أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل خوري - حزب الاخوان الملتحين والادارة الاميركية يقودون ثورة مضادة لاجهاض الانتفاضة المصرية















المزيد.....

حزب الاخوان الملتحين والادارة الاميركية يقودون ثورة مضادة لاجهاض الانتفاضة المصرية


خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3267 - 2011 / 2 / 4 - 23:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع ترنح حسني مبارك على كرسي الحكم وتسارع وتيرة ازاحته من جانب الانتفاضة باتجاه مزابل التاريخ بدأت اطراف محلية وخارجية مناهضة للانتفاضة تتدخل في المشهد السياسي المصري تارة بصورة علنية وتارة من وراء الكواليس وتمارس ضغوطا من اجل تشكيل سلطة جديدة تمتل مصالحهم وتخدم اجنداتهم. وفي هذا المشهد لم يكن غريبا ان يتصدره الرئيس الاميركي اوباما ثم نراه في واحدة من مؤتمراته الصحقية يسدي نصائح لحسني مبارك ولمناهضيه من المتظاهرين المصريين يدعوهم فيها الى ضبط النفس مع تحذير اجهزة القمع المصرية بعدم اللجوء الى العنف في التعامل مع المتظاهرين كما لم يكن مفاجئا مع تصاعد الانتفاضة المصرية ان ينقلب الموقف الاميركي بزاوية 180 درجة من موقف داعم ومؤيد للرئبس المصري باعتباره زعيما ملهما والاكثر اهلية من بين 80 مليون مصر في ادارة دفة الحكم وفي اشاعة ا الامن والاستقرار والرخاء في مصر الى موقف مناهض له ومتناغم مع ايقاع الانتفاضة وشعاراتها وكما تجلى ذلك حين دعا ه اوباما بعبارات محددة وامرة بمغادرة موقعه وبانتقال سلس لنائبه عمر سليمان "الأن ا لان وليس غدا" متعاملا مع رئيس الدولة المصرية وكانه رئيسا لجمهورية من جمهوريات الموز او انه مجرد موظف يعمل في خدمة السي اي اي رغم ان مبارك قد اعلن في يوم سابق وفي خطاب متلفز تشبثه بالكرسي لحين انتهاء ولايته ! بطبيعة الحال الادارة الاميركية لم تستعجل في ترحيل حسني حتى قبل نهاية ولايته ولم تركب موجة الانتفاضة لانها كما زعم الرئيس اوباما بانها تقف الى جانب مطالب الجماهير الغاضبة والمنتفضة على اوضاعها المعيشية السيئة بل لانها تسعي من وراء ذلك الى تنفيس الاحتقان الجماهيري وتمييع انتفاضته عبر ترحيل حسنيى مبارك فضلا عن كسب الوقت الذي يمكنها من استبدال وجوه النظام القديم بوجوه جديدة ترتدي اثواب الاصلاح وترطن بخطاب التغيير بينما هي من حيث تركيبتها الطبقية والبيروقراطية وتوجهاتها السياسيىة ستكون معادية للجماهير ولن تلبث بعد ان يهدأ الحراك الشعبي ويعود المتظاهرون الى بيوتهم وبعد ان تعيد تنظيم جهاز القمع وترميم ثغراته حتى تقود ثورة مضادة ستكنس في طريقها برموز الانتفاضة كما ستجهز على كافة المكتسبات السياسية والاقتصادية التي ارغمت تحت ضغط الحراك الشعبي ان تقدمها للجماهير المصرية . وما لا يقل خطورة عن التحرك الاميركي في استهدافه للانتفاضة انه في غياب راس يحركها ويرص صفوفها باتجاه اجتثاث رموز النظام القائم ان الظروف باتت ايضا سانحة للانتهازيين والرجعيين ان يزجوا بانفسهم في هذا الحراك الجماهيري ويعتلوا منابره كما هو الحال مع البرادعي الذي طرح نفسه مرشحا للرئاسة المصرية دون ان يكون رئيسا لحزب او نقابة او اية هيئة تمثيلية للشعب فضلا عن انه لم يكن له اي دور في التعبئة والتحريض الجماهيري الذي ساهم في اندلاع المظاهرات المطالبة بتنحية مبارك بل نأى بنفسه عن شظاياها في الخارج ولم يشارك فيها الا عندما بلغت ذروتها وعند انسحاب اجهزة القمع من شوارع القاهرة . والخطورة هنا لا تكمن في ترشيحه للرئاسة بل تكمن بانه لم يجد اي حزب او طيف من اطياف المعارضة الوطنية يمد يده اليه للتحالف معه ناهيك عن ان الجماهير المحتشدة في ميدان التحرير قد تفاجأت بحضو ره واعتبرته غريبا على توجهاتها بل ابدت انزعاجها خاصة عندما اخذ يتحدث باسمها امام وسائل الاعلام بدون توكيل منها لم يجد البرادي من يشد ازره ويؤيده مرشحا للرئاسة الا حزب الملتحين من جماعة الاخوان المسلمين . فلماذا يدعم الملتحون البرادعي ويتحالفون معه او يختبئون تحت عباءته وهناك في الساحة المصرية العشرات من الاحزاب والتنظيمات السياسة المعارضة للنظام مثل حزب الوفد والتجمع والناصريون والغد وغيرهم ؟ طبعا هم لن يتحالفوا مع هذه الاحزاب لانها اولا لا تتبنى برنامجا يهدف الى اقامة دولة دينية كتلك التي يحلمون باقامتها بل يتبنون برامج علمانية وتنويرية فضلا عن تبنيها لبرامج اقتصادية واجتماعية ترمي الى النهوض بمصر اقتصاديا والى اقامة مجتمع الكفاية والعدل عن طريق سيطرة المجتمع على وسائل الانتاج الاساسية اي التخلي عن سياسة الخصخصة والعودة الى التخطيط المركزي لتوجيه الودلة للمرافق الاقتصادية والحد من تغول راس المال الطفيلي على الاقتصاد وتحكمه في مفاصله الاساسية كما انهم في مسالة تضييق الفجوة الطبقية بين الاغنياء والفقراء يشددون على ضرورة تطبيق الضريبة التصاعدية على الدخل مع اعفاء اصحاب الدخل المحدود من هذه الضريبة لهذا الاسباب كان الاخوان الملتحون لا يرفضون التحالف مع هذه الاحزاب التقدمية فحسب بل كان يحاربونها وكانوا يقفون الى جانب االنظام الساداتي عندما استهل عهده بفرض سياسة الانفتاح الاقتصادي وابتعاد الدولة عن توجيه الاقتصاد وخصخصة القطاع العام وبييعه بابخس الاثمان الى القطط السمان الذين كان عدد كبير منهم من كبار قادة الاخوان ولم يترددوا بشراء هذه المؤسسات من الاموال التي راكموا بعضها من عملهم في مشيخات النفط والغاز التى كان يعملون اثناء احتضان ورعاية شيوخها لهم ابان الحقبة الناصرية بل ان الملتحين ساندوا السادات وشاركوا معه في تصفية الرموز الناصرية والاجهاز على الاتحاد الاشتراكي العربي الذي كان دينامو العمل السياسي فضلا عن تاييدهم له عندما رفع شعار دولة العلم والايمان و عندما اجبر الدولة على اعتناق الاسلام دينا لها في ذلك الوقت طبل وزمر له الملتحون ودعوا له بطول العمر وبجلوس ابدي على كرسي الحكم ولم نسمعهم كما حالهم في هذه الانتفاضة يطالبون بالديمقراطية ولا بالغاء قانون الطوارىء ولا بالتعددية السياسية ولا بحرية التعبير ولا بتداول السلطة لقد غضوا الطرف عن كل هذه الحقوق السياسية التي يحق لكل مصري ان يتمتع بها منعا للاستبداد وتفشي الفساد لان انور السادات بات في نظرهم خلبفة للمؤمنين الذي ينهى عن المنكر ويامر بالمعروف . ومما يدفع قادة حزب الاخوان الملتحين ايضا الى التحالف مع البرادعي دون سائر الاحزاب المعارضة المصرية انهم يعتقدون بانه مرشح الادارة الاميركية وبان تحالفهم معه ومساندتهم له سوف تسهل لهم في حال فوزه بمنصب رئيس الجمهورية ان يتغلغلوا في مفاصل السلطة ثم الانقلاب عليه كما انقلبوا على السادات وحرضوا بعض كوادرهم على اغتياله مع الانقلاب على كل كل الشعارات الديمقراطية التي يرفعونها في هذة اللحظات ذرا للرماد في العيون وللتغطية على مشروعهم لاقامة دولة دينية لا تختلف في معاداتها للمراة التي تشكل نصف المجتمع وفي تعاملها مع المعارضة او لنقل المخالفين لاولي الامر عن امارة طالبان في افغانستان ونظيرتها في مناهضتها للحداثة والتنوير امارة حماستان في غزة . فهؤلاء الملتحين كما قلت لا يحملون مشروعا تنويريا ولا حداثيا للنهوض في مصر بل انهم يناهضون اية جهة اونظام يروج لها او يطبقها باعتبارها من وجهة نظرهم مخالفة لشرع الله وحيث لا حل بنظرهم لمشاكل الفقر و البطالة والتخلف الا نشر موائد الرحمن وتوزيع الصدقات والاكثار من النسل وتعدد الزوجات وتكثيف الادعية والصلوات وتنازل الاغنياء عما قسمه الله لهم من ثروات عن بعض فتات موائدهم ولهذا حين اراهم بلحاهم المتدلية وبزبيبات الورع التي ترصع جباههم وحين ارى منقباتهم يتصدرون المظاهرات في ميدان التحرير ويوزعون شراذمهم في ميدان التحرير و ويتنافسون للوقوف اما العدسات التلفزيونية والادلاء بالتصريحات النارية ضد حسني مبارك ثم تاكيدهم لوسائل الاعلام انهم مع حرية التعبير ومع الدولة المدنية ومع نبذهم للارهاب وسيلة للوصول ا الى الحكم ومع احترامهم للمعاهدات التي ابرمتها مصر في عهد السادات فانا لا ارى في ذلك سوى رسائال للادارة الاميركية وللجماعة الاروبية بانهم قد تكيفوا مع متطلبات العالم المتحضر وباتوا تبعا لذلك مؤهلين وفق المعايير الغربية لاستلام دفة الحكم وبانهم يستحقون الجزء الاكبر من كعكة الحكم كونهم اكبر قوة منظمة في مصر والاكثر اهلية من غيرهم من القوي السياسية في ضبط ايقاع الشارع والتحكم به رغم انهم كما لاحظنا من حراك الشارع المصري في بدايته كانوا واقفين على الجدران يتفرجون وفي احسن الاحوال يشاركون في المظاهرات باعداد رمزية فيما كان الديناموا الاساسي والاكثر تاثيرا في التحرك الجماهيري هم من الشباب الوطنيين والعلمانيين وطلاب الجامعات والفلاحين والكادحين من العمال الذين لا تربطهم اية صلة بالملتحيحين كما ان طابهم يناقض مع خطاب الملتحين ! من هنا يتعين على القوى الديمقراطية والوطنية التي فجرت الانتفاضة المصرية وشكلت زخمها الاساسي ولعبت دورا طليعيا في التصدي لاجهزة القمع المصرية ان تتصدر الحراك بتشكيل هيئة تمثيلية وبدون ابطاء تتحدث و تصدر البيانات باسمها وتلقي الخطابات الجماهيرية وتتحدث الى وسائل الاعلام وتتفاوض مع الجهات الرسمية وتعين مرشحيها للحكومة الانتقالية وللبرلمان القادم ولمنصب الرئيس المصري واذا لم يبادروا بتشكيل هذه الهيئة فسوف يجهض الاميركان انتفاضتهم فيما ستكون ىالفرصة سانحة لللانتهازيين والرجعيين من حزب الاخوان النلتحين سرقة ثورتهم و استلام مقاليد الحكم



