أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق الحارس - اختطاف الأطفال ... مقاومة ضد الاحتلال















المزيد.....

اختطاف الأطفال ... مقاومة ضد الاحتلال


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 976 - 2004 / 10 / 4 - 07:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ان ما دعاني الى كتابة هذا المقال هو عملية خطف طفل تمت قبل أيام في بغداد . المختطفون طلبوا من عائلة الطفل المختطف مبلغا قدره 250 ألف دولار أمريكي وقد حصلت مفاوضات بينهما توصلا من خلالها الى تخفيض المبلغ الى 30 ألف دولار ومن ثم وبواسطة عصابة أخرى تعرف ظروف عائلة الطفل المختطف تم الاتفاق على مبلغ قدره خمسة ملايين دينار عراقي . عائلة الطفل المختطف احتفلت بمناسبة عودة طفلها وقد حضر الاحتفال أقارب وأصدقاء عائلة الطفل وقبل أن تنتهي الحفلة سمع الناس صرخة قوية من بيت قريب تبين بعدها أن طفلا جديدا قد تم اختطافه من المنطقة نفسها .
قال صدام في حديث تلفازي أيام كان رئيسا لعصابة النظام الذي حكم العراق سنوات طويلة أنه سيسلم العراق ترابا في حالة دخول قوات أجنبية للعراق . فهمنا وفهم مثلنا العديد من العراقيين حينها أنه سيدمر البنايات والوزارات والقصور وآبار النفط وغيرها من الامور التي تتعلق بالبنية التحتية للعراق ، لكن الحقيقة التي اتضحت معالمها بعد سقوط صدام أنه سلم نسبة كبيرة من العراقيين ترابا . يعتقد البعض أنه علينا أن لانعترف بهذه الحقيقة المرة وتبريرهم في ذلك هو أن لا نقول أن صدام حقق مراده وانتصر على العراق وشعبه ، لكنني أعتقد أنه علينا الاعتراف بهذه الحقيقة لكي نواجهها ونخرج من دوامتها التي تعيش في وسطنا .
نحن هنا لانريد أن نقول أن شعب العراق برمته أصبح ترابا ، إذ أن هناك الملايين من أبنائه قد حافظوا على أخلاقياتهم وقيمهم الأصيلة والنبيلة ، لاسيما منهم هؤلاء الذين دفعوا ثمنا بالغا لمواجهة المخططات التدميرية التي كان النظام السابق يستهدفهم من خلالها وهؤلاء يشكلون نسبة كبيرة من أبناء الشعب العراقي ، لكن علينا أن نعترف أيضا أن هناك العديد من أبناء هذا البلد قد فقدوا هذه الصفات وتلبستهم صفات المجرمين والقتلة . يقف وراء ضياع قسم من هؤلاء القتلة والمجرمين الظروف القاسية التي عاشها العراق خلال سنوات حكم الجبابرة والطغاة ، لاسيما الظروف الاجتماعية التي تسببت بها حروب النظام ، إذ فقدت أجيال كاملة التربية البيتية نتيجة موت آبائهم في حروب صدام الخاسرة وكذلك ظروف الحصار الاقتصادي الخارجي الذي استمر سنوات طويلة وأيضا ظروف الحصار الاقتصادي الداخلي الذي مارسه النظام السابق ضد طبقات عديدة من المجتمع العراقي ، لاسيما طبقتي الموظفين والعمال ، إذ كان صدام يمنحهم راتبا شهريا لايتجاوز الثلاث أو الأربع آلاف دينارا عراقيا .
لا أحد ينكر أن هذه الظروف مجتمعة قد خلفت العديد من المجرمين في الشارع العراقي والدليل هو أن ظاهرة الجريمة بالعراق كانت قبل سقوط النظام ظاهرة واضحة جدا ، إذ إن سجون النظام كانت ممتلئة دائما بهؤلاء المجرمين وبين الحين والآخر يصدر رئيس النظام السابق عفوا عن السجناء يستثني فيه سجناء الرأي ،وآخر عفو أصدره النظام السابق كان قبل سقوطه بشهرين تقريبا . لقد وصلت الجريمة بالعراق قبل سقوط النظام الى أن هؤلاء المجرمين يقتلون شخصا من أجل الحصول على ( قمصلته ) الجلدية التي يرتديها حين وصل سعر هذه القمصلة الى 300 ألف دينارا عراقيا وكذلك اضطر العديد من التجار والأغنياء الى تبديل سياراتهم الفارهة الى سيارات عادية بعد أن ارتفع معدل سرقة مثل هذه السيارات وقتل أصحابها دون رحمة . أما سرقة المنازل فقد وصلت الى حد لايصدق . كان السراق في العراق عندما يسمعون صوت صاحب المنزل يهربون بسرعة ، أما في السنوات الأخيرة ونقصد بها السنوات التي تلت الحرب التي طرد النظام فيها من دولة الكويت فقد تغير حال السراق أيضا ، إذ بدأ السراق يقتلون أصحاب المنزل ثم يدخلون الى المطبخ يأكلون ويشربون ثم يقومون بسرقة محتويات المنزل ببرودة أعصاب .
