|
توني بلير الأحدث: صوت سيّده أكثر فأكثر
صبحي حديدي
الحوار المتمدن-العدد: 976 - 2004 / 10 / 4 - 10:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انتظر الصحافيون المفردة السحرية، فلم تنبس بها شفتا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير! كان الرجل يتحدّث على مع المئات من مندوبي مؤتمر حزب العمال المنعقد في برايتون، وقال عن الوجود العسكري البريطاني في العراق ما يلي: "عرف أنّ هذه القضية قسمت البلاد. وأنا أتفهم تماماً السبب في أنّ الكثيرين يختلفون". كان منتظراً، اعتماداً علىما سرّبت أوساطه إلىالصحافة، أن يقول بين الجملتين: "وأنا بصدق آسف لهذا"... فلم يفعل. ليس من الغرابة، في واقع الأمر، أنه ضرب صفحاً عن حكاية الإعتذار هذه. ما الفائدة منها، في نهاية المطاف! ألا تلوح اشارات قوية على أنّ الحزب سوف يلملم صفوفه في الختام، ولسوف "يلفلف" مشروع القرار الذي يطالب بتحديد أجل ملموس لانسحاب القوّات البريطانية من العراق، وستنحني معظم تيّارات الحزب أمام مصالح الحزب الانتخابية العليا، أو لعلها ستعود من جديد إلى تلك المطحنة القديمة: صراع ذوي الياقات البيضاء مع اتحادات العمال في هيكلية التنظيم، و"العمل الجديد" مع "العمل العتيق" في العقيدة، و"السبيل الثالث" مع "السبيل الأوّل" في البرامج الاجتماعية. هذا لا يعني البتة أنّ مندوبي مؤتمر برايتون سوف يخرجون منه كالأبقار السوداء في الليل الأسود! خذوا، على سبيل المثال فقط، إصرار عضو الحزب بات هيلي على عدم سحب مشروع القرار ذاك، ضمن المحاججة البسيطة التالية التي نشرتها صحيفة الـ "غارديان" يوم أمس: "البعض يقول إن هذا [إنسحاب القوات البريطانية مبكراً] سوف يؤدي إلى حمّام دم. ولكنّ حمّام الدم قائم منذ الآن، والقوّات البريطانية في العراق جزء من المشكلة وليس الحل! ولكنّ لعلّ من الخير للمرء أن يبحث عن ضمير بريطانيا في أمكنة أخري، مثل النقاش الذي دار حول العراق قبل أسبوع (في متحف الحرب الإمبريالية، للمفارقة، وليس في قاعات مؤتمر حزب العمال!) وشهد كلمة بليغة نبيلة وصادقة شجاعة من هارولد بنتر. قال الكاتب المسرحي البريطاني الكبير وأحد أبرز الأصوات البريطانية والعالمية المناهضة للحرب ما يلي، والمعذرة علي اقتباسه بشيء من الإسهاب: "الحرية، الديمقراطية، التحرير. هذه المصطلحات، كما ينطق بها بوش وبلير، تعني في الجوهر الموت، والخراب، والفوضي. وتوني بلير يطلق على المتمرّدين [في العراق] صفة الإرهابيين. ومن الواضح أنه يوجد عدد من أبناء الجنسيات الأجنبية دخلوا إلى العراق منذ الغزو، ويرتكبون أعمال إرهاب وحشية. ولكنّ جوهر التمرّد هو المقاومة العراقية المتعاظمة ضدّ غزو عسكري وحشي بربري. إنّ نحر امريء عمل بربري. ولكنّ في باب البربرية أيضاً أن تلقي القنابل العنقودية على أناس أبرياء تماماً، وأن تمزّقهم إرباً. 