#خليل_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخونجي - الشيخ قرضاوي - يركب موجة الانتفاضة المصرية !!
- حسني مبارك امام خيارين: اما الاستقالة او الاطاحة به
- تكثيف صلوات الاستسقاء في الاردن احتواء للكارثة المائية ..
- مسيرات لطم على الحسين ومسيرات تطيح بزين العابدين!!
- رغم احترامها لارادة الشعب التونسي السعودية تستضيف زين العابد ...
- مع عودة حزب النهضة الى تونس فهل تجتاحها - انفلونزا الاخوان ا ...
- حزب الملتحين في الاردن يقاطع مسيرات الغضب الشعبي ضد الغلاء و ...
- الحكومة الاردنية تستخدم القوة الناعمة لمحاربة الغلاء
- غليان شعبي في الاردن احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة
- لماذا لا يتنحى عمر البشير لصالح سيلفا كير حفاظا على وحدة الس ...
- من المسئول عن استباحة دماء - المشركين والكفارمن المسيحيين ال ...
- حكومة - رفع الاسعار - في الاردن
- حماس استكملت استعداداتها لتحقيق نصر الهي على العدو الصهيوني
- عمر البشير لا يتحرك الا والعصا معه !
- هل يعتنق القلسطينيون الديانة اليهودية تطبيقا لمبادرة عربية ج ...
- المجرم عمر البشير يجلد النساء السودانيات
- لن نصحو من غيبوبتنا الدينية الا باطلاق فضائية علمانية
- صاحب موقع ويكيلكس عرى السياسة الاميركية ولكنه بنظر معلقين عر ...
- صاحب موقع ويكيلكس عرى السياسة
- حماس تعترف بدولة - احفاد القردة والخنازير-


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل خوري - حزب الاخوان الملتحين والادارة الاميركية يقودون ثورة مضادة لاجهاض الانتفاضة المصرية