|
الجهاد الاكبر خرافة من خرافات !
سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 977 - 2004 / 10 / 5 - 05:27
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
يبدو أن فلول صدام ، وحثالة البعث ، وبعد أن لاحت هزيمة المجاهدين! الاكيدة بعد الضربات القاصمة التي تلقتها عتاصر الجريمة والارهاب في شارع حيفا ، ومدينة سامراء ، والفلوجة المقدسة ! واللطيفية المشتقة اسمها من اسماء الله الحسنى ! قد أخذوا يتوسلون بالاماني التي لا تتحقق لهم شيئا ، وبالخرفات التي تعشعش في عقولهم التي تعيش خارج القرن الواحد والعشرين ، وتغفو هناك على تخوم الماضي الذي مضى وانقضى ، ولن يعود أبدا 0 هدد أحد هؤلاء ، وهو الشيخ محمد بشار الفيضي المتحدث الرسمي باسم هيئة علماء الخطف والقتل قائلا : لم يبق امامنا غير اعلان الجهاد الاكبر ! والعجيب أن هذا الشيخ الذي اذهلته الضربات الماحقة التي وجهتها القوات العراقية الفتية المدعومة بقوات الحلفاء الى رواد الظلام والتخلف في سامراء ، والذين كانت تراهن عليهم تلك الهيئة في عودة الحكم في العراق الى سابق عهده ، مثلما كان في زمن صدام الساقط ، حيث منحتهم كامل تأييدها ، وجزيل بركاتها ، هذا إن كانت لديها بركات ، ووقفت معهم في كل المجازرة التي اقترفوها ضد الابرياء من العراقيين وغير العراقيين ، وفي عمليات ارهابية خسيسة ، ظلت هيئة الخطف والقتل صامتة ازاءها دون أن تنبس بكلمة واحدة ، وكأن الذين سقطوا امواتا بفعل العمليات التي قام بها فلول صدام الساقط ، والاموي ، الوهابي ابو مصعب الزرقاوي في النجف وكربلاء وبغداد ، وغيرها من مدن العراق الاخرى ليس بالعراقيين، وما خجل اعضاء هذه الهيئة من انفسهم حين حثوا شعب العراق على نصرة ارهابي سامراء ، هؤلاء القتلة المجرمون الذين حصدوا اخيرا ارواح اربعة وثلاثين طفلا من اطفال هذا الشعب الذي تستنجد به اليوم هيئة الموت تلك 0 ليكن في معلوم تلك الهيئة الفاشلة أن الشعب العراقي لن يدعم الارهابيين القتلة التي شوهت جرائمهم في العراق الاسلام والمسلمين والعرب في مشارق الارض ومغاربها ، وصارت عيون الشرطة في هذا البلد الاوربي او ذاك تطار المحجبة من النساء ، هذا اذا ما يحاصرها جمع كثيرة من الناس ، ممسكين بها ، هاتفين بسخرية : شهيدة ! شهيدة ! هذا المنظر عاد مألوفا في العاصمة موسكو ، بعد أن فجرت بعض الارهابيات من الشيشانيات انفسن في جموع ركاب قطارات الانفاق فيها قبل فترة من الزمن ، وبذات اسلوب القتل الرخيص الذي رفضه الناس في اصقاع العالم المختلفة ، حيث قتل الناس الابرياء الذين لا ذنب لهم ، ومثلما رفضت شعوب الارض هذه الوحشية في القتل ، فان شعبنا العراقي الابي المعروف بشهامته وغيرته لن يتخلف ابدا عن كل الناس الخيرين في العالم في رفضه للارهاب والارهابيين ، فمن ذا الذي يقوم بعد ذلك بالجهاد الاكبر يا هيئة علماء الخطف ؟ إن دعوتكم للجهاد الاكبر لن تجد لها أي صدى في نفوس العراقيين نساء ورجالا ابدا ، وإذا لم تكونوا على غي وباطل ، فجربوا ذلك بانفسكم ، وستجدون أن صيحاتكم للجهاد الاكبر ! ما هي إلا صيحات مجانين لن يحسنوا تقدير الامور ، ولن يعرفوا تغير الحال والزمان ، فكونوا واقعيين لا بارك الله فيكم ! ومن خرافات حثالات البعث ، وتخرصاتهم المريضة ، وامانيهم التي يسعون الى تحقيقها ، حتى لو كلفت العراق واهله الهلاك والدمار هو أن العراق مقبل على حرب أهلية ، ولا ندري من سيحارب من ؟ الشعب العراقي كله غير راغب في حرب اهلية ابدا ، وقد جرت محاولات كثيرة لجره الى هذه الكارثة ، لكنها فشلت جميعها تماما ، رغم ما بذله الارهابيون من جهود غير محمودة ، ورغم ما قالت به وسائل اعلام مريضة ، خاصة جريدة القبس الكويتية الطائفية التي ما زالت تبشر بكل ما هو ضارللعراق و للشعب العراقي ، وحين فشل هؤلاء في دعواتهم الصريحة والمبطنة لحرب اهلية في العراق ، اطلقوا خرافة اخرى وهي أن العراق على ابواب تفكك وانفصال ، مستغلين في ذلك دعوات الشعب الكردي في حكم فيدرالي ، او دعوات ابناء الجنوب العراقي الذين حرموا من كل نافعة من ثرواتهم العظيمة في النفط 0 ففي جنوب العراق ثروة نفطية ضخمة تزيد على الثروة النفطية في الكويت المجاور ، لكن لا وجه للمقارنة بين الكويتين وجيرانهم في جنوب العراق ، فالانسان الكويتي يتمتع بعيش كريم ، ودخل عال ، بينما ابن الجنوب العراقي يعيش الفاقة والحرمان اكثر من أي جزء من اجزاء العراق الاخرى على فقرها، وبسياسة متعمدة رسمتها بريطانيا حين احتلت الجنوب العراقي في الحرب العالمية الاولى عقابا لاهل الجنوب على المقاومة الباسلة التي ابدوها في قتالهم لقواتها ، وقد درجت الحكومات العراقية على هذه السياسية فيما بعد، خاصة زمن حكم العفالقة وصدام الساقط ، هذا الحكم الذي تمادى في افقار الجنوب الى الحد الذي حرم اهله من ثروة طبيعة هي المياه، وبجريمته الكبرى المتمثلة في تجفيف الاهوار 0 واهل الجنوب للان لم يتلمسوا شيئا قد تغير في حياتهم بعد رحيل صدام ، وهم للان يعتقدون ان المخطط البريطاني الذي رسمه الانجليز وقت احتلالهم للعراق في بداية الحرب العالمية الاولى لا زال قائما في عهد حكومة الدكتور اياد علاوي ، فلا يوجد لهم تمثيل سياسي يعادل نسبتهم السكانية في الحكومة والمؤتمر الوطني ، ولم تنزل بهم خيرات من خيرات الحكم الجديد التي نزلت في مدن عراقية اخرى ، مع أنهم هم الاولى من غيرهم بثرواتهم التي تتدفق من ارضهم ، تلك الثروات التي حرموا من خيرها على مدى عقود من الزمن ، ولهذا فان مطالبتهم بحكم فيدرالي ضمن العراق ليس بدعة ، فقد نهج شعوب كثير غيرهم هذا النهج ، ثم قانون ادارة الدول الجديد يبيح لهم ذلك ، فهل هذا تفكك ؟ وهل دول مثل سويسرا ، والمانيا ومن على شاكلتهما من الدول المتفككة ؟ وها هي السويد تحل حكم البلديات ، وليس حكم المقاطعات ، محل الحكم المركزي ، ومع ذلك فهي من الدول المتطورة صناعيا ، والقوية اقتصاديا 0 إن خرافات حثالات البعث ، وفلول صدام ، والارهابيين المعممين والغير معممين لن تجديهم نفعا ، وأن الزمن يجرى ليس في صالحهم ، ومثلما قامت الحكومة باعتقال الناطقين باسم مقتدى الصدر من امثال الشيباني والخزعلي ، يتوجب عليها كذلك اعتقال المبشرين بالاهارب من اعضاء هيئة الخطف ، وفي المقدمة منهم عبد السلام الكبيسي ، ومحمد بشار الفيضي ، ومسائلتهم عن علاقاتهم الوثيقة بالارهابيين من فلول البعثيين وغيرهم 0
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ظرف الشعراء ( 23 ) : الاخطل
-
يتوضؤون بدماء الاطفال !
-
الارهاب يتهاوى !
-
الشهيدة نادية العراقية !
-
لا حرب أهلية في العراق !
-
صلاة المنافقين !
-
هذا الفزع !
-
يلطفون أخبار الارهاب !
-
لا تؤجلوا الانتخابات !
-
ارهاب وليس مقاومة !
-
وأخيرا أفتى عنان !
-
شارع الشهداء وعرب صدام !
-
حتى أنت يا حواتمة !
-
ظرف الشعراء ( 22 ) : حافظ الشيرازي
-
حكومة علاوي وسياسة الرشوة !
-
البديل الجاهز !
-
الرئيس المزواج !
-
الكاتب العراقي والمواقع !
-
امارة العوران !
-
أنصار السنة ومنطق عفلق !
المزيد.....
-
الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي
...
-
إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
-
طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
-
صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
-
هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
-
وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما
...
-
حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر
...
-
صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق
...
-
يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|