أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد يونس خالد - العقلية الدينية السياسية الاسلاموية تسيء فهم التطورات على الساحة العراقية والأقليمية















المزيد.....

العقلية الدينية السياسية الاسلاموية تسيء فهم التطورات على الساحة العراقية والأقليمية


خالد يونس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 976 - 2004 / 10 / 4 - 10:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القسم الثاني
المحور الأساسي لإستسلام العقل العربي هو ضعفه في مواجهة أي تحدي اجنبي، مع قدرته في تحدي العربي للعربي. فالعقل السياسي العربي مهيأ بل ومساند لقبول التدخل، حيث يفتح بعض الدول العربية مطاراتها وأجواءها الجوية أمام الجبروت الأمريكي لضرب الدول العربية الأخرى. وتعقد إتفاقيات عسكرية وأمنية لحماية سلطانها، ولوعلى حساب الشعب العربي كله. والعقل العربي لا يُلام أن يفعل ذلك، بل ينبغي أن يفعل ذلك ليحمي نفسه من مؤامرات اخوانه من العرب أنفسهم، ومن النظام الايراني المسلح من رأسه حتى قدميه.
العقل السياسي العربي يتراوح بين العبودية والحرية، وهذه الحرية هي في أغلب الأحيان يتيمة، لأنه لايمكن لأي إنسان أن يكون حرا حين يحجب الحرية عن نفسه وعن غيره، فالأنظمة العربية ليست حرة حين تسمح للقوات الأجنبية بإحتلال عقولها وأراضيها لضرب الأخرين اليوم، بينما تحجب الحريات عن شعوبها.
صحيح أن أغلب العراقيين أيدوا تغيير النظام البعثي العراقي وعزل صدام من السلطة بمساندة أمريكية، وكان لابد للعراقيين أن يتعاونوا مع الأمريكيين لأن النظام العربي الرسمي الضعيف كان يؤيد جرائم النظام العراقي البائد ضمنا حينا ورسميا أحيانا أخرى. لكن هذا التغيير بدأ يواجه مقاومة النظام العربي لخوفه من أن تتغير أنظمة عربية أخرى. نعم التحرير تحول إلى إحتلال بإعتراف الأمم المتحدة نفسها، لكن كيف يمكن ترك الشعب العراقي يغرق بين الأمواج العاتية من الارهاب العربي الاسلاموي المقيت، والارهاب الدولي العنيف، وتصدير الارهابيين من بعض دول الجوار كسورية وايران، دون أن يأخذ النظام العربي بيد الشعب العراقي بجد واخلاص، ليتمكن من انتخاب حكومة شرعية في يناير/ كانون الثاني عام 2005، والعمل على ترتيب الأمن وإشباع الحاجيات الأساسية للمواطنين، والإسراع برحيل قوات الإحتلال؟ كيف يمكن للقوات الأمريكية أن تخرج من العراق اليوم والأمن معدوم في العراق، والإضطرابات السياسية والمسلحون في كل مكان والتناقضات لا زالت تحكم الوضع؟ ألا يؤدي كل ذلك إلى حرب اهلية لا أول لها ولا آخر؟ ياللعار، الكل يبصق في النهر الذي يشرب منه. إننا نريد عراقا فدراليا تعدديا ديمقراطيا دستوريا يضمن الحرية للشعب العراقي كله. لقد عجزت العقلية العربية فهم المأساة العراقية، وأهمل نظام الأمن العربي معاناة الشعب فلم يكن من وسيلة لقوى المعارضة العراقية إلا أن تتعاون مع الولايات المتحدة ضمن نفس الأسس التي تعاملت معها الأنظمة العربية الأخرى، فحررت الجيوش الأمريكية والحلفاء دولة الكويت من الاحتلال العراقي، وحررت الجيوش الاميركية والبريطانية شعب العراق من ظلم النظام البعثي الصدامي البائد، مقابل إصطياد العقل العراقي لصالح امريكا بالإحتلال. ولكن حتى بعد إنهيار نظام صدام فإن العقل السياسي العربي لازال مشلولا أمام ذلك الوضع مثلما هو مشلول أمام الواقع الفلسطيني حيث يتعرض الشعب الفلسطيني للقهر والإستغلال والإستعباد والقتل في ظل إحتلال إسرائيلي مستمر. إنه عهر ثقافي وحضاري في عالمنا اليوم. فقد تركنا الشعب الفلسطيني يسبح في بركة من الدماء، ونسمع صراخ الأطفال والنساء على شاشات التلفاز، ونجتمع يوما بعد يوم، ونصدر بيانا تلو بيان، وننام ونصحو، وقد نسينا كل شيْ.
وتعجز العقلية الدينية السياسية الاسلاموية فهم التطورات الأخيرة على الساحة العراقية والأقليمية. فعلى الصعيد العراقي نجد بأن العقلية الدينية السياسية الاسلاموية المتطرفة قد تحولت إلى مزاج بشري وسياسي بل وعسكري. فالسّنة ترفع شعارات سنية، والشيعة ترفع شعارات شيعية، والعرب والكرد والتركمان والكلدو آشور يرفعون شعاراتهم العرقية تمهيدا للتضارب والصراع.
الكل يرحب بعملية التحرير نظريا، والكل يرسخ عملية الاحتلال عمليا . فهذا رجل دين شيعي يدعو إلى حكم الحوزة العلمية والدينية في العراق وتسجيل جيش شعبي. هل الشعب العراقي اليوم بحاجة إلى جيش ديني أو إلى عقل حسيني؟ إنه لا شك أنه بحاجة إلى عقل حسيني وعمري وليس إلى عسكرة المجتمع.
وتعجز العقلية السياسية العربية اليوم فهم المأساة السعودية وتركها شبه وحيدة من قبل المنظومة العربية في مواجهة الإرهاب والتكفير والتشويه. ونحن نعلم بأن السعودية تضم مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومرقد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وبعض الصحابة من العشرة المبشرة. ومسؤولية حماية المقدسات لا تقع على عاتق السعوديين وحدهم إنما على عاتق كل العرب والمسلمين. ولكن أين العرب والمسلمون؟ فالتطرف الارهابي الاسلاموي السياسي يقتل المدنيين الابرياء في السعورية ، ويفجروا أنفسهم في ارض الحرمين الشريفين، بحجة مقاومة الجيش الامريكي. النظام السعودي يجد نفسه مجبرا أن يأوي القوات الامريكية من الغزو الارهابي الاسلاموي الذي لايفهم لغة الحوار والديمقراطية. فمعارضة النظام السعودي، والاشكالات الموجودة هناك لا تحل بالارهاب، انما بالتفاهم والحوار المتواصل للوصول تدريجيا الى الحلول الناجعة.
وبنفس الدرجة من المأساة نقرأ التاريخ من خلال الإرهاب واللاعقلانية في دولة المليون شهيد، والجزائر التي تُقطع أوصالها بالعمليات الإنتحارية والإرهابية وذبح المدنيين الأبرياء وسط حفلات وموسيقى صاخبة. وبدرجة أكبر العمليات الإرهابية في عراق اليوم، والتي تحطم الإقتصاد العراقي، وتضعف النفسية العراقية بالإسراع بتشكيل حكومة ديمقراطية ، وإقناع الأمريكيين بالرحيل بعد إستتباب الأمن. فالعمليات الإرهابية تخدم تثبيت الوجود الأمريكي في العراق، وتعطي لهم ذريعة بضرورة البقاء لمنع حدوث حرب أهلية.
والوضع ليس أفضل في السودان، وما يتعرض له دارفور والمدنيين من قتل وتشريد. ورغم تدخل الأمم المتحدة، والجهود المبذولة لايجاد حلول ناجعة لمشكلة دارفور، فإن الحرمان والقتل مستمران. والنظام السوداني لا يلقي الدعم المطلوب من العرب، من اجل ايجاد حل عاجل حتى لا يجد المجتمع الدولي ذريعة لدخول أمريكا في السودان من أوسع الأبواب. وربما الوضع سئ في سورية ولبنان، حيث التدخل السوري في دولة لبنان مستمر، تحت غطاء اتفاقية الطائف ، مما يفتح الأبواب للأمريكيين والاوربيين بدخول لبنان وسورية أو معاقبة هذا أو تلك بذريعة حماية سيادة لبنان. أليس العقل السياسي العربي في كل ذلك يفتح الأبواب للأجنبي بدخول بلاده، لأنه عاجز أن يواجه الأحداث في النظام الدولي؟ الكل يعارض الوجود الاجنبي، والكل يساند هذا الوجود من الناحية البراغماتية، والكل يبصق في الجدول الذي يشرب منه .
__________________________ الكاتب باحث عراقي مستقل مقيم في السويد



