ ودون أدنى تردد نجيب بنعم ! نعم يمكن إنقاذ العراق والشعب العراقي وسحب البساط من تحت أقدام الغزاة . كيف ذلك ؟ ذلك ممكن فقط عن طريق فتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقة بين النظام الحاكم والمعارضة العراقية وبمبادرة من قبل النظام تأخذ شكل دعوة صريحة وعلى لسان رئيس الدولة الى عقد مؤتمر للإنقاذ والمصالحة الوطنية تدعى إليه جميع أطراف المعارضة العراقية ودون استثناء أو تحفظ وترك موضوع المعارضين المتورطين بنشاطات معادية للعراق لسلطة القضاء المستقل والمنفصل عن السلطة التنفيذية مستقبلا . ولتقنين وتوضيح هذا المقترح نطرح التصورات والخطوط العامة التالية :

-  يدعو رئيس الدولة صدام حسين علنا الى عقد مؤتمر للإنقاذ والمصالحة الوطنية في بغداد وخلال فترة زمنية معقولة وبضمانات دولية وتحت إشراف الجامعة العربية ومنظمات حقوق الإنسان العالمية .

-  تبادر أطراف المعارضة العراقية في الداخل والخارج الى الإعلان عن قطع جميع علاقاتها السياسية وغيرها مع القوى الدولية وفي المقدمة منها الولايات المتحدة الأمريكية  ومع دول الجوار الإقليمية والى وقف كافة نشاطاتها المسلحة ضد الدولة واستعدادها للدفاع عن البلاد إذا ما وقع الغزو الغربي الأمريكي فعلا  .

-  يمهد الحكم لمؤتمر الإنقاذ والمصالحة الوطنية بسلسلة من الإجراءات والمبادرات وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع السجناء والمعتقلين السياسيين وإعادة الاعتبار لضحايا لقمع الحكومي واتخاذ الإجراءات القانونية والعملية اللازمة والكفيلة بعودة ملايين المهجرين والمهاجرين والهاربين بسبب الظروف الاستثنائية .

-  يمهد الحكم للمؤتمر  باتخاذ قرارات قانونية حاسمة لصالح التعدية السياسية وإشاعة الديموقراطية وتحويل السلطة التشريعية بعد إقرار حل مجلس قيادة الثورة الذي يقوده حزب البعث لحاكم الى مجلس للسيادة ينبثق عن المؤتمر وتتمثل فيه كافة ألوان الطيف السياسي العراقي .

-  يتوج مؤتمر الإنقاذ والمصالحة الوطنية  بقيام جمعية وطنية  تأسيسية تتكلف بصياغة دستور دائم وتشرف على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية نزيهة وتحت إشراف دولي محايد في فترة زمنية لا تتجاوز الستة أشهر .

-  تصدر الجمعية الوطنية التأسيسية قانون عفو عام وتعلن عن حل نفسها بمجرد انتهاء الانتخابات وقيام المجلس التشريعي المنتخب .

 

ونختم بالقول أن مسؤولية المثقف العضوي والمعارض الحقيقي لا تتوقف عند تسجيل الشهادات إبراءً للذمة بل تتجاوز ذلك الى المشاركة بالفكر النقدي والممارسة الشجاعة والحكيمة  في بناء البديل الديموقراطي من أجل الحياة ومقاومة الغزاة الذين يصنعون الموت والدمار .

 

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة الإسكندنافية
- تقرير كوفي عنان واغتيال شهداء جنين مجددا !
- تنويه الشيخ الآصفي عودة الى عهد الفتن والفتاوي التكفيرية !
- الفاسية والفاسيون
- يشعياهو يصفع القتلة !
- مجزرة " حي الدرج" في غزة : خطوة أخرى على طريق زوال الدولة ال ...
- للرجال والنساء فقط
- عدالة الذئاب البشرية
- أخلاقيات القتال
- عسكر وحرامية ومناضلون !
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : المقياس الديموغراف ...
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : توسيع كردستان حتى ...
- الوهراني والسخرية السوداء
- حق العودة الفلسطيني هو قلب الصراع :اتفاقيات جنيف تمنع الفلسط ...
- استطلاعات الرأي الفلسطينية :توازن نسبي بين فتح والإسلاميين و ...
- حساب الإيجابيات والسلبيات في "إعلان شيعة العراق " -الجزء الث ...
- حساب الإيجابيات والسلبيات في -إعلان شيعة العراق - : آليات ال ...
- عروبة العراق وحقوق الأقليات :حول التناقض المفتعل بين هوية ال ...
- الى موقع عراق نت والمسؤولين عنه
- باقر الصراف وجماعة - التحالف الوطني- : محاولات بائسة لتشويه ...


المزيد.....




- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...
- ترامب يدرس تعيين ريتشارد غرينيل مبعوثا أمريكيا خاصا لأوكراني ...
- مقتل مدير مستشفى و6 عاملين في غارة إسرائيلية على بعلبك
- أوستن يتوقع انخراط قوات كورية شمالية في حرب أوكرانيا قريبا
- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - القاعدة والاستثناء في الغزو الأمريكي القادم للعراق :تفكيك الدكتاتورية لإنقاذ العراق أم تدمير العراق بالحروب والدكتاتورية ؟