200 ألف مدنيّ على الأقلّ قُتلوا في العراق، وآلاف عديدة تعرّضوا لتشويه مدى الحياة. وعلى شاشات التلفزة، نحن لا نرى أجساد الأطفال الممزّقة". ولكنّ هارولد بنتر ليس من الطراز الذي يكتفي بكفكفة الجراح وذرف الدموع حزناً، لأنّ ما يعنيه في الأمر يشمل السياسة قبل الإشفاق، وفضح البربرية الأكبر قبل البربرية الأصغر. ولهذا فإنه يتابع السجال: "إنّ غزو الولايات المتحدة للعراق لم يكن غير مبرّر أبداً فحسب، وغير شرعي وغير مشروع فقط، بل كان فعلاً إجرامياً هائل النطاق، ومن نوع ستكون له عواقب عميقة على امتداد العالم بأسره. لكنّ الغزو كان أيضاً منسجماً تماماً مع السياسة الخارجية الأمريكية، المعلنة والمتناغمة. إنّ السياسة الخارجية الأمريكية تهدف إلى "الهيمنة الساحقة الماحقة" وهذا هو مصطلح الإدارة الأمريكية، وليس من اختراعي. والهيمنة الساحقة الماحقة تعني السيطرة علي السماء والبحر والأرض والفضاء. وكذلك، بالطبع، تعني السيطرة علي موارد العالم". ويختم هارولد بنتر كلمته الفريدة هكذا: "الولايات المتحدة تملك من أسلحة الدمار الشامل أكثر ممّا يملك العالم مجتمعاً. وأمريكا الآن بالذات تطوّر أنظمة نووية جديدة تستعدّ لاستخدامها كيفما اتفق. إنها لا تكترث البتة بموت الآخرين، وسوف تفني كلّ مَن يقف في طريقها. إنها الأمّة الأكثر ترهيباً للبشر، الأشدّ قوّة، والأكثر عرضة لكراهية الشعوب على امتداد التاريخ. وغزو العراق كان عملاً من أعمال إرهاب الدولة. وهذه هي حال بوش وبلير، الإرهابيين الحقيقيين. وإنني مؤمن بوجوب إحالتهما إلى محكمة العدل الدولية، ومحاكمتهما كمجرمَي حرب"... وهذا، للإنصاف، لا يعني أنّ أحداً من مندوبي مؤتمر برايتون لا يشاطر بنتر آراءه في غزو العراق ومواقفه حول السياسة الخارجية الأمريكية. غير أنّ توني بلير، كزعيم للحزب ورئيس للوزراء في آن، لم يعتذر لأنه أدرك في برهة حاسمة أنّ معارك السياسة الخارجية والعقائد والنظريات باتت تُخاض في أمكنة أخرى! حتى مؤتمر حزب يُحسب علي اليسار، أو اليسار البريطاني في الأقلّ، لم يعد المنبر المناسب للنقاش حول عشق أو كراهية أمريكا، وحول المراوحة المرنة ــ أو الإنتهازية أو البراغماتية! ــ بين يمين اليسار ويسار اليمين وكتلة الوسط. ثمة أجندات أخرى، أقلّ سخونة ربما لكنها أكثر إلحاحاً: وحدة الحزب، مواجهة الانتخابات القادمة، حسم الصراع بين توني بلير ـ غوردون براون. وهكذا فإنّ معارك رأس المال المعاصر ضدّ المؤسسة أو قوى الإنتاج أو علاقات الإنتاج لم تعد تجري في معمعان الصراعات الطبقية الكلاسيكية أو تظاهرات الشارع أو مؤتمرات الأحزاب، كما كانت عليه الحال في الماضي، بل هي اليوم تُخاض في قاعات البورصة أو المحاكم أو البرلمانات، أو اجتماعات مجالس إدارة الشركات العملاقة أو الجمعيات العمومية لأصحاب الأسهم. في قاعات كهذه يتقرر مصير "العقد الإجتماعي"، ليس على ضوء التعاقد بين المنتج والمستهلك أو العمل وقيمة العمل، بل على أساس قاعدة ذهبية واحدة، ليست جديدة تماماً في الواقع: ارتياد الآفاق وفتح الأسواق وتحقيق أقصى زيادات ممكنة في الأرباح، وتحسين حظوظ المؤسسة في المنافسة والإحتكار والتواجد الكوني القوي المُعَوْلَم". ولكي لا نغفل الرابطة بين مؤتمر برايتون ونظائره الأمريكية، نشير مجدداً إلى ذلك