#خالد_يونس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجز العقل السياسي العربي في مواجهة الأزمات التي تحكم المنطقة ...
- العقلية التقليدية الكردستانية تخشى الوعي الاجتماعي
- خيارات كردستانية لمواجهة التحديات الراهنة
- كيف نواجه الإرهاب في كردستان ؟ القسم الاول
- مواقف متباينة من القضية الكردية في النظام الدولي
- تحطيم جدار الخوف لمواجهة الحرب النفسية ضد الشعب الكردستاني
- اشكالية مفاهيم تسييس الإسلام وحزب الله وفصل الدين عن السياسة ...
- الفقهاء يرفضون تسييس الإسلام وشرذمته إلى أحزاب إسلاموية - ال ...
- من سيد قطب وتسييس الإسلام الى الأحزاب الإسلاموية وشرذمة الإس ...
- سيد قطب وتسييس الإسلام ودحض أفكاره في التكفير والعنف - القسم ...
- حسن البنا والدعوة الإسلامية ضد السياسة الحزبية وتسييس الإسلا ...
- الطبيعة الفاشية لصدام وفكر البعث العربي في العراق 2-2
- الطبيعة الفاشية لصدام وفكر البعث العربي في العراق 1-2
- طريق الحرية والسلام في العراق يمرعبر كردستان - القسم الرابع
- طريق الحرية والسلام في العراق يمرعبر كردستان - القسم الثالث
- طريق الحرية والسلام في العراق يمر عبر كردستان- القسم الثاني
- طريق الحرية والسلام في العراق يمرعبر كردستان - القسم الأول
- قراءة ديوان - أشعار منفية - للشاعر العراقي فوزي إبراهيم
- إشكالية الهروب من الحرية في عراق مابعد فضيحة أبو غريب 2-2
- إشكالية الهروب من الحرية في عراق ما بعد التحرير 1-2


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد يونس خالد - العقلية الدينية السياسية الاسلاموية تسيء فهم التطورات على الساحة العراقية والأقليمية