السفير
الحوار المتمدن-العدد: 213 - 2002 / 8 / 8 - 00:35
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
يعتقد العلماء أن التغييرات المناخية تجعل العالم أكثر تعرضا للامراض حيث يساعد ارتفاع درجات حرارة الارض على نشاط الكائنات الحية المسببة للعدوى.
ويحذر الباحثون من أن الموجة المتصاعدة من الفيروسات والبكتريا والفطريات والطفيليات يمكن أن تسبب اضطرابا في الانظمة البيئية بل وتدق ناقوس الموت لأجناس كاملة من الكائنات الحية ومنهم البشر، فهم معرضون لخطر عدوى الكائنات الدقيقة والطفيليات.
وتوصلت إلى هذه النتائج دراسة استغرقت عامين تناولت انتشار الامراض في مختلف أنحاء العالم وبحثت مدى تأثرها بالحرارة أو التغييرات المناخية الفصلية.
وقال ريتشارد أوستفلد من معهد دراسات النظام البيئي في ميلبروك بنيويورك <<إن معدلات الاصابة المتماثلة بالامراض تثير الدهشة. نحن لا نرغب في إثارة الذعر ولكننا نشعر بالانزعاج حقا>>.
وذكر زميله آندرو دوبسون من جامعة برنستون <<ان التغييرات المناخية تجعل ظروف الحياة أفضل بالنسبة للأمراض المعدية. فبعض تلك الأمراض تنتقل من أنواع نباتية وحيوانية إلى البشر>>.
وخلص الخبراء إلى وجود أنماط مشتركة من الامراض ترتبط بظاهرة ارتفاع درجة حرارة الارض. وقدم فريق الباحثين، في مقال بدورية ساينس العلمية، نماذج موثقة لكائنات وفيروسات مسببة للعدوى ترتبط بأمراض تنمو بشكل أسرع عندما ترتفع درجات الحرارة بمعدلات طفيفة.
والكثير من الكائنات التي تنشر الامراض مثل البعوض وحشرة القرادة والقوارض تتسم بحساسية بالغة للحرارة والرطوبة. وعندما ترتفع درجات الحرارة تزداد احتمالات انتشار هذه الكائنات الناقلة للعدوى إلى مناطق جديدة ويكون لها تأثير قوي على جماعات من الاحياء البرية.
ومن المرجح أن يزداد عدد الكائنات الناقلة للعدوى التي تتمكن من البقاء على قيد الحياة طوال فصل الشتاء الذي اعتاد أن يقضي على معظم هذه الكائنات كل عام.
وفي الوقت ذاته، يمكن لفصول الصيف الاكثر دفئا أن ترفع من قابلية النباتات والحيوانات للاصابة بالامراض، لا سيما في المحيطات. ويقول العلماء إن التنبؤات تشير إلى أن متوسط ارتفاع درجات الحرارة في العام 2100 سيتراوح بين 14 و58 درجة مئوية مقارنة بمعدلاتها العام 1990.
كما يتوقع أن ترتفع درجات الحرارة الصغرى أثناء الليل بمعدل أكبر من ارتفاع درجات الحرارة العظمى أثناء النهار وأن يزداد معدل ارتفاع الحرارة في فصل الشتاء عن معدلات الارتفاع أثناء الصيف.
وفي الوقت الذي سترتفع فيه درجة حرارة العالم، سوف تنقل الحشرات الامراض من المناطق المدارية إلى المناطق الاكثر اعتدالا. وقال دوبسون <<إن أي مرض يستطيع أن ينتشر من المناطق المدارية إلى المناطق المعتدلة في ظل عالم أكثر حرارة سوف يكون له على الارجح تأثير أكبر حيث سيركز على الفصائل المعرضة لالتقاط العدوى والمتوافرة بأعداد كبيرة، وقد يكون النوع البشري من بين هذه الفصائل>>. (د ب أ)