الشقاق الكبير الذي يعبّر عن "سمة عصرنا" هذا، لكي نتذكّر واحداً من مصطلحات الستالينية المنقرضة. لقد انتهت، ولكن دون أن تُغلق عملياً ونهائياً، تلك المعركة القانونية العجيبة بين وزارة العدل الأمريكية (ومن ورائها أكثر من عشرين ولاية، وعشرات شركات الكومبيوتر الصغيرة والكبيرة) من جهة، والملياردير الأمريكي الشاب بيل غيتس وشركته العملاقة من جهة ثانية. لم تنته المعركة لأنها بالكاد بدأت، ولهذا فإن التوقّف عند أبعادها الكونية العابرة للمحيط يقتضي انتظار المزيد من الجولات الدراماتيكية". ذلك لا يلغي شرعية وضع هذه المعركة القانونية في قلب واحد من سياقات التنظير الفلسفي لنهاية التاريخ المتعدّد الأقطاب، وولادة الإنسان الرأسمالي الظافر بوصفه وريث التواريخ وخاتم البشر أجمعين. سياسة ما بعد التاريخ هي اقتصاد مبطّن، كما اكتشف فرنسيس فوكوياما، و جميع المسائل السياسية تدور حول مسائل اقتصادية، بما في ذلك المشكلات الأمنية ذاتها التي تنبثق من صلب المجتمعات المدنية الرخوة، شرقاً وغرباً . لا يغرنّكم هذا الاقتصاد، يقول فوكوياما، لأنه يضرب بجذوره عميقاً في الحياة الاجتماعية، ولا يمكن فهمه على نحو منفصل عن مسائل تنظيم ـ أو سوء تنظيم ـ المجتمعات الحديثة لنفسها. هاهنا الحلبة الحقيقية للصراع، واليد العليا في صناعة المجتمع الاقتصادي هي يد الثقافة الإجتماعية (أو الإجتماع الثقافي) التي يمكن أن تطلق أو تكبّل الأيادي الأخرى مهما بلغ جبروتها العملي أو الحسابي أو التقني. وأن يركب المواطن الكوني عباب محيط المعلومات الكونية (لكي نستخدم التعبير التقني السليم في رطانة الإنترنيت) أمر يشكّل ثقافة اجتماعية واجتماعاً ثقافياً في الأساس. وأن يشتغل الفتى ـ المعجزة بيل غيتس على احتكار وسيلة الإبحار هذه أمر يعني احتكار الإجتماع الثقافي أولاً، قبل احتكار الإجتماع الإقتصادي والإستثماري والتكنولوجي والعلمي. وليس بغير دلالة خاصة، بصدد هذا المبدأ بالذات، أن الفيلسوف الفرنسي الروسي الأصل ألكسندر كوجيف، كبير مفسّري هيغل في القرن العشرين وأستاذ فوكوياما، بلغ خلاصة مبكرة مفادها أن الفيلسوف الألماني كان على حقّ في القول بنهاية التاريخ. خطوة كوجيف التالية كانت درساً في أخلاق المهنة إذا صحّ القول، لأنه قرّر بدوره أن الفلاسفة من أمثاله ينبغي أن يُحالوا إلي التقاعد أو يغيّروا المهنة، فانقلب إلى بيروقراطي اقتصادي في إحدى مكاتب السوق الأوروبية المشتركة. ليس هذا رأي رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب العمال الحاكم. ليس في برنامجه أن يعتذر، ولا أن يتقاعد أيضاً، فكيف بالتنازل قيد إنملة عن يقينه الراسخ بإنّ ما أنجزه هائل شامل مشرّف، خصوصاً إسقاط صدّام! وفي بريستول، قبل خمس سنوات، لم يواجَه بلير بالهتافات الساخطة كما حدث في برايتون، بل سقطت على رأسه وثيابه رشقات من البندورة التحقيرية. تلك كانت وسيلة أخرى للتعبير عن استنكار بعض البريطانيين لمواقفه الذيلية التي تقتفي سياسة الولايات المتحدة بصدد العراق تحديداً: تضييق الخناق على الشعب العراقي، و"تطوير