أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - اواصر يوسف خالد - التحفيز، ودوره في تطوير الذات















المزيد.....

التحفيز، ودوره في تطوير الذات


اواصر يوسف خالد

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 20:13
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


الجزء السادس القيمة الذاتية والثقة بالنفس.
ان التحفيز هوالمحرك الاساسي الذي يعمل على ديمومية الاحساسيس والمشاعر والافكار والافعال، وهو بالتالي سر السعادة والاستمتاع بالحياة. والشرط الاساسي لحصول التحفيز، هو الشعور ان مايقوم به الفرد له معنى وقيمة مهمة في داخل الانسان نفسه.
هنالك نوعين من التحفيز وهما: التحفيز الداخلى، والتحفيز والخارجى
يعتمد التحفيز الخارجي على عنصر اساس وهو المكافئة، وبهذا فانه يجعل عملية التحفيز مرتبطة بالاخرين، مما يزيد وبشكل مضطرد من زيادة الامال والتوقعات التي يعقدها الشخص عليهم من اجل ادامة واستمرارية عملية التحفيز، وهذا يؤدي مع الوقت الى تحول دوافع التحفيز تلك الى ضغوط نفسية كبيرة وثقيلة، تؤدي بدورها الى القلق والشد النفسي، الذي يلغي الشعور بالارتياح الداخلي، كما ان تلك الدوافع تزول اذا لم تبنى عليها دوافع خارجية اخرى، ربما تكون مفيدة لفترة وجيزة ولكنها تفقد مفعولها على الامد البعيد
امّا التحفيز الداخلي فهو ما ينبع من ذات الانسان نفسه ويتماشى مع طبيعته، ويعطي الاحساس الكبير بالراحة الداخلية حين القيام بانجاز معين يلبي دوافع ورغبات الانسان الداخلية، وبهذا فانك لكي تحصل على التحفيز الداخلى، فما عليك الا الانصات الى داخلك، وان تحاول ايجاد معنى وقيمة لما تود انجازه. وتستطيع ان تحقق ذلك من خلال جعل ابواب الحوار في داخلك مفتوحة، بين رغباتك ومشاعرك وافكارك من جهة وبين حسابك وتخوفك من مواقف الاخرين منك من جهة اخرى. وقيامك بعدها بتلبية حاجاتك الداخلية من خلال الاعمال التي تثبت وتعزز رغباتك ومشاعرك وتحقق احلامك وافكارك
مثال بسيط حول طفلين عمرهما اربع سنوات قد تم تبليغهما مع اهليهما بسفرة خارج الروضة لمدة يومين، حيث تكون تلك السفرة حصرا على الاطفال والمربين دون الاهالي
حين اعربت الطفلة الاولى "ليندا" عن قلقها وعدم رغبتها بالسفرة من خلال القول الصريح، وحينما سمعوا اهلها ما قالته، سعوا الى تحفيزها عن طريق شراء لعبة تحبها وقالو لها: اذا ما استطعت المبيت يومين مع الروضة فسوف تحصلين على الدمية التى تحبينها. بعدها ذهبت ليندا الى السفرة وعادت مترقبة بلهفة المكافئه التي حصلت عليها طبعا
وحين اعربت الطفلة "سارة" عن قلقها ومخاوفها، اهتمّ اهلها بالموضوع وتناولوه من زاوية مختلفة، فاعطوا وقتا كافيا للحوار معها، واهتمام خاص لمعرفة حقيقة مشاعرها واسباب خوفها، وكيف يمكن تغيير قلقها الى مشاعر قوية وامينه. ومن خلال ذلك الحوار توصلوا الى انها لاتعرف المكان وتتخوف منه، ويسبب لها القلق وعدم الاحساس بالامان. فى اليوم التالي قرر اهلها الذهاب معها لزيارة مكان السفرة حيث لعبوا سوية واستمتعوا جميعا فيه، مما عزّز عندها الثقة بالنفس وحفز رغبتها الداخلية في المجيء اليه مرة اخرى مع الروضة من اجل المزيد من المرح واللعب
