جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3267 - 2011 / 2 / 4 - 00:09
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
تعيش يا جلالة الملك المعظم , ويعيش الشعب الأردني وياكل غيرها وسأثبت للعالم بأننا شعب أردني ديمقراطي على كيف كيفه بهذه المقالة التي أكتبها أو يكتبها مواطن أردني تعبان من سياسة المخابرات وفرحي وسعادتي يا جلالة الملك جعلتني أنسى من أكون أنا , لذلك أحسستُ بالنشوة وسكرتُ من فرحتي ووضعتُ أصابع يدي على الكيبورد وكتبتُ لك وللمرة الأولى والأخيرة في حياتي رسالة مباشرة نسيتُ فيها أنني مواطن أو شبه مواطن أردني مهزوم وممسوخ إلى شبه إنسان ونسيتُ أيضاً بأنك ملك وصاحب جلالة وهذه أول غلطة لي في حياتي قد أُحاسبُ عليها فطوال عمر المخابرات وهم يحاسبونني على أخطاء لم أرتكبها فإذا أردت أن تحاسبني اليوم فإنني أقبل وأعترف بأنني مذنب وذنبي هو أنني نسيت بأنك صاحب سلطان وجلالة وأنا واحد لا راح ولا أجا,فهل (سينصلح) حالنا بعد دعوة جلالتك للإصلاح؟وأتمنى على نفسي أن ينصلح حالي قبل حال الحكومة والمخابرات .. يعني أنا لا أريد أن أُكثر من الكلام وبصريح العبارة : هل سأجد عملاً؟ أم سأجد تنكة كاز أحرق حالي بها ؟ وهل سأجد ثمنا للخبز؟وهل أصلا بقي عندي قدرة على العمل؟ أنا يا جلالة الملك هدني الألم والحزن والاكتئاب بسبب سياسة المخابرات الأردنية , أنا حتى وإن أوجدوا لي عملا فلن أكون اليوم قادرا على حمل أدواتي المهنية كما كنت قبل عشر سنوات , أنا اليوم لم يتبقى بي أو لي قدرة على المشي أو الركض خلف رغيف الخبز كما كنتُ أركضُ وراءه دائماً من مجمع الأغوار في أربد إلى مجمع عمان ومن قرية إلى قرية ومن ورشة إلى ورشة وصدقني يا جلالة الملك لو وضعوا اليوم رغيف الخبز أمامي دون أن أركض وراءه وطلبوا مني الانحناء لأتناوله بيدي اليمين فإنني لن أقدر على ذلك وسأطلب من يساعدني على التقاطه لأنني منذ أقل من عام وأنا أُعاني من ضيق في التنفس ومن انتفاخ في عصب القالون, أنا يا جلالة الملك قد فات بي الفوت كما يقولون ولم يعد بصري كما كان في الماضي لأنه قد نزل إلى أقل من 6/24أنا يا جلالة الملك لم يعد بي قدرة حتى على الضحك والحمد لله أنني ما زلت أبكي وما زالت هذه القدرة بي معششة وأخشى أن يأتي يوم لا أستطيع فيه أن أبكي على نفسي ولا حتى على الأردنيين (شرواك وشروى من عندك).