الحصار بطرائق أذكي"، أي أشدّ استهتاراً بالمأساة اليومية التي تجاوزت حدود الإبادة. والثابت أنّ ذلك الشكل المتطوّر من الاحتجاج لم يفلح في تذكير الرجل بأنّ البندورة المراقة لا تشبه الدماء البشرية المراقة... إلا في اللون! وقبل الإنخراط التامّ في صفوف الفيالق الأمريكية الغازية للعراق، لم يترك بلير فرصة تفوته للإعراب عن متانة الغرام الأنغلو ـ أمريكي، الذي جمعه مع الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، ويجمعه اليوم أيضاً مع الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش. ولقد حدث مراراً أنه زاود على الأمريكيين أنفسهم في تصعيد الحرب النفسية ، خصوصاً حين نشرت حكومته تقارير سرية عن ترسانة عراقية مرعبة خرجت بغتة من مغارة على بابا: صواريخ سكود سليمة مصانة، وأطنان (نعم، أطنان!) من المواد الكيماوية الجاهزة للتحوّل إلى أسلحة كفيلة بإبادة سكان الأرض عن بكرة أبيهم، أو كما جاء في النصّ الحرفي: سكان الأرض بأكملهم! وفي عام 1990، عشية عاصفة الصحراء ، لم تكن مارغريت ثاتشر مضطرة إلى مديح جورج بوش الأب، بل كان العكس هو الصحيح لأنها اضطرت إلى توبيخه. في عام 1998 لم يكن توني بلير سعيداً بإزجاء المدائح إلى بيل كلينتون فحسب، بل كان أيضاً مضطراً إلى السكوت عن فضائح الرجل المالية والجنسية. ولقد وجد نفسه منضوياً في صفّ المدافعين عن كلينتون، مراهناً على رئيس مثخن بالجراح، مقامراً بخيانة مدوّنة السلوك التي بشّر بها طويلاً، هو المعروف بدفاعه المرير عن القِيَم العائلية، وهو الذي يسعي إلى تجسيد المعجزة الأخلاقية للبريطاني النيو ـ فكتوري السائر علي السبيل الثالث بين اليمين واليسار! واليوم في برايتون لا يخون بلير صورته أبداً: "مجرم حرب" حسب هارولد بنتر، و" كاذب" حسب أسبوعية "الإيكونوميست" فضلاً عن تسعة أعشار خصومه، " منافق" حسب أهل اليسار في حزبه، و" صوت سيّده" الأمريكي حسب استطلاعات الرأي البريطانية، و "حليف صادق" حسب البيت الأبيض. واللائحة طويلة طويلة، ومفتوحة مفتوحة...
#صبحي_حديدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما الذي يمنع سيّد العالم من اعتلاء العالم
-
طبيب -طاسة الرعبة-
-
واشنطن ودمشق: الضجيج الذي قد ينذر بالعاصفة
-
العمل الفني الأعظم
-
-الخطر الأخضر- الذي عوّض الغرب عن -الخطر الأحمر-
-
طرزانات أمريكا
-
من دمشق إلى بيروت: تمديد الرئاسة أم تقزيم الوجود السوري؟
-
طبقات الشعراء
-
بيريس وحزب العمل : زالت المصطلحات وبقيت الانتهازية العتيقة
-
حكمة الوقواق
-
بعد نصف قرن على المصطلح: ما الذي يتبقى من كتلة عدم الإنحياز؟
-
نوستالجيا الأبيض والأسود
-
فرنسيس فوكوياما وتفكك اليمين الأمريكي المعاصر
-
إقليم دارفور بين -لعبة الأمم- و-بورنوغرافيا الكوارث-
-
محمد القيسي أم الإسمنت؟
-
اليهودي العربي
-
فرنسا وتهمة العداء للسامية: من الابتزاز إلى المصيدة
-
رأساً على عقب
-
البرادعي في إسرائيل: تفتيش -وجودي- من ارتفاع عين الطير
-
الواق واق الجديدة
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|