رضا عبد الرحمن على
الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 17:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بالطبع لا يخفى على أحد ما حدث ويحدث على أرض مصر من ميلاد جيل جديد وكتابة تاريخ جديد لأم الدنيا مصر ، وكذلك لا يخفى على أحد ما فعله نظام مبارك الغير مبارك من قتل وسلب ونهب وترويع الآمنين لدفعهم لشيء واحد فقط ألا وهو الاستغاثة به وبجهازه الأمني الوهمي الذي أظهر بنفسه أنه جهاز أمن وهمي ولم ينجح إلا في قمع وقتل المصريين وإذلالهم على مدى ثلاثة عقود ، وهذا الموقف المخزي للجهاز الوهمي للأمن كان سببا في إظهار معدن المواطن المصري الحقيقي الذي سهر وتعب وكافح على أن يعم الأمن والأمان أنحاء مصر ، فقد نجح المصريون العذل فيما فشل فيه نظام مبارك القمعي الإرهابي في تأمين البلاد من الإسكندرية إلى أسوان في المدن والقرى والنجوع سهر الشباب ليدافع عن وجوده وعن أمنه في غياب أو هروب جهاز أمن مبارك الذي يزيد عدده عن المليون والنصف مليون.
لقد فشلت جميع أجهزة النفاق ألمباركي من وسائل إلا علام وقيادات الحزن الوطني ورجال الشرطة لم ينجح كل هؤلاء في تضليل الشعب المصري وقتل ثورته العظيمة التي لم ولن تنتهي إلا برحيل ومحاكمة هذا الطاغية مبارك ، فكان من نظام مبارك وأباطرة الفساد والإرهاب والقتل إلا أن يستأجروا قلة من البسطاء للهتاف ببقاء مبارك ، وهذه أعتقد ستكون أخر الكروت المحروقة لأن ثورة الشباب جعلت النظام المستبد يتنازل ويتقهقر رويدا رويدا ، ولذلك الآن يريد هذا النظام الفاسد بكل رجالاته ومنافقيه وضباطه الدفاع عن وجودهم عن كرامتهم التي لم يعد لها أي وجود أمام الثورة السلمية العظيمة التي قام بها المصريون ، اليوم يساهم كل رجل من رجال مبارك في مساعدته على البقاء وهو لا يريد البقاء لخير هذا الوطن ولكنه يريد أن يتمكن من السلطة مرة أخرى لكي ينتقم من هذا الشعب لكي ينتقم من هذا الشباب الذي حول مبارك إلى مسخ ، وكل ضابط في أمن الدولة من الآن يفكر في مستقبله وماذا سيفعل بعد رحيل مبارك فهم يريدون الانتقام من هذا الشعب الذي أذلهم وأذاقهم جرعات مكثفة من الرعب والخوف في أيام قليلة.
مبارك ونظامه القمعي يثبت كل يوم للمصريين وللعالم تهمة البطلجة والقمع والترويع ضد الشعب المصري ، فما يقوم به البطلجية في مواجهة هذه الثورة العظيمة هو نفسه ما فعله النظام في تزوير انتخابات 2010 البرلمانية ، وكذلك نفس ما فعله النظام في مواجهة مظاهرات جامعة عين شمس ، فهو يثبت لنا جميعا انه حاكم طاغية لا يحب هذا الشعب بل يحقد عليه مبارك يكره الشعب المصري ويحقد عليه ، ولذلك يفعل كل هذه الجرائم ليحتفظ بالسلطة.
ومن أعظم تجليات هذه الثورة العظيمة أنها كانت سببا في إظهار قيمة وعظمة المواطن المصري وخصوصا الشباب ، كذلك وطنية ملايين من المصريين ، وكذلك ستكون سببا في إظهار خيانة كثير من المصريين لهذا الوطن ، اليوم الأربعاء دخلت المظاهرات يومها التاسع ، وخلال هذه الأيام التسعة سقطت أقنعة كثيرة جدا وانكشفت وجوه كثيرة جدا على حقيقتها.
#رضا_عبد_الرحمن_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