لابد لنا من أن نشير هنا الى أن عمليات الخطف كانت منتشرة أيام النظام السابق أيضا فقد كنا نسمع عن حادثة اختطاف هنا وحادثة اختطاف هناك . لقد كان الخاطفون يطلبون فدية من أهالي المختطفين . في بعض الأحيان تتم المفاوضات بين الخاطفين وأهل المختطف دون تدخل دوائر أمن الحكومة وفي أحيان أخرى تتم باخبار الجهات الأمنية ويتم القبض على المجرمين أو تتم المساومة بينهم وبين هذه الجهات ، إذ يتم تقسيم الفدية بين المجرمين والجهات الحكومية .
نحن هنا نتحدث عن المجرمين والقتلة والسراق في زمن النظام السابق الذي كانت لديه عشرة أجهزة أمنية تقريبا ونريد أن نصل من خلال ذلك الى أن الجريمة بالعراق كانت قد وصلت الى مراحل عالية جدا ، لكنها كانت محاطة بسرية تامة ، إذ إن وسائل الاعلام العراقية كانت مقودة من قبل النظام ولم يكن باستطاعتها الخروج عن الخطوط الحمراء العديدة التي وضعها ذلك النظام ، تلك الخطوط التي يقع ضمنها الكتمان عن مثل هذه الأخبار هذا فضلا عن عدم وجود قنوات عربية وأجنبية تنقل مثل هذه الأحداث عبر شاشاتها بعكس الوضع حاليا ، إذ أن أخبار العراق الآن تنقل عبر العديد من الفضائيات العربية والأجنبية ، فضلا عن الصحف العراقية الذي زاد عددها في وقت من الأوقات عن المئة صحيفة وهذا يعني أن أخبار العراق تنقل مباشرة الى العالم كله حاله كحال أية مباراة بكرة القدم في بطولة دولية وأيضا لابد لنا من أن نشير الى أن العالم أجمعه يهتم بمتابعة أخبار العراق كونه قد خرج من حرب كبيرة شاركت فيها العديد من دول العالم وتم فيها القضاء على كبير مجرمي العصر الحديث .
لا أحد ينكر أن معدل الجريمة قد ازداد في المرحلة التي تلت سقوط النظام وذلك يعد مسألة طبيعية جدا ، لاسيما بعد غياب سلطة الدولة لمدة ليست بالقليلة وأيضا بسبب خروج السجناء من المجرمين والقتلة والسراق نتيجة العفو الذي أصدره صدام عنهم قبل بدء الحرب كما ذكرنا وهؤلاء هم التراب الذي خلفه صدام ونظامه الاجرامي وقد أضيف اليهم العديد من أزلام السلطة السابقة الذين وجدوا أنفسهم في ليلة وضحاها مرميين بالمزابل وهو المكان الحقيقي لهم بعد أن كانوا في مواقع ومناصب لا يستحقونها مطلقا . من المؤكد أن ردة فعل هؤلاء كانت عبارة عن تفريغ أحقادهم على الشعب الذي خرج فرحا بسقوط النظام من خلال الخطف والقتل والسرقة وجرائم أخرى لسنا بصدد الحديث عنها هنا .
نحن نعرف أن الظروف لم تكن ستسير في صالح المواطن العراقي في المرحلة التي تلت سقوط النظام ، إذ كنا نعرف أن هؤلاء التراب سيستغلون هذه المرحلة أبشع استغلالا ، لكننا كنا نتمنى أن تستقر الأوضاع بعد مضي سنة مثلا وأن تتمكن أجهزة الدولة الجديدة من السيطرة على الشارع والقضاء على هؤلاء المجرمين الذين لايقلون خطورة على العراق من المخربين والقتلة والارهابيين الذين يطلقون على أنفسهم (المقاومة) هؤلاء الذين يقومون بقتل الأبرياء من أبناء الشعب العراقي واختطاف الأجانب الذين قدموا للعراق من أجل اعماره .
نحن نعتقد أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الحكومةالحالية والحكومة القادمة لتنظيف الشارع العراقي من هؤلاءالتراب وأيضا تقع المسؤولية نفسها على المواطنين العراقيين لأنهم الضحيةالأولى لهؤلاء المجرمين .



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاي فرحة وبعد فرحة
- من يحمي من ...الامام علي يحمي مقتدى أم العكس
- من يفوز في مباراة النجف
- نحن والحجية واسرائيل
- اتحاد كرة القدم عميلا للانكليز
- أسباب أخرى للحزن
- ان كنت من عائلة المجيد
- العودة الى الجنة
- حقوق محمد عبدالمنعم على الحكومة
- الحالة المعنوية
- لقطات قبل التوقيع وبعده
- مجزرة جديدة لن تكون الأخيرة
- المغفرة من أجل عيون الوطن
- عقدة الخوف من اللجنة الأولمبية
- لكن ، هناك العراق
- الأمان ولقمة العيش ثم الانتخابات
- أمن الملاعب الرياضية في خطر
- مقترحات في مسألة تنفيذ الحكم على صدام
- أمنيات كانت أحلام
- وجهة نظر


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق الحارس - اختطاف الأطفال ... مقاومة ضد الاحتلال