هذا ما أريده من جلالتك..فأنا لا أريد مشاركتك في الحكم ولا أريد أن أنشر صورتي بجانب صورتك وأنا لا أريد حرية رأي فقد كبرت على هذه المطالب السخية ولم تعد حرية الرأي بالنسبة لمثقف مثلي شيئا مهما بعد أن رأيتُ ماذا فعلت بي وبأولادي حرية الرأي والتعبير إنها في الأردن على حساب كرامتنا الوطنية وهويتنا وحقوقنا المدنية وأريد منك أن تسامحني على عشرين عاما من عمري قضيتها في أعمال الجهل والتخريب حتى في نهاية الأمر قد (خربت ) الأردن من أشكالي وأشكال أشكالي ومن أمثالي وأمثال أمثالي وأريد أن أستغل اليوم هذه الفرصة العظيمة التي فتحت بها قلبك على الإخوان المسلمين السياسيين الوحيدين في الأردن بل وفي المنطقة كلها كأنه لا يوجد علمانيون وأصحاب آراء مضطهدون غير الإخوان وجماعة الإخوان وما ينبثق عن الإخوان من جمعيات ومؤسسات وعصابات وأريد أن أستغل طيبة قلبك وعطفك بأن أعرض على المخابرات الأردنية صفقة ثمينة أنسى فيها الثقافة والحليب الذي رضعته من صدر أمي مقابل أن أجد مصروفاً يوميا لأولادي.. وأنا لا أريد يا جلالة الملك حرية تعبير ولا أريد أن أنشر الكتب ولا القصائد التي كتبتها بمداد دمي ولا أريد تعليق لوحات فنية ولا أريد شراء أشرطة كست ولا أريد اللبس على آخر موضة أنا فقط أقول للمسئولين الأردنيين بعد خطاب جلالتك بأنني أريد أن أعيش مواطنا أردنيا شريفا ومعافى وعاديا وبكرامة وأريد أن أشبع خبزا وملحا وسكرا وطحينا ولا أريد أن أركب سيارة عريضة جدا ولا أريد أن أشتري سيارة على آخر موديل أنا أريد سيارة عادية أنتقلُ فيها من منزلي إلى السوق وإذا مرضت أمي أريد أن أجدها تصطفُ على باب الدار لأنقلها بها إلى المستشفى وإذا خرجت من المستشفى أريد أن أجدها لأُعيد بها أمي إلى الدار بدل شعتلة المواصلات لسيدة كبيرة في السن تعاني من عدة أمراض وفوق ذلك أساء لها جهاز الفساد الأردني في كل المواقع الأردنية.
هل قصة الإصلاح الجديدة أو رواية الإصلاح الجديدة ستعيدُ لي ما سلبوه مني؟ انسي يا هداك الله شبابي الذي ضاع في بلد الضياع ولكن هل سيعاد لي حلمي بأن أرى الأردن كما يراها أي إنسان غير أردني؟روماني أو طلياني أو ألماني يعني مثلا هل سأرى حمامات ماعين قبل أن يأخذ الله (إوداعته)؟ وهل سأرى العقبة المدينة الوردية قبل أن يضعوني تحت التراب؟ أم أنني سأصحو غدا على كابوس عشته ليلة الأمس؟
كنت قبل اليوم أخاف من كلمة (زيادة الرواتب) لأنها تعني ارتفاعات في الأسعار ولكنني اليوم وأنا على ثقة مما أقوله قد أصابني الرعب من خلال دعوة جلالتك للإصلاح , فلربما يفهم ضباط المخابرات بخلاف ما يقوله جلالتك وأنا أخشى أن أموت من الجوع أكثر بسبب الإصلاحات التي دعوت إليها ولرب قارئ يقول بأنني متشائم زيادة عن اللزوم وبأنني مثل المعري صاحب دعوة (لزوم ما لا يلزم) ولرب قائلٍ يقول بأنني أحقد على جهاز المخابرات هذا الجهاز الوطني جدا ولكنني أقسم بأنني لست حاقداً وإنما أُحاول أن أكشف على حالة من التطرف الوطني في سياسة المخابرات الأردنية التي ظلمتني وتظلمني وتظلم غالبية الوطنيين في كل يوم وهي سبب تعاستي لأنها تتعقبني وتتعقب المخلصين للوطن فهي ورائي أينما أذهب حتى لو حاولت الخروج خارج الأردن.
جهاز المخابرات جهاز وطني في أي دولة وهو يتشكل بداية من الوطنيين المخلصين للوطن أولا وللقائد ثانيا أو لله أولا وللوطن ثانيا وللملك أو للقائد ثالثا أو قل بأنه مخلص للجميع لله وللوطن وللملك أما بخصوص مسألة الترتيب فهذا ما لا أفقهه بتاتا ولكنني أشعر بأن جهاز المخابرات يكون في بدايته حزبا حاكما ومن ثم يتحول إلى عصابة من الشللية التي تشل حركة الوطن وهذا ما يحدث في الأردن فجهاز المخابرات يطاردنا جميعا ويطاردنا لأننا وطنيين مخلصين للبلد فهو على مبدأ التنافس في اجتثاث الفرص بحيث لا يطيق أعضاءه والمنتسبين له رؤية من يزاحم المخابرات على الولاء والانتماء للوطن ولقيادته وقال لي مرة مدير مخابرات محافظة اربد في جلسة نقاش علني (بأنني أُزاود عليهم وبلاش مزاودات علينا يا جهاد) .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