أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمود هادي الجواري - هل ان الكتاب والمفكرين هم المعول عليهم في نهضة الامم ؟؟















المزيد.....

هل ان الكتاب والمفكرين هم المعول عليهم في نهضة الامم ؟؟


محمود هادي الجواري

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 21:58
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ليس بالكثير إن نقول إن الحوار المتمدن قد أسهم وبشكل فاعل في تمدن الحوار ،ومن نقله إمام أعين القراء الكرام وبشكل علمي وحضاري ، فهو استطاع أن يتجاوز مرحلة النطق وتحرر اللسان من عقدة الخوف من المجهول ، لا بل انه ذهب إلى ابعد من ذلك بكثير،وكان يسيرا أن يكون الحوار شفويا وتذهب كل الكلمات إدراج الرياح .. فلا يبقي شئ في الذاكرة .. اليوم الحوار المتمدن ومدنية الحوار غرست في المساحات الفكرية التي كانت متصحرة ، نضجا فكريا متألقا ، وارتوت أوراقها من مداد لا ينقطع من عصارة العقول ، فخرجت لنا ثمرة المفاهيم المعاصرة وبنكهات متطلبات العصر وبألوان التواصل الحضاري ، كل ما يهم حياة البشر في الفكر والعلوم والسياسة والاقتصاد والى غيرها مما يثري ويؤنس عقل الإنسان التواق إلى التفاعل مع مجريات الحياة اليومية وبشكل انسيابي منتظم .
ولما كان الكاتب بهذه الأهمية والمنزلة في المجتمعات ، فانه بلا أدنى شك سيكون في مواكبة فاعلة و مواجهة مؤدبة مع القراء المثقفين لتبيان أو استيضاح ما تكتنفه النصوص من غموض أو فك الارتباط المثير للجدل . إذن كل الكتابات الأدبية والفكرية التي هي في غاية من الأهمية هي في تماس مباشر مع إحياء النهضة الفكرية أو تراجعها ولنا القصة مع الدستور العراقي الذي ضم في متونه شتى أنواع العقد وأعطى الأوجه المختلفة لحل رموزه ،والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة ..هل أن كتاب الدستور كانوا يتمتعون بالحياد والاستقلالية أم أن هناك إطراف لا تنتمي إلى الفكر ولا تمت بأية صلة كانت لهم اليد الطولى والتدخل لغرض الإخلال بالعملية الدستورية والتي كان من المعول عليها أن تسهم في نهضة العراق وانتشاله من براثن التحكم بالإرادات والذهاب بعيدا عن شم رائحة الدكتاتورية التي لا زالت ملتصقة بعقول البعض لأنها تمنحهم سلطة بلا رقيب .
أذن الكتابات المحايدة والمستقلة والتي تستند إلى قاعدة الوضوح والشفافية ، من أسمى غاياتها أن تكون بعيدة عن المكاسب المادية والمنافع الشخصية ، وهي من أكثر الكتابات التي تخلق لها نقادا من غير المثقفين ، ولربما جيوشا من المتربصين والمتشككين في حسن نوايا الكاتب وما يصادفه ما بين السطور ، أو التعرض المباشر إلى شخصية الكاتب لكونه في ملامسة واقعية للحقائق التي يراد لها أن تطمر ولذلك لم يسلم الكتاب من المطاردة أو ملاقاة الحتف إذا كان التماس في موضوعة في غاية الخطورة على الأمة ..احذف من هذه المعادلة الكتابات والنصوص المخابراتية والأمنية ، وما مذكرات ويكيليكس ما هي إلا وثائق مخابراتية لاتنتمي إلى المنظومة الأدبية والفكرية ، إلى أين تنتمي تلك الوثائق فلها بابها الخاص والضيق والذي يقع تحت باب المعلوماتية وهذه هي الأقرب إلى المنظومة المخابراتية منها إلى المنظومة الفكرية ...ولكن عندما يستعرض الكاتب العربي وعلى وجه الخصوص الكاتب العراقي الذي وجد نفسه في وسط بحر هائج من الطائفية والعرقية والمذهبية السياسية ، أقول المذهبية السياسية وهي ليست الطائفية القائمة منذ ما يقرب من ألف عام ونصف، وإنما العبثية الفكرية الجديدة والتي أريد لها تمزيق وحدة الشعوب .. هذا ما تعرضت له في المقالة السابقة والتي هي إحدى المداخل لخارطة الشرق الأوسط الجديد .. فما الغاية إذن؟ ولماذا الفكر ... نحن نعلم جيدا إن الدخان الذي نجم عن وسائل القصف المتعددة ، انسابت من فوقها ريح المذهبية السياسية والتي ستظهر حال جلاء ذلك الدخان وتسقط مطر المذهبية السياسية .. ومما هو معلوم أن العراق عاش لأكثر من نصف العام دون قيادات سياسية وكان الشعب كفيل بإدارة أمره ولم تكن من الحوادث إلا التي تنضوي تحت الثأرية والانتقام من مطلوبي الدم و بعض البعثتين الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء ، بينما هرب الجزء الكبير إلى ما وراء الحدود أو الانخراط إلى الأحزاب سواء أكانت العلمانية منها أو الدينية وبشكل انتهازي وصريح .. إذن كانت عين الكاتب التي تقع إمامها الإحداث وبكل تجلياتها هي لا تمت صلة بالحالة الأمنية أو المخابراتية وإنما هي توصيف أدبي لمرحلة من تاريخ العراق وكذلك توصيف للحالة الاجتماعية التي تعاملت مع حدث السقوط بعبثية لم تشهده حتى أفغانستان البلد الفقير والذي لم يستطع أن يتحمل المواطن موضوعة النهب والسلب واستباحة قيم الإنسان والدولة وعلى حد سواء ..المرحلة تلك هي مرحلة الحوا سم ولا اعفي من تلك الشرائح التي امتدت يدها إلى المال العام والخاص عوائل ذات سمعة ووجاهة اجتماعية وكذلك لا استطيع أن أعطي المبررات للمعدمين الذين وجدوا إمام أعينهم مالا سائبا وبلا رقيب ..الحوا سم الكلمة الصغيرة في المعنى والكبيرة في التأثير على سايكلوجية شعب بأكمله كان المراد منها أن تصبح أما وأبا ودينا للكثيرين من باعة الضمير ، فمن هذه الشريحة ظهر إلى المشهد الاجتماعي أناس متنفذون وعن طريق أموالهم تسللوا إلى السلطة وعاثوا بالأرض الفساد الذي توزع بين إداري أو قانوني انيطت لهم مهمة التعيين أو منح فرص عمل وبالدولار الأمريكي أو شراء مقعد في مجلس القضاء أو المحافظة كذلك له تسعيرته الخاصة ولا يخلو مجلس النواب الحالي من تلك الشريحة التي تتسيد ألان ولها أعلى مراتب الحقوق الوطنية ..بينما يبقى المثقف المستقل هو المتهم الأول لمجرد انه يقول الحقيقة.. السلطة التي لا تستمع إلى مثقفيها سوف اكرر ما قلته في المقال السابق عليها أن تغلق أبوابها وترحل ...إذن لاهم للكاتب إلا هم تقويم المسارات الخاطئة وعرضها بشكل أدبي بعيد عن التجريح أو أساليب التنكيل والمماحكة والمناكفة.. هذه الألفاظ الفضفاضة هي أوجدت لها مكانا في العقلية السياسية المتاخمة لحدود السخرية والعبثية ويراد من قائليها أن يسهموا في إحياء نهضة فكرية وحضارية وعمرانية .. بهذه العقلية السمجة والمتقاتلة على فتات مائدة وقوت الشعب غير مشجعة ولم ولن يدوم لها البقاء طويلا والتاريخ لن يرحم المتسلطين على رقاب أهل الفكر ولم يعد للويس السادس عشر أن يستمر في عبثيته وسخريته من الشعب ، الثورة الفرنسية التي تسلحت بالفكر النهضوي قلبت الطاولة على متنفذي ذلك العصر ورمتهم في مزابل التاريخ ..اليوم هو غير الأمس والغد هو يوم جديد وفي كل شئ ولا يعلم احد كم ستكون مديات الوعي الجماهيري المطالب بأبسط الاستحقاقات اليومية وعندها سينتج الصمت كل عوامل وأدوات التغيير ..استخلص مما نويت إليه هو أن تتوجه الدولة إلى أصحاب الأقلام والمفكرين المبدعين بالشكر الجزيل وان يتم تدارس كتاباتهم في منبر مستقل وليس بالكثير على دولة نفطيةان تؤسس إلى هيئة مستقلة تعنى بشؤون الكتاب والمفكرين وتستثمر الإسهامات الفكرية المحايدة أو الناقدة للدولة أو الممتدحة لها والوقوف على سبل الرقي بالدولة ورفد نهضتها بإبداعات فكرية لصناعة فجر عراق ديمقراطي جديد ...



#محمود_هادي_الجواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي يرسم ملامح خارطة الشرق الاوسط الجديدة
- الاقتصاد العراقي الطرف المخيف في معادلة الشرق الاوسط
- الدعوة الى التضامن مع ضحابا التأريخ
- الاجتثاث سلوك مدني ام موروث سياسي
- اقتصاد الفرد ..اقتصاد الدولة .. الحلقة المقودة بين الفرد وال ...
- شكل الديمقراطية نتاج للعقل السياسي
- للعبة التعاقبية في الادوار السياسية ومجانية الاراء
- ماذا انتجت العقلية السياسية العراقية
- حقوق العمال بين مطرقة الحكومات وسندان منظمات المجتمع المدني


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمود هادي الجواري - هل ان الكتاب والمفكرين هم المعول عليهم في نهضة الامم ؟؟