وهكذا فان التحفيز الداخلى الذى يبنى على الحوارالشعورى، له قيمة ومعنى كبيرين فى بناء القيمة الذاتية، وفي تحقيق انجازات عملية ومعرفية، تعزز من التفاعل بين الشعور والتفكير من جهة، والعمل على تحقيق الاهداف والرغبات من الجهة الاخرى. ان المشاعر التى تسكن فى داخلنا والتى توجهنا في كيفية التعايش مع بيئتنا، هى نبض لافعالنا، ولذلك فمن المهم جدا ان نتدرب على معرفة وقبول مشاعرنا كما هي، وعلى ان نضع لها حيزا وتعريفا فى داخلنا، اي التحقق دائما من الحالة التي نحن عليها. حاول دائما الانصات الى داخلك، اذا ما كنت: حزين، غضبان، خائف، مجروح، متفاجئ، غير واثق ...وغيرها الكثير... ربما تتعجب لاحقا عندما تعرف كمّية المشاعر المختلفة التي تمر بك بشكل مستمر، دون محاولتك الالتفات لها والوقوف معها لتسجيل احساسك وتفاعلك معها بشكل بناء. عندما نتكلم عن المشاعر نجد ان لها مكان فى احاسيسنا ووجداننا، وبالتالى نستطيع ان ندمجها ونعبر عنها من خلال اجسامنا وتصرفاتنا. يؤكد الباحثون على ان للانسان ثمانية مشاعر اساسية، لاتختلف في اختلاف الزمان والمكان وهى:ـ الفرح، الخوف، التقزز، الغضب، التعجب، الثقة، اليقضة والحزن. وبالتالى فان كل المشاعر الاخرى المختلفة مثل الغيرة والمرارة و والقلق و المرح ....الخ، هى نتاج لتفاعل المشاعر الاساسية مع بعضها
من المهم جدا ان نساعد اطفالنا ومنذ السنة الاولى على ادراك وفهم مشاعرهم الداخلية وعلى كيفية التعامل معها والاستفادة منها. فمن خلال تعاملنا معهم ولمسنا لحالتهم نساعدهم على اظهار مايعتريهم من مشاعر وانفعالات وبوضوح، مثلا ان تؤكد للطفل مشاعره فور احساسك او شكك بانه على غير عادته، كالقول له مثلا: انت خائف، فرحان، حزين، غاضب او متعجب ... او غيرها. عندما نحترم مشاعر اطفالنا سيحترمون هم ايضا مشاعرنا، وبهذه الطريقة فاننا نقوّي القيمة الذاتية للانفسنا وللاولادنا
مثلا حينما تقول الام لطفلها الخجول امام مجموعة من اصدقاءه: العب مع اصدقاءك ولا تخجل، فان ذلك لا يساعد الطفل كثيرا على التخلص من خجله، ولا ويقوي قيمته الذاتية، وهو ليس مثل محاولة الام التكلّم مع ابنها بصراحة ووضوح لتفهّم وتقبّل حالته بكل حنان وحب وامان اولا، ومن ثم التاكيد على وقوفها معه ومساندتها كالقول مثلا: اراك اصبحت خجول امام الاصدقاء، لاباس تعال نسلّم عليهم سوية فهم يفرحون عندما يرونك تسلّم عليهم
كذلك فان قول الاب لابنه المرتبك: لا داعى للارتباك فانت كبير وتستطيع عمل هذا الشيء، ليس كقوله: ربما ان الموضوع صعب بعض الشيء، وهذا ما يجعلك مرتبك، ولكننى اعتقد انك تستطيع ايجاد الحل المناسب
عندما تستخدم ابداعك في ايجاد الجمل التى تعبر عن وتعطى الاعتراف والاقرار والاحترام للمشاعر والاحاسيس والافكار التي تجول داخلك، فانك ستحصل تدريجيا على افضل النتائج في تطوير نفسك وطفلك. عندما تعطى الوقت الكافي للاصغاء الى مشاعر طفلك، سيتعلم هو الانصات الى داخله ومشاعره، وايجاد الكلمات والتعابير المناسبة لكل حالة، كما انه سجرّب فهم الافكار والاحاسيس الغير منتظمة وربما المتضاربة التي تمرّ به، لكي يسهل عليه تنظيمها والتعامل معها. فى اللحظات التي يشعر الطفل فيها بانه قد سمع وشوهد، وان كلماته اخذت محمل الجّد، فانه يشعر ايضا بانه محترم ومهم. وبهذة الطريقة يبنى طفلك ويقوى قيمته الذاتية
ان الحوار هو اهم وانجع الطرق في بناء القيمة الذاتية، والحوار البنّاء يجب ان يحتوي على العناصر الاساسية التالية:ـ الحق الكامل في الاختلاف، الوقت، الاصغاء، التكافؤ، النظر باحترام في العين والتفاعل مع لغة الجسد، الترابط، استكشاف الجانب الايجابي والحيوي في الكلام والبناء عليه، الفضول في المعرفة ودخول عالم الاخر بحب للتعرف على ما يجول في خاطره



#اواصر_يوسف_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكر بطبيعة علاقاتك مع اهلك واصدقائك ومحيطك.
- التاكيدات الايجابية كبديل عن المديح، ودورها في تعزيز القيمة ...
- الجزء الثالث: القيمة الذاتية والثقة بالنفس / تطبيقات عملية
- كيف ننسجم مع ذاتنا لنستمتع بالسعادة الداخلية
- القيمة الذاتية والثقة بالنفس - الجزء الاول


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - اواصر يوسف خالد - التحفيز، ودوره في تطوير الذات